التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, أكتوبر 30, 2024

زيارة فؤاد حسين إلى طهران… النتائج والإنجازات 

قام وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بزيارة رسمية إلى طهران في 13 نيسان/أبريل 2022، للقاء المسؤولين السياسيين الإيرانيين.

وحسب مصادر إخبارية، فإن آخر مستجدات العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية وبعض القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك اليمن وأفغانستان وسوريا وأوكرانيا، كانت من أهم مواضيع الحوار بين فؤاد حسين ومسؤولي طهران، وقد تمت الزيارة تلبيةً لدعوة رسمية من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لنظيره العراقي.

كما أن زيارة وزير الخارجية العراقي لطهران كانت أول زيارة لمسؤول عراقي رفيع، بعد الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة التجسس الإسرائيلية في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، ولذلك، يمكن القول إن هذه الزيارة كانت أهم بكثير من الاجتماعات الرسمية الأخرى من الناحية الأمنية.

لكن السؤال المهم الذي يطرح نفسه الآن هو، ما هي الإنجازات والنتائج الملموسة لزيارة وزير الخارجية العراقي الأخيرة إلى إيران؟ وما تأثيرها على مستقبل العلاقات بين البلدين؟

تعزيز الأمن على الحدود المشتركة

بالنظر إلی الهجوم الصاروخي للحرس الثوري الإيراني على مقر تجسس الکيان الصهيوني في شمال العراق، فإن الجانب الأهم في زيارة وزير الخارجية العراقي ارتبط بشكل تلقائي بالمسألة الأمنية.

بحيث إنه خلال لقاء فؤاد حسين مع الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، تم التأكيد على أن “إيران لا يمكن أن تقبل بأن تكون حدودها مهددةً من قبل الولايات المتحدة والکيان الصهيوني وعناصر إرهابية وانفصالية، ويتعرض أمنها للخطر”.

تظهر هذه التصريحات بوضوح أن إيران تتوقع أكثر من أي وقت مضى من الحكومة العراقية أن تكون أكثر حساسيةً تجاه الأمور الأمنية، مع التركيز على وجود الکيان الصهيوني وكذلك قوات الاحتلال الأمريكية، وتظهر حسن الجوار تجاه طهران كلاعب وقف دائمًا إلى جانب الشعب العراقي في اللحظات الصعبة، مثل محاربة تنظيم داعش الإرهابي.

وفي هذا الصدد، يمكن ملاحظة أن وزير الخارجية العراقي حاول أيضًا التأكيد على أن: “أمن العراق مرتبط بأمن إيران، إيران والعراق دولتان جارتان، وتوجد علاقات اقتصادية وثقافية وجغرافية وتاريخية قوية بين البلدين، وعندما تكون هناك مشكلة أمنية، علينا أن نبدأ الحوار. الأبواب مفتوحة للحوار في بغداد، ونأمل أن تفتح هذه الأبواب في طهران لفتح محادثات مكثفة حول القضايا الامنية”.

يمكن اعتبار هذه التصريحات بوضوح إنجازاً مهماً لكلا البلدين؛ لأن الطرفين توصلا إلى الاعتقاد بأن هناك بعض القضايا الأمنية التي يجب معالجتها من خلال الحوار والمفاوضات الثنائية.

کما يعكس وعد فؤاد حسين بحل القضايا الأمنية من خلال الدبلوماسية، رغبة العراق الخاصة في الاستجابة لمخاوف طهران الأمنية، وخاصةً فيما يتعلق بوجود الجماعات الانفصالية والإرهابية بالقرب من حدود إيران، وأنشطة الكيان الصهيوني في مناطق شمال العراق، ووجود القوات الأمريكية على الأراضي العراقية.

توجُّه الطرفين لزيادة التجارة وإزالة الحواجز المرورية بين مواطني البلدين

النتيجة أو الإنجاز المهم الآخر لزيارة وزير الخارجية العراقي إلى طهران، هو اتفاق الجانبين علی زيادة العلاقات التجارية وحل المشاكل المالية بين البلدين، ومحاولة تسهيل تنقل المواطنين بين البلدين.

على مدى السنوات القليلة الماضية، كان تسهيل وزيادة مستوى العلاقات التجارية والاقتصادية على رأس أهداف التعاون بين البلدين.

لقد حددت طهران 20 مليار دولار من الصادرات إلى العراق كهدف مهم في اقتصادها السياسي، وقد أوضحت دائمًا هذه الرؤية. وفي هذا الصدد، نرى أن أمير عبد اللهيان اعتبر في لقائه مع فؤاد حسين تعزيز العلاقات التجارية مع العراق من الأولويات المهمة للبلدين، وشدد على قضايا مثل تسهيل التجارة عند المنافذ الحدودية والانتهاء من مشروع خط سكة حديد البصرة – الشلامجة.

إضافةً إلى ذلك، لطالما كان موضوع سداد ديون العراق لإيران أحد الموضوعات التي نوقشت بين طهران وبغداد في السنوات الأخيرة، كما تم التأكيد على هذا الموضوع خلال الزيارة الأخيرة.

في الواقع، في سياق شراء الكهرباء والغاز الطبيعي ومنتجات أخرى من إيران، العراق مدين لطهران، وقد تم سداد جزء منها على شكل تبادل السلع والبضائع، لكن من مطالب إيران دائمًا سداد هذه الديون، ويبدو أن مفاوضات جادة للغاية جارية لحل هذه القضية، مثل ديون الدول الأخرى لإيران.

ومن الإنجازات الأخرى التي حققتها زيارة فؤاد حسين إلى طهران، الاتفاق بين الجانبين على تسهيل تنقل المواطنين بين البلدين، حيث تم التأكيد خلال لقاء أمير عبد اللهيان مع فؤاد حسين على تيسير حرکة زوار البلدين للسفر إلى المراقد المقدسة، وتسهيل سفر الزوار الإيرانيين من الحدود البرية إلى العتبات المقدسة.

كما شدد وزير الخارجية العراقي على تسهيل قيام الإيرانيين بزيارة العتبات المقدسة، ومن الواضح أن هذا يمكن أن يفتح الباب أمام المساعدة في إصدار تأشيرات السفر لمواطني البلدين في المستقبل بشکل أسرع.

جهود بغداد لمواصلة محادثات خفض التصعيد بين إيران والسعودية

من النتائج المهمة الأخرى لزيارة فؤاد حسين إلى إيران، تعزيز جهود الوساطة التي تبذلها بغداد بين السعودية وإيران.

لقد استضافت الحكومة العراقية اجتماعات بين الوفدين المفاوضين الإيراني والسعودي منذ أبريل 2021، بالتوازي مع مفاوضات إحياء الاتفاق النووي بحيث استضافت بغداد حتى الآن أربع جولات من المحادثات المغلقة والسرية بين وفدي طهران والرياض.

وعلى الرغم من تعثر المحادثات بين الجانبين بسبب تصعيد الهجمات السعودية على اليمن والإجراء السعودي الإجرامي المتمثل في الإعدام الجماعي للشيعة، ولکن لا تزال تحاول بغداد إکمال قضية خفض التصعيد بين البلدين.

وفي هذا الصدد، رأينا أن وزير الخارجية العراقي أعرب عن أمله في أن تنتقل إيران والسعودية من المحادثات السرية إلی إجراء محادثات علنية.

المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق