خطط بن سلمان الظلامية، هل يمكن علمنة الشعب السعودي
يبدو أن المملكة السعودية التي عُرفت سابقاً بنهجها المنغلق أصبحت اليوم تسير بشكل ملحوظ نحو مايسمى بالانفتاح، الذي جاء به بن سلمان کشعار للحداثة مع وصوله إلى ولاية العهد،حيث تشهد المملكة السعودية في الوقت الراهن انقلاباً كبيراً ضد التقاليد والعادات المعروفة لدى المجتمع السعودي ، فالامير الطائش محمد بن سلمان يسعى جاهداً إلى تغيير الصورة النمطية لبلاده لدى الغرب.
كل هذه التغييرات الدخيلة على الشعب السعودي المعروف بتحفظاته باتت تثير مخاوف المجتمع، وبات يدرك أنها ما هي إلا محاولة من قبل بن سلمان لتفريغ المجتمع من هويته وللتغطية على سياساته الهوجاء التي أفقرت الشعب السعودي. فاليوم يتم العمل من قبل مؤسسات النظام السعودي على تلبيس المجتمع السعودي الثقافة الغربية بالاجبار، وبالتالي يطرح هنا سؤال مهم، هل سيترك الشعب السعودي المحافظ والذي يفخر بأخلاقه ومبادئه المجال مفتوحا لابن سلمان بالاستمرار بهذه المهزلة أم أن الشعب السعودي سيكون له كلمتة امام مخاطر المنكرات والفساد في بلاد الحرمين الشريفين؟
الشعب السعودي وخطط علمنته
الحديث عن الخطط الخبيثة لابن سلمان لعلمنة المجتمع السعودي المحافظ وتغيير هوية بلاد الحرمين ضمن “رؤية 2030″، والتي تتزامن مع حروبه العبثية ومسرحياته الإعلامية في الشرق الأوسط، لاقت رد فعل غاضب من قبل النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن إنتشرت وثيقة مسربة كشفت حجم التأمر على الدين و القيم والعادات والتقاليد النبيلة التي تميز شعوبنا الإسلامية عن غيرها من الشعوب، فالوثيقة التي تم تسريبها تضمنت خطط بن سلمان المريبة بعلمنة المجتمع السعودي ومسخ الإسلام من هذا البلد، وقد تجلى هذا بوضوح عندما أشارت الوثيقة المسربة، والتي كانت قد ارسلت للمدير العام لفرع الوزارة بمنطقة المدينة المنورة، إلى أن محمد بن سلمان خلال نيابته الرئاسة في مجلس الوزراء السعودي أمر بإعداد برامج سمّاها “التسامح الفكري في المملكة” لتأصيل معتقداته وبرامجه لتنفيذ ما تتطلبها رؤية 2030 لاجل حماية المملكة من الانحرافات الفكرية المتطرفة.
اضافة إلى ذلك تضمنت الوثيقة بين سطورها وبشكل يستطيع القارى أن يلاحظه أن بن سلمان عمل على تجريد هيئة الأمر بالمعروف في السعودية عملياً من صلاحياتها، فالهيئة التي كانت بمثابة شرطة دينية، يراقب عناصرها عن كثب تطبيق مبادئ الشريعة الإسلامية في المملكة، استبدلت بهيئة الترفيه التي تعمل على نشر الفساد الإخلاقي من خلال حفلات الاغاني والإختلاط وشرب الخمور (الحلال!) وإهدار اموال الشعب السعودي على محتويات فارغة وبذيئة.
وعلى الصعيد نفسه يلاحظ أن ولي العهد سعى الى تضعيف الدعوة الإسلامية وممثليها في المجتمع السعودي من خلال سجن واعدام وتقييد الكثير من الدعاة والعلماء الدينيين في المملكة، وحتى المعروفين منهم وذوي الثقل الاجتماعي لم يسلموا من بطشه، حيث يقبع مئات العلماء والدعاة في سجون آل سعود منذ وصول بن سلمان الحكم، فارضاً عليهم إجراءات قمعية وتعسفية ورافضاً الإفراج عنهم بحجة “التطرف” و هو في الواقع يعني تجنب إدانة من يهتك مقدسات الإسلام من شرب الخمر وممارسة الميسر ويدنسها ويرتد عن دين الله، وبذلك سيفعل ما يخطط له دون أن يتصدى له احد.
ومما لا شك فيه أن قرارات حكومة بن سلمان بإلغاء برامج “التوعية الإسلامية” من جميع المدارس الحكومية، وإلغاء جميع اللجان المرتبطة بها، وإستبدالها ببرنامج “الوعي الفكري” الذي أطلقته وزارة التعليم مؤخرًا، يأتي في إطار العلمانية التي يرسخ قواعدها بن سلمان في السعودية حيث أنّ الخطة الظلامية التي تقضي بعلمنة السعودية عن طريق تغيير الدستور والتأثير على القضاء والتعليم، وهو ما يجري تنفيذه بإشراف من بن سلمان .
في النهاية يمكن القول ان السعودية تشهد مؤخراً انتهاج واضحاً“للعلمانية” عبر ولي عهدها الطائش الذي يعمل على تدمير قيم الإسلام فتوسيع صلاحيات ونشاطات هيئة الترفيه “و إلغاء سلطة شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أسهم في كسر التقاليد الدينية وعمل على تحويل السعودية إلى دولة علمانية وهدف بن سلمان من ذلك هو نيل رضا اسياده من الامريكان والغرب ضارباً بالعواقب الوخيمة التي يمكن ان تحل على المملكة عرض الحائط، فالأغلبية من أبناء الشعب السعودي لديه خطوطا حمراء فيما يتعلق بالإسلام والعادات والتقاليد ولن يترك بن سلمان يمسخ هوية الشعب .
وفی السیاق نفسه سیاسة بن سلمان خلال السنوات الماضية كانت لها نتائج مخيبة لأمال الشعب السعودي، فهذه التحولات التي تشهدها المملكة السعودية في ظل حكم بن سلمان كان لها تأثير سلبي على حياة المجتمع السعودي على كافة المستويات، فالحكومة تنفق مليارات الريالات على علمنة المجتمع ومسخه بينما يعاني الوضع الإقتصادي فيها حالة ركود تزداد يوماً بعد اخر، بالاضافة الى ذلك فإن زيادة الضرائب وتخفيض الدعم والتقشف التي فرضت مؤخرا زاد من حالة فقر الشعب السعودي.
المصدر/ الوقت