التحديث الاخير بتاريخ|السبت, أكتوبر 12, 2024

زيارة رئيسي لدولة قطر، الاستعداد لدخول سوق تصدير الغاز 

غادر رئيس جمهورية إيران الإسلامية آية الله إبراهيم رئيسي متوجها إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الإثنين 23 مارس لمناقشة القضايا الإقليمية مع قادة ومسؤولي الدولة المطلة على الخليج الفارسي. ويمكن حصر أهم القضايا والمواضيع التي أثيرت في المحادثات بين مسؤولي البلدين على النحو التالي:

1- تعزيز التعاون الثنائي

رفعت إيران وقطر مستوى علاقاتهما السياسية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ويظهر اختيار الدوحة كأول وجهة للسفر من أعضاء مجلس التعاون الخليجي من قبل آية الله رئيسي المستوى العالي للعلاقات الجيدة وعزيمة البلدين لمواصلة وتحسين مستوى هذه العلاقات. فمن ناحية، جعلت حكومة آية الله الرئيسي أحد الأهداف الرئيسية لسياستها الخارجية أولوية العلاقات مع جيرانها وتحسين العلاقات مع دول الخليج الفارسي. من الجانب الآخر، تميل قطر، التي استغلت جوارها مع إيران للتخلص من ضغوط للعقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها الدول العربية التي تقودها السعودية، إلى الحفاظ على هذا الاتجاه.

من القضايا المهمة المتعلقة بالدور الإقليمي لقطر، النهج الذي تلعبه الدولة في السياسة الخارجية الرامية للحفاظ على الاستقرار في منطقة الخليج الفارسي. فقطر دولة عربية وعضو في مجلس التعاون الخليجي، ومن الطبيعي أن العلاقات الوثيقة مع قطر، مع موازنة علاقات الجمهورية الإسلامية مع مجلس التعاون، يمكن أن تحبط جهود الولايات المتحدة لتشكيل تحالف إقليمي للعرب والنظام الصهيوني ضد طهران. والحقيقة أنه على الرغم من استضافتها لقاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة، إلا أن قطر حاولت منع ذلك من التأثير على العلاقات الجيدة مع إيران، وحتى في حالات مثل قضية غزة في فلسطين والأزمة الاقتصادية اللبنانية، وهي العضو الثاني من دول المقاومة، وخلافا لوجهات نظر هدامة التي اتبعتها دول مثل السعودية، اتبعت قطر موقف الاستقرار. وفي هذا الصدد، أعرب القطريون في الأشهر الأخيرة عن رغبتهم في لعب دور وسيط في الخلاف بين طهران والرياض. وهذا مهم في الوقت الذي أعلن فيه الجانب السعودي والدبلوماسيون الإيرانيون في الأيام الأخيرة عن استعدادهم لبدء جولة جديدة من محادثات خفض التصعيد.

من ناحية أخرى، يرتبط جزء مهم من هدف تعزيز العلاقات الثنائية مع قطر بقضية زيادة مستوى العلاقات الاقتصادية مع هذا البلد، والتي لم تنمو على مستوى العلاقات السياسية ولا تتناسب مع قدرات البلدين. حصة إيران الحالية من تجارة قطر الخارجية صغيرة جدًا وليست قريبة بأي حال من مستوى العلاقات السياسية بين البلدين، فضلاً عن الإمكانات التجارية والصناعية والزراعية والتكنولوجية لإيران. وبحسب نائب الرئيس الدولي لغرفة تجارة طهران، في حزيران / يونيو من هذا العام، تراوحت حصة إيران بين 350 و360 مليون دولار من إجمالي 26 مليار و700 مليون دولار في قطر، ومع ذلك، حدد البلدان هدفًا يبلغ مليار دولار في المستقبل القريب.

وفي هذا الصدد، تعتبر المهمة الخاصة بإقامة مونديال 2022 في قطر فرصة مهمة لتحسين العلاقات الاقتصادية مع الدوحة، وقد تم النظر في هذا الموضوع خلال زيارة وزير الخارجية أمير عبد اللهيان للدوحة في يناير. وكان أمير عبد اللهيان قد قال في ذلك الوقت: “كانت هناك محادثات حول مباريات كأس العالم في الماضي، وسنناقش قدرة جمهورية إيران الإسلامية، لا سيما في مجال الخدمات الفنية والهندسية والتسهيلات التي يمكن أن توفرها جمهورية إيران الإسلامية والتي يمكن أن تستفاد منها قطر. وتم خلال زيارة السيد رئيسي اليوم التوقيع على اتفاقيات مختلفة، وهي خطوة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وبحسب وكالات الانباء، تم التوقيع على 14 وثيقة تعاون في مجالات الطيران والتجارة والشحن والإذاعة والتلفزيون والسياسة الخارجية (الإعفاء من التأشيرة) والكهرباء والمعايير المعتمدة والثقافة والتعليم.

2- اجتماع الغاز

نظرًا للدور المهم للغاز الطبيعي في سوق الطاقة، فإن حصة الغاز الطبيعي في سلة الطاقة لجميع البلدان آخذة في الازدياد ومن المتوقع أن تتجاوز حصة الغاز الطبيعي النفط في العقد المقبل. ومن الطبيعي أنه بسبب أزمة الطاقة، تسعى جميع الدول إلى زيادة الطاقة الإنتاجية والتصديرية من الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال. مع ثاني أكبر احتياطي مؤكد للغاز الطبيعي في العالم، جاءت إيران بفكرة تشكيل منتدى للبلدان المنتجة والمصدرة للغاز الطبيعي في عام 2001، والذي تم تأسيسه أخيرًا في 23 ديسمبر 2008. الجزائر، بوليفيا، مصر، غينيا الاستوائية، إيران، ليبيا، نيجيريا، قطر، روسيا، ترينيداد، توباغو، وفنزويلا هي حاليًا الأعضاء الأحد عشر الرئيسيين في رابطة الدول المصدرة للغاز، وهولندا والنرويج والعراق وعمان وبيرو، أذربيجان، والإمارات العربية المتحدة كأعضاء مراقبين. وفيما يتعلق بقدرة الدول الأعضاء، تجدر الإشارة إلى أن أعضاء جمعية الدول المصدرة للغاز يمثلون 44٪ من إنتاج الغاز العالمي، و67٪ من احتياطيات الغاز العالمية، و64٪ من خطوط الأنابيب لنقل الغاز، و66٪ من تجارة الغاز الطبيعي المسال العالمية. ومن المقرر انتخاب الأمين العام الجديد للجمعية في الاجتماع السادس لجمعية منتجي ومصدري الغاز.

تقوم كل من إيران وقطر بتشغيل حقل غاز فارس الجنوبي، وتعد قطر حاليًا ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بعد الولايات المتحدة، لكنها تحاول أن تصبح رقم واحد في المستقبل القريب. وفي الوقت نفسه، يمكن لإيران، التي لم تكن مصدرًا للغاز الطبيعي المسال حتى الآن، استخدام قطر كمنصة عبور للغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق العالمية، وخاصة أوروبا، التي هي في أمس الحاجة إلى الغاز الطبيعي المسال نتيجة الأزمة الأوكرانية. يظهر وجود إيران على أعلى مستوى في الدورة السادسة لجمعية الدول المصدرة للغاز عزم إيران الجاد على دخول هذا المجال في المستقبل.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق