التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 10, 2024

“إسرائيل” ترفض مواجهة أوروبا بشأن الضفة الغربيّة.. التفاصيل والأسباب 

في ظل الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة والمتصاعدة بحق أهالي الضفة الغربيّة المحتلة منذ عام 1967، ونتيجة لمواصلة سياسة الاستيطان والقتل المروعين ضد الأبرياء بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، كشف موقع “واللا” العبريّ، عن أزمة دبلوماسيّة وصفها بالـ “كبرى” بين أوروبا و”إسرائيل”، بعد تقديم دبلوماسيين أوروبيين، احتجاجًا رسميّاً مشتركاً حول العنف الذي يقوم به المستوطنون ضد الفلسطينيين في الضفة، وذلك بعد أن تمادت قوات المحتل الباغي بجرائمها ضد الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم.

بالتزامن مع السياسية الصهيونيّة العدوانيّة المتعلقة بالضفة الغربيّة التي بات سكانها يوصفون بأنّهم “جمر تحت الرماد”، وإقدام الكيان المجرم على خطوات تصعيديّة كثيرة بدءاً من عمليات الضم التي ستؤدي بلا محالة إلى انفجار “انتفاضة عارمة” ستغير الواقع الحالي وفقاً لكثيرين، وليس انتهاءً بارتكاب أبشع الجرائم الإرهابيّة في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين، يتم الحديث عن أنّ الخلاف الذي نشب بين تل أبيب والأوروبيين قبل نحو أسبوعين، عندما وصل دبلوماسيون أوروبيون إلى وزارة خارجية العدو، للاحتجاج على سياساته في الأراضي الفلسطينيّة المحتلة، تحت مزاعم وأكاذيب المراقبة وإفشال ما تسميه عصابات الاحتلال “الإرهاب في الضفة الغربيّة”، لمواجهة ما يقولون إنّها “مجموعات إرهابية” في المنطقة، وهم الإرهاب بعينه وأشكاله.

“دبلوماسيون وسفراء من 16 دولة أوروبيّة، بقيادة بريطانيا “، وصلوا إلى وزارة الخارجية الإسرائيليّة في العاصمة الفلسطينيّة القدس قبل أسبوعين، لعقد لقاء روتيني مع رئيسة الدائرة الأوروبيّة هناك، عليزا بن نون، بخصوص الأوضاع في الضفة الغربيّة، وبشكل أساس لتقديم احتجاج رسميّ مشترك على عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة، وتأتي تلك الأنباء بعد سلسلة من الهجمات الصهيونيّة في الفترة الأخيرة، وتَواصل الاستيطان الإرهابيّ الذي يعتبره المجتمع الدولي غير قانونيّ، ناهيك عن العنف المفرط الذي يرتكبه المستوطنون اليهود بحق أصحاب فلسطين وأبنائها.

“لقاء مشحونٌ ومتوتر للغاية”، هكذا وُصف الاجتماع الإسرائيليّ مع الدبلوماسيين الأوروبيين الذين بمجرد وصولهم بدأوا في سرد مجموعة واسعة من القضايا مثل عنف المستوطنين، والبناء في المنطقة الحساسة E1 بالقرب من معاليه أدوميم شرق القدس، والبناء في مستوطنة “جفعات هاماتوس” في القدس الشرقية، والوضع في المنطقة (ج) في الضفة الغربية، وهذا ما أغضب بالطبع رئيسة الدائرة الأوروبيّة التي شغلت سابقًا منصب سفيرة العدو في باريس، بعد أن استمعت إلى الشكاوى، واطلعت على القائمة الطويلة في خطاب الاحتجاج الذي قدمه لها الدبلوماسيون الأوروبيون، وبالتالي ردت بحدة شديدة.

وفي الوقت الذي وصفت فيه عليزا بن نون الاتهامات الأوروبية الواقعيّة للكيان القاتل بالـ “مهينة”، لم تكترث لأوضاع السكان في الضفة الغربيّة المحتلة والمرهونة بقرارات السلطة الفلسطينيّة المتعاونة مع العدو الإرهابيّ، والتي وصل الإجرام والاستخفاف الصهيونيّ بأرواح الفلسطينيين فيه لحد لا يمكن السكوت عنه أبداً، والدليل على ذلك هو قتل الفلسطينيين بشكل مباشر وبمختلف الطرق دون أيّ رادع قانونيّ أو إنسانيّ أو أخلاقيّ.

لهذا، رفضت الدبلوماسيّة الصهيونيّة الدخول في مناقشة موضوعية حول النقاط التي أثارها الدبلوماسيين الأوروبيين، رغم إبداء اهتمامهم بإجراء حوار مهنيّ وغير عاطفيّ حول القضايا التي تهمهم، في ظل ارتفاع حدة الإجرام والاستيطان الصهيونيّ والتهويد وسرقة الأرض الفلسطينيّة لصالح المستوطنين في القدس والضفة الغربيّة، والتي قارب تعداد مستوطنيها 800 ألف مستوطن، مع دعوات مستمرة من قبل فصائل المقاومة الإسلاميّة أبناء الشعب الفلسطينيّ في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى إشعال الأرض الفلسطينيّة المحتلة تحت أقدام جنود الاحتلال رداً وثأراً لدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء الضفة الغربيّة المحتلة والمستهدفة، لأنّ قوات الاحتلال لا تكف عن استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم.

وتتحدث المعلومات أن الدبلوماسيين الأوروبيين وصفوا أجواء الاجتماع بـ “شديدة الصعوبة”، مؤكّدين أنّه خرج عن السيطرة بسرعة كبيرة، وقد يتعجب البعض من هذا، لكن الجميع يعلم حتى تل أبيب نفسها، أنّ كيانها العنصريّ منذ ولادته غير الشرعيّة، قام على العنف المفرط والإجرام غير المعهود، حتى الصهاينة أنفسهم لا ينكرون ذلك، لأنّهم أسّسوا كيانهم الإرهابيّ وفق ما يُعرف بمنهج “القبضة الحديديّة” وهم يؤكّدون ذلك بكل فخر في أيّ مكان ومع كل مناسبة، فمنذ يوم 14 مايو/ أيار عام 1948، حين قام هذا الكيان وحصل على اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتيّ بعد دقائق من إعلانه، وحتى اليوم، لم تتغير سياسة قادته، بل زادت ظلماً وعدواناً حتى وصلت إلى قمة الإجرام والإرهاب، بعد أن فرضه المستعمرون على العالم وعلى المنطقة، والتاريخ أكبر شاهد على الوحشيّة والدمويّة الصهيونيّة في فلسطين والمنطقة العربيّة.

في النهاية، انتهى الاجتماع بأزمة كبيرة بين الطرفين الأوروبيّ والصهيونيّ، وهذا طبيعيّ للغاية لأنّ العصابات الصهيونيّة لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تتوقف عن إجرامها وقضمها لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، وأكبر دليل على ذلك نص إعلان الدولة المزعومة الذي يدعي أنّ أرض فلسطين هي مهد الشعب اليهوديّ، وفيها تكونت شخصيته الروحيّة والدينيّة والسياسيّة، وهناك أقام دولة للمرة الأولى، وخلق قيماً حضاريّة ذات مغزى قوميّ وإنسانيّ جامع، وأعطى للعالم كتاب الكتب الخالد، ويزعم الإعلان أنّ اليهود نُفيوا عنوة من “بلادهم”، ويعتبرون أنّ الفلسطينيين هم ضيوف في “إسرائيل” وأنّ الجرائم التي يرتكبونها بحقهم بمثابة استعادة لحرياتهم السياسية في فلسطين.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق