ما هي تداعيات هجوم أنصار الله الانتقامي على أبو ظبي
سنستهدف الإمارات بطريقة تعود إلى عقود مضت”. كان هذا هو الموقف الرسمي لحركة أنصار الله اليمنية عام 2019، في وقت كانت أبو ظبي تعرقل مفاوضات وقف إطلاق النار والانسحاب من حرب اليمن.
ورغم أن معظم المعدات العسكرية والقتالية الإماراتية غادرت اليمن في السنوات الأخيرة، وتوقفت الضربات الجوية للمقاتلات الإماراتية ضد المدن اليمنية، إلا أن هذه الدولة تواصل دعم مرتزقتها في الجنوب، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي.
وبعد تحذيرات متكررة من القادة اليمنيين لأبو ظبي بتعليق العمليات العسكرية في محافظة شبوة وانتهاك اتفاق السلام مرارًا وتكرارًا، شنت وحدة الصواريخ والطائرات المسيرة التابعة للجيش اليمني هجومًا واسع النطاق علی أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة.
المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد الركن يحيى سريع، شرح تفاصيل عمليات أنصار الله بالطائرات المسيرة والصاروخية في الإمارات بالأمس.
ووصفت القوات المسلحة اليمنية، في بيان، أن هذه العملية کانت رداً على تصعيد العدوان الأمريكي والسعودي والإماراتي على اليمن، وأعلنت نجاحها.
وقال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن العملية: إن “مطاري دبي وأبوظبي ومصفاة المصفح للنفط في أبوظبي وعدد من المواقع والمنشآت الإماراتية المهمة والحساسة، كانت أهدافاً لعملية عاصفة اليمن. وقد نفذت هذه العملية بخمسة صواريخ باليستية مجنحة وعدد كبير من الطائرات بدون طيار. القوات المسلحة تفي بوعودها، ونحذر الدول المعتدية مرةً أخرى من أن الضربات ستكون مؤلمةً أكثر فأكثر. کما نحذر الشركات الأجنبية والمواطنين والمقيمين في دولة “الإمارات”، بالابتعاد عن المواقع والمنشآت الحيوية حفاظاً على سلامتهم. وتعلن القوات المسلحة اليمنية أن الإمارات دولة غير آمنة طالما أنها تخوض حرباً ضد اليمن”.
يشار إلى أن عملية “عاصفة اليمن” أدت إلى انفجار في منطقة المصفح، وحريق في صهاريج وقود في المنطقة، فضلاً عن تعطل شديد للرحلات الجوية في مطار أبوظبي.
بهذا الصدد، نقدم فيما يلي الأهداف المحتملة القادمة في الإمارات، بما في ذلك المراكز النفطية والقواعد العسكرية.
صناعات النفط والغاز الإماراتية
نظرًا لحقيقة أن حقول النفط والغاز الرئيسية في دولة الإمارات تقع في منطقة الشيخ زايد بأبو ظبي وساحلها، وجميع المرافق والصناعات النفطية في هذا البلد تابعة لشركة بترول أبو ظبي الوطنية أدنوك، والتي يشار إليها أيضًا باسم تكرير.
تبلغ الطاقة الإنتاجية الإجمالية للشركة 3 ملايين برميل من النفط الخام، و 9.8 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
دعونا الآن نقدم المنشآت النفطية الرئيسية في هذا البلد، والتي يمكن أن تكون أحد الأهداف المحتملة للجيش اليمني لهجمات انتقامية.
منشأة الرويس – Ruwais
تعتبر مصفاة الرويس في مشيخة أبوظبي أكبر مصفاة في الإمارات، والذراع الرئيسي لشركة النفط الوطنية الإماراتية “تكرير”.
بدأ تشغيل مصفاة رويس في عام 1981 بطاقة تكرير أولية تبلغ 120 ألف برميل من النفط، وهي الآن مركز تكرير النفط الرئيسي في البلاد بطاقة تكرير 400 ألف برميل في اليوم.
وفي مايو 2018، أعلن وزير الداخلية الإماراتي سلطان أحمد الجابر أن شركة النفط الإماراتية تكرير تنفذ مشروعًا بقيمة 45 مليار دولار لتطوير المنشأة، وبناء صناعة بتروكيماوية بطاقة 600 ألف برميل يوميًا، وهو الأمر الذي سيرفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية لهذا المركز إلى مليون برميل يومياً.
وبالمقارنة، تلعب هذه المنشأة للإمارات دورًا مشابهًا لمصفاة البقيق السعودية، وفي حال هجوم 2019 على البقيق في منشأة رويس، سيتم كسر العمود الفقري لصناعة النفط في الإمارات.
والنقطة الإيجابية في هذه المنطقة أنها بعيدة عن القواعد العسكرية الرئيسية ومراكز الدفاع الإماراتية، وتقع في غرب الدولة وتعتبر هدفًا أسهل.
منشآت جبل علي
تم بناء هذا المركز عام 1996 ويقع على ساحل دبي. تقوم منشآت جبل علي بتكرير وإنتاج 120 ألف برميل من المنتجات البترولية يوميًا، مثل غاز البترول المسال والبنزين الثقيل ووقود الطائرات والديزل.
وفي عام 2010، أبرمت الإمارات عقدًا بقيمة 850 مليون دولار مع شركة KBR ومقرها الولايات المتحدة، والذي تم بموجبه إنشاء مرافق لفصل الكبريت عن منشآت إنتاج البنزين الثقيل في المركز، ومنشآت إنتاج الوقود باليورو 5.
مصفاة أم النار بأبو ظبي
أم النار هي أول مصفاة تم بناؤها في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها.
تم بناء المنشأة عام 1976، على بعد 25 كيلومترًا من العاصمة أبوظبي، لإنتاج الديزل ووقود الطائرات، وتبلغ طاقتها الإنتاجية اليومية 85 ألف برميل.
مرافق الشارقة
تأسس مركز الشارقة للنفط في عام 2005 كمكان لتكرير ومعالجة المنتجات البترولية مثل الديزل والبنزين وغاز البترول المسال. لكن ميزته الرئيسية والمهمة تُعرف بأنه محطة لتصدير منتجات منشآت النفط الإماراتية الأخرى.
ونظرًا لموقع الشارقة الملائم جدًا بالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي وربط هذه المدينة بطريق سريع دولي يقع على ساحل هذه المدينة الذي يربط بين أبوظبي ودبي، فإن هذا الميناء لديه القدرة على تخزين أكثر من مليوني برميل من منتجات النفط والغاز للتصدير إلى دول أجنبية.
وإذا اعتبرنا منشأة رويس هي قلب إنتاج النفط في الإمارات العربية المتحدة، فإن الشارقة هي الشريان الرئيسي لصادرات النفط الإماراتية.
المطارات والمراكز التجارية
بقدر ما تعتمد مشيخة أبو ظبي على عائدات النفط، فإن الاستثمار الأجنبي والأمن التجاري لهذه المدينة مهمان بالنسبة لمشيخة دبي أيضًا.
وفي الواقع، فإن أي حادث كبير ناتج عن الهجمات العسكرية على دبي سيعطل التجارة في المنطقة بشدة.
ومن أهم المراكز التي يمكن أن تكون هدفًا للهجمات:
طيران الإمارات
تعتبر شرکة طيران الإمارات من ركائز القوة والثروة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تجذب السياح إلى الدولة من جميع أنحاء العالم.
ومن أولى أهداف الجيش اليمني هي مهاجمة مقر هذه الشركة الراعية للإرهاب بجوار مطار دبي.
وإضافة إلى استهداف المبنى الرئيسي لطيران الإمارات وبالنظر إلی موقعه، يمكن أن يكون مطار دبي أيضًا أحد الأهداف الرئيسية لهجمات الجيش اليمني واللجان الشعبية.
مبنى البورصة ودبي للتجارة العالمية
قد يبدو استهداف بورصة دبي ومركز التجارة العالمي في برج راشد على شارع الشيخ زايد بعيد المنال، ولكن إذا تم، فسيؤدي بالتأكيد إلى انهيار النظام التجاري للمدينة وهروب الشركات الأجنبية الكبيرة.
حالة القواعد العسكرية والقدرات الدفاعية للجيش الإماراتي
الإمارات دولة صغيرة بجيش صغير. ويتمركز سلاح الجو في قاعدتي الظفرة في أبوظبي والمنهاد في دبي الجويتين، ويمتلك مقاتلات إف 16 وميراج 2000 للعمليات الهجومية والدفاع الجوي، وأنظمة باتريوت وثاد للدفاع الصاروخي ضد الهجمات.
وتتركز قوة الدفاع الرئيسية في هذه الدولة حول مدينتي أبو ظبي ودبي، وتمتلك قاعدة الظفرة الجوية أقوى المعدات العسكرية للدفاع ضد الهجمات، باعتبارها مركزًا لوجود القوات والمقاتلات الأمريكية.
وباستثناء مصفاة رويس، تغطي هذه القاعدة العسكرية المراكز الأخرى المذكورة في هذا التقرير، والتي تضم طائرات مقاتلة إماراتية وأمريكية والعديد من أنظمة الدفاع باتريوت وثاد وبانتسير-إس.
وإذا قارنا القوة الدفاعية لهذا البلد بهجوم محتمل من الجانب اليمني مع السعودية، فينبغي أن نقول إن حجم الجيش والمعدات في الإمارات أقل بكثير من السعودية.
لكن الحجم الصغير جدًا للبلاد والتغطية الدفاعية والرادارية الأكثر اكتمالًا، يجب أن يوفرا بشكل طبيعي للجيش موقعًا أفضل للدفاع ضد هجمات الصواريخ أو الطائرات بدون طيار. لكن في هجمات يوم أمس للجيش اليمني على هذا البلد، لم ترد جميع أنظمة الدفاع الإماراتية على الهجمات.
وبعد استهداف منشأة البقيق السعودية في سبتمبر 2019 على الرغم من الحماية من قبل مجموعة متنوعة من الأنظمة الدفاعية مثل الباتريوت، فإن النجاح المحتمل لأنصار الله في استهداف كل من الأهداف المقترحة، يثبت مرةً أخرى القدرات العسكرية للشعب والجيش اليمني، وسيكون كارثةً أخرى للغزاة والمعدات العسكرية باهظة الثمن المشتراة من الولايات المتحدة. خاصةً بعد أن أعلن المتحدث باسم الجيش اليمني رسميًا نية بلاده الانتقام من الإمارات، إذا لم تغير نهجها في التدخل العسكري في اليمن.
المصدر/ الوقت