التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 1, 2024

سرقوا فلسطين و خيراتها فهل سيترددون في سرقة فنادق دبي 

خلال عام التطبيع السياحي الأول، تحدثت العديد من وسائل الإعلام عن وسائل تسجيل أعمال شغب قام بها سياح إسرائيليون في الفنادق والحفلات بالإمارات، وحوادث ألحقت أضرارا بالسيارات الفاخرة. فلم تكن حادثة اعتقال 3 إسرائيليين قبل أيام في الإمارات، بعد ضبطهم متلبسين بسرقة بضائع معفاة من الرسوم الجمركية من السوق الحرة في مطار دبي، حادثة استثنائية، بل كشفت عن عمق ظاهرة ضلوع الإسرائيليين بعمليات سرقة من الفنادق وارتكاب مخالفات مرورية وملفات جنائية أخرى تتعلق بالمخدرات. إضافة إلى إحباط عمليات لسرقة الهدابا و البضائع باهظة الثمن. كما تم الكشف عن قيام السياح الاسرائيليين بالتهرب من دفع ثمن المشروبات في الثلاجات الصغيرة بالفنادق عن طريق ملأ الزجاجات الفارغة بالماء و القيام بطهي الطعام في غرف الفنادق بالرغم من منع ذلك.

” تم ضبطهم متلبسين”

أُسدل العام السياحي الأول للتطبيع الستار عن الممارسات التي يقوم بها السياح الاسرائيليين في الإمارات متلبسين إذ أفادت وكالة الأنباء الاسرائيلية “12” بأنه تم اعتقال ثلاثة سياح اسرائيليين في مطار دبي بعدما تم ضبطهم يسرقون منتجات و بضائع من السوق الحرة حيث عثر بحوزتهم على عبوات شوكولاتة باهظة الثمن و زجاجات خمر و هاتف خليوي مطلي بالذهب من نوع “آيفون”.

و نقلت القناة عن إسرائيلي حاضرا الوقائع قوله إن “العمال في محلات الأسواق الحرة لم يرغبوا في إحداث الفوضى وإثارة الضجة، أو إشراك الشرطة، حتى لا يضر ذلك بالسياح الآخرين الموجودين هناك”. ويضيف “بشكل عام، دبي لديها حساسية كبيرة تجاه علاقة التطبيع مع إسرائيل، وتحاول جاهدة عدم تسليط الضوء على تورط الإسرائيليين في ارتكاب جرائم جنائية في الإمارات، وعليه فالكثير من الحوادث والسرقات والمخالفات الجائية لا يتم تبليغ الشرطة المحلية عنها، ويتم الاكتفاء بتغريم السائح الإسرائيلي وتحذيره”.

وفي ظل ذلك، طلب طاقم المستخدمين بالسوق الحرة من السياح الثلاثة تقديم توضيحات بشأن المسروقات المضبوطة بحوزتهم، وتم تغريمهم بعدة آلاف من الدراهم، بعد أن طلب منهم شراء المنتجات التي سرقوها، وعندها فقط سمح لهم بالصعود إلى الطائرة المتجهة إلى مطار بن غوريون في اللد.

ومن ناحية أخرى، تحدثت مصادر عن إلقاء القبض على إسرائيلي (29 عاما) فور هبوطه في مطار دبي، واقتياده للتحقيق من قبل الشرطة.لا تزال تفاصيل التحقيق غير واضحة، لكن يجري الحديث عن احتمال تورطه في قضية مخدرات أو سرقة. كل ذلك يشير إلى الصمت و التكتم الذس تتبعه الإمارات في قضايا السرقة و المخالفات الجنائية التي يقوم بها الاسرائيليون في البلاد. ففي ظل حالة لتكتم على قضية الاعتقال هذه، تواصلت سفارة تل أبيب في دبي بأسرة المحتجز وأجهزة إنفاذ القانون بالإمارات، حيث أكدت الخارجية الإسرائيلية اعتقاله، لكنها رفضت تقديم مزيد من التفاصيل بذريعة “الخصوصية الفردية”.

حوادث و سرقات و مخالفات مرورية يقوم بها الاسرائيليون

لا تقتصر المخالفات للإسرائيليين في دبي على السرقة أو جرائم تتعلق بالمخدرات، بل تشمل أيضا ارتكاب مخالفات سير. ففي إحدى الحوادث، تم تغريم سائح إسرائيلي بمبلغ 12 ألف دولار بعد أن ضبطته الشرطة عقب تجاوزه الإشارة الضوئية الحمراء، حسب ما أفاد الموقع الإلكتروني “كيبا” المحسوب على معسكر اليمين والمستوطنين.

كما تم تغريم هذا السائح بمبلغ 5 آلاف دولار إضافية من قبل شركة تأجير السيارات كونه كان يسافر بسيارة فاخرة مستأجرة من نوع “لامبورغيني” التي تم الحجر عليها لدى شرطة دبي لمدة 30 يوما، علما بأن هذه المخالفة تغرم صاحبها في إسرائيل بـ 400 دولار وسحب رخصة القيادة لمدة 30 يوما، حسب قوانين السير المعمول بها.

وقد ألزمت سلطات إنفاذ القانون السائح الإسرائيلي بدفع الغرامة ومنعته من مغادرة أراضيها لحين دفع الغرامة كاملة، وقام السائح بالاستعانة بأحد أصدقائه بتل أبيب، حيث أخذ قرضا من أحد البنوك الإسرائيلية وقام بتحويل قيمة الغرامة لسلطات دبي التي احتجزته لمدة أسبوع وأخلت سبيله بعد دفع المبلغ. ووفقا لـ شمعون إيفرجان مراسل “ماكو” فإن التقديرات تشير إلى أنه خلال العام الأول من التطبيع بين الطرفين تم تغريم مئات الإسرائيليين لارتكابهم مخالفات مرورية في أبو ظبي.

تاريخ حافل بالسرقة

وفي العودة إلى بدايات التطبيع السياحي في ديسمبر/كانون الأول 2020 الذي شكل الأسابيع الأولى للوفود السياحية الإسرائيلية إلى الإمارات، سرعان ما تكشفت لدى سلطات إنفاذ القانون الإماراتية ظاهرة إقدام العديد من السياح الإسرائيليين على سرقة أغراض وممتلكات من الغرف الفندقية.

و خلال السنة الأولى للتطبيع انتشر فيديو لأحد المؤثرين الخليجيين على مواقع التواصل الاجتماعي يتحدث بمرارةٍ نقلاً عن أصحاب فنادق في الإمارات عن سَرِقات السيّاح الإسرائيليين من فنادق مدينة دبي، ويقول بالحرف الواحد بالصوت والصورة: “إن فنادق دبي اشتكت رسميًّا إلى هيئة السياحة من تعاظم هذه السّرقات”، وأضاف “يسرقون علاّقات الملابس، والأكواب، والمعالق والشّوك، وفُرشاة تنظيف الملابس، وأجهزة الكيّ، والمناشف، وأرواب الحمّام، حتى غلّاية الشاي والقهوة في الغُرف”، ويختم حديثه بمُناشدة للشيخ محمد بن راشد، حاكم الإمارة للتدخّل. وما يُعزّز روايته، المُؤثّر الخليجي المذكور آنفًا، أنّ صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة واسعة الانتشار، استعانت بمقطعه عن سرقات الإسرائيليين من فنادق دبي، وترجمته للعبريّة، ونشرت تقريرًا مُطوّلًا استندت فيه إلى تغطيةٍ ميدانيّةٍ عن هذه السّرقات، رُغم مُرور أقل من شهر على بَدء رحَلات الطّيران المُباشِرة بين تل أبيب ومطار دبي.

روايات كثيرة جرى نشرها في عدّة دول أوروبيّة عن هذه السّرقات، وقِيام شركات فندقيّة مشهورة بإلغاء حُجوزات السيّاح الإسرائيليين تَجنُّبًا للمشاكل والسّرقات، حتى أنّ فنادق تركيّة كانت لا تسمح بالحافِلات المُغادرة إلى المطار بالانطِلاق إلا بعد تفتيش حقائب النّزلاء الإسرائيليين، واستِعادة جميع المسروقات

السائح الاسرائيلي ” القذر”

منذ الأيام الأولى التي سمحت فيها الإمارات بدخول الإسرائيليين إلى أراضيها بدون رسوم تأشيرة، وتقديم تسهيلات لقدومهم، اصطدمت الفنادق والأماكن السياحية في هذه الدولة الخليجية، وخاصة دبي، بما يعرف بالسائح الإسرائيلي “القذر”.

وعرف عن كثير من السياح الإسرائيليين بأنهم عديمو الأخلاق والنظافة، ويتبعون دائماً أماكن بيع المخدرات، والدعارة، في الدول التي يزورونها، إضافة إلى ممارستهم أعمالاً منافية للأخلاق والقانون.

وسبق أن منعت دول دخول السياح الإسرائيليين إلى أراضيها بسبب أعمالهم المشينة، كان آخرهم أوكرانيا التي أوقفت دخول الإسرائيليين إلى بلادها، واحتجزت العديد منهم في المطارات.

من الجدير بالذكر أن الإمارات، التي أعلنت توقيع اتفاق سلام مع “إسرائيل”، سارعت إلى إعلان تفعيل التأشيرات السياحية لحمَلة الجوازات الإسرائيلية، ولكن بعد أيام قليلة عادت إلى فرض رسوم على دخول الإسرائيليين إلى أراضيها. حيث قررت الخارجية الإماراتية إلزام السياح الإسرائيليين بدفع 250 درهماً إماراتياً للحصول على تأشيرة دخول للبلاد.

و حول الأسباب التي دفعت الإمارات إلى العودة لفرض رسوم على دخول الإسرائيليين، أكد الخبير في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أن الإسرائيليين تدفقوا بالآلاف إلى الإمارات، وخاصة دبي، خلال الفترة الماضية، ولكنهم لم يكونوا سياحاً ملتزمين بالقوانين والآداب العامة.وعمل الإسرائيليون خلال الأيام الأولى التي سمح لهم بدخول الإمارات، على “ممارسة أعمال مشينة، كالدعارة، والبحث عن المخدرات، وعدم الالتزام بالنظافة الشخصية أو العامة.

ويعتبر الإسرائيليون، حسب بشارات، أنفسهم “من جنس آخر، وجميع من حولهم عبيد يقدمون لهم الخدمات، وهو ما حدث خلال وصولهم للإمارات التي سارعت بدورها إلى وضع ضوابط لدخول اليهود إلى أراضيها. وأكد بشارات أنه خلال الفترة الماضية “انتقلت عائلات إسرائيلية مجرمة بالفعل إلى الإمارات لممارسة أعمالها في ظل سهولة السفر إليها، لذا سيواجه الإماراتيون مشاكل عديدة من قبل اليهود.

و في السياق ذاته، كشف ضابط كبير في شرطة الاحتلال الإسرائيلية، عن قيام قادة بارزين بمنظمات الجريمة في “إسرائيل” بنقل نشاطهم إلى دولة الإمارات، بعد دخول اتفاق التطبيع بين البلدين حيز التنفيذ.

ونقلت القناة (12) الإسرائيلية في وقت سابق، عن ضابط كبير في شرطة الاحتلال الإسرائيلية لم تذكر اسمه، قوله: إن “قادة المنظمات الإجرامية يعملون من خلال وكلاء أرسلوهم نيابة عنهم، أو سافروا هم بأنفسهم لإتمام صفقات تقدَّر بعشرات الملايين من الدولارات”.

وأضاف الضابط: “هؤلاء المجرمون ينتحلون صفة رجال أعمال إسرائيليين، ويُخفون حقيقة أنهم مجرمون خطيرون”.

وبيَّن أن المجرمين الإسرائيليين يشترون عقارات بإمارة دبي، ويشاركون في مشاريع غذائية وفندقية، يتخذونها ستاراً للاتجار بمخدر الكوكايين وغسل الأموال التي جمعوها في “إسرائيل”.

و كانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد نشرت مقالاً بقلم المغنية الإسرائيلية، ياسمين ليفي، بعنوان: “احذري يا دبي.. الإسرائيليون قادمون”. حذرت المغنية الإماراتيين من مغبة ما سيتعرضون له بعد وصول الطائرات الآتية من مطار “بن غوريون”. و هو بالواقع ماتشهده الإمارات اليوم !!!

خلاصة القول، إنّ هذه السّرقات من الفنادق تُشَكِّل قمّة جبل الجليد التي تُخفِي تحتها مصائب كثيرة ستلحق بالحُكومات العربيّة المُطبّعة، ونحن نتحدّث هُنا عن المشاكل الأمنيّة والعسكريّة والأخلاقيّة، وخاصّةً انتِقال عِصابات “المافيا” وتهريب المخدّرات، وتدفّق بنات الهوى وحدانًا وزرافات، علاوةً على المشاكل السياسيّة الداخليّة النّاجمة عن رفض الشّعوب العربيّة الأصيلة لأيّ عُلاقات مع المُحتل الإسرائيلي ومُستَوطنيه. و من المفيد التذكير بقضية اغتيال الشهيد محمود المبحوح أحد كوادر حركة حماس و الذي تم اغتياله في أحد غرف فنادق مدينة دبي قبل 12 عام، إضافة للمعلومات التي تتحدث عن قيام أجهزة امنية بزرع عملاء لها للتجسس على ايران و من المحتمل القيام بالتخطيط لاغتيالات لعلمائها و رجال امنها و سياسييها في المستقبل، الأمر الذي قد يتَسبّب برُدود فِعل خاصّة إذا علمنا أنّ حجم التّبادل التّجاري بين إمارة دبي وإيران يزيد عن عشرة مِليارات دولار سنويًّا، وهُناك عشرات الآلاف من الإيرانيين يُقيمون ويَعملون في الإمارات.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق