التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

برنامج بحرية الحرس الثوري الإيراني الخاص في مجال تطوير السفن غير المأهولة 

يعدّ تطوير الأنظمة غير المأهولة في إيران من القضايا الشائعة اليوم، لدرجة أن لفظة الطائرات بدون طيار باتت معروفةً وتستخدم ليس فقط في الدوائر العسكرية والمتخصصة، ولكن أيضًا بين طبقات الشعب المختلفة.

من طائرة “مهاجر” بدون طيار إلى “الشاهد 129″، ومن مطاردة “RQ-170” إلی إسقاط غلوبال هوك، أصبحت الطائرات بدون طيار أمراً مألوفاً للشعب الإيراني.

لكن الأنظمة غير المأهولة، سواءً في العالم أو في جمهورية إيران الإسلامية، لا تقتصر على السماء، بل هي أحد المجالات التي يرتبط فيها تطوير القضايا المتعلقة بالأنظمة غير المأهولة بالبحر وتحت البحر.

على الرغم من وجود الكثير من النقاش حول الطائرات بدون طيار الإيرانية في السنوات الأخيرة، سواء في الداخل أو في الخارج، وتأليف مقالات مختلفة من قبل الأصدقاء والأعداء على حد سواء، يجب القول إن القطاع البحري هو أحد المجالات التي كانت تسير في صمت تام في هذا الحقل.

كانت مناورات الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، من بين المجالات التي طالما ظهرت فيها أنظمة الدفاع الجديدة وقدرات جمهورية إيران الإسلامية.

وعلى وجه الخصوص، كانت الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار هي الجهات الفاعلة الرئيسية في هذه السلسلة من تدريبات ومناورات الحرس الثوري الإيراني. لكن في هذه التدريبات العسكرية الكبيرة، ظهرت أولى العلامات الواضحة لتطور البرنامج العسكري الإيراني في مجال الطائرات بدون طيار.

خلال مناورات الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، دخل زورق “يا مهدي” بدون طيار الميدان لأول مرة، وأجرى التدريبات العسكرية وإطلاق الصواريخ. وجرت هذه التدريبات العسكرية الكبرى في مايو 2010.

زورق “يا مهدي” بدون طيار عبارة عن زورق سريع صغير بدون طيار ومجهز بثلاث قاذفات صواريخ، وبحسب المواصفات المعلنة فإن المقطع العرضي للرادار منخفض بهيكل مركب ويمكن توجيهه عن بعد.

ويعتمد زورق “يا مهدي” على قارب مأهول يتسع لشخصين، ويمكنه التحرك بسرعة في البحار الهائجة. ويبلغ طول “يا مهدى” 11.9 مترًا، وعرضه 3.1 مترًا، وارتفاعه 1.5 مترًا.

کما يحتوي هذا القارب السريع الذي يتم التحكم فيه عن بعد، على محركين بقوة 660 حصانًا يدفعانه إلى حوالي 60 عقدة(111 كم / ساعة).

لفترة من الوقت، لم ترد أنباء رسمية عن هذه السفينة الحربية التابعة للحرس الثوري الإيراني حتى شتاء 2014 وتدريبات الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) الـ 9، حيث إن وجود نسخة طبق الأصل بالحجم الطبيعي لحاملة طائرات أمريكية من طراز نيميتز كهدف عائم، جذب الكثير من اهتمام وسائل الإعلام، وحوَّل هذه التدريبات العسكرية إلی موضوع عالمي في ذلك الوقت.

وكان خلال هذه التدريبات العسكرية أنه بعد استهداف هذا النموذج العائم بصواريخ كروز وصواريخ باليستية مضادة للسفن، ظهر زورق “يا مهدي” في دور انتحاري هذه المرة، وتسبب في انفجار كبير عندما أصاب الهدف.

منذ عام 2011 وما بعده، لم يكن هناك أي نقاش عام حول السفن غير المأهولة، وبالطبع، في عدة حالات، لم يتم ذكر سوى خطة تحت السطحية لقوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني.

جلبت هذه التلميحات أخيرًا أول علامة رسمية لها إلى العالم في يونيو 2020، ونشرت صور الاختبارات التي أجرتها بحرية الحرس الثوري الإيراني على سفينة تحت سطحية غير مأهولة.

تعدّ مسألة السفن تحت السطحية في العالم اليوم بشكل عام، ومسألة السفن تحت السطحية غير المأهولة على وجه الخصوص، من بين المجالات التخصصية جداً في مجال صناعة الدفاع. واليوم، لدى جمهورية إيران الإسلامية ما تقولها في هذين المجالين.

وكان الكشف عن تلك الغواصة في أجواء ذلك اليوم وظهور توترات شديدة بين إيران والولايات المتحدة، إشارةً قويةً ومهمةً حول أحد أهم مشاريع القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني.

مناورات الرسول الأعظم(ص) السابعة عشرة… وزورق بدون طيار جديد

يمكن اعتبار التدريبات الأخيرة لسلسلة الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم)، واحدةً من أكثر التدريبات العسكرية إثارةً للجدل وإنجازًا في تاريخ جمهورية إيران الإسلامية.

وقد تراوحت أجزاء مهمة من هذه المناورات بين إطلاق الصواريخ الباليستية وضرباتها الدقيقة على الهدف المحاكي لمركز ديمونا النووي، إلى عرض مذهل عالي الدقة لطائرات بدون طيار انتحارية.

لكن حسب الصور، بالإضافة إلى كل الإنجازات المعروضة والمقدمة في وسائل الإعلام، ظهرت سفينة بدون طيار أيضًا في هذه التدريبات. وبناءً على الصور، نرى سفينةً أصغر، وبالطبع أسرع من طراز “يا مهدي”، تتحرك نحو الهدف بسرعة عالية وتنفجر بعد الاصطدام.

ومن الواضح، حسب تفاصيل الفيلم المعروض، أننا أمام سفينة تزيد سرعتها عن 60 عقدة، ما يدل على الإستراتيجية المستمرة لقوات البحرية للحرس الثوري الإيراني، في مجال زيادة سرعة سفنها الخاصة.

لم يتم تقديم نظام الأسلحة الجديد هذا رسميًا، ومن الواضح أنه أحد الأنظمة التي يفضل الحرس الثوري الإيراني الإشارة إليها فقط. ومن الواضح أيضًا، كما في الماضي، أن الجدل حول السرية ومجرد إرسال إشارات قصيرة حول القدرات البحرية غير المأهولة، سيستمر في بحرية الحرس الثوري الإيراني.

والمسألة التي يجب ملاحظتها هي أن تطوير جيل جديد من السفن الانتحارية لقوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني، هو استمرار لعقيدة الحرس الثوري الإيراني القائمة على استراتيجية منع الوصول.

وتجدر الإشارة إلى أنه خلال أي نزاع محتمل – وهو أمر مستبعد الحدوث – لا يجري الحديث عن قوة الصواريخ والطائرات بدون طيار والسفن وما إلى ذلك فحسب، بل جميع هذه المنصات تعمل معًا لتحقيق أهدافها.

في غضون ذلك، تعتبر السفن الانتحارية غير المأهولة عالية السرعة مجالًا آخر للتسلح، الأمر الذي يمكن أن يجعل العدوان أكثر صعوبةً على أي عدو، ومن ناحية أخرى يضيف طبقةً دفاعيةً قويةً أخری للجانب الإيراني.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق