في ظل تمسك أنصار الله بالشروط لإنهاء الحرب.. هل يوجد لدى السعودية خياراً اخر
سبعة أعوام مضت على العدوان السعودي الاماراتي على اليمن، حيث أن هذا العدوان شُن على هذا البلد ضلماً وعدواناً، فخلال هذا العدوان اسُتهدف الشعب اليمني ودمرت مقدراتة المدنية من خلال القصف بالطائرات وإستخدام كافة أنواع الأسلحة القانونية والغير قانونية ، فالتحالف السعودي الإماراتي لم يراعي حرمة الاطفال والنساء وقلة حيلتهم، بل عمل على إحداث كارئة إنسانية داخل هذا البلد، في نفس الوقت الذي عجزت فيه دول التحالف عن تحقيق أي هدف استراتيجي أو عسكري في الميدان اليمني، أثبت الشعب اليمني صبرته وقوتة في مواجه كافة دول العدوان على الرغم من الحصار الاقتصادي على هذا الشعب الا أنه استطاع أن يحقق انتصارات عسكرية كبيرة في الميدان على كافة المستويات، وسقطت كل الرهانات التي راهن عليها العدوان للنيل من هذا الشعب الصابر المقاوم .
العدوان الذي تم الإعلان عنه من واشنطن عبر مؤتمر صحفي لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير بحجة “الدفاع عن شرعية الرئيس هادي”، ما زال يواصل حربه على اليمن حتى يومنا هذا، وخلال كل السنوات التي مضت عبر أنصار الله عن استعدادهم للحور والتفاوض من أجل ايقاف المعاناة التي تسبب بها العدوان على اليمن، ولكن السعودية ومن معها من الدول الخليجية كانت ترفض ذلك في مسعى منها للإنتصار عسكرياً، وفي ظل استمرار الرهانات السعودية الخاطئة في حربها على اليمن، حذر قيادات في حكومة الانقاذ الوطني اليمنية بأن استمرار السعودية في خيارها العسكري سيكون له عواقب وخيمة على المملكة السعودية ، حيث أن الإنتصار عسكرياً غير ممكن في ظل تمسك الشعب اليمني في الدفاع عن ارضه و وطنه.
دخول العام الثامن من العدوان السعودي على اليمن
شهدت الأيام الاخيرة تدول انباء عن سعي مجلس التعاون الخليجي الذي يتخذ من السعودية مقراً له لتوجية دعوة جماعة “أنصار الله” وأطراف يمنية أخرى للتشاور في الرياض هذا الشهر في إطار مبادرة تهدف إلى دعم جهود “السلام” التي تقودها الأمم المتحدة. حيث تم نشر أخبار عن إنه سيتم إرسال دعوات رسمية في غضون أيام لحضور الاطراف إلى الرياض لإجراء محادثات بشأن الجوانب العسكرية والسياسية والاقتصادية للحرب .الأخبار التي نشرت تُفيد بأن أنصار الله ” سيكونون ضيوفاً” على الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف فلاح مبارك الحجرف في مقر الهيئة بالرياض وسيحصلون على ضماناته الأمنية إذا قبل أنصار الله الدعوة لإجراء المحادثات، المقرر عقدها في الفترة من 29 آذار إلى 7 نيسان.
من جهةٍ أخرى لم يتضح وبشكل أكيد أن ” أنصار الله “سيوافقون على الذهاب إلى السعودية، فخلال الفترة السابقة أعلنت صنعاء انها مستعدة للحور ولكن بشروط، فحكومة الانقاذ الوطني في الداخل اليمني ترفض أي حلول جزئية، لإنهاء الحرب في اليمن وترى أن بداية إنهاء الحرب على اليمن يبدأ بوقف العدوان وبرفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن فلذلك لا يمكن الحديث عن نهاية الحرب في اليمن إلا بتحرير كامل التراب اليمني من الاحتلالات الأجنبية ، التي دنست تراب اليمن .
رد يمني”غير رسمي” على الدعوة
منذو بداية العدوان السعودي الإماراتي على اليمن قدمت حكومة الانقاذ الوطني للتحالف النصيحة لإنهاء العدوان على اليمن، حيث أكدت كذلك قيادات في انصار الله على أن حسابات السعودية للحرب في اليمن خاطئة وأنها ستكلف السعودية الكثير ، وبالفعل فلقد كلفت الحرب على اليمن دول العدوان ملايين الدولارات بسبب الحسابات الخاطئة للتحالف وعجزه في اليمن. ورداً على على الأخبار المتداولة عن دعوة مجلس التعاون الخليجي للحوار علق القيادي محمد علي الحوثي في حركة “أنصار الله” في تغريدة على “تويتر” حيث قال أن : “ما يثار في الإعلام عن دعوة المجلس الخليجي للحوار هي في الواقع دعوة الرياض، من جهة اخرى أضاف” أن الرياض طرف في الحرب وليست وسيطا”. تصريح القيادي محمد علي الحوثي يؤكد المواقف الثابتة في اليمن والشروط اللازمة لإيقاف الحرب في هذا البلد، حيث أنه خلال الشهرين الماضيين قال عضو المكتب السياسي في حركة “أنصار الله”، محمد البخيتي، إنّ الحل السياسي في اليمن “ممكنٌ إذا ما امتلكت أطراف الصراع في اليمن الرغبة والقرار” القيادي البارز في حركة أنصار الله محمد البخيتي، انذاك اقترح ايضاً عقد حوار حوار يمني- يمني ، في سلطنة عمان، لحل الأزمة المستمرة في البلاد منذ نحو 7 سنوات ، حيث قال : “نحن نملك الرغبة والقرار لعقد حوار يمني- يمني سواء في اليمن أو أي دولة محايدة مثل عمان”. وتابع: “الكرة كانت ولا تزال بيد الأطراف التي استدعت العدوان” التحالف العربي” وتاكيداً على صمود الشعب اليمني و مقاومتة لدول العدوان قال القيادي البارز في حركة انصار الله : “إذا لم تستجب الأطراف التي تورطت في استدعاء التدخل الخارجي، لدعوات السلام الداخلي، فإننا سنمضي قدما في عملياتنا العسكرية في الداخل والخارج حتى تحرير آخر شبر من أرض اليمن وكسر الحصار”.
من جههٍ اخرى وفي نفس السياق حول دعوة مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية قالت مصادر أن “جهودا مكثفة تجرى في الرياض لعقد مؤتمر شامل للحوار في اليمن، يدعى إليه نحو 400 شخصية من كبار الساسة والفاعلين والوجهاء ومشائخ القبائل من جميع الأحزاب والمكونات السياسية والأطراف المتحاربة، بما في ذلك جماعة الحوثي.” وأكدت المصادر أنه من المقرر انعقاد هذا المؤتمر الذي سيطلق عليه “مؤتمر الرياض 2” نهاية مارس الجاري، والذي سيستمر لمدة أسبوع، وسيناقش أبرز القضايا المتعلقة بالشأن اليمني، وفي مقدمة ذلك الوضع الإنساني والاقتصادي والعسكري والأمني والسياسي، من أجل الخروج برؤية يمنية شاملة برعاية مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة الراهنة في اليمن.
ما الذي ستشهده اليمن حسم أو تسويات؟
من الواضح أن العدوان بتحالفه وأمواله وسلاحه المتطوّر، وما حظي به من دعم دوليّ دبلوماسيّ وغير دبلوماسيّ، فشل في النيل من طموح صنعاء في تحقيق استراتيجية التحرير الشامل لليمن ومواجه العدوان السعودي الإماراتي، فالنجاح اليمني في المعنويات والحرب النفسيّة والقدرة العالية على سرعة التحشيد، والكفاءة العسكرية والقتالية تدريباً وتسليحاً، لمواجهة دول العدوان وارتفاع معدل العمليات الصاروخية وعمليات الدفاع الجوي وعمليات الطيران المسيّر، بما حملته من تطور في نوعية السلاح الدقيق على مستوى الصواريخ أو على مستوى الطائرات المسيرة واستمرار عملية التصنيع والتطوير جعل التحالف السعودي يعاني من الإرباك بسبب الهزائم المتكررة التي يتلقها يوما بعد يوم ، ومن منطلق القوة والإستعداد لمواجهة العدوان تؤكد حكومة الإنقاذ الوطني وقيادات انصار الله على أن إنهاء الحرب في اليمن لابد أن يكون على أساس صحيح و وفق خطة محددة يلتزم الطرف السعودي فيها ، حيث أن انصار الله يشترطون على السعودية مغادرة قواتها لليمن وفتح مطار صنعاء وموانئ الحديدة .
في الختام
بعد فشل الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي خلال السنوات الماضية في جمع أطراف الصراع في اليمن، وايقاف العدوان على اليمن، هل ياتُرى سوف تشهد الأيام والاشهر القادمة انفراجات للوضع في اليمن والتحول نحو الحلول السياسة ام أن تعنت السعودية وعدم قبولها للشروط اليمنية سوف يجعلها تتعرض للمزيد من الضربات التي توعد بها الجيش اليمني واللجان الشعبية العمقيين السّعودي-والإماراتي رداً على أي تصعيد عسكري تقوم به دول العدوان سواءً من خلال دعمهم للمرتزقة علي الأرض او من خلال زيادة الهجمات على العاصمة اليمنية صنعاء وباقي المحافظات اليمنية .
بعد الانكسارات التي تلقتها السعودية في مختلف الجبهات اليمنية، لابد لها أن تعيد النظر في عدوانها على الشعب اليمني، لكي تحفظ ماء وجهها في الداخل السعودي، حيث أنه لامجال أمامها سوى الخسارة الفادحة في حال استمرارها في عدوانها، فرغم قوتها العسكرية الا أنها لقيت خلال السنوات الماضية هزائم كبرى وخسائر لا تحصى فعدوانها على اليمن طال وصار لابد من تحول ينقذها ، حيث أن قصف أنصار الله لمنشآت أرامكو شرق المملكة والمعسكرات السعودية في مناطق جنوب المملكة جعلها عرضة للإستهداف بالصواريخ والطائرات المسيرة بشكل متواصل وهو ما أضر بسمعة السعودية وهدد صناعتها النفطية في مقتل.لذلك هنالك احتمالاً كبيراً أن ترضخ السعودية ولو على مضض لشروط انصار الله ويتم فك الحصار عن الموانئ اليمنية وعن مطار صنعاء ويحقق اليمنيون النصر بعد طول الصبر .
المصدر/ الوقت