التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

كوكايين فداء كيوان.. نتيجة حتمية للتطبيع التي بشرت به الإمارات 

ذكرت وسائل الإعلام الاسرائيلية وأيضًا الفلسطينيّة في أراضي الـ48، أن محكمةً إماراتيةً أصدرت الثلاثاء، حكم إعدام بحق فداء كيوان.

وهي سيدةٍ عربيةٍ تحمل الجنسية الإسرائيلية ، متهمةً إياها بـ«الإتجار بالمخدرات»؛ حيث «وُجد في شقتها نصف كيلوغرام من مادة الكوكايين».

قضية لم تتداول أخبارها وسائل الإعلام بسبب خشية عائلتها في حيفا من أن يؤثّر ذلك على مجريات صدور الحكم بحقها. إلا أن عائلة الشابة فداء كيوان قالت في بيان، مساء الأربعاء، أكّدت العائلة أنه أتى بعد أن “صُعقنا هذا الأسبوع مرتين، مرة عندما بلغنا حكم الإعدام الصادر ضد فداء، والثانية عندما رأينا وقرأنا ما يتردد ظلمًا في الإعلام من معلومات مغلوطة، دون تحري الدقة أو الحقيقة، أو حتى الاستماع لرواية العائلة. لذلك، قررنا إصدار هذا البيان ونشر روايتنا علنًا”.

وقال البيان الذي صدر باسم العائلة وأصدقاء كيوان، إن “فداء، كما يعرفها ويشهد لها العشرات، فتاة (شابة) حالمة ناشطة وصاحبة مسيرة مهنية غنية وناجحة، عملت في التصوير الفوتوغرافي والتصميم الغرافي، نظمت عشرات المعارض الفنية والأمسيات الثقافية والتثقيفية، وصلت الإمارات العربية المتحدة للزيارة والتعرف على ثقافة وحضارة عربية شقيقة كانت بعيدة عنا في السابق، ولاكتساب مهارات جديدة تفيدها في التقدم بمسيرتها المهنية”.

وأضاف: “لكن للأسف، وقعت ضحية طيبتها وثقتها العمياء بالناس، وتم توريطها في قضية لا علاقة لها بها من قريب أو بعيد. نحن على ثقة تامة أن براءتها ستظهر قريبًا، وأن السلطات الإماراتية الصديقة وجهاز القضاء في دبي سيظهر الحق”.

وتابع: “نهيب بأهلنا وأبناء شعبنا عدم ترديد الإشاعات دون تحري الحقيقة، واستخدام المنطق عند التفكير والتحليل، ومراعاة مشاعر عائلتها ومشاعر أم لا يمكن وصف مشاعرها، لأن لا أحد يستطيع تخيل مشاعر امرأة صعقت بخبر أنها قد تفقد ابنتها التي تفتخر بها وبمسيرتها المهنية وإنجازاتها”.

وناشدت العائلة، المسؤولين في إسرائيل والإمارات “وكل من يستطيع المساعدة في إظهار الحقيقة وإلغاء عقوبة الإعدام؛ التدخل لإنقاذ حياتها، ولهم جزيل الشكر”.

مسؤولون على علم بالقضية قالوا لوسائل الاعلام انهم يتوقعون تخفيض العقوبة إلى عقوبة سجن طويلة عند الاستئناف.

وفي أعقاب صدور حكم الإعدام، أطلق ناشطون فلسطينيّون وحقوقيّون حول العالم حملة للتضامن مع فداء والدعوة لإطلاق سراحها. وفي الإطار، كتب المحامي الفلسطيني من مدينة أم الفحم، أحمد خليفة، على صفحته الشخصية في موقع «فايسبوك»: «الإمارات خمّارة الشرق الأوسط وأكبر مركز للتجارة بالنساء والدعارة والسموم (ناهيك عن التجارة بالسياسة والدين) بدها تعدم فداء كيوان بتهمة التجارة في المخدرات».

وأوضح أن «الأكيد أن فداء ليست تاجرة مخدّرات، لو كانت كذلك لمليَنت هون (أصبحت مليونيرية-في إشارة إلى إمكانية الإتجار بالمخدرات في كيان العدو)». وتابع: «الإعلام المحلّي لا عارف جيلها صح ولا قصتها صح ولا خلفيتها صح، وبتلقّفوا بيانات الإمارات زيّ ما كانوا يتلقّفوا بيانات لوبا السومري (متحدثة سابقة باسم شرطة العدو) وشرطتها هون، بينما الإعلام الإسرائيلي الي حرّض عليها لحدّ ما حرقوا محلّها بحيفا مرتين وسكرولها اياه، لأنها رفضت تستقبل فيه جنود بحث ورجّع لقصة طردها للجنود ونشرها». وأضاف : «كلنا ضد تجارة المخدرات، بغض النظر عن مين التاجر… بس كلنا ضد إزهاق روح وبالذات لما الّي بنظرلك بالأخلاق عاهرة زي الإمارات».

أمّا الصحفي والناشط السياسي، رشاد عمري، من مدينة حيفا فكتب إن: «بلدية حيفا، قدّمت شكوى قبل 12 عاماً، ضد مقهى «زاد» الذي أدارته كيوان، بادّعاء عدم حصوله على التراخيص اللازمة، حيث ادّعت البلدية وجود أدلة ظاهرة لمنع صاحبة المقهى السماح لجنود يرتدون البزّات العسكرية من دخول المكان وتلقّي الخدمات»، كانت رفضت دخولهم إلى المقهى بالزيّ العسكري». وأضاف أنه «ستحاول إسرائيل استغلال قضية فداء كيوان، لتبييض صفحتها وصفحة عكاكيزها، لذلك منذ البداية كان لازم شعارنا يكون: وأمّا وكر الخيانة والرذيلة (الأمارات)، فلا تقرب».

من جهته، كتب الفنان الفلسطيني، جوان صفدي، على صفحته الشخصية: «مؤسف، بس متوقّع، السكرانين من الشعور بالأمان في حضن الاحتلال، يشمتون بفداء كيوان، اللي قاعدة بسجن بالإمارات ومحكوم عليها بالإعدام. شمتانين لإنها وطنية، وبتبنّوا خطاب الشماتة الإسرائيلي “ما حدا يلوم إسرائيل إذا ما بتساعدها، لإنه مواقفها معادية للدولة، وخلّي الوطنيّة تنفعكو”. هاد خطاب ربط حقوق المواطن بواجباته تجاه الدولة، هو خطاب ساقط ومرفوض بكل العالم، فأكيد مرفوض بدولة احتلال. هو نفسه خطاب “روحوا عالجيش بعدين تعالوا طالبوا بحقوق ومساواة”، اللي لما الإسرائيلي بستعمله ضدك، المفروض تقوله فَك أوف إنت وجيشك. بس إذا إنت من النوع اللي بنزّل راسه وبسكت عند هاي الحِجة، إعرف أن تنزيلة الراس هي الدونية الّي بحسها الفلسطيني ببلاده، مع الوقاحة الصهيونية اللي بتطالب أهل البلد المسروق يعلنلها الولاء عالطالعة وعالنازلة».

وأضاف إن «حقوق الإنسان في أي مكان تنبع من كونه إنساناً. حقوق المواطن في أي وطن تنبع من كونه مواطناً. كونك مواطناً ينبع من وجود مؤسسة حاكمة موطنك اللي خلِقت فيه. واجبات المواطن، في أي دولة طبيعية، دفع الضرائب وعدم مخالفة القانون، وهي واجبات، عملتها ما عملتها، ممنوع تؤثّر بأي شكل على حقوقك. إسرائيل مش دولة طبيعية. هاد مش حكيي ولا حكي الناس الوطنيين بس. هاد شوي شوي عم بصير الحكي الرسمي عالميّاً- إسرائيل دولة تمييز عنصري. وإنت مش بحاجة لمنظمة العفو الدولية والأمم المتحدة يأكدولك هاي الحقيقة، لإنك بتغدر تشوفها بعينيك. إذا مش خايف تفتّح».

تشتهر الإمارات العربية المتحدة بقوانينها الصارمة لمكافحة المخدرات، حيث يواجه المدانون بتهريب المخدرات عقوبة الإعدام المحتملة. ومع ذلك، فإن أحكام الإعدام لا تُنفذ بصرامة في كثير من الحالات وتميل إلى أن تتحول إلى أحكام سجن قاسية.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها الإمارات العربية المتحدة باعتقال بارز لإسرائيلي على خلفية مخدرات. في تشرين الأول 2021، أفادت الأنباء ان رجل إسرائيلي – خليل دسوقي (31 عاما)، من اللد – اعتقل في دبي للاشتباه في تورطه في مخطط لتهريب نصف طن من الكوكايين إلى الإمارات ومن هناك إلى إسرائيل.

وكانت القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيلي أفادت سابِقًا أنّ زعماء المنظمات الإجراميّة الكبيرة في إسرائيل، وعلى نحوٍ خاصٍّ من عرب الـ48، باشروا بالفترة الأخيرة بالعمل في دبي وذلك عبر إبرام صفقات مخدرات دولية، إلى جانب شراء عقارات.

ونقل التلفزيون عن ضابطٍ رفيعٍ في الشرطة الإسرائيليّة قوله إنّ عصابات الإجرام الإسرائيليّة تعمل بواسطة وكلاء يرسلونهم إلى الإمارات، أوْ يسافرون بأنفسهم من أجل الاتفاق على صفقات يقدر حجمها بعشرات ملايين الدولارات، مُضيفًا أنّه من أجل إبعاد الشكوك فإنّ قادة العصابات يُقدّمون أنفسهم على أنّهم رجال أعمال، على حدّ قوله.

وتابع الضابط قائلاً إنّ النشاط الإجراميّ-الإسرائيليّ في الإمارات يشمل شراء عقارات، شراكات في مشاريع في مجال الأغذية والفنادق، وكذلك المتاجرة بالكوكايين، مؤكّدًا في الوقت عينه أنّه كان واضحًا بأنّ المجرمين سيكتشفون دبي، وبواسطة وكلائهم يبيضون الأموال التي جمعوها في إسرائيل، طبقًا لأقواله.

ونقلت القناة التلفزيونية عن مصادر في الشرطة الإسرائيليّة قولها إنّه تمّ ضبط شحنة من مخدّر (كوكايين) بزنة 750 كيلوغرام في ميناء أسدود، جنوب الاراضي المحتلة، وكانت مخبأة داخل براميل، وموّلها مجرمون إسرائيليون يعملون من الإمارات سويةً مع رجال أعمال محليين، وتابعت المصادر قائلةً إنّ شحنة المخدرات المذكورة انطلقت من غواتيمالا في أمريكا الجنوبية، ومرّت عبر طريق ميناء مدينة أنتويرب في بلجيكا، وبعد ذلك رست في ميناء أسدود.

الجدير بالذكر أنه قامت إسرائيل والإمارات بتطبيع العلاقات في عام 2020 عندما وقعتا “اتفاقيات ابراهيم” التي توسطت فيها الولايات المتحدة، إلى جانب البحرين. أصبحت الإمارات العربية المتحدة منذ ذلك الحين وجهة سياحية وتجارية شهيرة للإسرائيليين وزارها عشرات الآلاف.

هذا غيض من فيض التطبيع مع الكيان الصهيوني، حيث بدأت بسرقة الشوك والسكاكين وغيرها من الفنادق الاماراتية ولن تنتهي بالمخدرات وإدمانها. هنيئا للامارات بالتطبيع مع الكيان العنصري، وهذه إحدى “فوائد” التطبيع التي بشرتنا بها الإمارات!
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق