إمعاناً في تشديد الحصار على اليمن .. السعودية تجدد إغلاق منفذ الوديعة
كشفت العديد من التقارير أن اليمنيين العالقين في منفذ الوديعة يعانون ظروفاً صعبة وقاسية، وخاصة مع حلول شهر رمضان المبارك، حيث أوردت العديد من المواقع الاخبارية والصحف الإلكترونية حجم المعاناة التي يعيشها مئات اليمنيين العالقين بينهم نساء وأطفال منذ أيام بمنفذ الوديعة البري مع السعودية.
وأشارت التقارير إلى أن منفذ الوديعة يشهد تكدسًا بفعل إجراءات سعودية لتنظيم نقل المعتمرين واستبدال الحافلات اليمنية بأخرى سعودية وذكرت المصادر أن المعتمرين المغادرين من صنعاء صوب الرياض يواجهون في المنفذ من شح بالخدمات الأساسية والضرورية. فالسعودية فرضت قيوداً وشروطاً جديدة على المعتمرين اليمنيين ، وهذا ما وصفه المعتمرون بأنه استفزاز و ابتزاز واضح من قبل السلطات السعودية للشعب اليمني .
يأتي إغلاق منفذ الوديعة ليأكد التقارير التي نشرت خلال السنوات الماضية حول الانتهاكات التي تقوم بها السعودية في حق اليمنيين، حيث ذكرت تقارير سابقة أن اليمنيين في الداخل السعودي “يواجهون الإذلال والإجراءات التعسفية والطرد القسري، إضافة لفرض نظام الكفالة”.ففي وقت سابق طردت السلطات السعودية المئات من الكوادر الطبية وأصحاب الأعمال والعاملين في المستشفيات والجامعات من المواطنين اليمنيين دون سابق إنذار.
السعودية تُغلق منذ الوديعة
إن ما يتعرض له المسافرون والمعتمرون اليمنيون في منفذ الوديعة البري الحدودي مع السعودية، هو انتهاك واضح لحق المواطنيين المدنيين، فقيام السلطات السعودية بإغلاق المنفذ الحدودي ليس له أي مبرر وإنما يأتي ضمن الابتزاز للمسافرين من قبل مرتزقة العدوان القائمين على المنفذ البري.
فما يقوم به المرتزقة من ابتزاز للمسافرين وإغلاقهم للمنفذ، يتنافى مع الأعراف والمواثيق والاتفاقيات الدولية والإنسانية، حيث إن مئات اليمنيين بينهم نساء وأطفال عالقون منذ أيام في منفذ الوديعة البري السعودي جراء الإجراءات التعسفية التي تفرضها سلطات العدوان السعودي بالتعاون مع مرتزقتها، الأمر الذي فاقم من معاناة المسافرين والمعتمرين اليمنيين، من خلال الإجرات التي تقوم بها السعودية ومرتزقتها يتضح أنهم لا يراعون حالات المسافرين و لا سيما في شهر رمضان الكريم وارتفاع الحرارة غير مباليين بالمعاناة الكبيرة التي يعاني منها المواطن اليمني في ظل انعدام البنية التحتية للمنفذ وتكبدهم مزيداً من التكاليف والنفقات الاضافية جراء التأخير، فمنفذ الوديعة هو المنفذ البري الوحيد المفتوح، بين اليمن والسعودية، غير أنه في مرات كثيرة تحدث ازدحامات واختناقات للمسافرين ، فقد سبق وأن كشفت منظمات حقوقية عن احتجاز الرياض لمئات الأسر اليمنية ومنعهم من العودة إلى بلادهم، مبررة ذلك بذرائع واهية، حيث إن منظمة “سام” للحقوق والحريات نشرت تقريرًا يسلط الضوء على معاناة مئات العالقين بمنفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، وأكدت أنها تتابع بقلق وترقب منع السعودية مئات اليمنيين المغتربين من العودة لبلادهم عبر منفذ الوديعة.
ذرائع وتبريرات كاذبة
قدمت السعودية ومرتزقتها التبريرات الكاذبة لإغلاق منفذ الوديعة امام المواطنيين اليمنيين ، حيث إن عشرات الأسر افترشت الأرض لتعيش ظروفاً إنسانية صعبة، في ظل إطلاق السعودية لتبريرات فالتبريرات والذرائع غير مقنعة، فمن الواضح أن هناك نية لدى الجانب السعودي من اجل ابتزاز اليمنيين، ولو فرضنا أن الذرائع السعودية التي قدمها الجانب السعودي من خلال مرتزقتة صحيحة، فهذا يدل على الفشل الواضح في إدارة معبر الوديعة الذي تسبب في تكدس المسافرين وهيئة النقل تقر بإيقاف الرحلات البرية إلى السعودية، هيئة النقل التي تشرف عليها السلطات السعودية أرجعت قرار إغلاق المنفذ إلى تكدس المسافرين والمعتمرين في ميناء الوديعة ونقطة العبور، وفي سبيل المغالطات للهيئة توعدت المخالفين بإجراءات قانونية.
من الجدير بالذكر بأن الهيئة العامة للنقل البري في تعميم وجهته إلى شركات النقل قالت بأنه تم توقيف جميع الرحلات المتجهة إلى السعودية عبر منفذ الوديعة البري، ابتداءً من يوم الأحد السابع عشر من أبريل ولمدة ثلاثة أيام.
يأتي إغلاق المنفذ وسط اتهامات للقائمين على منفذ الوديعة بابتزاز المسافرين من وإلى السعودية باتجاه اليمن، واعتبر مراقبون يمنيون بأن الهيئة العامة للنقل البري بوزارة النقل فشلت في إدارة المعبر بالشكل السليم وأن القائمين عليه سعوا للتكسب على حساب المسافرين وأن الهيئة اختارت أهون الحلول في إيقاف الرحلات بدلا من العمل على إنهاء المشاكل التي تسببت في تكدس المسافرين.
ابتزاز اليمنيين و ترحيلهم
لايخفى على أحد أنه سبق وأن اغلقت السعودية منفذ الوديعة البري، في وجه اليمنيين مرات كثيرة خلال فترة الحرب على اليمن، في إجراءات تعسفية ممنهجة تهدف لإذلال اليمنيين، حيث انها في السابق اغلقت المنفذ وطلبت من قوة عسكرية يمنية تابعة لها منع دخول سيارات رباعية الدفع لليمن؛ بذريعة بيعها للحوثيين حسب وصفهم ، وهو ما اتضح انه كان مجرد ابتزاز ومساومة من قبل السلطات السعودية ومن جهه اخرى لايخفى على احد أنه في ظل العدوان والحصار على اليمن منذ سنوات، حُرم اليمنيون ولا يزالون من حقوقهم الأساسية وفي مقدمتها حق التنقل المنتهك من حيث اغلقت المطارات والمنافذ البرية وعملت السعودية على تقييد حركة الأفراد و منع الرحلات البرية والجوية.
وفي الحقيقة إن الإجراءات التي اتخذتها السلطات ضد اليمنيين في المملكة ليست أقل من امتداد للحرب ضد الشعب اليمني، وهنا تطرح التسأولات هل تعتقد السلطات السعودية حقاً أن الأمن الذي تدعيه سيتحقق من خلال استهداف اليمنيين المسالمين الذين يعيشون ويعملون في المملكة او يتنقلون عبر المنافذ البرية ؟ في الواقع هذه التدابير الجائرة وغير المبررة لن تفعل شيئا لإخفاء حقيقة أن التحديات الأمنية لاتأتي من المواطنيين اليمنيين، بل إن التحديات الامنية التي تواجهها السعودية هي بفعل الأداء الضعيف للقوات المسلحة السعودية التي ادخلها ابن سلمان في حرب ليس لها فيها ناقة ولاجمل، إضافة إلى ذلك فإن فساد طبقة ضباط الجيش والدبلوماسية والاستخبارات السعودية كبير.
في الختام بعد إغلاق التحالف السعودي الإماراتي لجميع المنافذ البرية والبحرية والجوية في اليمن خلال كل السنوات الماضية، وفرض حصار شديد على البلد الذي يعاني أكثر من 70% من سكانه من الفقر، اليوم السعودية وعن طريق أدواتها تعود مجدداً لعرقلة حركة المسافرين المدنيين، فحالة الاضطراب التي تشهدها هذه المنافذ البرية، هي نتيجة العدوان السعودي الإمارتي، حيث جرى سابقاً اقتحام منفذ “شحن” التجاري الاستراتيجي، ما عطل الحركة فيه، ليكتمل خنق شرايين اليمن التجارية والاقتصادية، ما أدى إلى تصعيد شعبي من أفراد قبائل المهرة الرافضين لهذا الوجود الغامض في مناطقهم، فإغلاق عشرات المنافذ البرية والبحرية في جميع المناطق اليمنية، وسيطرة القوات السعودية والإماراتية على المطارات في المهرة وحضرموت وعدن، وإغلاق عشرات المطارات الأخرى هي سياسة قذرة وغير إنسانية تستخدمها السعودية لابتزاز اليمنيين فعرقلة عبور كل السلع الغذائية وكذلك السيارات والمعدات، رغم الموافقة مسبقاً عليها من قبل إدارة المنفذ هي انتهاكات واضحة بحق الشعب اليمني.
من جهة اخرى يمكن القول إن السعوديّة تتهيأُ لمرحلةٍ جديدة في اليمن، فهي تحاول من خلال إعادة تفعيل كل المرتزِقة والأدوات الموالية لها والقابعة في فنادق الرياض بعد خلع ” هادي ونائبة الأحمر”، فَـإنَّها في الوقت ذاته تتجه إلى تشديد الحصار على الشعب اليمني عبر المضايقات التي يتعرض المغتربون والمقيمون على أراضيها تحت يافطة وذريعة سعودة المهن التي تهدف إلى طرد العمالة اليمنية وخنق الاقتصاد المتهالك؛ بسَببِ استمرار العدوان والحصار الذي دخل عامه الثامن.
المصدر/ الوقت