التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 22, 2024

أول زيارة لدي مستورا للصحراء الغربية .. هل ينجح في حل الخلاف مع الحكومة المغربية 

بعد أن بدأ رحلته من المغرب، أحد طرفي النزاع، في 13 يناير الجاري، توجه الدبلوماسي الإيطالي-السويدي ستافان دي مستورا، الذي تتمثل مهمته الرئيسية في إعادة بعث المسار السياسي في الصحراء الغربية، إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين، في 15 و 16 من نفس الشهر، حيث التقى العديد من مسؤولي جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي.

وأشار المسؤولون الصحراويون الذين التقى بهم المبعوث الأممي للصحراء الغربية، يوم السبت الماضي، إلى تمسكهم بـ “الاستقلال الوطني الكامل”، مؤكدين أن “الاستفتاء يظل حلا وسطا مقبولا”.

كما لفتوا إلى أن العدوان المغربي الذي استهدف مدنيين صحراويين عزل في المنطقة العازلة من الكركرات في 13 نوفمبر 2020 هو الذي نسف اتفاق وقف إطلاق النار.

و كان في استقبال ستافان دي مستورا يوم الأحد الماضي، الرئيس الصحراوي والأمين العام لجبهة البوليساريو، إبراهيم غالي ، بمقر الرئاسة بشهيد الحافظ (الرابوني).

وسافر الدبلوماسي الإيطالي-السويدي، يوم الاثنين الماضي، إلى موريتانيا (البلد المجاور و المراقب)، حيث كان في استقباله الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بحضور عديد المسؤولين الموريتانيين، ومنسق برامج الأمم المتحدة في موريتانيا، أنطوني أوهيمينغ بواماه، وكذلك مساعدة ستيفان دي ميستورا، شارون أوبراين.

أما يوم الأربعاء فقد تحادث المبعوث الخاص المكلف بقضية الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، عمار بلاني، في الجزائر، مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الذي كان في زيارة عمل إلى الجزائر، بصفتها بلد جار ومراقب، في ختام جولته الأولى في المنطقة.

وكان غوتيريش أعلن في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، تعيين دي ميستورا مبعوثا له إلى إقليم الصحراء، خلفا للألماني هورست كوهلر، الذي استقال في 22 مايو/أيار 2019.

وتعود آخر جولة مفاوضات بين المغرب وجبهة “البوليساريو” بشأن النزاع على إقليم الصحراء إلى 2018، ولم يحدث تطور يُذكر منذ ذلك التاريخ.

وتعليقا على اختتام الجولة، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة تيزي وزو محمد عمرون، أن الزيارة الأخيرة لدي ميستورا إلى المنطقة تأتي في وضع غير مستقر وغير مشجّع للأسف الشديد، فبعد فراغ منصب المبعوث الأممي لقرابة عامين، وما انجر عنه من خرق المغرب لاتفاقية وقف إطلاق النار لسنة 1991، وما تبعه من إعلان جبهة البوليساريو على إثر ذلك انهيار الاتفاق والدخول في العمل المسلح يضاف إلى ذلك هزال القرار الأممي 2602 والذي كرس العجز الأممي في الحل، ما جعل جبهة البوليساريو ترفضه بقوة، أكثر من هذا ـ يضيف عمرون ـ إعلان الجزائر رفضها العودة إلى الدوائر المستديرة التي كان قد بدأها المبعوث السابق هورست كوهلر والتي لم تسفر عن أي نتيجة، بالعكس أراد المغرب استغلالها من أجل توريط الجزائر في النزاع واعتبارها طرفا مباشرا فيه.

جميع هذه الظروف جعلت من زيارة دي ميستورا صعبة بالرغم من أن الرجل له خبرة في إدارة الأزمات الدولية، حيث اشتغل في أفغانستان وسوريا سابقا بسبب الموقف المغربي الرافض للامتثال الشرعية الدولية أو على الأقل لقرارات الأمم المتحدة الداعية الى مفاوضات دون شروط مسبقة ثم الموقف الأخير لجبهة البوليساريو الرافض لوقف إطلاق النار، ما لم يلتزم صراحة المغرب بالمسار الأممي المنبثق عن اتفاق وقف إطلاق النار، الشيء الذي عمّق الأزمة بين الطرفين الأساسيين بالمنطقة كل هذه المعطيات تؤكد أن دي ميستورا أمام مأزق حقيقي.

بعد زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية إلى المنطقة يكون قد شكّل تصورا أوليا حول طبيعة مواقف الأطراف وهامش تحركه في انتظار التقرير الذي سيرفعه إلى الأمين العام الأممي ومجلس الأمن، وما هي المقترحات التي سيحملها لطرفي النزاع ثم كيف سيتفاعل مجلس الأمن معها باعتبار هذا الأخير يتحمل مسؤولية كبيرة في تأخر تطبيق الشرعية الدولية وتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره الفرصة، وهو ما يعني زيارة دي مستورا الأخيرة هي بمثابة فرصة جديد سواء للأمم المتحدة والمجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل استرجاع عملية سياسية ذات مصداقية لوضع حدّ لهذا المشكل الذي طال.

ودخل المغرب وجبهة بوليساريو، في حرب حول الصحراء، بين 1975 و1991 بعد خروج الاستعمار الاسباني من المنطقة، وتوقفت بداية التسعينات بعد اتفاق بموجب اتفاق أممي، وتم نشر بعثة تابعة للأمم المتحدة “قوات المينورسو” للإشراف على تطبيقها.

وفشلت وساطات الأمم المتحدة، عبر مبعوثيها، في التوصل إلى تسوية للنزاع، حيث يعتبر الإيطالي ستيفان دي مستورا ثامن مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة إلى إقليم الصحراء، بعد تعيينه بالمنصب في 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وسبق أن اقترح، مبعوثون شغلوا المنصب نفسه خططا للتسوية، منها ما كان أقرب للتحقق، وأخرى تم رفضها.

ومنذ 1975، هناك نزاع بين المغرب وجبهة “البوليساريو” حول إقليم الصحراء، بدأ بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة.

وتحول الصراع إلى مواجهة مسلحة استمرت حتى 1991، وتوقفت بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار اعتبر “الكركرات” منطقة منزوعة السلاح.

وفشل المبعوث السابق الدبلوماسي الألماني هورست كوهلر الذي تم تعيينه من قبل الأمين العام الحالي للأمم المتحدة الحالي أنطونيو غوتيريش، مبعوثا شخصيا له للصحراء عام 2017 واستمر عمله إلى 2019.

وقام كوهلر بتنظيم مائدتين مستديرتين بمشاركة كل من المغرب والبوليساريو والجزائر وموريتانيا، الأولى في ديسمبر/ كانون الأول 2018، والثانية في مارس 2019 في جنيف.

وفي مايو 2019، أعلنت الأمم المتحدة استقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر لدواع صحية.

ورفع المبعوث السابق الدبلوماسي الألماني يديه عن الملف بعد وصوله للباب المسدود أمام غياب أرضية مشتركة بين الأطراف المعنية بالملف، حيث يُصِّر المغرب على مقترح الحكم الذاتي حلا لتسوية النزاع، في الوقت الذي لا تريد البوليساريو ومن ورائها الجزائر، بديلاً عن خيار الاستفتاء وتقرير المصير. والاهم من ذلك عدم وجود اجماع دولي على طريقة الحل.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق