التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 25, 2024

“ميثاق الشعب” خطوة نحو تصحيح المسار في السودان 

السودان الذي يشهد حالة عدم استقرار في الوضع الامني والمعيشي تتصاعد فية الأوضاع بشكل مستمر، هذا التصاعد للوضع في البلد أثار تساؤلات بشأن التطورات المستقبلية التي يمكن أن تحدث، فخلال الأيام الماضية دشنت لجان المقاومة السودانية إعلانها السياسي الذي أطلقت عليه “ميثاق الشعب”، مؤكدة أنه تأسيس لسلطة الشعب التي تعد “طوق النجاة” وبداية لإستعادة الديمقراطية في لحظة من أهم لحظات التحول على مسار الحراك الثوري ضد الانقلابات العسكرية التي يزخر بها التاريخ السياسي السوداني. ويرى المحللون السياسيون والمراقبون المهتمون بالوضع السوداني أن السودان مقدم على مرحلة جديدة لاتشبة المرحلة السابقة ابداً، حيث إعتبر الكثير منهم أن “ميثاق الشعب”، الذي أعلن موخراً سيكون له تأثيراً كبيراً على الوضع في السودان .

تتطلع لجان المقاومة في السودان مع كل القوى النقابية والمهنية والاحزاب السياسية في شتى ربوع البلاد لتأسيس وترسيخ الديمقراطية ، هذا مالمسناه من خلال ماجاء في المؤتمر الصحفي للجان المقاومة، بالخرطوم، يوم الأحد، والذي دعت فيه “للحشد وصولًا للدولة المدنية”. حيث أن “لجان المقاومة” والتي تأسست عقب اندلاع احتجاجات 19 ديسمبر/ كانون أول 2018، وتكونت في المدن والقرى كان لهادوراً بارزاً في إدارة المظاهرات بالأحياء والمدن حتى عزلت قيادة الجيش الرئيس آنذاك عمر البشير، في 11 أبريل/ نيسان 2019. “لجان المقاومة” في السودان والتي عرف عنها أنها رأس الحربة في القيادة ضد الحكم العسكري هناك ، نشرت للمرة الاولى رؤيتها السياسية ومن خلال نشر رؤيتها حددت المطالب السياسية الرئيسية، حيث أنه من خلال إعلان “ميثاق الشعب” حددت فترة انتقالية مدتها عامان في ظل حكم رئيس للوزراء يعينه الموقعون على الوثيقة، ليكون رئيساً للدولة وقائداً عاماً للجيش لحين تصديق مجلس تشريعي انتقالي على الدستور ، إضافه إلى ذلك ذكر الميثاق الذي نشرته اللجان عبر المواقع الالكترونية، أن “القادة العسكريين والمدنيين المتورطين في الاستيلاء على السلطة في 25 أكتوبر الماضي سيحاسبون”، كما يرفض أي تفاوض مع الجيش. وهنا يجدر الاشارة إلى أن “ميثاق الشعب” نص على أن أي جماعة، لم تشارك في حكم البشير ولا في التعاون مع الحكم العسكري، يمكنها التوقيع عليه، في الوقت نفسه ومن جهة اخرى تجنبت “لجان المقاومة” في ميثاقها عدداً من القضايا الاجتماعية والاقتصادية الشائكة.

تصحيح المسار السياسي

“ميثاق الشعب” يؤسس لمرحلة جديدة لتوحيد كل لجان المقاومة ، وسيضع خط واضح “لمواجهة الانقلاب”. هذا ما صرح به القيادي في التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية بالسودان، بكري عبد العزيز، حيث أضافه ايضاً في حديثة لـ”لوسائل الإعلام “، أن هذا الميثاق كان يفترض أن يعلن منذ فترة طويلة من قبل لجان المقاومة التي تقود الشارع السوداني ، والآن جاء من أجل تحقيق أهداف الثورة التي جرى الانقلاب عليها في 25 أكتوبر/تشرين أول من العام الماضي. وفي السياق نفسه من الجدير بالذكر أن الميثاق الذي أعلن من قبل “لجان المقاومة” سوف يعيد الثورة السودانية إلى الشارع مجدداً وسيعمل على توحيد الصفوق بين جميع النشطاء في الساحة السودانية ، وهذا بالتأكيد سيكون له دوراً مهماً في بناء دستور ينظم العمل الثوري بشكل واضح. حيث أن من الواضح أن المرحلة القادمة ستكون القيادة فيها ل “لجان المقاومة” ، والتي تتميز بثقلها السياسي، حيث تبين ذلك من خلال المواثيق التي طرحتها وستطرحها، أن المراقب لما جاء في الميثاق يجد أن “لجان المقاومة” عملت على تذويب كل المواثيق في ميثاق واحد وهذا سوف يجعلها تتحول وتمسك بزمام قيادة العمل السياسي في السودان.

هل سيقف “ميثاق الشعب”.. بوجه مسار التطبيع في المنطقة

شهد السودان في الماضي تظاهرات احتجاجاً على اتفاق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي وحتى في ظل وجود الحكم العسكري في السوادن برزت جبهة قوية ضد التطبيع مع اسرائيل ، اليوم وبعد إعلان “ميثاق الشعب ” تتطلع القوى الوطنية وتامل في وضع حد للتطبيع مع كيان الاحتلال ،حيث من خلال ميثاق الشعب الذي أعلن بواسطة لجان المقاومة تم الإشارة إلى أن التطبيع مرفوضاً، ومن هنا يتضح أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال تنبض في قلوب أبناء الشعب السوداني ، إن تناول ميثاق الشعب للقضايا والتاكيد على ضرورة انسحاب القوات السودانية من اليمن و الوقوف ضد التطبيع يدل على أن مشروع سيادي قادم في السودان .

هل سيلعب “ميثاق الشعب” دوراً في الإنسحاب من اليمن

مع إعلان “لجان المقاومة” ل “ميثاق الشعب” في السودان تسأل الكثير عن الدور الذي يمكن أن يلعبة هذا الميثاق في إنهاء معاناة الشباب السودانيين الذين تم خداعهم من قبل الإمارات، و زجت بهم للقتال في اليمن، وفي الواقع يتفائل الكثير بأن خلال الفترة القادمة سيكون ل “لجان المقاومة” وعبر ميثاقتها دوراً في سحب القوات السودانية المتبقة من اليمن ، حيث أن وصل عدد القوات السودانية في البداية إلى حوالي 15 ألف في اليمن جندي كجزء من التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات لمحاربة الشعب اليمني.

في النهاية مع تصاعد أصوات عوائل الجنود السودانيين في السودان والمناشدات التي قدمتها الأسر وكذلك الدعوات القضائية التي رفعت ضد الأمارات يبدو أن إعلان “ميثاق الشعب”سيكون له دوراً في إعادة الجنود السودانيين المشاركين في الحرب العبثية في اليمن وهذا مايتطلع إليه الجميع.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق