التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 20, 2024

معركة “جنين” على الأبواب.. والمقاومة الفلسطينيّة تهدد 

من جديد، تؤكّد المقاومة الفلسطينيّة أنّها لن تسمح باستفراد الكيان الصهيونيّ الغاشم بمخيم جنين التابع للضفة الغربية المحتلة، كلام جاء على لسان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلاميّ، زياد النخالة، الذي بين أنّه من الضروريّ أن يفهم الصهاينة أن يد المقاومين ليست مكفوفة عن التدخل لدعم أهالي الضفة والقدس مهما كلف ذلك الثمن، مضيفاً إنّ إمكانات المقاومة محدودة، لكنها تصنع تأثيرات كبيرة على الكيان، وذلك في ظل تمادي قوات العدو بجرائمها ضد الفلسطينيين وثرواتهم ومقدساتهم، وارتكابها أبشع الجرائم الإرهابيّة في قتل وإعدام وتعذيب الفلسطينيين وخاصة في هذا الأيام المباركة، مع الحديث عن اقتراب حدوث عمليات إسرائيلية مكثّفة في جنين.

معركة قريبة

في الوقت الذي تستشعر فيه فصائل المقاومة الفلسطينيّة اقتراب حدوث معركة في جنين -التي تضم سرايا القدس وكتائب الأقصى- نتيجة التصعيد الإسرائيليّ، تتزايد تحذيرات المقاومين لتل أبيب من عواقب أي اجتياح أو معركة قادمة، وذلك عقب أنباء تحدثت أنّ فصائل المقاومة في غزة أوصلت رسالة إلى الكيان الغاصب عبر وسطاء إقليميين، مفادها بأن اجتياح مخيم بمثابة “خط أحمر، وربما يُدخل غزة على خط المواجهة”.

ومع تزايد الدعوات لتفعيل كافة وسائل المقاومة والمواجهة في الضفة الغربيّة المحتلة، بسبب مواصلة قوات العدو جرائم الإعدام بدم بارد بحق الفلسطينيين ما يُظهر بشكل أكبر العقلية الإجراميّة والإرهابيّة للمحتل الأرعن، يتحدث النخالة أن وحدة المقاومة مطلوبة ومهمة في مواجهة العدو، ويرسل رسالة إلى الإسرائيليين بأنّهم يلعبون بالنار، والشاهد باعتقاده هو العمليات البطولية الأخيرة التي أكدت قدرة الفلسطينيّ على مواجهة العصابات الصهيونيّة بكل شجاعة، والعمليات الاستشهادية دليل آخر على ذلك.

“المقاومة لن تخذل أهالي جنين والقدس وكل فلسطين”، تحذير مباشر وصريح لـ “إسرائيل” التي تتحدث وسائل إعلامها أنّه من غير المستبعد أن نشهد عمليات إسرائيليّة مكثفة في منطقة مخيم جنين، حيث تشير المقاومة الفلسطينيّة أنّ الشعب الفلسطينيّ في مواجهة مباشرة مع قوات العدو، وفي كل لحظة من المحتمل أن نشهد حالة الاشتباك الشامل، في ظل حالة الغليان في كل أوساط الشعب الفلسطيني.

وبعد أن بات واضحاً للجميع أنّ الجرائم التي يرتكبها العدو في الضفة المحتلة ترفع يوماً بعد آخر من حالة الغليان الفلسطيني واحتماليّة وقوع “ثورة غضب” عارمة في الضفة الغربيّة وكامل فلسطين بوجه الاحتلال الصهيوني، لا يخفي النخالة أن كل فلسطيني هو مشروع مقاوم وشهيد، وبالتالي كل فرد من أفراد المجتمع الفلسطينيّ يجد في نفسه الكفاءة أن يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني ورفضه للاحتلال، وخاصة في شهر رمضان المبارك الذي يعطي الجهاد والمقاومة أهمية فريدة بما يعنيه من قداسة، واقتراب أكثر للعبادات وإقدام على التضحية وتقديم النفس في سبيل الله، واصفاً العمليات الفدائيّة بأنّها تعبير عن رفض الشعب الفلسطيني للاحتلال الإسرائيليّ.

“فلسطين مقبلة على معركة في شهر رمضان ونحن أقوياء بعقيدتنا ومجاهدينا وإيماننا بأن الاحتلال الإسرائيليّ رغم قوته يظل ضعيفا أمام الإرادة الفلسطينية”، هذا ما يتنبأ به مسؤول حركة الجهاد، على اعتبار أنّ التصدي لاقتحامات وهجمات قوات الاحتلال والمستوطنين وعربدتهم المتصاعدة هو السبيل الوحيد لردعهم ولحماية فلسطين وشعبها، وقيام قوات الاحتلال والمستوطنين بتصعيد إجرامهم وعربدتهم وتغولهم في أراضي الفلسطينيين عبر مخطّطات العدو الاستيطانيّة والإباديّة الرامية لإنهاء الوجود الفلسطينيّ السياسيّ والسكانيّ في الضفة الغربيّة ومدينة القدس.

وفي ظل اقتراب تحول الضفة الغربيّة إلى “غزة ثانيّة” تردع الكيان وتوقفه عند حده، وخاصة مع تصاعد جرائم الكيان بشكل لا يوصف بحق الأهالي، يؤمن الفلسطينيون بأنّ الهجمة الإسرائيلية على المنطقة هدفها محاولات السيطرة على المسجد الأقصى، وهذا كله يثير حساسيات هائلة لدى أبناء الأرض، إضافة إلى أنّها عوامل مساعدة حتى تعلو عمليات المقاومة الفلسطينية، ما يرفع بشكل أكبر من احتماليّة تصعيد المواجهة مع الكيان في كل مناطق وجوده وبالتحديد في الضفة الغربيّة.

وبما أنّ الكيان الصهيونيّ لا يكف عن محاولاته لشق الصف الفلسطينيّ لمنع تشكيل جبهة وطنيّة لمواجهته، تحدث النخالة أن وحدة الشعب الفلسطيني مسألة أساسية واستراتيجية يجب ألا يتنازلوا عنها، وأنّ المقاومة والشعب الفلسطيني متكاملين، ويجب أن يفهم العدو أن اليد ليست مكفوفة عن أيّ تدخل في الوقت الذي يجب أن يتدخلوا فيه، وأن التنسيق مفتوح بين كل فصائل المقاومة وخاصة عندما يتم اتخاذ قرار الذهاب إلى الحرب، لأن المعركة ضد “إسرائيل” توحدهم.

وبالتزامن مع مرور 20 عاماً على مجزرة “جنين” التي اقترفتها العصابات الصهيونية في مخيم جنين في فلسطين بالفترة ما بين 1 إلى 12 أبريل/ نيسان عام 2002 ولا تزال تفاصيلها حاضرة في ذاكرة العالم والعرب نتيجة قيام الكيان الصهيوني على بحر من دماء الفلسطينيين العزل، يقول الفلسطينيون ومقاومتهم أنّهم اليوم أمام “جنين النموذج” التي نستحضر معركتها البطولية التي راح ضحيتها المئات، ولن تكون لقمة سهلة في أفواه المفترسين، بالأخص أنّ السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس، تساعد الاحتلال من خلال اتفاقاتها في إمحاولة طفاء صوت جنين وشعلتها، فتعمل كحارس بوابة على أمنه، حيث تشهد المدينة اقتحامات بشكل دائم، تارة من قوات الاحتلال وتارة من أجهزة أمن السلطة، والهدف حسب ما يقول بعض الفلسطينيين هو بسط السيطرة الأمنية على المدينة التي تمردت على التنسيق الامني الفلسطيني – الصهيونيّ.

الأنظمة العربية وفلسطين

بعد فشل الأنظمة العربيّة في تبرير تحالفها مع “إسرائيل” بذرائع واهية إحداها مساعدة فلسطين، أشار النخالة إلى أنّ الأنظمة العربية التي هرولت للتطبيع مع دولة الاحتلال، ️تركت فلسطين بشكل كامل تحت الحصار والملاحقة، مؤكّداً أنّ العرب الذين اجتمعوا في “النقب” ليسوا مع فلسطين وهم غير مؤمنين بحق الشعب الفلسطينيّ في بلده، معبراً ما يجري بأنّه استنجاد من قبل الاحتلال بالمسلمين والعرب لمحاصرة الفلسطينيين، بمعنى آخر موافقة من بعض الأنظمة العربية على محاولات تهويد المسجد الأقصى المبارك ودعم تحقيق مشاريع الصهاينة.

وفي تأكيد فلسطينيّ على أنّ “اتفاق الاستسلام” اتخذت شعار إيجاد حل لما أسمته “الصراع الفلسطينيّ – الصهيونيّ”، لِلعب دور رغماً عن عروش حكامها في صفقة تصفيّة القضية الفلسطينيّة، هو ما قاله النخالة حول أن الدول العربية سعت للتطبيع مع “إسرائيل” وحاصرت الفلسطينيين ولاحقتهم بالمعلومات والأمن وبالأموال، وهم يتعاونون في كل الإجراءات مع الاحتلال ويلاحقون الفلسطينيين، واصفاً موقف النظام العربيّ بـ “المخجل”، وأن الأنظمة العربية تركت فلسطين دون دعم ودون تأييد، وحاصروها.

إضافة إلى ذلك، بيّن أن الممارسة العربية ضد القدس والإسلام والتاريخ والجغرافيا، وأنّ واجبات العرب والمسلمين أن يدعموا الشعب الفلسطيني وليس التحالف مع العدو الصهيوني يحتل المسجد الأقصى الذي يقع تحت الاحتلال، موضحاً أنّ شعار “المسجد الأقصى خط أحمر”، هو تضليل وأنّ الاحتلال موجود ويفعل في المسجد الأقصى ما يشاء ويمارس المستوطنون شعائرهم، وبعد أيام سيقدمون قرابينهم فيه، حيث إنّ المسجد الأقصى هو تحت الاحتلال الصهيوني المباشر من عام 1967 وقوات الاحتلال الإسرائيليّ موجودة فيه ويطاردون المصلين بشكل يوميّ في داخله.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق