التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 31, 2024

صحيفة بريطانية: السدود التركية تتسبب بجفاف بحيرة الرزازة وانقطاع عيش الصيادين 

محلي ـ الرأي ـ
اكد تقرير لصحيفة ميدل ايست آي البريطانية ، الاثنين، ان السدود التركية تسببت بتقلص مساحة بحيرة الرزازة حيث تظهر البحيرة المعروفة أيضًا باسم بحيرة الملح على شكل امتداد نقي من اللون الأزرق بجانب الطريق الصحراوي الممتد من مدينة كربلاء المقدسة باتجاه حدود العراق مع السعودية ، لكن حواف مياهها الهادئة تمتلىء الآن بالاسماك الميتة .

ونقل التقرير عن الصياد بشير كامل من اهالي المنطقة قوله ” لقد كان لدينا في السابق الكثير من الاسماك في البحيرة لكنها الان لا تحوي سوى عدد ضئيل لان البحيرة آخذة بالانكماش”، مضيفا ان ” البحيرة التي تقع على بعد 40 كيلومترًا غرب كربلاء ، تقلصت الان بنسبة 40 بالمائة منذ أن بدأ الصيد هنا لأول مرة عندما كان صبيًا يساعد والده”.

واوضح ” كانت البحيرة تغذيها روافد صغيرة من نهر الفرات ولكن هذه الروافد قطعت ومنذ عام 2003 لم تصل المياه إلى البحيرة ، لذلك أصبحت المياه أكثر ملوحة ولا تستطيع أسماك المياه العذبة التي نصطادها أن تعيش في هذه المياه المالحة “.

من جانب آخر قال صيادون في المنطقة ” لقد كانت هناك ألف عائلة تعتمد على الصيد في بحيرة الرزازة ، لكن هذا العدد تضاءل الآن إلى 50 عائلة فقط، فيما قال بشير “إذا لم تصل المياه العذبة واستمرت البحيرة في أن تصبح أكثر ملوحة ، فسوف تموت جميع الأسماك”.

وبين التقرير ان ” تقلص مياه البحيرة هو نتيجة مشاريع السدود في المنبع ، خاصة في تركيا المجاورة ، التي افتتحت أول سد لها على نهر الفرات منذ عام 1974، فيما قال الصياد علي البالغ من العمر 40 عاما إن “السدود التركية ، المصممة للتحكم في تدفق المياه ، هي المشكلة، فقد كان العراق وتركيا يعقدان اتفاقات لكن الآن لا توجد اتفاقيات الحصص لذا فهم لا يمدوننا بالماء”.

من جانبه قال المستشار والناطق باسم وزارة الموارد المائية العراقية عون عبد الله “لسنوات عديدة لم نوفر المياه العذبة لهذه المنطقة لاننا ببساطة لا نملك ما يكفي ونحن لا يمكننا إطلاق المياه العذبة هناك إلا عندما يكون نهر الفرات به فيضانات عالية ، لكننا لا نعرف متى أو ما إذا كان سيحدث ذلك لأن نهر الفرات قد تغير الآن من” نهر حر “إلى” نهر خاضع للسيطرة “بعد بناء العديد من السدود والخزانات في تركيا “.

وتابع بالقول ان “الرزازة في حالة سيئة لأننا لا نملك ما يكفي من المياه لنقدمها. نحن فقط نضخ بعض المياه قليلة الملوحة من منطقة صرف واحدة للحفاظ عليها كبحيرة صغيرة “.

واشار التقرير الى أن ” التوقعات القاتمة بشأن الزوال الكامل للبحيرة موجودة منذ سنوات ، حيث أشار تقرير عام 2011 إلى أن البحيرة قد تجف في غضون عامين، ومع ذلك ، على الرغم من تقلص حجمها المسجل سابقًا البالغ 1562 كيلومترًا مربعًا ، إلا أن بحيرة الرزازة لا تزال كبيرة الحجم ولا تزال موقعًا ترفيهيًا شهيرًا”.

واردف المتحدث باسم وزارة المالية بالقول ” إذا كانت مشاريع المنبع التركية تقلل تدريجيًا من تدفق المياه إلى سوريا والعراق – ليس فقط إلى نهر الفرات ولكن أيضًا إلى نهر دجلة – وإذا استمرت سنوات الجفاف في المنطقة ، فقد لا تكون الرزازة هي البحيرة الوحيدة المعرضة للتهديد في العراق”.

يذكر ان ما يسمى بمشروع الاناضول الجاري في تركيا ، والذي من المقرر أن يضم 22 سدا وخزانا14 منها سيكون على نهر الفرات يمثل تهديدا على مصبات وموارد المياه في العراق. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق