صوت المقاومة يصدح دفاعاً عن اليمن النازف.. ماذا قال علماء لبنان والعراق
تتصاعد الأصوات المنددة بالجرائم التي تنفذها السعودية والإمارات بحق الشعب اليمنيّ دون رقيب أو حسيب بعد قطع الانترنت عن البلاد عبر ما يسمى “التحالف العربيّ” الذي قتل عشرات الأبرياء من اليمنيين في الأسبوع المنصرم وحده، بزعم قصف معاقل ومعسكرات “الحوثيين” جراء الرد اليمنيّ على الإجرام الإماراتيّ بقصف منشآت هامة عبر طائرات مسيرة مؤخراً، حيث انتقد رئيس الاتحاد الدوليّ لعلماء المقاومة الشيخ ماهر حمود، ورئيس جمعية العلماء العراقيين الشيخ خالد الملا، المجازر بحق اليمنيين، عقب قصف قوات التحالف مركز الاتصالات في منطقة الحديدة وتدمير المنشأة المركزيّة بغرض قطع الانترنت عن اليمن إضافة إلى مجازر بحق المدنيين في سجن صعدة وأحياء سكنية في الحديدة والعاصمة صنعاء.
السعودية وحليفتها الإمارات احتلتا نشرات الأخبار بعد أن ارتكبتا مجازر بحق نزلاء سجن صعدة والمدنيين في الحديدة وصنعاء واستهدف تحالفهما المنشآت المدنية، لذلك عبر رئيس الاتحاد الدولي لعلماء المقاومة، عن امتعاضه من ذلك، واصفاً الدول الخليجيّة الغنية بالنفط بأنّها أصبحت مجرد مكان لسحب الأموال وليس لها استقلال أو سيادة، حيث يخوض “التخالف العربيّ” أسوأ الحروب ضد اليمن منذ عام 2015، عندما شنتا حملة جويّة ضده بذرائع واهية، لكنه فشل الكبير في تحقيق مراده في البلد الشقيق والمجاور، رغم التمويل والتسليح والهجمات العدوانيّة التي يندى لها الجبين.
“المقاومة تقف إلى جانب شعب اليمن المظلوم”، رسالة من الشيخ ماهر حمود لقوات التحالف التي أعلنت للعالم بجرائمها ومجازرها الوحشيّة أنّها مفلسة على كافة الأصعدة، فيما أصبحت بعد 7 سنوات من الفشل أكثر خطراً وتوحشاً، ولم تأبه أبداً من قتل الأبرياء في اليمن بشتى الطرق منذ سنوات طويلة، وفتحت حرباً شعواء ضد اليمنيين لم تستثن الأطفال والنساء والشيوخ، وتسببت بكوارث لا يمكن أن تصفها الكلمات، وتجاوزات خطيرة للقوانين الدوليّة ما تسبب بأكبر كارثة إنسانيّة باعتراف المنظمات الدوليّة التي تعتبر داعماً للتحالف نفسه.
أيضاً انتقد حمود الرقابة على صوت الشعب اليمني المظلوم في وسائل الإعلام، بعد الإجرام غير المسبوق للتحالف باستهداف البوابة الدوليّة للإنترنت والاتصالات يوم الجمعة الفائت، ما تسبب بقطع جميع خدمات الانترنت في عموم اليمن بشكل تام وفقاً للمؤسسة العامة للاتصالات في صنعاء، التي بيّنت أنّ الأضرار التي خلفتها ضربات التحالف كانت فادحة، ويصعب إصلاحها في ظل حصار التحالف الذي يمنع إدخال الأجهزة الخاصة بالاتصالات والتي تحتاجها المؤسسة للإصلاح.
“رغم كل المشاكل في لبنان، فإن صوت المقاومة هنا احتجاجاً على القمع والظلم ضد الشعب اليمني لا يزال مرتفعاً”، هكذا أشار رئيس الاتحاد الدوليّ لعلماء المقاومة عق تصعيد سعوديّ إماراتيّ خطير أشبع اليمنيين قتلاً ودماراً، حيث لم تكف أبوظبي والرياض عن مجازرهما هنا وهناك بحق الأبرياء رغم الظروف العصيبة التي يعيشونها نتيجة العدوان الهمجيّ، مع تفاقم الكارثة الإنسانيّة الناتجة عنه والتي أصبحت الأسوأ في القرن الحادي والعشرين، حيث تسبب انقطاع الانترنت في البلاد بتوقف أعمال الإغاثة الإنسانيّة وأغلب القطاعات الاقتصاديّة، ما يعني مزيداً من المعاناة.
من جهة أُخرى، أوضح رئيس جماعة علماء العراق الشيخ خالد الملا، إلى تطورات الأوضاع في اليمن قائلاً: “إن الشعب اليمنيّ تعرض لمجزرة مخطط لها وإن ما تضاعف حزننا وألمنا هو أن هذه المجزرة تتم بوسائل عربية وإسلامية”، حيث تسبب العدوان العسكريّ للتحالف السعوديّ والإماراتيّ بمقتل ما يقارب 100 شخص وجرح المئات، عقب سلسلة جرائم مجنونة بحق المدنيين وبالأخص قصف سجن صعدة المركزي، نتيجة غضبهم العارم من الرد اليمنيّ على جرائمهم في العمق الإماراتيّ.
وأضاف الشيخ خالد الملا: “للأسف، إنّ الجرائم بحق الشعب اليمنيّ رغم بشاعتها وقبحها الشديدين، لم تهز ضمائر البعض” مؤكّداً أنّه “لا أحد يسعد بقتل اليمنيين إلا من لهم صلات بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة”، وهذا التصريح يتقاطع مع البيان الذي صدر عن المجلس السياسيّ الأعلى عقب إدانته بشدة الفظائع السعودية الأخيرة في الحديدة وصعدة، ووصف وقتها السعودية والإمارات بـ “أداتين قذرتين” للولايات المتحدة والكيان الصهيونيّ الغاصب، حيث اعتبر مراقبون أنّ تصعيد جرائم تحالف العدوان السعودي ضد المدنيين في اليمن واحدة من أهم العوامل التي تظهر مدى نجاح عملية “عاصفة اليمن” في العاصمة الإماراتيّة، فيما يحذر خبراء من تعمد التحالف التعتيم الإعلاميّ على الجرائم التي يرتكبها في اليمن، وتحويل اليمن إلى أزمة منسية على الرغم من أنها الأزمة الأسوأ في العالم.
وقد نوّه رئيس جمعية علماء العراق إلى موضوع هام وحساس للغاية، متحدثاً أن “وسائل الإعلام لا ترغب بأيّ أحد يتحدث عن اضطهاد وظلم الشعب اليمنيّ، وهذا النهج الإعلاميّ يجعل مسؤوليتنا في إظهار التضامن مع المظلومين بشدّة”، حيث تسعى كبرى وسائل الإعلام الخليجيّة ومواقعها الإلكترونيّة وبالأخص التابعة للإمارات والسعوديّة لقلب الحقاق والمفاهيم وتزوير الوقائع، فتركز على تفاهات الحدث لتغفل المشاهد عن حقيقة وجه العواصم التي تمولها باعتبارها “أبواقاً للممولين” لا أكثر، وتحاول من خلال تغطياتها وتقاريرها وضيوفها المتحيزين للعدوان صناعة وهم عند جمهور وخداع الرأي العام، لمنع تبيان الجرائم التي لا تُحصى بحق الأبرياء لـ “عاصفة الحزن” ضد اليمن الذي كان يوصف بالسعيد قبل هذا العدوان السافر.
المصدر/ الوقت