التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

بيع مقاتلات F-35 والخداع الأمريکي… الإمارات تعود خالية الوفاض 

بعد أن کان من المتوقع أن تصبح أبوظبي الممثل المفضل لواشنطن في الخليج الفارسي بعد تطبيع العلاقات بين الإمارات والکيان الصهيوني، لكن نقض واشنطن لعهودها في بيع وتسليم مقاتلات F-35 قد أزعج حكومة الإمارات العربية المتحدة.

وفقاً لذلك، أوقفت الإمارات المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن شراء مقاتلات F-35 بقيمة 23 مليار دولار، بسبب مخاوف بشأن القيود الأمريكية المتزايدة على استخدام هذه الطائرات الحربية.

أساس الأمر أن إدارة بايدن قد نظرت في سلسلة من المتطلبات الفنية والقيود الخاصة لاستخدام هذه المقاتلات من قبل الإمارات، وهو ما اعتبرته الإمارات انتهاك لسيادتها وضد مصالحها.

وعلى الرغم من أن أنتوني بلينكن، رداً على بيان من الإمارات بشأن تعليق المحادثات لشراء طائرات مقاتلة من طراز F-35 ومعدات عسكرية أخرى بقيمة 23 مليار دولار، قال إن الحكومة الأمريكية لا تزال ملتزمةً بهذه الاتفاقية، لکن على عكس الاعتقاد السائد، يبدو أن هذا الأمر يطرح تحديات كبيرة في العلاقات بين البلدين.

الإمارات تعود خالية الوفاض بشأن مقاتلات F-35

في 10 نوفمبر 2020، أعلنت الحكومة الأمريكية رسميًا عن بيع 50 طائرة مقاتلة من طراز F-35 من صنع شرکة لوكهيد مارتن وطائرات MQ من دون طيار إلى الإمارات العربية المتحدة، بقيمة تزيد على 26 مليار دولار.

وجاء ذلك بعد أن وقعت الإمارات اتفاقيةً لتطبيع العلاقات مع الکيان الإسرائيلي برعاية دونالد ترامب. ووفقًا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أبوظبي وواشنطن، كان من المقرر تسليم هذه الطائرات المقاتلة الخمسين من طراز F-35 إلى الإمارات بحلول عام 2027.

ولكن بعد أن تولى جو بايدن منصبه، علقت إدارته الجديدة بيع الأسلحة وقضايا أخرى، ووضعت الآن شروطًا مختلفةً للإمارات لاستخدام طائرات F-35 المقاتلة. وهذا الوضع يعني عملياً أن الإمارات تعود من اتفاقية التطبيع مع الكيان الصهيوني خالية الوفاض.

تزعم الإمارات أنه في اتفاق تطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني، نصت الولايات المتحدة على بيع طائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35 إلى أبو ظبي مقابل هذه الاتفاقية.

والآن يمكن القول إن تراجع واشنطن وعدم الوفاء بوعودها أو جعل وعودها مشروطةً، يعني خداع الإمارات من قبل الولايات المتحدة.

إن سياسة قيام رئيس أمريكي بتقديم تعهد ما وإلغاء الرئيس القادم له أو تعليقه، أصبحت سياسةً قديمة الطراز ومعروفةً للجميع. وفيما يتعلق بمسألة تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، يبدو أن واشنطن لعبت مثل هذه اللعبة السياسية مع محمد بن زايد وخدعته عمليًا.

سعي الولايات المتحدة لمعاقبة أبو ظبي وحماية مصالح الصهاينة

فيما يتعلق بالأسباب الأمريكية لتقييد استخدام أبو ظبي للطائرات المقاتلة F-35، فإن أهم قضية هي نفوذ الصين في الإمارات.

في الواقع، إضافة إلى وضع القيود علی مبيعات الأسلحة العسكرية للدول الخليجية، تشعر إدارة بايدن بالقلق من أن استخدام الإمارات لتقنية الجيل الخامس من هواوي سيزيد من خطر تسريب معلومات حساسة لبكين. وتضغط واشنطن على الإمارات في استخدام مقاتلات F-35 لتقليل تعرضها لتكنولوجيا الاتصالات الصينية.

في الواقع، قلق واشنطن في الحد الأدنى هو التهديد والقلق بشأن مخاطر نقل التكنولوجيا، وعلى المستوى الأقصى، فإنها تشعر بقلق عميق إزاء تنامي نفوذ الصين والتعزيز الجاد للتعاون على مختلف المستويات بين أبوظبي وبكين.

وفي هذا الصدد، نرى أن محاولة الصين إنشاء قاعدة عسكرية في دولة الإمارات، وكذلك جهود إدارة بايدن لإقناع الإمارات بوقف بناء هذه القاعدة، أصبحت قضيةً خطيرةً في الآونة الأخيرة. حتى أن الولايات المتحدة أجبرت الإمارات على إغلاق قاعدة عسكرية صينية كانت تُنشأ سراً حول أبو ظبي.

إضافة إلى ذلك، وعلى الرغم من تهدئة التوترات بين أبو ظبي وتل أبيب، ولکن لا يمكن إنكار دور الضغط الإسرائيلي على مبيعات الأسلحة الأمريكية في المنطقة؛ بحيث عارض المسؤولون الصهاينة في البداية بيع هذه الأسلحة، قائلين إن بيع طائرات F-35 للإمارات قد يلقي بظلاله على التفوق الجوي للکيان في المنطقة.

خيارات الإمارات البديلة

في الوقت الذي أصبح فيه محمد بن زايد وحكومة الإمارات ككل مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بعدم وفاء حكومة الولايات المتحدة بالتزاماتها لبيع مقاتلات F-35، فإضافة إلى إثارة مسألة تعليق المحادثات الـ 23 مليار دولار بين الجانبين، يبدو أن حكومة أبوظبي تدرس إجراءات أخرى محتملة.

على المستوى الأول، تمتلك الإمارات الإمكانيات والأدوات لشراء أسلحة بديلة من دول أخرى. وفي هذا السياق، وقعت حكومة الإمارات قبل أسبوعين صفقةً لشراء 18 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز “رافال” قادرة على حمل ألف طن من الصواريخ، تقدر قيمتها بنحو 16 مليار يورو، خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أبو ظبي. وهذه الخطوة هي في الأساس تحذير جاد من حكومة الإمارات للولايات المتحدة.

وإضافة إلى مشتريات الأسلحة من فرنسا، التي هي أساسًا دولة في المجموعة الأطلسية وشريكة للولايات المتحدة، يمكن لحكومة الإمارات العربية المتحدة شراء الأسلحة من روسيا والصين، وتعزيز التعاون مع خصمي واشنطن.

وفي هذا الصدد، في أواخر ديسمبر، قال فيكتور كلادوف، رئيس قسم التعاون الدولي لشركة راستاك للدفاع، الموجودة في معرض دبي الدولي للطيران، إن روسيا تجري مرةً أخرى محادثات مع الشركات الإماراتية للمشاركة في بناء طائرة مقاتلة سوخوي 57.

أثارت هذه القضية رداً أمريكياً تهديدياً. على سبيل المثال، في نفس الفترة صرَّح “ميرا رزنيك” نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي الذي حضر معرض دبي للطيران، لموقع “المنتيور” الأمريكي حول تقارير عن احتمال شراء الدول الخليجية لهذه المقاتلة روسية الصنع: “شركاؤنا يعرفون مخاطر عقوبات كاتسا، ونحن جادون للغاية في تطبيق عقوبات كاتسا، سواء في هذه المنطقة أو في جميع أنحاء العالم”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق