التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 10, 2024

الانسحاب الاماراتي من بعض المناطق اليمنية.. انسحاب تكتيكي أم هروب من الهزيمة 

لقد كانت آثار وأضرار عملية “إعصار اليمن” التي نفذتها قوات الجیش واللجان الشعبية اليمنية يوم الاثنين الماضي في العمق الإماراتي، قوية ومؤثرة وأصابت دويلة الاحتلال الإماراتي بالصدمة والرعب، حسب محللين سياسيين، لكن الصدى الأكبر لهذه العملية الناجحة تردد في كيان الاحتلال الصهيوني الذي بات يقرأ مضامين وأبعاد مثل هذه العمليات النوعية بعقلية أكثر إدراكا وفهما على عكس ما هو عليه حال القادة والسياسيين في نظامي “سعود زايد” واللذين يسارعان عند تلقيهما لأي صفعة إلى التقليل من شأن الخصم وينسبون الإنجاز إلى أطراف أخرى قبل أن يقدموا على الانتقام من المدنيين الأبرياء. ولقد كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن القادة الاماراتيين قاموا بالتوسل بکیان الاحتلال الصهيوني لإنقاذهم من هذا المستنقع.

وحول هذا السياق، أوضحت حكومة صنعاء أنها حاولت التزام عدم إدراج الإمارات في نطاق الاستهداف الدفاعي بعد إعلانها أكثر من مرة انسحابها من التدخل في اليمن، ولكن محاولة حكومة الإمارات العودة مجددا لتحالف العدوان وفرض واقع سياسي وعسكري جديد على الساحة اليمنية، حتم على صنعاء اتخاذ الموقف المناسب وإرسال رسائل تحذيرية حتى لا تقع دولة الإمارات في مطب أوهام السيطرة وخدمة أجندات دول أخرى في المنطقة ومنها الكيان الصهيوني. وأكدت صنعاء أنها بكل بقواتها الدفاعية وكل إمكانياتها العسكرية تحتفظ بحق الدفاع عن اليمن واليمنيين بشكل كامل دفاعا وهجوما ضد أي مصادر خطر تراها السلطة السياسية وحكومة الإنقاذ الوطني.

وجدد وزير الخارجية اليمني هشام شرف الدعوة للسلطات الحاكمة في أبوظبي والرياض، بأن لا تغويها وعود الحلفاء بالدعم من خارج حدودها وأن تحكم العقل، وألا يكون اليمن هاجسا لديها أو خطرا عليها، وأن تعمل على انتهاج مسار سلام وعلاقات طيبة متبادلة والابتعاد عن أحلام اليقظة لدى البعض في إمكانية فرض ما يريدونه من واقع سياسي وحكم في اليمن، وترك دعم مجموعة أمراء الحرب والمنتفعين لديهم من مأساة ومعاناة اليمنيين وخاصة حاشية الرئيس المستقيل المنتهية ولايته وبقية المنتفعين من هذه الحرب التي سيذكر التاريخ من قام بها بأسوأ الصفات. وعلى نفس هذا المنوال، أعلنت ما تسمى “قوات العمالقة” السلفية التي تأتمر من الامارات في اليمن الانسحاب من مأرب الى مواقعها في شبوة بشكل مفاجئ اليوم الجمعة، ما يوحي بأن الرسالة اليمنية وصلت للإمارات بأن عليها الانسحاب من مستنقع اليمن وإلا فإنها ستفقد أمنها وستكون ابراج دبي ومعرضها اكسبو الذي كلف المليارات اهدافا للصواريخ والمسيرات اليمنية.

ويرى بعض المراقبين ان خطوة مرتزقة “العمالقة” التي جاءت بأوامر اماراتية تعتبر استجابة كاملة لسلطات أبو ظبي للتحذير اليمني، خاصة وان حكومة صنعاء أثبتت أنها تنفذ عندما تتوعد وان لديها القدرة الكاملة وحرية القرار في ذلك. فالامارات لا تستطيع تحمل تبعات الغارات اليمنية بالمسيرات او الصواريخ الباليستية، خاصة انها استطاعت ان تخترق المنظومات الدفاعية الامريكية الباهظة التكاليف وصواريخها المتقدمة جدا، ومنظومات صواريخ “ثاد” الأكثر حداثة وفاعلية من نظيرتها “الباتريوت” وتتواجد في قاعدة “الظفرة” الجوية الامريكية في محيط العاصمة أبو ظبي.

كما ان “حلفاءها” الامريكان والفرنسيون والبريطانيون الذين استنجدت بهم هرول جنودهم وخبراؤهم المتواجدون في قواعدهم في الامارات الى الملاجئ عندما بدأ الهجوم اليمني ايثارا للسلامة، ولم يفعلوا لها شيئا رغم المليارات التي يتلقونها سواء عبر شراء الامارات والدول الخليجية لاسلحتهم او عبر دفع فواتير قواعدهم وجنودهم المتواجدين في المنطقة بحجة حفظ الأمن!. ويرى البعض في خطوة القيادة الإماراتية اليوم خطوة أولى لمراجعة شاملة لتوريطها في الحرب في اليمن وقد تشهد الاسابيع والاشهر المقبلة تراجعات أكبر بدلا من سياسة التصعيد والتصعيد المضاد التي لن تنفعها، وتتجه نحو تصفير المشاكل وإصلاح العلاقات مع جميع خصومها والتركيز على الاقتصاد الذي سيتهاوى اذا تهاوى الامن الذي يشكله عموده الفقري.

إن دولة الإمارات العربية المتحدة بإعطائها الأوامر “لألوية العمالقة” الجنوبية التابعة لها، بوقف عملياتها العسكرية ضد القوات صنعاء في محافظتي مأرب وشبوة، “اشترت” أمنها واستقرارها، وتجاوبت بالكامل مع الرسالة “البليغة” التي أرسلتها حركة “أنصار الله” اليمنية من خلال صواريخها وطائراتها المسيّرة التي قصفت مدينتي أبو ظبي ودبي يومي الاثنين الماضي، والذي قبله، بأن تورطها في حرب مأرب، وأيًّا كانت القوى التي كانت خلفه، سيكون مكلفًا جدا على الصعُد كافة.

الإمارات ستظل دولة صغيرة، ولا تستطيع تحمل تبعات الغارات اليمنية بالمسيرات أو الصواريخ الباليستية، خاصة أنها استطاعت أن تخترق معظم المنظومات الدفاعية الأمريكية الباهظة التكاليف وصواريخها المتقدمة جدا، ومنظومات صواريخ “ثاد” الأكثر حداثة وفاعلية من نظيرتها “الباتريوت” وتتواجد في قاعدة “الظفرة” الجوية الأمريكية في محيط العاصمة أبو ظبي. إن اقتصاد دولة الامارات يقوم بالدرجة الأولى على الأمن والاستقرار، لأنه اقتصاد عموده الفقري النفط والاستثمارات الخارجية والسياحة، وقوات صنعاء لم يُخفوا إدراكهم لهذه الحقيقة، وتوظيفها في خدمة مخططاتهم الهجومية، ولو استمرت ألوية العمالقة في تقدمها في حرب مأرب، لنفذوا تهديداتهم بقصف معرض “إكسبو” الاقتصادي الدولي العملاق في مدينة دبي، وتعطيل حركة الملاحة الجوية في المطارات كليا، وهم أثبتوا أنهم يملكون القدرة على ذلك.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق