“يوم الأسير الفلسطيني” .. أرقام وقصص مؤلمة
أحيا الفلسطينيون، یوم الأحد، فعاليات “يوم الأسير”، في محافظات الضفة الغربية، حيث نظمت مؤسسات الأسرى الفلسطينية، بمشاركة الفصائل الوطنية، مسيرة مركزية شارك فيها المئات في وسط مدينة رام الله، وبدأت الفعاليات ظهرا، على دوار المنارة، بوقفة حمل خلالها المشاركون صور الأسرى، ولا سيما عمداء الأسرى الذين أمضوا في سجون الاحتلال أكثر من عشرين عاما، ولافتات ترفض ازدواجية المعايير الدولية بين القضية الفلسطينية والأزمة الأوكرانية.
وشارك مئات الفلسطينيين، في فعاليات إحياء “يوم الأسير” عبر مسيرة جابت شوارع مدينة نابلس، ورفع المشاركون صور الأسرى، والأعلام الفلسطينية، وسط هتافات تدعو لدعم الحركة الأسيرة في وجه الانتهاكات التي تتعرض لها على أيدي سلطات الاحتلال وإدارة السجون.
كما شارك فلسطينيون في قطاع غزة، الأحد، في مهرجان، إحياء ليوم الأسير، ورفع المشاركون في المهرجان، الذي نظّمته لجنة الأسرى في ائتلاف القوى الوطنية والإسلامية، والمؤسسات المعنية بشؤون الأسرى، أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، الأعلام الفلسطينية.
وتم اختيار هذا اليوم، في 17 أبريل من العام 1974، من قبل المجلس الوطني الفلسطيني (برلمان منظمة التحرير)، خلال دورته العادية.
وتم اختيار هذا التاريخ للاحتفال بالأسرى الفلسطينيين، كونه شهد إطلاق سراح أول أسير فلسطيني وهو “محمود بكر حجازي” في أول عملية لتبادل الأسرى بين الفلسطينيين والاحتلال الصهيوني.
وأقرت القمة العربية العشرين أواخر آذار (مارس) من العام 2008، في العاصمة السورية دمشق، اعتماد هذا اليوم من كل عام للاحتفاء به في الدول العربية كافة، نصرة وإسناداً للأسرى الفلسطينيين والعرب في المعتقلات الصهيونية.
وحسب معطيات لنادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، تعتقل إسرائيل 4450 فلسطينيا في 23 سجنا ومركز توقيف وتحقيق، بينهم 32 سيدة، و160 قاصرا، و530 معتقلا إداريا (دون محاكمة).
كما اعتقلت إسرائيل منذ مطلع العام 2022 قرابة (2140) فلسطينيا.
أما أعداد المعتقلين المرضى، فقد وصل إلى 600 معتقلا، بينهم 200 بحالة مرضية مزمنة، منهم 22 مريضا بالسرطان.
وتشير المعطيات، إلى أن هناك نحو 25 معتقلا (قدامى الأسرى) منذ ما قبل اتفاقية أوسلو (عام 1993) بالإضافة إلى 152 معتقلا مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاما بشكل متواصل.
ومن بين المعتقلين، وفق البيان، 549 معتقلا، يقضون أحكاما بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو عدة مرات.
وتشير معطيات نادي الأسير إلى استشهاد 227 معتقلا داخل السجون، منذ العام 1967.
ومن بين الشهداء 75 أسيرًا استشهدوا نتيجة القتل العمد (لم يوضح التفاصيل)، و73 جراء التعذيب، و7 بعد إطلاق النار عليهم، و71 نتيجة سياسة الإهمال الطبي.
وتمر ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام بينما يقبع في سجون الاحتلال وفقا لرئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب 410 أسرى -رجالا ونساء- من حملة الهوية الزرقاء في القدس، ويتوزع هؤلاء على كل من سجن رامون ومجدو وعسقلان وهداريم والنقب وإيشل والدامون وشطّة ونفحة وعوفر.
ويبلغ عدد النساء المقدسيات في السجون 13؛ أصغرهن الطفلة نفوذ حمّاد التي تبلغ من العمر 14 عاما ونصف العام، بالإضافة لـ 40 قاصرا يقبعون في سجني الدامون ومجدو، ويضاف للمعتقلين المحكومين نحو 100 موقوف في مركز تحقيق المسكوبية غربي القدس اعتُقلوا على خلفية الأحداث الأخيرة في المدينة.
ويُعد الأسير المقدسي وائل قاسم صاحب أطول حكم بالقدس، إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 35 مؤبدا، بالإضافة إلى 50 عاما، بما يعادل 3515 عاما، واتهمته سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن عملية فدائية أدت إلى مقتل 35 إسرائيليا.
وتعد الأسيرة شروق دويات صاحبة أطول حكم بين الأسيرات إذ حُكم عليها بالسجن الفعلي لمدة 16 عاما بعد اتهامها بمحاولة تنفيذ عملية طعن عام 2015.
ومن بين أسرى القدس الذين حرص أبو عصب على التطرق لحالاتهم الصحية والإنسانية التي تستوجب الإفراج العاجل عنهم ذُكر كل من الأسيرين أحمد مناصرة وأيمن الكرد إضافة للأسيرة الأم إسراء جعابيص.
وإلى جانب هؤلاء قال أبو عصب إن مجموعة من الأسرى تتطلب حالتهم الصحية تناول كميات كبيرة من الأدوية، ويعانون من أمراض تزيد ظروف السجن من حدتها ومنهم علاء البازيان وعلي دعنا.
وليس بعيدا عن بشاعة السجون وظلام زنازينها تحدث أبو عصب عن التغير النوعي في طبيعة الاعتقالات والإفراجات في مدينة القدس وخاصة بعد استشهاد الفتى المقدسي محمد أبو خضير صيف عام 2014.
وقال إن سلطات الاحتلال قررت منذ ذلك الحين استخدام سياسة القبضة الحديدية باتباع مزيد من القوة خلال الاعتقال والتحقيق لترويع المقدسيين وتخويفهم تمهيدا للسيطرة عليهم، لأنه ثبت من خلال التجربة أن أهالي المدينة انتُزع الخوف من قلوبهم بعد حادثة حرق هذا الفتى.
وبالتالي “تتعمد القوات الخاصة والمستعربون استخدام القوة المفرطة خلال الاعتقال عبر تحطيم أبواب المنازل وضرب سكانها بشكل مبرح وتعصيب عيون المعتقلين ليشعروا منذ لحظة الاعتقال الأولى أنهم ذاهبون نحو المجهول”.
وحول أسباب الاعتقال أكد أمجد أن من التقى بهم في مركز تحقيق المسكوبية خلال ساعات توقيفه الأسبوع المنصرم، اعتقلوا خلال جلوسهم في باب العامود لاحتساء الشاي والقهوة أو كانوا في طريقهم للصلاة والاعتكاف بالمسجد الأقصى.
مؤكدا أن الاحتلال في هذه الأيام يريد أن يُدين المتدينين والملتزمين والمعتكفين، بل يريد أن يدين شهر رمضان، لأن المقدسيين ينتشرون في مساجد وشوارع وأزقة القدس حتى ساعات متأخرة من الليل.
ويهدف الاحتلال من كل هذه القوة وفقا لأبو عصب إلى خلق عوامل طاردة من أجل تفريغ القدس ليتسنى له السيطرة على الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.
ويعاني الأسرى في سجون الاحتلال من أوضاع معيشية صعبة، وحملة استهداف متواصلة من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال ومخابراته، اشتملت حرمانهم من أبسط شروط الحياة.
ويواجه الأسرى، سياسة الإهمال الطبي، التي تعتبر واحدة ضمن العديد من الجرائم والانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسيرات والأسرى الفلسطينيين، إذ تمعن بانتهاك حقوق الأسرى المكفولة بموجب الاتفاقيات والمواثيق الدولية فيما يتعلق بحق المعتقلين بتلقي العلاج اللازم والرعاية الطبية.
ويعاني الأسرى، جراء ممارسة سلطات الاحتلال التعذيب بحقهم منذ احتلالها لفلسطين، فقد استخدمت أساليب عدة في تعذيب المعتقلين نفسياً وجسدياً، غالبيتها أساليب فظيعة مارسها محققو الاحتلال لانتزاع الاعترافات من المعتقلين الفلسطينيين.
ويدخل الأسرى بأجساد متعافية، وتتم ممارسة حالة من الإضعاف الجسدي لهم عن طريق التعذيب في غرف التحقيق والضرب الذي يسبب لهم ضرراً وأعطاباً صحية في أجسادهم، بعدها تبدأ سياسة الإهمال المتعمد حتى تصل بالأسير للمعاناة الصحية، مثل الأسير منصور شحاتيت الذي خرج هذا العام بجسد هزيل وذاكرة مفقودة.
كذلك يتعرض الأسرى إلى سياسة هدم منازلهم، حيث شرع الاحتلال الصهيوني بتنفيذ جريمة هدم البيوت كسياسة عقاب جماعي بحق أبناء الشعب الفلسطيني منذ احتلاله لفلسطين وتوسعت في بداية الاحتلال العسكري عام 1967، تزامناً مع أساليبه الإجرامية المتنوعة من قتل واعتقال وتهجير، وما يزال يمارس هذه السياسة من أجل الضغط على الفلسطينيين وفي محاولة منه لمنع تصاعد عمليات المقاومة.
المصدر/ الوقت