التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

قرداحي متوشحا العلم اليمني.. اشكر جميع الشرفاء الذين وقفوا الي جانبي 

نظم اللقاء الإعلامي الوطني قبل عدة أيام حفلاً تكريمياً لوزير الإعلام السابق “جورج قرداحي” في بيروت، تقديراً لمواقفه الوطنية والسيادية. ولقد جاء هذا اللقاء بدعوة من مجموعة من الزملاء الصحافيين وبحضور وزراء لبنانيين حاليين وسابقين، ولقد كرّم اللقاء الإعلامي الوطني وزير الإعلام اللبناني السابق “قرداحي”، تقديراً لمواقفه الوطنية والسيادية وتأكيداً لحرية الإعلام في لبنان. وحضر اللقاء عددٌ من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية والحزبية والفنية اللبنانية، إلى جانب عدد من الوزراء و النواب السابقون والحاليون ولفيف من العلماء. وقد حضر الحفل وزير الأشغال العامة والنقل الدكتور “علي حمية” والنائبان “ايهاب حمادة” و”أمين شري” وممثلة سفير الجمهورية العربية السورية السيدة “منال عين ملك” ومسؤول العلاقات الاعلامية في “حزب الله”، “محمد عفيف” وامين عام جبهة العمل الاسلامي الشيخ “زهير جعيد” وممثل تجمع العلماء المسلمين الشيخ “حسين غبريس” وحشد من الشخصيات والفعاليات الاعلامية والاجتماعية.

وفي بداية اللقاء ألقى الاعلامي “رفيق نصر الله” كلمة رحب فيها بالحضور والمشاركين منوها بمواقف الوزير “قرداحي” وقال: “إن الحرب الإعلامية أشد فتكا في برمجة العقول وتبدل البوصلات من العقوبات السياسية والإقتصادية انها حرب الذاكرة وحرب إلغاء القناعات وحرب ضرب الهويات الوطنية والقومية للشعوب والجماعات واخذ الشعوب الى توترات تحت عناوين خادعة نعم نخوض هذه الحرب بكل اشكالها وهي تحاول ان تغتال فينا ما بقي من ارث نضالي ووطني ان مواجهة هذه الحرب لا تتم فقط بإمتلاك السلاح على انواعه ليشكل توازن رعب وهذا ما أدركه الأعداء على كثرتهم ولجأوا الى وسائل بديلة لفرض الوقائع”.

ولقد ظهر وزير الإعلام اللبناني المستقيل “جورج قرداحي” متوشحا العلم اليمني في حفل تكريم أقيم على شرف موقفه مع اليمن في بيروت. وفي كلمة ألقاها الوزير “قرداحي”، قال: “أنا مكرم لأنني أنتمي إليكم أيها الإعلاميون الشرفاء، فأنتم الذين بكم يتشرف الإعلام اللبناني والعربي والعالمي” وفي ما يخص الأزمة الأخيرة مع السعودية، أكد الوزير السابق أن الأزمة “علمّتنا أننا وللأسف بلد حيطه واطي، بلد يهابه الأعداء ولكن يستضعفه الأشقاء وغير الأشقاء”. وقال “قرداحي” وفقا لما نقلته وزارة الإعلام اللبنانية: “تعلمت من تجربتي القصيرة في الوزارة ثم من الازمة التي طرأت، تأكدت ان الوضع الاعلامي في البلاد بشقيه الرسمي والخاص يعيش حال صعبة من الازمات المتعددة، ويحتاج الى مراجعة شاملة وعميقة من أجل مساعدته على تخطي هذه الازمات، ومساعدته بالتالي على اداء الدور المطلوب مهنيا ووطنيا واخلاقيا”.

وتابع قائلا: “علمتنا اننا وللأسف بلد (حيطه واطي)، بلد يهابه الأعداء ولكن يستضعفه الأشقاء وغير الأشقاء، ولن اشرح كثيرا فالأمثلة كثيرة امام اعينكم.. علمتنا اننا لسنا مواطنين في دولة واحدة، فنحن مجموعات وطوائف نعيش ضمن حدود ارض واحدة، ولكن لا تضامن فيما بيننا لا في واجب، ولا في حق، ولا في وطنية، ولا في كرامة وعزة النفس. ونحن نحلم بأن يتغير هذا الامر لندخل جميعا في حرم الوطن الواحد غير اننا ومع كل تجربة جديدة نصاب بخيبة امل جديدة، والتجربة التي مررت بها كانت أكبر دليل على ذلك”. وأضاف: “حديث اجريته قبل شهرين من تعييني وزيرا على محطة اجنبية، ولم يتضمن اي اساءة وإذ تشن على حملة شعواء من هنا، لأنني قلت ان الحرب في اليمن وليس على اليمن فقطعت السعودية ودول الخليج علاقاتها الديبلوماسية والتجارية مع لبنان، وطلبت بالاستقالة. بصراحة شعرت حينها بظلم ما بعده ظلم، وبإهانة ما بعدها اهانة، فأعلنت رفضي لهذا العقاب المفروض علي وعلى وطني، ورفضي لهذا الانتهاك لكرامة وطني واهلي، وقف معي جميع الشرفاء في لبنان والوطن العربي”.

واستطرد الوزير المستقيل: “نعم، ملايين الاحرار والشرفاء وقفوا معي، وانا بصراحة كنت اتوقع ان يقف الاعلام اللبناني كله معي، ولكن لم يقف معي الا الشرفاء الاحرار في هذا الاعلام، اما الآخرون وكنت اعتقد ان بعضهم اصدقاء، فكشفوا عن ولاءاتهم الدفينة، وعن تنكرهم لمبادئ الحرية، وكنت اتوقع ان يقف اهل السلطة كلهم معي، ففوجئت بأصوات من داخل الحكومة التي كنت مصدقا عند دخولي اليها بأنها متضامنة. فوجئت بأصوات تطالبني بالاستقالة، ولن اتحدث عن السياسيين الذين كانوا يطالبونني بالاستقالة ويتبارون في اطلاق العبارات السفيهة املا بتلقي اشارة بزيارة السعودية، وكأنهم لا يعرفون رأي القيادة السعودية بكل واحد منهم”

وأضاف: “بصراحة كنت أتوقع أن يقف الإعلام اللبناني كله معي، ولكن لم يقف معي إلا الشرفاء الأحرار في هذا الإعلام”، لافتاً إلى أنه كان يتوقع أيضاً “أن يقف أهل السلطة كلّهم معي، ففوجئت بأصوات من داخل الحكومة التي كنت مصدقاً عند دخولي إليها بأنها متضامنة. فوجئت بأصوات تطالبني بالاستقالة”. وفي الختام، سُلّم لـ”قرداحي” درع تقدير على مواقفه القومية والعربية المشرفة. يُذكر أن “قرداحي”، قدّم استقالته من الحكومة اللبنانية مطلع الشهر الحالي، قائلاً “لا أقبل أن أكون سبباً في أذية لبنان وإخواني اللبنانيين في دول الخليج، فلبنان أهم مني، وقررت التخلي عن موقعي في الحكومة اللبنانية”. وكانت الرياض أعلنت، في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استدعاء سفيرها لدى لبنان للتشاور، وطلبت مغادرة السفير اللبناني لديها خلال 48 ساعة، وذلك في أعقاب نشر مقابلة لـ”قرداحي” قبل تعيينه وزيراً، يصف فيها الحرب على اليمن بالعبثية.

وتطورت ارتدادات الأزمة لتشمل عدداً من دول الكويت والإمارات والبحرين التي اتخذت مواقف مشابهة لجارتها، بينما استنكرت قطر مواقف الوزير “قرداحي”، مطالبة بتهدئة الأوضاع و”المسارعة إلى رأب الصدع بين الأشقاء” حیث أثارت تصريحات “جورج قرداحي” خلال برنامج “برلمان الشعب”، موجة من اللوم، لما قد يكون لها من آثار سلبية لعلاقات لبنان مع دول تحالف العدوان وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية. وعرض البرنامج في موقعه الالكتروني، مقابلة مع وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي” قبل توليه وزارة الإعلام، والتي انتهت بحجب الثقة من قبل الأعضاء قبل تحويلها إلى استفتاء شعبي حيث يقوم المشاهدون بالتصويت. حيث اعتبر “قرداحي”، أن جماعة “أنصار الله” اليمنية، يدافعون عن أنفسهم ولم يعتدوا على أحد، مشيراً إلى أن الحرب في اليمن عبثية ويجب أن تتوقف. وقال إن “الحوثي يدافع عن نفسه في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات”. وتعرض “جورج قرداحي” لهجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وزاد من حدة انتقادات السعوديين لـ”جورج قرداحي” خاصة أنه ظهر في حلقة تاريخية من البرنامج خلال فعاليات موسم الرياض واحتفالا بمرور 30 عام على تأسيس القناة منذ أيام قليلة. ولقد رد وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي”، على الضجة التي أثارتها تصريحاته حول الحرب في اليمن، وقال قرداحي، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، إن هذه التصريحات كانت في مقابلة مع قناة الجزيرة في الخامس من شهر أغسطس/ آب الماضي، قبل شهر من تعيينه وزيرًا في حكومة الرئيس ميقاتي، مؤكدا أنه لم يقصد بأي شكل من الأشكال، الإساءة للسعودية أو الامارات اللتين يكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء. وأضاف أن “ما قاله بأن حرب اليمن أصبحت حربًا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة”، معربًا عن تمنياته بأن تكون الضجة التي أثيرت حول كلامه، سببًا في إيقاف هذه الحرب المؤذية لليمن، ولكل من السعودية والامارات. كما رفض وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي” الاعتذار لدول تحالف العدوان العربي، بعد تصريحاته الاخيرة، قائلا “إنه لم يخطئ ليعتذر”. وبشأن دعوات الاستقالة التي ضج بها لبنان، قال “قرداحي”: “أنا جزء من حكومة متراصة وموحدة وهكذا قرار لا يمكن أن أتخذه لوحدي”. ومضى الوزير اللبناني قائلا: “لا يجوز أن يكون هناك من يُملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة من عدمه”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق