دعوة ستعيد الصراع الفلسطیني الى أبجديته الأولى
الكيان الصهيوني كيانٌ وظيفيٌ، أُنشئ بالتعاون مع قوى الاستعمار القديم من أجل إدامة السيطرة على المنطقة العربية، بصفتها قلب العالم الإسلامي، كما أنه كِيانٌ توسعيٌّ في أصل نشأته.
أضف الى أنه في أصل وجوده جيش استيطانيّ متستر في ظل “دولة”. وقد رأينا الأزمات المتعددة التي مرًّ بها الكيان الصهيوني و لاتزال قائمة، كالأزمات السياسية.
ان هذا الكيان يعلم من الداخل مدى عجزه وضعفه وهذا واضح للملأ، لكنه يريد اثبات عكس ذلك، فقد قام على مرّ سنوات بانتهاكات كثيرة لحقوق الانسان وخطوات طائشة وغيرمسؤولة.
50 عاماً من انتهاكات الكيان للشعب الفلسطيني
فمنذ بداية الاحتلال في حزيران عام 1967، كان من شأن سياسات إسرائيل القاسية، المتمثلة في مصادرة الأراضي، وبناء مستوطنات غير قانونية، وسلب الممتلكات، إضافة إلى التمييز الصارخ، أن تؤدي إلى معاناة هائلة للفلسطينيين، حيث حرمتهم من حقوقهم الأساسية.
على مدار الخمسين عاماً الماضية، أخلت إسرائيل قسراً وشرَّدت مجتمعات فلسطينية بكاملها، كما هدمت عشرات الألوف من منازل الفلسطينيين وأبنيتهم، ما جعل الآلاف بلا مأوى، وتسبب في معاناة هائلة. كما نقلت القوات الإسرائيلية بصورة قسرية كثيراً من الفلسطينيين إما إلى مناطق أخرى داخل الأراضي المحتلة أو إلى المنفى. وتُعد عمليات هدم المنازل المتواصلة أحد الأسباب الأساسية وراء عمليات النقل المستمرة في الوقت الراهن. وتتيح هذه التدابير لإسرائيل أن تواصل سيطرتها على أراضي الفلسطينيين ومواردهم، كما تتيح للمستوطنات غير القانونية أن تتوسع، بينما تؤدي إلى طرد الفلسطينيين من مناطق تُعتبر استراتيجية، مثل غور الأردن الخصيب أو القدس الشرقية. وتُنفذ هذه التدابير أيضاً كإجراءات عقابية، وتُعد بمثابة عقاب جماعي.
حماية المسجد الأقصى من التدنيس
ومن جديد يحاول المستوطنين المتطرفين تنديس المسجد الأقصى المبارك وتنظيم اقتحامات واسعة النطاق عليه من أجل الاحتفال بما يسمى “عيد المساخر” وعلى مايبدو أنه اسم على مسمى.
فقامت حركات شبابية وشخصيات مقدسية، ليل الأحد، بدعوة المواطنين الفلسطينيين في القدس والداخل الفلسطيني المحتل إلى الرباط في المسجد الأقصى المبارك، اعتباراً من بعد غد الثلاثاء وحتى نهاية الأسبوع الجاري، للتصدي لمحاولات المستوطنين.
وحث رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ “عكرمة صبري” المقدسيين على المشاركة بأوسع شكل في الرباط بالأقصى، محذراً من مخططات المتطرفين اليهود للمس بقدسيته وتدنيسه.
فقد صمد سكان القدس وسكان فلسطين المحتلة على مدى عام 48 في الإصرار والمواظبة على الرباط في المسجد الأقصى والدفاع عنه، ولم يسمحوا للاحتلال بأن يحظى بفرصة لإفراغ الأقصى من عمّاره.
لذلك سيستمر الصمود الفلسطيني حتى النهاية والنصر، ولن يتوانى عن الدفاع عن أرضه وحمايتها مهما كلف الأمر، فمن صمد كل تلك المدة يمكنه أن يصمد العمر بأكمله، وهذا لايدل الا على القوة والأصالة لديهم.
التطرف هو سمة المجتمع الاسرائيلي
وهنا يمكن الاشارة الى أن سمة التطرف هي الغالبة على المجتمع في إسرائيل. ويظهر ذلك جليًا من خلال اتساع دائرة المنظمات المتطرفة من حيث العدد والنفوذ فيه، لدرجة أن هذه المنظمات أصبحت تحدد السياسات العامة في دولة الاحتلال تجاه أبناء الأرض الفلسطينيين؛ بهدف طردهم والنيل من صمودهم عن طريق اتباع كل السبل التي تهدد حياة الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم؛ وذلك بدعم المؤسسات الأمنية والعسكرية والسياسية، وحتى التشريعية في دولة الاحتلال.
ونظرًا لمعرفة دولة الاحتلال أن ارتباط الفلسطينيين بهذه الأرض هو ارتباط عقائدي بالدرجة الأولى؛ فقد أطلقت أيدي هذه الجماعات لتعيث فسادًا في الأماكن والمعالم المقدسة بغية تهويدها أو إزالتها لخلق واقع يحرم الفلسطينيين من أسباب الرباط والثبات.
حماس.. إن “المساس” بالأقصى “اشعال حرب”
حذرت حركة حماس سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مغبة “المساس” بالمسجد الأقصى ، وقالت إن ذلك يعني “إشعال حرب”، في الوقت الذي تواصلت فيه الردود الفلسطينية الرافضة لقرار محكمة إسرائيلية بإعادة إغلاق “مصلى باب الرحمة”، والذي جاء ضمن المخططات الإسرائيلية الرامية لتقسيم المسجد مكانيا وزمانيا.
وقالت الحركة في بيان لها: “إن المسجد الأقصى المبارك دونه الأرواح والرقاب”، وأضافت محذرة: “أي مساس به يعني إشعال الحرب، وإذا كانت الظروف اليوم مواتية للاحتلال فإن هذا الحال لن يدوم، وسيدفع الاحتلال ثمن تعدياته على مسجدنا المبارك من دمه وروحه”.
وشددت حركة حماس في بيانها، الذي أصدرته في الذكرى الثالثة لما تعرف بـ “هبة باب الأسباط”، على أن “آلة البطش الصهيونية رغم قوتها، لن تصمد أمام قوة الحراك الجماهيري المقدسي على الأرض، والقادر على وقف مخططات الاحتلال ضد القدس والمقدسيين، فالجماهير قادرة على فعل المستحيل”.
وحذر الشيخ عكرمة صبري من استمرار أطماع الاحتلال وخطواته بحق المسجد الأقصى وقال: “كل ضغط يولد الانفجار والجواب عند الجماهير الإسلامية في بيت المقدس وأكنافه”.
عدوان على الدين والمقدسات
نبهت حماس إلى: أن “المقاومة التي وعدت فأوفت، تؤكد أنها جاهزة ومتأهبة لصد العدوان والذود عن الحقوق”.
ودعت جماهير شعبنا في القدس والداخل المحتل إلى تكثيف الوجود والرباط في المسجد الأقصى لتشكيل السد المنيع في وجه الاحتلال من أن ينجح في تمرير مخطط التقسيم، وإلى الوقوف في وجه الاقتحامات المتزايدة في المسجد الأقصى.
وجددت حماس الدعوة لجماهير شعوب أمتنا العربية والإسلامية أن تأخذ دورها في الدفاع والذود عن المسجد الأقصى، والوقوف عند مسؤوليتها الدينية والقومية، فالأقصى وساحاته ينتظرون جموع الفاتحين المحررين، ولا ينتظرون جموع المطبعين التي تدخل خائفة متوجسة تحت حماية الاحتلال.
المصدر/ الوقت