من الساعة 1:20 صباحا في مطار بغداد إلى زراعة شجرة زيتون سليماني في لبنان
شهد يوم الاثنين احتفالاً بالذكرى الثانية لاستشهاد اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس قادة المقاومة، أقام المحبون موجة كبيرة من المسيرات في المنطقة وتم إصدار بيانات التأبين والاعتراف بتراثهم. ومن أهم ردود الفعل والاحتفالات التي تُخلد ذكرى هذين القائدين العظيمين للإسلام نذكر الأمثلة التالية:
إحياء ذكرى الساعة 1:20 من صباح يوم 3 يناير في مطار بغداد
وقد كرم الموالون للمُثل العليا لقادة المقاومة في الأيام الماضية ذكرى هذين القائدين العظيمين للعالم الإسلامي في محاربة الغطرسة العالمية. حيث حضر عشرات الآلاف من العراقيين الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس في وقت ومكان استشهادهم. وبحسب العهد، في الذكرى الثانية لاستشهاد الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، تجمع عشرات الآلاف من العراقيين الساعة 1:20 فجرا في موقع استشهاد الشهيدان في مطار بغداد الدولي إحياء ذكرى الشهيدين ورفاقهما. ومنذ الساعات الأولى من الليل، سار الشعب العراقي إلى موقع استشهاد اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس، حاملين صور الشهيدين، وتوجهوا لتحية المكان لتجديد عهدهم، وبالإضافة إلى حضور شخصيات سياسية، حضرت أيضاً زينب سليماني، ابنة الشهيد سليماني، ومنار المهندس ابنة الشهيد أبو مهدي المهندس، وألقيتا كلمة. وذكرت وسائل إعلام عراقية أن الغضب والحزن ظاهرا على وجوه المشاركين في الحفل، وأنهم يريدون الكشف عن نتائج التحقيق في جريمة مطار بغداد. وهتف المشاركون بالولاء للقادة المنتصرين “في هذه الليلة الباردة لن تهدأ نار الحزن على خسارتكم”. وأضاء المشاركون في الحفل من بينهم أطفال الشموع وأكدوا على الولاء واستمرار درب الشهداء.
إحياء الحكومة العراقية لذكرى شهداء المقاومة
إضافة إلى المواطنين العاديين والتيارات السياسية، أحيت الحكومة العراقية أيضا ذكرى قادة المقاومة. وفي هذا الصدد، أعلن مكتب رئيس جمهورية العراق في بيان بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، يستذكر فيه العمل الشجاع للبطلين. وكذلك بفتوى جهاد كفاي آية الله السيد علي السيستاني المرجع الأعلى لشيعة العراق. ودعم دول الجوار والتحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لدحر الإرهاب ودحر داعش وحماية المنطقة والعالم من أخطاره. وقال البيان “اليوم، عشية تشكيل مجلس نواب وحكومة جديدين، ندعو إلى ضرورة الوحدة الوطنية والتضامن للحفاظ على السلم الاجتماعي، وسد الطريق أمام الإرهابيين الذين يسعون لتقويض أمننا واستقرارنا”. والولاء للدماء الطاهرة من أجل الحفاظ على الوطن واستمرار طريق الإصلاح وإرساء أسس الحكم الرشيد وتعزيز سلطة الوطن. نؤكد على السيادة الكاملة وإقامة عراق مستقل ومستقر وآمن وذو سيادة يدعم مصالح جميع العراقيين والمنطقة بأسرها المنغمسة في التوترات والصراعات.
إضافة إلى ذلك، كتب قاسم الأعرجي مستشار الأمن القومي العراقي على صفحته على تويتر في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس: “في الذكرى الثانية لحادث مطار بغداد، نؤكد أن ما حصل هو اعتداء اجرامي وانتهاك واضح للسيادة العراقية “. وكتب: “بالنظر إلى أوضاع البلاد ومصالح الناس، يجب أن نتفاعل بحكمة وعقلانية وصبر في مثل هذه الأحداث الصعبة”. وكتب الأعرجي في تغريدة أخرى: يا قادة النصر استشهادكم يسعدكم، وتمنى مستشار الأمن الوطني العراقي الرحمة والخلود للشهداء وكتب: “بهذه الكلمات ندين استهداف قادة النصر وأبطال الحرية”. بالإضافة إلى المسؤولين الحكوميين، تحدث “السيد عمار الحكيم” رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي، الأحد، في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما، قائلا إن الشهداء سليماني والمهندس بالإرهاب خلدوا اسمهم في ذاكرة الشعب العراقي والأمم الحرة الأخرى.
التأكيد على تقوية الأمة وأبناء قادة المقاومة
مما لا شك فيه أن إحدى أكثر ردود الفعل إثارة على استشهاد قادة المقاومة كانت رسالة رئيس الوزراء العراقي الأسبق. وكتب رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي في بيان بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس: نلثم أناملكم التي قاومت خواتم الإيمان والنصر فيها صواريخ العدوان. نعفّر جباهنا بتراب أقدامكم التي عبّدت دروب التحرير والاباء. نحضن جثامينكم، فمصائر شعوبنا وراياتها اختلطت، كما اختلطت أنفاسكم، ودماؤكم، ولحومكم، وعظامكم. كنتم في ساحات الوغى جسداً واحداً كالبنيان المرصوص، فانتصرتم. وترقدون اليوم تعانقون بعضكم في قبور في شرق الأرض وغربها، تبشروننا بانتصارات قادمة. لا احتلال. لا تطبيع. أمتنا تنهض. الشرق ينهض. العالم ينهض. متكم -بعد عامين- أقوى. شعبكم، أبناؤكم -بعد عامين- أكثر عزماً، وتنظيماً، ووحدة. دماؤكم رَوَت زروع الخلد والفوز العظيم. فالموت قدر الناس، كل الناس. أمّا الشهادة فمنزلة لا ينالها إلا ذو حظٍ عظيم”.
سليماني كان حاجزاً ضد الهيمنة الأمريكية على لأمة الإسلامية
من ناحية أخرى، ذكر العديد من النشطاء السياسيين في دول إسلامية مختلفة أن اللواء شهيد قاسم سليماني شخصية عظيمة للعالم الإسلامي لمحاربة الهيمنة على العالم الإسلامي. وفي هذا الصدد، نرى أن أبو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الفلسطينية في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس قال: “الشهيد سليماني وقف حاجزًا قويًا في وجه الجشع الأمريكي الذي يخطط للهيمنة على الأمة الإسلامية “. وشدد أبو مجاهد: مشروع فلسطين الشهيد القائد الشهيد قاسم سليماني سيستمر، ورغم هراء محور تطبيع العلاقات (مع النظام الصهيوني) فإن هذا الطريق سينتصر. وفي رد آخر، قال محمد البريم (أبو مجاهد) مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة الفلسطينية، في حديث بمناسبة الذكرى الثانية للشهيد قاسم سليماني، إن الشهيد قاسم سليماني رمز للشجاعة والنصر لجميع الأحرار في جميع أنحاء العالم. وتابع: الشهيد قاسم سليماني هو نموذج ورمز لمواجهة التسلط والبلطجة الصهيونية والأمريكية.
من غرس أشجار زيتون سليماني إلى إبراز أمة اللواء قاسم
في خطوة أخرى جديرة بالذكر، بمناسبة الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني، أطلق حزب الله في لبنان حملة غرس أشجار باسم “زيتون سليماني” على حدود لبنان مع فلسطين المحتلة، والتي انطلقت في “حديقة إيران” في مارون الراس. وحضر الحفل الشيخ نبيل قاووق عضو المجلس المركزي لحزب الله، وحسن عز الدين عضو الفصيل المؤمن في مجلس النواب اللبناني، وعدد من الشخصيات الدينية والسياسية وأهالي المنطقة. وبعد غرس شجرة زيتون في تلك الحديقة، جدد عدد من المجاهدين بيعتهم بالمقاومة والسير في طريق الشهداء. بعد ذلك قال الشيخ نبيل قاووق في كلمة: “نزرع هنا الأشجار على حدود فلسطين حيث وقف الحاج قاسم سليماني ونؤكد أنه باستشهاده سيتأصل وجودنا في ساحات المقاومة أكثر فأكثر..” وأكد: في أي حرب مقبلة سنواجه العدو بألف مجاهد يحملون روح قاسم سليماني وإرادته وإيمانه وتصميمه. شعار “نحن قاسم” يعني أن الحاج قاسم أصبح أمة وملايين الناس من إيران وأفغانستان والعراق وسوريا ولبنان وغزة هم جميعهم الحاج قاسم سليماني.
احتفال بذكرى استشهاد اللواء سليماني في اليمن
وفي اليمن، أقيمت مراسم تذكارية كبيرة لإحياء ذكرى استشهاد قيادات المقاومة. في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني وأبو مهدي، أقام الشعب اليمني تجمعات كبيرة، بما في ذلك في العاصمة، لإحياء ذكرى شهداء الأمة الإسلامية. وبحسب المسيرة، في الذكرى الثانية لاستشهاد اللواء سليماني وأبو مهدي المهندس، أقام الشعب اليمني تجمعات كبيرة في شوارع صنعاء حاملين صور قادة المقاومة، إحياء لذكرى الشهداء. بالإضافة إلى هذا المسيرة الكبيرة في الشارع، قال عبد العزيز بن حبتور، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني اليمني، في كلمة: “الشهيد سليماني جسّد روح مجاهد صامد، مجاهد تجاوز كل العقبات في وجه المشروع الصهيو-أمريكي”. وقال “نحن فخورون بعلاقاتنا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت إلى جانب اليمن عندما أدارت الدول العربية ظهرها لنا”. وقال بن حبتور: “هنا نتذكر حسن إيرلو، السفير الإيراني الراحل في اليمن، الذي وقف إلى جانب اليمنيين في ظل المعاناة والمصاعب”. وشدد رئيس حكومة الإنقاذ الوطني اليمني: “يجب أن نقف ليس فقط مع مقاومة فلسطين ولبنان، ولكن أيضًا مع كل شعوب العالم الحرة”.
القبول بالإرهاب الدولي اغتيال للواء سليماني من قبل الإعلام الأجنبي
وذكرت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” في تقرير لها تزامنا مع اغتيال القادة الشهداء أنه “مع اقترابنا من تاريخ 3 يناير، نفكر من ناحية في مكافحة الإرهاب ومن ناحية أخرى في استمرار النضال من أجل العدالة والحرية والسيادة”. في 3 كانون ثاني / يناير 2020، قُتل اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أحد قادة الحشد الشعبي الشعب العراقي في هجوم إرهابي بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب. هذه الشخصية، سليماني، ضحى بنفسه من أجل أهم مثال للإنسانية اليوم، ألا وهو النضال العادل من أجل تحرير فلسطين والجهود المبذولة لاستعادة الأراضي المحتلة وفك حصار المسجد الأقصى.
المصدر/ الوقت