نيزك نادر يكشف عن معلومات جديدة عن ماضي الكوكب الأحمر
عثر علماء من جامعة كيرتن يدرسون نيزكا مريخيا، على أول دليل على الضرر الشديد الذي لحق بالمريخ بسبب اصطدام كويكب، ويمكن أن يكون له دور في تطور الكوكب.
ويعد المريخ كوكبا غامضا، خاصة عندما يتعلق الأمر بمعرفة ما إذا كانت الحياة موجودة هناك. وتشير الدراسة الجديدة عن نيزك مريخي نادر هبط على الأرض إلى أن العلماء قد يرغبون في مراجعة الجدول الزمني للوقت الذي يمكن أن يكون فيه الكوكب الأحمر مناسبا للحياة.
وعثر على النيزك المسمى “الجمال الأسود” (Black Beauty) في الصحراء الكبرى في عام 2011، واسمه الرسمي هو “شمال غرب إفريقيا (Northwest Africa) 7034” أو اختصارا NWA 7034، وقد تم وصفه لأول مرة في دراسة عام 2013، ووقع تأريخه بنحو 2.1 مليار سنة.
واكتسب النيزك النادر اسمه من مظهره المظلم. وتتكون القطعة الصغيرة من سطح المريخ إلى حد كبير من البازلت وتحتوي على شظايا صخرية ومعادن، بما في ذلك بعض الحبيبات القديمة جدا من معدن الزركون.
وفحص الدكتور مورغان كوكس وفريق البحث بقيادة جامعة كيرتن حبيبات الزركون من “الجمال الأسود” في الدراسة الحديثة.
وتركز الدراسة التي نُشرت في مجلة Science Advances، على حبة من الزركون تُظهر نوع الضرر الناتج عن الصدمة الذي ينشأ عادة من تأثيرات النيازك الكبيرة، والتحطيم العنيف المماثل لما قتل الديناصورات على الأرض.
وقال كوكس في بيان لجامعة كيرتن: “هذه الحبة حقا هدية مقدمة لمرة واحدة فقط من الكوكب الأحمر. لم يقع العثور على تشوه صدمة الضغط العالي في أي معادن من الجمال الأسود. وهذا الاكتشاف لضرر الصدمة في الزركون المريخي البالغ من العمر 4.45 مليار سنة يقدم دليلا جديدا على العمليات الديناميكية التي أثرت على سطح المريخ في وقت مبكر”.
ويساعد الزركون العلماء في معرفة الجدول الزمني لإمكانية قابلية الحياة على المريخ “الشاب”. وقال المؤلف المشارك في الدراسة آرون كافوسي: “اقترحت الدراسات السابقة للزركون في النيازك المريخية أن الظروف المناسبة للحياة ربما كانت موجودة قبل 4.2 مليار سنة بناء على عدم وجود ضرر صدمة نهائي”. ويبدو أن زركون “الجمال الأسود” يُظهر أن المريخ كان عرضة للقصف النيزكي في هذا الوقت.
وتابع كافوسي: “إننا نعلم ما الذي أحدثته التأثيرات واسعة النطاق على الأرض (الديناصورات)، وقد يكون لأحداث مماثلة تأثير سلبي على أي تطور في الحياة على المريخ. وأضاف أن “نافذة الحياة” للمريخ قد تكون متأخرة عما كان يعتقد، وربما كانت في الفترة ما بين 3.7 مليار و3.9 مليار سنة ماضية.
ويتشابك هذا مع فترة زمنية يُرجح فيها وجود ماء سائل على سطح الكوكب. وتوفر القطعة الصغيرة الواحدة من نيزك المريخ للعلماء الكثير من المعلومات الجديدة التي يجب مراعاتها عندما يتعلق الأمر بتاريخ المريخ.
وقد يكون لدينا في النهاية المزيد من البيانات للعمل معها إذا كانت ناسا قادرة على استرداد عينات السطح التي تم جمعها بواسطة المسبار المريخي وإعادتها إلى الأرض للدراسة.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق