هل الانتقادات الخجولة للمجتمع الدولي ستوقف السعودية عن جرائمها
يستمر النظام السعودي يوماً بعد أخر بإرتكاب الجرائم بحق المدنيين في اليمن وفي إنتهاك حقوق الإنسان داخل المملكة وخارجها، حيث أثبتت الجرائم التي يقوم بها النظام السعودي عداءه للدين وللإنسانية، وفي ظل الجرائم التي يقوم بها النظام السعودي نرى سكوتاً واضحاً للمجتمع الدولي تجاه ماتقوم به السلطات السعودية، فالمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية لم تستطع خلال كل السنوات الماضية أن ترفع حصار التحالف السعودي عن الشعب اليمني ،فالشعب اليمني اصبح يعاني الويلات نتيجة للعدوان ونتيجة للحصار السعودي الإماراتي المفروض على اليمن، من جهة اخرى وإضافة إلى الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن،أقدم النظام السعودي خلال اليوميين الماضيين في إرتكاب جريمة جديدة حيث تمثلت جريمة السعودية في اعدام مجموعة من المواطنين، الساعين للحرية والعدالة والكرامة ومنهم مواطنون لبلاد اخرى.
بعد أن قامت السعودية بإعدام واحد وثمانين شخص بينهم سبعة يمنيين شهدت الأوساط الشعبية اليمنية إدانات واسعة تجاه ما أقدم عليه النظام السعودي من جريمة شنيعة، خاصة أن هناك أسيرين بين اليمنيين السبعة الذين أعدمهم النظام السعودي وهما أسيرا حرب، تمّ اقتيادهما من سجون خميس مشيط في عسير إلى ساحة الإعدام بشكل مفاجئ دون أي مقدمات، حيث عبر أبناء الشعب اليمني أن إعدام النظام السعودي للأسيرين يعدّ انتهاكاً مروّعاً لحقوق أسرى الحرب، وحمّل النظام السعودي المسؤولية الكاملة عنه، من جهة اخرى الجدير بالذكر أن الخارجية اليمنية في حكومة الإنقاذ الوطني واللجنة الوطنية للأسرى وجّهتا رسائل إلى الأمم المتحدة وإلى المبعوث الأممي وإلى السفارات الأوروبية.وكالعادة النظام السعودي خلال القيام بعمليات الإعدام مارس التضليل في اعلان هذه العملية من خلال اتهامهم بالارهاب، حيث يبدو أن النظام السعودي بتوجهاته المعادية للانسانية وسجله الملئ بالاجرام والارهاب يمثل خطرا على المنطقة بل على الكثير من دول العالم التي نالها ارهابه الاسود.
عواقب وخيمة تنتظر السعودية
رداً على الجريمة التي قامت بها السلطات السعودية، صرح وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني ضيف الله الشامي بأن “مجزرة للنظام السعودي وجريمة كبرى بحق الإنسانية، نفذت برغبة أمريكا مايفضح ديمقراطيتها الزائفة”. من جهة اخرى وفي نفس السياق في المواقف ضد الجريمة التي قامت بها السعودية نددت رابطة علماء اليمن بالجريمة، مؤكدة ان ازهاق واحد وثمانين نفسا مسلمة برئية مخالف للشريعة الإسلامية والأحكام القضائية العادلة.
لجنة شؤون الأسرى في اليمن ايضاً كان لها تصريحات حول هذا الجريمة التي قامت بها السعودية وفي بيان صحافي، قالت أنّ من بين العشرات الذين أعدمتهم السعودية “أسيرين سيق بهما لساحة الإعدام ظلماً وعدواناً، هما حاكم البطيني وحيدر الشوذاني”. في الوقت ذاته قال وكيل وزارة حقوق الانسان علي تيسير لقناة العالم:”انه نظام مبرم يمارس جرائمه علی مرأی ومسمع من العالم وبإيعاز اميركي وصهيوني ولم يكن يقدم علی هذه الجرائم لو لم تكن هناك مباركة اميركية”.
جرائم السعودية وصمت المجتمع الدولي
ما ارتكبته السعودية من جرائم في حق الشعب اليمني لايقل إجراماً عما ترتكبه الجماعات التكفرية الاخرى فسفك دماء الابرياء والاسرى ومحاولات الاغتيالات للمعارضين وسجن معتقلي الرأي كلها جرائم ترتكب على مسمع ومرأى من المجتمع الدولي دون أن يصدر ادانات واضحة وصريحة للسعودية ولما تقوم به، حيث أن الازدواجية في التعامل لدي المجتمع الدولي واضح جدا، فالشعب اليمني الذي يقبع تحت القصف السعودي لم يكن ضمن اولويات المجتمع الدولي، وهنا يبدو أن ادعاءات المجتمع الدولي كلها مجرد شعارات، فالصمت الدولي المريب تجاه مايحدث في اليمن وتجاه جرائم السعودية ينم عن تواطؤ فاضح يتنافى كليا مع مقاصد المجتمع الدولي، فتحالف العدوان ارتكب على مدى سنوات جرائم يندى لها جبين الإنسانية بحق الشعب اليمني، والان يقوم بإعدام الاسرى اليمنيين، في الوقت الذي يطبق الصمت على المجتمع الدولي تجاه مايحدث في اليمن وتجاه جرائم السعودية بحق الابرياء و الاعدامات الجماعية والاعتقلات التعسفية، أثارت الأزمة في أوكرانيا تساؤلات يمنية حول ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي، فالمجتمع الذي يعقد جلسة بعد اخرى استجابة للدعوات الأمريكية والأوروبية لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن تخصص لبحث الأزمة في أوكرانيا، يستمر في صمته تجاة اليمن وشعبها المحاصر و تجاه جرائم السعودية في المنطقة.
في الختام إن السعودية تعمل كالعادة على إلصاق التهم لتبرير جرائمها التي تقوم بها ففي الجريم الاخيرة التي قامت بها السعودية تجاه الابرياء، تلفيق التهم لهم بارتكاب “جرائم شنيعة متعددة” من بينها “الإرهاب والتخابر” مع جهات خارجية لتنفيذ “عمليات تخريب” بالمملكة. واتُهم بعضهم بالانتماء إلى “حركة أنصار الله ” في اليمن. ولكن الكل يعلم إن كثيرين منهم لم يتلقوا حتي محاكمات عادلة. ازدواجية المعايير لدى المجتمع الدولي في التعامل مع القضايا تكشف يوماً بعد يوم وتكشف أن المجتمع الدولي يدعي شعارات فشل عن تحقيقها.
المصدر / الوقت