ما بين مرحب ومدين.. أبرز ردود الفعل على عمليه اعصار اليمن داخل العمق الإماراتي
أعلنت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في اليمن، مساء يوم الاثنين الماضي، استهداف مطاري دبي وأبو ظبي ومواقع هامة حساسة في الإمارات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرات. وقال المتحدث العسكري، “يحيى سريع”، في بيان متلفز، إنه “تم استخدام طائرات مسيرة وصواريخ باليستية خلال الهجوم الذي نفذته الجماعة ضد الإمارات”، مضيفا أنه تم استهداف مطاري أبوظبي ودبي ومصفاة النفط في المصفح، بجانب مواقع أخرى. وأضاف “سريع”: “رداً على تصعيد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي نفذنا عملية عسكرية نوعية وناجحة، استهدفت مطاري دبي وأبو ظبي ومصفاة النفط في المصفح وعدداً من المواقع والمنشآت الإماراتية الهامة والحساسة”، متابعا أن “العملية الموفقة تمت بخمسة صواريخ باليستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة”. وأكد أن أنصار الله، “لن تتردد في توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية خلال الفترة المقبلة”، معلنا “دولة الإمارات غير آمنة طالما استمر تصعيدها العدواني ضد اليمن”.
ولقد توالت ردود الفعل العربية والدولية، على هجمات قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، التي استهدفت عدداً من المناطق في إمارة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، وأسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 6 آخرين، بـ5 صواريخ باليستية، وعدد “كبير” من الطائرات المسيرة، في عملية أسمتها “إعصار اليمن” رداً على تصعيد التحالف العربي بقيادة السعودية، متوعدة بـ” توسيع بنك الأهداف ليشمل مواقع ومنشآت أكثر أهمية الفترة المقبلة”. ولقد أدانت الخارجية السعودية في بيان “بأشد وأقسى العبارات، الهجوم الإرهابي الجبان الذي استهدف مطار أبو ظبي الدولي”. وأكدت المملكة “وقوفها التام مع دولة الإمارات أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها”، وأعرب مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان عن إدانته الشديدة للهجوم على أبو ظبي، وقال إن واشنطن ستتعاون مع الإماراتيين ومع شركائها الدوليين. ومن جانبه، أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجوم على أبو ظبي، ودعا كافة الأطراف إلى “التحلي بأقصى قدر من ضبط النفس” وفق ما أعلنه المتحدث باسمه. وأضاف المتحدث ستيفان دوجاريك أن غوتيريش طلب من قوات صنعاء “منع أي تصعيد في سياق توترات متزايدة بالمنطقة” مذكرا بأن “الاعتداءات ضد مدنيين أو بنى تحتية مدنية محظورة بموجب القانون الإنساني الدولي”.
وفي المقابل نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، يوم السبت الماضی، مسيرة حاشدة تضامناً مع اليمن ودعماً لعودة الأمن والاستقرار في أرضه. وقالت الحركة في بيان إن المسيرة تنطلق اليوم بعد صلاة المغرب مباشرة، من ميدان فلسطين وصولاً إلى شارع أبو خضرة، داعيةً للمشاركة الحاشدة في المسيرة، “نصرةً للشعب اليمني المسلم، ورفضاً للحرب المدمرة على اليمن وشعبه”. ودعت “الجهاد الإسلامي” إلى “إطلاق دعوة من فلسطين بوقف المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، وإنهاء الحرب المجنونة التي أحرقت الأخضر واليابس في اليمن، امتثالاً لتعاليم ديننا الذي شدد على حرمة الدماء والأعراض ونهى عن التنازع والفرقة”. وكانت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، استنكرت في بيان يوم أمس، الجرائم التي يرتكبها ما يسمى “التحالف العربي” ضد الشعب العربي المسلم في اليمن. وأكدت الحركة، أن استهداف المدنيين المتعمد في اليمن بالطائرات الأميركية، وربما بمشاركة من قبل طائرات العدو الصهيوني، هو دليل على فشل هذا العدوان وهزيمته في ميادين القتال، وهو محاولة يائسة.
من جهتها، أدانت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان لها “المجازر التي أودت بحياة عشرات المدنيين في أنحاء اليمن الشقيق”، ورأت في ذلك “تصعيداً خطيراً من شأنه أن يعمق الأزمة السياسية في البلاد، وأن يلحق بها المزيد من الكوارث، والتي آن الأوان لوضع حد لها، وبما يعيد للبلد العربي الشقيق وحدته وأمنه واستقراره”. وقالت الجبهة: “لقد أثبتت سنوات الحرب الطويلة على اليمن مدى عبثيتها، وفشلها عبر اللجوء إلى كل أشكال القتل والدمار، في تحقيق أهدافها، بل أدت بالمقابل إلى المزيد من الخراب والكوارث على حساب المواطنين الأبرياء”. کما باركت كتائب الوهبي، عملية إعصار اليمن الثانية التي نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في العمقين السعودي والإماراتي. واعتبرت كتائب الوهبي في بيان تلقته وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) هذه العملية النوعية التي استهدفت قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي ومواقع حيوية وحساسة في دبي، وقواعد عسكرية في العمق السعودي، رداً طبيعياً ومشروعا على تصعيد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي وجرائمه بحق الشعب اليمني، وآخرها استهداف السجن الاحتياطي في صعدة وبوابة اليمن الدولية للإنترنت بالحديدة والحي الليبي بالعاصمة صنعاء.
وأشاد البيان بانتصارات الجيش واللجان الشعبية في مختلف الحبهات، وكذا دور القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في الرد على تصعيد العدوان. ومن جهته، حذّر الأمين العام لحركة عصائب أهل الحقّ “الشيخ قيس الخزعلي” حكّام الامارات المطبعين مع الصهاينة من مغبّة استمرارهم في التدخّل بالشأن العراقي الداخلي، وزرعهم بذور الفتن والتفرقة بين أبناء الشعب. وبارك الانتصار الكبير الذي حققه اليمنيون في تأديب النظام الإماراتي بسبب تدخله السافر في الشأن اليمني ودعمه للعدوان السعودي الأميركي، قائلًا: “نبارك للإخوة المظلومين في يمن العز والصمود الذين يدافعون عن بلدهم وشعبهم ضد عدوان جائر من تحالف ظالم استباح دماء أطفالهم ونسائهم وشيوخهم كان لحكام الامارات اليد الطولى فيه، هذا التقدم الهائل في قوة الردع وهذه الروح الثورية التي لا تقبل أن تنكسر رغم كل الألم ورغم تكالب قوى الشر والرذيلة والتطبيع عليهم”.
كما أدان حزب الله بشدة المجازر المهولة التي ارتكبها العدوان السعودي الأميركي على اليمن والتي أدت الى استشهاد العشرات وسقوط المئات من الجرحى من النساء والرجال والأطفال. وفي بيان له اعتبر الحزب ان”هذه المجزرة البشعة تؤكد وحشية وهمجية قوى العدوان و الشر و تجردها من كل القيام الإنسانية والأخلاقية والدينية، وهو تعويض بائس عن الفشل الذريع في المواجهة الميدانية على أرض المعركة”. وتابع البيان”إننا اذ نستنكر الصمت القاتل الذي يلف العالم إزاء هذه المجازر البشعة فإننا ندعو جميع الأحرار في كل مكان الى الوقوف الى جانب الشعب اليمني المظلوم وإدانة هذه الجريمة واستنكارها وإدانة قوى العدوان، ونعتقد أن شعبنا العزيز الذي تحمل الصعاب والآلام طوال السنوات الماضية قادرٌ على المضي قدماً وبقوة نحو إلحاق الهزيمة بالعدوان وتحقيق الإنتصار المظفر ان شاء الله”.
إن الأمم المتحدة وعدد من الدول العربية والغربية شريك أساسي في الابادة الجماعية التي تحدث للشعب اليمني من خلال صمتها وموفقتها على الحصار الجائر الذي تفرضه قوات العدوان على ميناء الحديدة منذ اكثر من خمس سنوات ونصف والذي بدوره يهدد بكارثة انسانية بكل المستويات والمقاييس وعلى راس ذلك القطاع الصحي. وأكد المسؤولين اليمنيين أنه لن تعود الحياة والحق في العيش على هذه الارض الا بالقضاء على الشرذمة التي تدعي أنها إنسانية وهي اليد الاساسية في كل الخراب في العالم. وطالب المسؤولين اليمنيين السياسيين الاحرار والكّتاب لتعرية الامم المتحدة أمام الملأ وكشف مخططاتها والجرائم التي تقوم بها. كما طالب المسؤولين اليمنيين أبطال الجيش واللجان الشعبية بضرب بضرب القصور والمنشآت الحيوية لكل من شارك في إبادة الشعب اليمني.
المصدر/ الوقت