ما سبب تكتم أبو ظبي الشديد على الهجمات الصاروخية اليمنية
أفادت مصادر محلية، الليلة الماضية، عن دوي انفجارات وسماع دوي الدفاعات الجوية فوق سماء أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة. وحول هذا السياق، تحدث العميد” يحيى سريع” المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، صباح يوم أمس الاثنين، في مؤتمر صحفي حول تفاصيل الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة التابعة للجيش اليمني التي تم تنفيذها داخل الاراضي الاماراتية في عملية “اعصار اليمن” الثالثة. وبشأن العملية التي نفذت ضد الإمارات الليلة الماضية، قال العميد “يحيى سريع”: “نفذت القوات المسلحة اليمنية بعون الله تعالى عملية اعصار اليمن الثالثة في أعماق دولة الإمارات العربية المتحدة الصغيرة”. وفيما يلي توضيح مفصل حول هذه العملية الناجحة:
1) مهاجمة أهداف مهمة في أبوظبي بعدد من صواريخ ذو الفقار الباليستية.
2) مهاجمة أهداف حساسة في إمارة دبي بعدد من طائرات “صماد 3” بدون طيار.
ولفت العميد “سريع” إلى أنه “بعون الله، نجحت هذه العملية في تحقيق أهدافها وأن دولة الإمارات ستبقى دولة غير آمنة طالما استمرت بالتعاون مع العدو الإسرائيلي والسعودي في مهاجمة شعبنا وبلدنا”. وأضاف، “وعليه فإننا نحذر المواطنين والشركات بالابتعاد عن الأماكن والمرافق الحساسة. لأن هذه الأهداف عرضة للهجمات في المستقبل. ولن تقف القوات المسلحة مكتوفة الأيدي عندما ترى أن شعب اليمن العظيم يعاني من الحصار ومن جرائم المعتدين ضده”. وأشار بالقول، إلى أنه بعون الله تعالى سيستمر الدفاع المشروع عن اليمن الغالي حتى انتهاء الحرب ورفع الحصار، والله شاهد على ما نقول. وهذه هي الجولة الثالثة من عمليات اعصار اليمن ضد الإمارات التي وقعت في الأيام الأخيرة. وفي العمليتين الأخيرتين التي وقعتا في 17 يناير و 25 فبراير، استهدف “أنصار الله” مواقع التحالف السعودي في أبو ظبي ودبي والمدن الجنوبية للسعودية، مما أدى إلى انتشار حالة من انعدام الأمن الاقتصادي والسياسي في تلك المناطق.
عملية الجيش اليمني تتزامن مع وصول رئيس الكيان الصهيوني إلى أبوظبي
على الرغم من أن الضربات الصاروخية للجيش اليمني على الأراضي الإماراتية تأتي رداً على عدوان الدولة وتدخلها غير الشرعي في ساحة المعركة اليمنية، إلا أن الهجمات واسعة النطاق تزامنت الليلة الماضية مع وصول الرئيس الإسرائيلي “يتسحاق هرتسوغ” وزوجته إلى أبوظبي واجتماعهم مع ولي عهد أبوظبي “محمد بن زايد”، وهذه نقطة مثيرة للاهتمام. وذلك لأن هذه العملية يمكنها للعملية أن ترسل رسالة مهمة إلى محتلي القدس، حيث ظهرت أدلة وتقارير في الأشهر الأخيرة عن تعاونهم الاستخباراتي والأجهزة مع التحالف السعودي المعتدي في الهجمات على الشعب اليمني؛ ورافق هذه التقارير رد تهديد من قادة “أنصار الله”، الذين صرحوا صراحة أنهم لن يترددوا في استهداف الأراضي الفلسطينية المحتلة إذا حصلوا على أدلة قاطعة على تورط الصهاينة في الحرب اليمنية.
مشيخات الإمارات تفرض رقابة وسرية تامة فيما يتعلق بالهجوم الصاروخي الجديد
على الرغم من أن حساب وزارة الدفاع الإماراتية تحدث هذا الصباح عن اعتراض صاروخ باليستي فوق أبو ظبي، إلا أنه لم تكن هناك على الإطلاق أي مقاطع فيديو أو صور لصواريخ دفاعية يتم إطلاقها أو انفجارها في منطقة العاصمة أبوظبي، على عكس هجمات 25 فبراير الماضي، الأمر الذي فاجأ الخبراء. وفي هجوم وحدة صواريخ “أنصار الله” على مدينة أبو ظبي قبل عدة ليالٍ، نشر المواطنون الإماراتيون عدة مقاطع فيديو من زوايا مختلفة في الفضاء الإلكتروني. ويمكن رؤية سبب ذلك في مناقشة التسبب في انعدام الأمن في الإمارات العربية المتحدة كمركز للتجارة الخارجية والاستثمار؛ حيث يدرك الشيوخ الإماراتيون جيدًا أنه إذا كانت بلادهم اليوم تتمتع بقدر كبير من الازدهار والقوة الاقتصادية نظرًا لمحدودية مساحتها ومواردها، فإنهم مدينون بذلك للمستثمرين الأجانب الذين يعتبرون دبي وأبو ظبي مناطق آمنة للاستثمار؛ وأدنى ضرر في هذا الصدد وخلق جو من حالة انعدام الأمن في هذا البلد يمكن أن يؤدي إلى هروب الشركات الأجنبية ورؤوس أموال بمليارات الدولارات من هذا البلد، الأمر الذي سوف يتسبب بضرر لاقتصادها، خاصة في امارة دبي التي لا تملك العديد من الحقول النفطية على عكس أبوظبي.
تاريخ أبوظبي الطويل في التستر على ضحاياها!
إن مسألة السرية المتعلق بالضربات الصاروخية للجيش اليمني على أبو ظبي ليست قضية جديدة وهي جزء لا يتجزأ من سياستها الإعلامية منذ بداية مغامراتها في هذه المنطقة الإقليمية. وفي السنوات الأولى من الحرب اليمنية، كانت قوات الجيش الإماراتي متواجدة بشكل مباشر في بعض جبهات ساحة المعركة، لكن على عكس الجيش السعودي أو المرتزقة السعوديين، الذين نُشرت صورهم وأسماء قتلاهم على مواقع التواصل الاجتماعي، هناك تشديد اماراتي صارم، حيث منعوا نشر مثل هذه القوائم وخسائرهم الحقيقية في حرب اليمن. ولم ترد في وسائل الإعلام الإماراتية سوى حوادث كبرى مثل الهجوم الصاروخي الشهير على ثكنة السفير بمحافظة مأرب الشرقية، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 من قوات التحالف السعودي، بينهم 45 جنديًا إماراتيًا، حيث لم يكن من الممكن إنكار تلك التفاصيل أو إخفاؤها.
وفي ذروة الحرب الليبية وفي فترة 2019-2020، نادراً ما نشر الجيش الإماراتي، الذي كان حاضراً في ساحة المعركة دعماً لقوات الجنرال “خليفة حفتر”. وعندما شنت القوات الجوية التركية، باستخدام الطائرات القتالية من طراز Bayraktar TB2، حملة واسعة النطاق على انظمة الدفاع “بانتسير” التابعة للجيش الإماراتي خلال معارك مايو 2020، بحث العديد من الخبراء عن أسماء الضحايا من مستخدمي هذه الأنظمة الدفاعية، ولكن دون جدوى. فائدة!. والسبب في ذلك أن الأجهزة الأمنية الإماراتية نقلت سراًجثث 9 من أفراد طاقم الدفاع الذين قتلوا في ليبيا إلى الإمارات، وأثناء إصدارها تعليمات أمنية خاصة لأهالي الضحايا، دفنت الجثث سراً وبعيداً عن الأنظار. كما تم إبلاغ عائلاتهم بأن أطفالهم قتلوا في حوادث طرق خلال عمليات غير قتالية. بشكل عام، إن الحكومة الإماراتية حساسة وحذرة للغاية بشأن الهجمات المباشرة التي تقع على الدولة أو سقوط ضحايا من جنود جيشها في ساحة المعركة، وتحاول جاهدة نشر أقل الأخبار الممكنة حول تفاصيل هذه الحوادث في الأماكن العامة لمنع ظهور حالة من انعدام الأمن في هذا البلد و فرار الاستثمارات الأجنبية.
المصدر/ الوقت