التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

ضحايا الهجمات الدقيقة بالآلاف وأخرى لا تحصى تنتظر جراء استخدام واشنطن اليورانيوم المنضّب 

– أعلنت صحيفة نيويورك تايمز، الثلاثاء، عن جمعها بيانات تشير الى ان الخسائر المدنية في العراق وأفغانستان كانت أعلى بكثير مما اعترفت به الولايات المتحدة.

وأكدت الصحيفة انها لخصت تحقيقاتها في الحروب الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، بخصوص البيانات الامريكية التي تخص ضرباتها العسكرية عبر طائرات من دون طيار وقنابل دقيقة”.

وأضافت، ان “الوثائق التي حصلت عليها الصحيفة أظهرت معلومات استخبارية معيبة، بحجة الاستهدافات الخاطئة، كان ثمنها وفيات بين المدنيين، مقابل مساءلة ضئيلة”.

وذكرت الصحيفة انها “حصلت على وثائق البنتاغون حول الحرب من خلال طلبات حرية المعلومات بداية من شباط 2017 والدعاوى المرفوعة ضد وزارة الدفاع الأمريكية والقيادة المركزية”.

وتابعت، ان “مراسلي الصحيفة زاروا أكثر من 100 موقع للضحايا وأجروا مقابلات مع العشرات من السكان الناجين والمسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين، وتوصلت الى ان الحرب الجوية الأمريكية كانت معيبة للغاية وأن القتلى المدنيين تم تقليل اعدادهم بشكل كبير”.

ولفت التقرير الى ان “الوثائق تتناقض مع ادعاء البنتاغون بأن تكنولوجيا الطائرات من دون طيار جعلت من الممكن تدمير جزء من منزل مليء بالمقاتلين الأعداء بينما تركت بقية الهيكل قائمًا” حيث كشفت نيويورك تايمز أنه “على مدى خمس سنوات ، نفذت القوات الأمريكية أكثر من 50000 غارة جوية في أفغانستان والعراق وسوريا ، بأقل بكثير من الدقة المعلن عنها”

وأشارت الصحيفة إلى أن “مقاطع الفيديو التي تم التقاطها من الجو في بعض الأحيان لا تظهر أشخاصًا في المباني أو تحت أوراق الشجر أو تحت القماش المشمع أو أغطية الألمنيوم والعديد من المواد الاخرى “

واستشهدت نيويورك تايمز بثلاثة تقارير محددة لإثبات هذه النقطة. إحدى هذه الحالات كانت في 19 تموز 2016 بقصف القوات الأمريكية لثلاث مناطق يُفترض أنها ينطلق منها تنظيم داعش في شمال سوريا، الا ان التقارير الأولية تشير إلى مقتل 85 مقاتلاً بدلا من ذلك كان القتلى الحقيقيون 120 مزارعا وقرويا اخرون”.

واضافت “مثال آخر هو هجوم تشرين الثاني 2015 في الرمادي ، والذي تسبب فيه رجل شوهد وهو يجر جسمًا ثقيلًا غير معروف إلى موقع لتنظيم “داعش” وجدت المراجعة أن الشيء هو طفل مات في الغارة الجوية الامريكية”.

وعلق السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف على تقرير صحيفة “نيويورك تايمز” حول إخفاء البنتاغون حصيلة الضحايا المدنيين لغاراته في الشرق الأوسط وأفغانستان، ووصفها بـ”المروّعة”.

وقال في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام نشرته السفارة الروسية على “فيسبوك”: “عدد ضحايا الهجمات الدقيقة المزعومة للقوات الجوية الأمريكية الذي يفوق الـ1,5 ألف مدني وفقا للمعلومات الأولية، رقم مروع”.

وأضاف: “بين الضحايا نساء وأطفال يثقل مقتلهم ضمير موظفي وزارة الدفاع والأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، ممن سارعوا لتقديم تقاريرهم عن نجاحاتهم في مكافحة الإرهاب”.

وتابع: “لقد فقد الموظفون الإدراك أن الحياة البشرية لا تقدر بثمن، والتبريرات القائلة إن القتلى الأبرياء سقطوا نتيجة ما يسمى الأخطاء النزيهة تثير الغضب”.

وأشار السفير إلى أن الوقائع التي يتم الكشف عنها مؤخرا ليست الوحيدة في “سلسلة الإخفاقات الإجرامية” المرتكبة أثناء التدخلات العسكرية الأمريكية في الخارج”.

وقال إن “حالات استخدام ذخائر من اليورانيوم المنضب في يوغوسلافيا وسوريا والعراق، وقصف الفلوجة العراقية والرقة السورية لا تزال في انتظار محققيها، شأنها شأن وقائع توريد أسلحة من دول غربية إلى منظمات إرهابية. كل هذه الحقائق تتطلب اهتماما بالغا من الرأي العام العالمي”.

وكان محللون في مؤسسة “تحليلات موضوعية، حلول فعالة”RAND”الأمريكية، قد قالوا ان التناقض بين الخسائر المدنية، التي أبلغ عنها التحالف الأمريكي وتلك التي لحقت بالمنظمات الأخرى بحاجة إلى مزيد من الاستكشاف لفهم “التداعيات الاستراتيجية للخسائر المدنية على الولايات المتحدة والمنطقة ككل”.

وامتنع محللو المؤسسة عن الافصاح لتقديرهم لعدد الضحايا بين المدنيين العراقيين والسوريين، مستشهدين ببيانات من Airwars، والتي تشير إلى أنه في شهر واحد فقط من شهر مارس 2017 في الموصل العراقية، نتيجة لغارات التحالف الجوية، قُتل 1400 مدني نتيجة غارات التحالف الجوية، وهو أكثر بكثير مما تشير إليه قيادة التحالف لكامل الفترة من 2014 إلى 2019.

ونشرت مؤسسة RAND دراسة من 500 صفحة حول “الحرب الجوية ضد “داعش”، تم تخصيص العمل لتحليل إجراءات طيران التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة في سوريا والعراق في الفترة من أغسطس 2014 إلى مارس 2019.

وحسب بيانات رسمية صادرة عن القيادة المشتركة للتحالف في صيف 2019، قُتل 1319 مدنياً في ضربات جوية شنتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في العراق وسوريا منذ 2014. في الوقت نفسه، وفقًا لمجموعة المراقبة البريطانية Airwars، يمكن أن يكون هذا الرقم أكثر بعشر مرات – ما يصل إلى 13 ألف قتيل.

هذا ما قتل في الهجمات الدقيقة! فكيف عن الآلاف الذين ينتظرون نتيجة أمريكا استخدام اليورانيوم المنضب الذي أكدت واشنطن استخدامه في العراق وسوريا. وإذا كانت آثار السلاح النووي ما تزال واضحة المعالم حتى الآن في هيروشيما ونغازاكي، فما بالنا بسلاح اليورانيوم المنضّب الذي يبقى عالقاً في الهواء حوالي 4,5 مليار سنة!

حيث أكدت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية مرارا أنها استخدمت ذخيرة محتوية على اليورانيوم المنضب في عمليات في العراق وسوريا.

ولم يستبعد المستشار في وزارة الدفاع البريطانية الجنرال هيو بيتش Hugh Beach في مقال صحافي نشره موقع بوليتكس يو كي Politics UK البريطاني أن تكون طائرات A-10 التي نشرتها الولايات المتحدة الأميركية في العراق لمكافحة تنظيم “داعش”، تحتوي على مادة اليورانيوم المنضب.

تكمن مخاطر اليورانيوم المنضّب، في أنه لا يدمر أهدافاً فحسب، بل يدمر البيئة، والحياة الإنسانية بشكل عام، في المناطق التي تتضرر به ولملايين السنين، حتى أنه يحوّل بعض المناطق المصابة إلى مناطق غير صالحة للحياة البشرية، كما يطال المناطق البعيدة عن المنطقة المستهدفة عن طريق الرياح.

وبسبب عمليات تخصيب اليورانيوم تراكم لدى الولايات المتحدة الأميركية لأكثر من خمسين سنة حوالي (1,1) مليون باوند من اليورانيوم المنضّب، ما دفع بها، ومنذ بداية التسعينات أن تبحث عن طرق للتخلص من هذه المادة، بدلاً من خزنها في مستودعات خاصة، فاستخدمتها في صناعة الأسلحة، وجعلت من العراق، أفغانستان، البلقان، لبنان، سوريا مسرحاً لاستخدام سلاح اليورانيوم المنضّب.

وتؤكد التقارير والدراسات الطبية العراقية والأجنبية، ازدياد معدل التشوهات الولادية في العراق والاصابة بالسرطان أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق