التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

مفاوضات فيينا تصل إلى نقط حاسمة وتقترب من النهاية 

سياسة ـ الرأي ـ
وصلت مفاوضات فیننا إلى منعطف حاسم ويقترب المفاوضون من التوصل الى الاتفاق أكثر من أي وقت مضى وقد حان الوقت لأن يتخذ الغرب القرارات اللازمة.

وتعد الجولة الثامنة من الفاوضات، التي بدأت في 27 دسامبر في فيينا، واحدة من أطول جولات المفاوضات، حيث يستكمل المشاركون نص مسودة الاتفاق ويبتون في بعض القضايا الخلافية.

وتقر الغالبية العظمى من الوفود المشاركة بأن المفاوضات تمضي قدما، على الرغم من تعقد بعض القضايا.

وتجري المشاورات الدبلوماسية والاجتماعات الداخلية للوفود المشاركة في مفاوضات فيينا بشكل مكثف، وبدأت الاجتماعات في الساعات الاولى من اليوم وتستمر حتى منتصف الليل لكن واشنطن لم تتخذ حتى الآن القرارات السياسية اللازمة.

واستمرت الاجتماعات الداخلية لفريق التفاوض الإيراني حتى الساعة الرابعة فجر أمس الثلاثاء، وتوجه الوفد الإيراني إلى مكتب ممثلية الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائمة لدى المنظمات الدولية في فيينا بعد سلسلة لقاءات دبلوماسية مكثفة في فندق كوبورغ.

كما عقدت الأطراف الأخرى اجتماعات مكثفة في فندق كوبورغ من حوالي الساعة السابعة صباحًا حتى وقت متأخر من الليل.

وزادت التحركات الفرنسية في المفاوضات بشكل ملحوظ، وكان رئيس فريق التفاوض الفرنسي “فيليبي إرارا” نشطًا جدًا مؤخرًا على موقع تويتر ونشر الليلة الماضية مقطع فيديو يظهر فیه اجتماعات الوفد الأوروبي أثناء دراستهم لنص مسودة الاتفاق النهائي.

وقال في الفيديو :علينا العمل مع الأطراف الأخرى للتوصل إلى اتفاق وانخفضت الخلافات، لكننا لم نتوصل بعد إلى اتفاق.

ويعقد الوفدان الصيني والروسي اللذان يلعبان دور الوسيط بين إيران والغرب اجتماعات منفصلة مع الأطراف الإيرانية والأوروبية والأمريكية، كما يواصل الصهاينة تعطيل عملية التفاوض خلف الكواليس وبعيدًا عن كاميرات الصحفيين، وهم مرعوبون من إمكانية التوصل إلى اتفاق.

ووصلت المفاوضات الآن إلى منعطف حاسم، ولقد انخفض نطاق وعدد المواضيع بالمفاوضات لکن عدد القضايا المتبقية هي أصعب القضايا الرئيسية والجدية التي تحتاج إلى معالجة.

واضاف مندوب الصين في مفاوضات فيينا “وانغ كوان”: أن المفاوضات مازالت جارية في اطر ومستويات مختلفة، وبذلت إيران جهودا بناءة خلال هذه الفترة.

وقال في تصريح ادلى به لمراسل وكالة “ارنا” مساء امس الثلاثاء “نحن فعلاً في المرحلة الأخيرة، وأمامنا خطوة صغيرة فقط تفصلنا عن الاتفاق النهائي”.

والتقى المندوب الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف، مبعوث الاتحاد الأوروبي، وتبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع الراهن، وقال في تغريدة على تويتر، امس الثلاثاء، أن “المفاوضات بشأن استعادة خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) على وشك عبور خط النهاية.

لكن الأطراف الأوروبية تتلاعب بنص المسودة في غرفة المفاوضات وتضع مواعيد نهائية مصطنعة في خارج الغرف. وغردت ستيفاني القاق، الممثلة البريطانية في المفاوضات امس الثلاثاء، أن الوقت قد حان لاتخاذ قرار في نهاية المفاوضات.

وباستخدام نفس الأسلوب، وصف “فيليبي إرارا” هذا الأسبوع بأنه حاسم في مفاوضات فيينا وقال : انه يتعين على إيران الآن اغتنام الفرصة واتخاذ القرارات السياسية اللازمة لإنقاذ الاتفاق. وكرر موقف أوروبا غير البناء في عدم التطرق الی انتهاك الولايات المتحدة لالتزاماته الدولية.

واقتربت الوفود من الوصول الى اتفاق اكثر من اي وقت آخر بعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، وانه يمكن التوصل إلى اتفاق جيد في المفاوضات، إذا كان الغرب واقعيًا ویمتنع عن الطلبات الاضافية ویهتم بتجربة الاعوام الاربعة الماضية.

وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في المفاوضات “إنریکي مورا فی تغریدة له على صفحته في موقع تويتر، امس الثلاثاء، أن المحادثات وصلت الى مرحلة حساسة ونحن نقترب من نهايتها بعد عشرة أشهر من المفاوضات.

وقال مورا، ان النتيجة النهائية ما زالت غير واضحة، مضيفا أن جميع الوفود يشارك في المفاوضات التي تجري بشكل مكثف.

وفي هذه المرحلة، فإن مفتاح تقدم المفاوضات هو تحمل الولايات المتحدة مسؤولية تعطيل تنفيذ الاتفاق ويجب علیها إبداء المرونة اللازمة للتوصل إلى اتفاق نهائي. واتخذ الوفد الإيراني حتى الآن الكثير من المبادرات وأظهر المرونة المطلوبة على طاولة التفاوض، وحان دور الغرب الآن ليكون مرنا.

ويبعث الأميركيون رسائل متكررة من خلال وسطاء مختلفين لإجراء محادثات مباشرة مع ایران بحجة حل القضايا العالقة وقدموا الأسبوع الماضي اقتراحا للقاء وزيري خارجية البلدين على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن.

وكانت المحادثات غير المباشرة تجري بين إيران والولايات المتحدة عبر تبادل الرسائل بوساطة الاتحاد الأوروبي وعلى الرغم من ارتفاع جدار عدم الثقة بين طهران وواشنطن، لم تظهر الولايات المتحدة أي مبادرة عملية لتسهيل المفاوضات، ومن هذا المنطلق لا داعي للحوار المباشر مع واشنطن.

وكتب امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني “علي شمخاني” قبل یومین في تغريدة له على موقع تويتر : ان مفاوضات فيينا كانت تجري منذ البداية بين ايران ومجموعة 4+1 وممثل الاتحاد الاوروبي، وسيستمر هذا المسار الى ان يتم التوصل الى نتيجة.

واضاف : ان التفاوض مع الولايات المتحدة ليس على جدول أعمال فريق التفاوض الإيراني لأنه لن يكون مصدرا لأي انفراجة.

واكتسبت تحركات الوفود المفاوضة في فيينا زخما كبيرا في الأيام الأخيرة، ما يشير إلى تطور جديد ومهم في عملية التفاوض. وقدم فريق التفاوض الإيراني مقترحاته ومطالبه الواضحة بشأن القضايا المتبقية على الطاولة وإذا لم تتصرف الولايات المتحدة والغرب بشكل واقعي في هذه المرحلة الحساسة، فسيكونان مسؤولين عن الفشل المحتمل للمفاوضات.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق