التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

منصور عباس.. طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني 

اعتبر النائب في الكنيست الإسرائيلي منصور عباس، أن “إسرائيل دولة يهودية وستبقى يهودية”.

وقال عباس، رئيس “القائمة العربية الموحدة” الشريكة بالحكومة الإسرائيلية، إن “دولة إسرائيل ولدت كدولة يهودية”. ولدى سؤاله إن كان يقصد ما يقول، أعاد عباس قوله: “إسرائيل ولدت كدولة يهودية”.

وتابع: “هذا هو قرار اليهود الذين أقاموا دولة يهودية، والسؤال هو ليس ما هي هوية الدولة فهي هكذا ولدت وهكذا ستبقى”.

وتعليقاً على هذه التصريحات أدانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بشدة، تصريحات عباس، وقالت إن تصريحاته “خيانية لا تمثل شعبنا من قريبٍ أو من بعيد، وتكشف عن الدور المشبوه المناط به كأداةٍ طيَعّة في يد الاحتلال”.

وأشارت الجبهة الشعبية إلى أنّ ما يدعيه منصور عباس يعد “تزكية لقانون يهوديّة الدولة، وتغطية على برنامج وممارسات الحكومة الصهيونية واليمين المتطرف وقطعان المستوطنين الذين يعملون ليل نهار لتجسيد هذا القانون بكل الوسائل والسبل من أجل تهجير أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة وقطع الطريق على حق العودة”.

وأكدت أن تسليمه بقانون “يهوديّة الدولة” يجعله “أداة من أدوات تنفيذه وخائنًا لمصالح شعبنا وحقوقه الوطنية”.

ودعت الجبهة الجماهير العربية في الداخل المحتل إلى “مقاطعة المدعو منصور عباس ونبذه” بعد أن “تموضع في الموقع المعادي لشعبنا وأصبح صوتًا للاحتلال في ترويج روايته الزائفة التي تستهدف الرواية والهوية الوطنية الفلسطينية”، مؤكدةً أنّ هكذا “شخصيّات طارئة وعابرة” في المشهد الفلسطينيّ لن تجد مكانا لها إلا في “مزبلة التاريخ”، على حدّ تعبيرها.

من جهتها قالت مجموعة من المثقفين الفلسطينيين في الوطن والشتات، إن التصريحات المتوالية، والسياسات التي ينتهجها، منصور عباس، رئيس القائمة الموحدة، التي تمثل الحركة الإسلامية الجنوبية في الكنيست الإسرائيلي، شكّلت صدمة كبيرة لعموم الشعب الفلسطيني، وبالأخص قوله، مؤخرا، إن إسرائيل “ولدت يهودية وستبقى كذلك“.

وجاء في بيان مجموعة المثقفين الفلسطينيين بمبادرة “ملتقى فلسطين” أن الموقعين على هذا البيان، من نشطاء وسياسيين ومثقفين، داخل فلسطين التاريخية، وفي بلدان اللجوء والشتات، إذ يعبرون عن رفضهم وإدانتهم لمواقف منصور عباس، وضمنها مشاركته في الحكومة الإسرائيلية، يرون فيها طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة في الأرض والهوية والمستقبل، وتكريسا لنهج القبول بالتذييل والتذلل لليمين الإسرائيلي.

منبهين أنه بحسب منصور عباس فإن الإقرار بـ”يهودية الدولة” يتضمن قبول استمرار إسرائيل في رفض الاعتراف بمسؤوليتها عن الجرائم التي ارتكبتها ضد شعبنا، وعلى رأسها طرد وتشريد أغلبيته من أرضهم ووطنهم خلال النكبة عام 1948، وخلال حرب حزيران 1967، وما تلاهما، ورفضها تطبيق حق العودة للاجئين.

وتابعوا: “في الواقع فإن المعنى الحقيقي لإسرائيل كدولة يهودية هو تشريع الاستعمار الاستيطاني لفلسطين، والقبول بنظام الأبرتهايد، الذي تمارسه إسرائيل ضد شعبنا في كل أماكن وجوده، ويعني ذلك، أيضا، التخلي عن السردية المؤسسة لحركتنا الوطنية القائمة على الصراع ضد إسرائيل، منذ قيامها (1948) كمشروع استعماري واستيطاني (إجلائي وإحلالي) وعنصري، والقبول بالرواية الإسرائيلية”.

وطبقا للبيان المفتوح للتوقيع فإنهم يرون أيضا أن منصور عباس ما كان ليجرؤ على هكذا مواقف وتصريحات لولا انزياح القيادة الفلسطينية نحو القبول بإسرائيل، واختزال قضية شعبنا بمجرد إقامة كيان فلسطيني في جزء من الأرض، مع ما يعنيه ذلك من اختزال الشعب الفلسطيني بفلسطينيي الضفة وغزة، واختزال الحقوق الفلسطينية بحق إقامة دولة في الضفة والقطاع فقط.

هذه المواقف صهيونية أكثر من صهيونية اليهود أنفسهم فهناك يهود كثيرون لا يؤمنون بالصهيونية ولا بيهودية الدولة، كما أن غالبية دول العالم وإن كانت تعترف بدولة إسرائيل إلا أنها لم تعترف بيهوديتها نظرا لحساسية الموضوع ودلالته العنصرية ولأنه يؤثر على فرص أية تسوية سياسية قادمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أن هذه المواقف المتصهينة ستؤثر بشكل خطير على فلسطينيي الخط الأخضر في الداخل الفلسطيني، كما تأتي في وقت تشتد فيه الهجمة الصهيونية الاستيطانية والتهويدية في كل مناطق الضفة الغربية، وقطعان المستوطنين يعربدون في القرى والبلدات بحماية جيش الاحتلال كما هو حاصل هذه الأيام في القدس وحي الشيخ جراح وفي بلدة برقة .

تعبر هذه التصريحات عن ما يلوج في ذاكرة ورأي من يقف على رأس القائمة الموحدة في الكنيست وهو منصور عباس الذي تنازل عن كل القيم والانتماء الوطني الفلسطيني والعربي، وانجر وانسلخ عن هذا الانتماء من أجل الفتات من خلال دخوله للائتلاف الحكومي.

هذه التصريحات تؤكد أن عباس باع كل شيء من أجل الحفاظ عل وجوده داخل الائتلاف ومن أجل أن يبرر هذا السقوط الحر الذي سقط فيه، ولذلك كل يوم يخرج بتصريح شديد اللهجة وبعيد كل البعد عن أخلاقيات ووطنية فلسطين.

وتابع: ” عباس يدافع عن نفسه أمام اليمين بخيانة القضية الفلسطينية ولن يجني سوى الندم بعد فوات الأوان والغريب أنه يعلم نظرة هؤلاء اليمين تجاه جميع العرب”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق