ميدل ايست: الحرب الروسية الاوكرانية فرصة الغرب للتخلص من التبعات الأخلاقية لغزو العراق
وكالات ـ الرأي ـ
أعتبر تقرير لصحيفة ميدل ايست اي البريطانية ، الاربعاء، ان الغرب يحاول استعادة مكانته الاخلاقية العالمية من خلال اظهار التعاطف في الحرب الاوكرانية الروسية ، لكن ذلك “لن ينجح إلا إذا لم يذكر أحد الغزو الكارثي وغير الأخلاقي للعراق عام 2003”.
وذكر التقرير، ان “التغطية الغربية الهستيرية للحرب بين اوكرانيا وروسيا عن حاجة الغرب ، التي كانت مخفية في السابق ، إلى استعادة سحره بعد ان كان غزو العراق ضربة خطيرة للادعاءات القديمة للقوى الغربية بأنها كانت المعيار العالمي للحضارة، فقد استخدموا هذه الادعاءات لتبرير تشكيل العالم الحديث على صورتهم ولتعزيز سيطرتهم المستمرة على المؤسسات السياسية والمالية الدولية”.
واضاف ان “الكثيرين في الغرب كانوا يشكون بأن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش وصديقه ، رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ، كانا يشقان طريقهما إلى الحرب بحجة تدمير برامج الأسلحة النووية والبيولوجية، وبينما حولت المقاومة العراقية مهمة الغرب إلى كابوس وتم ازاحة العراق من قائمة أعداء الكيان الصهيوني كان عليهم الآن مواجهة صعود إيران كقوة إقليمية معادية للصهيونية مرة اخرى” .
وتابع ان “عواقب الغزو الكارثي للعراق كانت مدمرة حيث تفاوتت التقديرات في اعداد الضحايا خلال السنوات الخمس الاولى من الصراع ما بين 150 الفا الى مليون قتيل عراقي كما أظهر الاحتلال ، إلى جانب احتلال أفغانستان ، استخدام التعذيب على نطاق واسع ، مع فرض عقوبات قانونية من قبل السياسيين الأمريكيين. وأطالت ويكيليكس فترة الإحراج بسلسلة من مقالب الوثائق من عام 2010 والتي كشفت عن حجم الوفيات والانتهاكات المدنية”.
واوضح التقرير ان “كارثة العراق أحد العوامل التي مهدت الطريق لصعود شخصية مثل دونالد ترامب وقيام بريطانيا بالتصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي ، مما ساهم في فقدان ثقة الناخبين من ذوي الخبرة في الطبقة الحاكمة”.
واشار التقرير الى أن “أزمة أوكرانيا أجبرت الغرب على التحديق في نفسه ، ليجد أنه على قيد الحياة بعد كل شيء، لكن الرؤساء لرؤساء المتحدثين الذين يريدون رؤية أوكرانيا تتحول إلى مقبرة لأحلام بوتين تجنبوا بجدية ذكر اسم العراق لان دائما ما يذكرهم بنوازعهم اللااخلاقية في تدمير شعوب وبلدان المنطقة بحجج واهية”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق