جريمة سجن صعدة في اليمن.. لماذا يتعمّد تحالف العدوان السعودي الكذب في وضح النهار
كشفت العديد من التقارير الاخبارية يوم الجمعة الماضي، عن سقوط أكثر من 65 شهيداً وأكثر من 120 جريحاً جرّاء غارات التحالف السعودي التي استهدفت بشكل مباشر السجن المركزي في صعدة، لافته إلى أن عدد الضحايا مرشح إلى الارتفاع. وأشارت تلك التقارير إلى أن بعض ضحايا المجزرة التي ارتكبها التحالف السعودي في صعدة ليسوا يمنيين، مؤكده أن “فرق الإنقاذ واصلت منذ الفجر عمليات انتشال ضحايا مجزرة تحالف العدوان السعودي في صعدة، جراء قصفه السجن المركزي فيها”. كما لفتت إلى أن “السجن المركزي يضم أكثر من 2000 نزيل يمني ومن جنسيات أخرى”، موضحه أن “السجن يضم مركز إيواء للأفارقة الذين يعبرون من اليمن إلى مناطق أخرى”.
وحول هذا السياق، قال مدير مكتب الصحة في صعدة “يحيى شايم” إن “هناك أعداداً مهولة من النزلاء في السجن المركزي في صعدة”، مشيراً إلى أن “عدداً كبيراً من النزلاء ما زالوا تحت الأنقاض”. وأشار “شايم” إلى وصول نحو 150 شهيداً وجريحاً إلى مستشفيات المحافظة، مضيفاً: “عدد الشهداء مرشح إلى الارتفاع بسبب خطورة الإصابات التي وصلت إلى المستشفيات، فيما نعاني من شح كبير في المعدات الإسعافية في محافظة صعدة”. بدوره، قال المتحدث باسم مجلس إدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، “طلعت الشرجبي”، إن “الصليب الأحمر زار قبل فترة سجن صعدة، معتبراً أن “المنظمات الدولية الإنسانية تتحمل المسؤولية حيال ما جرى في صعدة”. وأضاف “الشرجبي”، أن “تحالف العدوان السعودي نفذ مجزرته في صعدة بناءً على إحداثيات دقيقة تلقاها من أطراف معينة”.
من جانبه، صرح رئيس هيئة المستشفى الجمهوري في صعدة، “إسماعيل الورفي”، باستقبال نحو 65 شهيداً و 112 جريحاً. وأشار “الورفي” إلى أن “هناك انقطاع بالموارد والمواد الطبية اللازمة لمعالجة الجرحى، في حين أن معظم الجرحى حالتهم حرجة وعدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود الكثيرين تحت الأنقاض”. وفي السياق ذاته، قال القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان في حكومة صنعاء، “علي الديلمي”، إن “استهداف المدنيين هو تغيير قواعد”، مطالباً الأمم المتحدة بــ”التحرك لمنع استهداف المدنيين، وسكوتها يخدم الولايات المتحدة”. وأردف: “الأمم المتحدة تتحمل المسؤولية عن من يعانون من المجاعة والاستهداف المباشر”، مضيفاً أنّ “الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إعطاء الضوء الأخضر للجرائم المرتكبة بحق اليمنيين”.
أما رئيس وفد صنعاء المفاوض، “محمد عبد السلام”، فرأى أن “مجازر العدوان ضد المدنيين لن تُخضع اليمنيين ولن تكسر إرادتهم”. وعبر تغريدة في “تويتر”، أكد عبد السلام أن “هذه المجازر ستدفع الشعب اليمني إلى الرد بكل وسيلة ممكنة وبكل ما أوتي من حق وقوة”. هذا وواصل تحالف العدوان السعودي شن غاراته وقصفه على عددٍ من المحافظات اليمنية، مخلفاً شهداء وجرحى وأضراراً مادية في الممتلكات الخاصة والعامة، وبلغت الغارات أكثر من 70 غارة خلال الساعات الماضية، وهو مستمر في خرق وقف إطلاق النار في الحديدة.
يشار إلى أنه يوم الخميس الماضي، استهدفت طائرات تحالف العدوان السعودي مبنى الاتصالات في مدينة الحديدة، ما أدى إلى وقوع 6 شهداء، بينهم 3 أطفال و18 جريحاً، معظمهم من الأطفال. ولقد كشفت بعض المصادر الاخبارية عن انقطاع الإنترنت عن اليمن بعد استهداف “البوابة الدولية للاتصالات والإنترنت” في الحديدة، وهي المزود الوحيد للإنترنت في اليمن. وفي وقت سابق، تعرضت العاصمة صنعاء لـ”قصف جوي عنيف من قبل مقاتلات تحالف العدوان السعودي”. وكان تحالف العدوان السعودي قد ارتكب مجزرة في الحي الليبي السكني في العاصمة اليمنية صنعاء، سقط فيها 29 شخصاً بين شهيد وجريح.
ادانه اممية لقصف صعدة
استنكر الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، يوم الجمعة الماضي، استهداف طيران تحالف العدوان الذي تقوده السعودية في اليمن، سجنا تسيطر عليه حكومة صنعاء في مدينة صعدة، شمال البلاد. وقال “غوتيريتش”، في بيان صادر عن المتحدث باسمه “سيتفان دوغاريك”، إنه يدعو إلى إجراء تحقيقات سريعة وفعالة وشفافة في هذه الحوادث لضمان المساءلة، ويذكر جميع الأطراف بأن الهجمات الموجهة ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي. ودعا “غوتيريش” في البيان إلى ضرورة “وقف تصعيد الوضع بشكل عاجل وحث الأطراف على التواصل مع مبعوثه الخاص لدفع العملية السياسية إلى الأمام للتوصل إلى تسوية تفاوضية لإنهاء الصراع”. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن، قالت إن هجوما تعرضت له مراكز اعتقال في صعدة، أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 سجين.
“تركي المالكي”.. من كذبة إلى كذبة
يبدو أن “تركي” هذا لم يتعظ من فضيحته الكبرى تلك للفيلم الذي اقتبسه من فيلم امريكي معروف، وعرضه في احدى مؤتمراته الصحفية على انه مخزن لصواريخ تابعة لقوات صنعاء موجودة في مخزن في ميناء الحديدة، فعاد اليوم لممارسة مهنته المفضلة، حيث فجر فضيحة جديدة، عندما نفى جملة وتفصيلا قصف تحالف العدوان السعودي لسجن في محافظة صعدة وقتل 77 من نزلائه وجرح نحو 250 اخرين، ووصف ما نقلته وسائل اعلام يمنية بالصوت والصورة للمجزرة المهولة، بانها “إدعاءات غير صحيحة”. النفي “القاطع”! للتركي كعادته، لكل ما يُنقل عن حكومة الانقاذ الوطني اليمنية، يأتي رغم تنديد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان صدر عنه يوم الجمعة الماضي، بـ”الضربات الجوّية للتحالف الذي تقوده السعودية والتي استهدفت سجنًا في صعدة” و”أسفرت على الأقل عن ستين قتيلا وأكثر من مئة جريح” في صفوف السجناء.
وقفة يمنية غاضبة علی موقع الجريمة السعودية في صعدة
علی أنقاض هذه المجزرة المروعة وقف أبناء محافظة صعدة بحضور مسؤولي الدولة والحكومة وممثلي المنظمات، تنديداً واستنكاراً لهذه الجريمة التي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح. وحمل خطباء هذه الوقفة، الامم المتحدة مسؤولية هذه الجريمة بصمتها ازاء جرائم العدوان السعودي والاماراتي علی اليمن. الوقفة التي أقيمت بالتزامن مع عمليات انتشال الضحايا والبحث عن المفقودين رفع المشاركين فيها هتافات ولافتات عبرت عن حالة الغضب والاستياء الشعبي الواسع جراء استمرار هذه الجرائم بحق المدنيين وصمت المجتمع الدولي. وطالب أحد المتظاهرين الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان، ادانة هذه الجرائم واستنكارها ومعاقبة المجرمين وراء هذه الجريمة. وخلال هذه الوقفة عُقد مؤتمر صحفي لوزارات حقوق الانسان والصحة والداخلية والمجلس الاعلی لتنسيق الشؤون الانسانية، حضرته وسائل الاعلام الدولية والانسانية استعرض خلاله اخر احصائيات الجريمة البشعة.
المصدر / الوقت