التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 27, 2024

دراسة تكشف عن الوتيرة التطورية الغريبة لطفرات SARS-CoV-2 

تميّز الجدول الزمني لوباء “كوفيد-19” بسلسلة من الموجات الكارثية: انتشار ذروات متصاعدة للعدوى في جميع أنحاء العالم، غالبا ما تتصدره متحوّرات مطورة حديثا، مثل دلتا وأوميكرون.
وهذه هي الطريقة التي يمكن أن يحدث بها التطور الفيروسي بالطبع. لكن SARS-CoV-2 يعد فيروسا ناجحا وخطيرا بشكل غير عادي.
ويوضح سيباستيان دوشين، باحث الأمراض المعدية من معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة في أستراليا: “ما كنا نراه مع متحورات SARS-CoV-2، وخاصة المثيرة للقلق، هو أنها خضعت للعديد من الطفرات أكثر مما كنا نتوقعه في ظل الوتيرة التطورية العادية لفيروسات كورونا المماثلة”.
وعادة، يلاحظ دوشين، تميل الفيروسات إلى التحور بوتيرة ثابتة نسبيا، وربما يستغرق الأمر عاما أو أكثر حتى يظهر متحور فيروسي جديد. لكن يبدو أن فيروس كورونا لا يلتزم بهذا التقويم.
ويقول دوشين: “ظهر متحور دلتا، على سبيل المثال، في غضون ستة أسابيع فقط من شكل أسلافه”.
وفي دراسة جديدة، سعى دوشين وزملاؤه الباحثون إلى التحقيق من أين يأتي هذا الإطار الزمني المتسارع بشكل كبير.
وحللوا بيانات تسلسل جينوم SARS-CoV-2 لفحص كيفية ظهور المتحورات المثيرة للقلق (المركبات العضوية المتطايرة، السلالات الأكثر ضراوة وضررا) قد تكون مرتبطة بالتغيرات في معدل استبدال الفيروس: المعدل الذي تظهر فيه الطفرات الجديدة في الشيفرة الوراثية للعامل الممرض.
لكن المركبات العضوية المتطايرة هي وحش مختلف، مع متحورات مثل ألفا وبيتا وغاما ودلتا، تكتسب العديد من الطفرات في أطر زمنية قصيرة نسبيا، كل منها يمكن أن يغير أشياء مثل عدوى المتحورات، والقدرة على التكرار، وما إلى ذلك.
ويوضح الباحثون في ورقتهم البحثية، بقيادة المعد الأول جون تاي، باحث في المعلوماتية الحيوية في معهد دوهرتي، أن “العدد الهائل من الطفرات التي لوحظت في هذه المركبات العضوية المتطايرة الأربعة أعلى بكثير مما هو متوقع في ظل التقديرات التطورية للنيوكليوتيدات لمعدل تطور SARS-CoV-2”.
ووفقا للفريق، فإن سر الطفرة المتسارعة للمركبات العضوية المتطايرة ليس ظاهرة مستمرة، بل شيء يبدو أنه يحدث مؤقتا في تطور الفيروس، ويحدث قبل وقت قصير من ظهور المتحورات.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق