التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 22, 2024

أبابيل 5… نظرة على الملامح المهمة للطائرة الإيرانية المسيرة الجديدة 

– أحد الجوانب المهمة والمميزة للعرض العسکري للجيش الإيراني في 19 أبريل في طهران، كان الوجود الواسع والمتنوع للطائرات بدون طيار التابعة لوحدات جيش جمهورية إيران الإسلامية، مما أعطى سمةً خاصةً لهذا العرض.

في غضون ذلك، استقطب عرض عدة طائرات إيرانية جديدة من دون طيار تحمل اسم “أبابيل 5″، والتي لم ترد أنباء رسمية عنها من قبل، اهتمام الخبراء ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية.

تعتبر هذه الطائرة، التي شوهدت لأول مرة، طائرةً بدون طيار تتمتع بقدرات استطلاع وهجوم، مما يُظهر سلسلةً من التحسينات المهمة والفعالة مقارنةً بجزء كبير من الطائرات الإيرانية التقليدية بدون طيار.

لكن للحديث عن أبابيل 5، يجب في الواقع أن ننتقل أولاً إلى عقيدة مختلفة في القوات المسلحة الإيرانية.

تم تقديم طائرات الاستطلاع والهجوم بدون طيار في إيران مبدئيًا بمنتج مهم واستراتيجي مثل “شاهد 129″، ثم تم تطوير بعض النماذج الإيرانية على أساس RQ-170.

إن نوع التصميم ومواصفات الطيران لهذه السلسلة من الطائرات بدون طيار، يضعها بوضوح في فئة الطائرات الإستراتيجية وفي ترسانة الدفاع الإيرانية.

من ناحية أخرى، بالنظر إلى أهمية الطائرات بدون طيار في العقيدة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية، وفي نفس الوقت الاتساع والتنوع الجغرافي لإيران، سرعان ما أصبحت الحاجة إلى تطوير طائرات بدون طيار قادرة على إجراء عمليات الاستطلاع والهجوم، ولكن بتصميم وتكاليف أقل، ضرورية.

في غضون ذلك، أثيرت عدة قضايا للقوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية. كانت المناقشة الأولى هي تطوير ذخائر تطلق من الجو للطائرات بدون طيار.

كانت مسألة الذخيرة المصغرة والصغيرة وفي الوقت نفسه الدقيقة، واحدة من التحديات التي تم تناولها في صناعة الدفاع الإيرانية، وولدت منها منتجات مثل القنابل العمودية ذات السلسلة الرأسية. بالطبع، بعد ذلك وفي السنوات التالية، تمت إضافة مسألة صواريخ “الماس” إلى هذه السلسلة من الذخائر.

لكن الطائرات بدون طيار الأرخص سعراً للقيام بمزيد من مهام الاستطلاع والهجوم، كانت تحدياً كبيراً آخر للقوات المسلحة الإيرانية في السنوات السابقة. وإحدى الخطوات الأولى في هذا الصدد، كانت تسليح سلسلة طائرات “أبابيل 3” بدون طيار.

هذه الطائرات الصغيرة بدون طيار، التي اكتسبت شهرةً عالميةً من خلال تصوير حاملات الطائرات الأمريكية في الخليج الفارسي، تم تجهيزها أيضًا بقنابل موجهة في المرحلة التالية من التطوير.

يعدّ تصميم الذيل على شكل حرف H أيضًا أحد أكثر أنواع تكوين الذيل استخدامًا في الطائرات بدون طيار، والذي يتمتع بمزايا هيكلية وديناميكية هوائية مناسبة للطائرات بدون طيار الصغيرة والمتوسطة الحجم.

يرتبط كل قسم من جزأي الذيل في أبابيل 3 بجزء من الجناح بالقرب من جذره، وفي النهاية يتم توصيلهما بواسطة ذيل أفقي. يقلل تصميم الذيل هذا من ارتفاعه بسبب تقسيم مساحة الذيل المطلوبة إلى جزأين. والجزء المتحرك من الذيل في هذه الطائرة، هو نفس ارتفاع الذيل كله.

رافق هذا التطور تغيير آخر في جهاز الهبوط الأمامي للطائرة بدون طيار، وأصبحت الطائرة الجديدة بدون طيار تُعرف باسم “أطلس”. تم تجهيز هذه الطائرة بدون طيار أيضًا بصواريخ سلسلة “الماس”، وتم إجراء الاختبار الأول لهذا الصاروخ في نموذج الإطلاق الجوي من نفس الطائرة بدون طيار.

بالإضافة إلى مسألة طائرة “أبابيل 3” بدون طيار التي تمت ترقيتها، أو “أطلس”، وضعت صناعة الدفاع الإيرانية أيضًا على جدول الأعمال تطوير طائرة بدون طيار أكبر، أي “مهاجر 6”.

مرةً أخرى نحن أمام طائرة استطلاع قتالية بدون طيار بتصميم بسيط ورخيص وعملي، مع قدرة إنتاج ضخمة تم توفيرها للحرس الثوري والجيش الإيراني بكميات كبيرة جدًا في السنوات الأخيرة، وتم تركيب كل من قنابل “قائم” وصواريخ سلسلة “الماس” عليها.

في الصور الأولى لهذه الطائرة بدون طيار، كان يظهر تحت كل جناح عادةً قنبلة واحدة ثم قنبلتان أو صاروخان. وفي الوقت نفسه، حتى مسألة حمل أغطية الحرب الإلكترونية ومكتشف إشارات رادار العدو، قد تم تحديدها لطائرة مهاجر 6 بدون طيار. وبهذه التعريفات لمشروعين إيرانيين مهمين ومشهورين للطائرات بدون طيار، ننتقل إلى الخطة الجديدة، وهي أبابيل 5.

أبابیل 5؛ مزيج من طائرتي أبابيل ومهاجر

كما ذُكر، خلال عرض الجيش الإيراني في 19 أبريل من هذا العام، عُرضت طائرة مسيرة جديدة، نُصب ثلاث منها على ظهر شاحنة كبيرة.

في واحدة على الأقل من الطائرات بدون طيار وتحت أحد الأجنحة، شوهد صاروخان من “الماس”، وفي حالة أخرى، تحت كل جناح، شوهدت ثلاث قنابل موجهة ومستقيمة الماسورة من فئة “قائم”، وهي سلسلة طائرات أبابيل 5 الجديدة بدون طيار.

عندما ننظر إلى أبابيل 5، في الجزء الخلفي من الجسم، وخاصةً الذيل، نشاهد نفس التصميم الشهير على شكل H المستخدم في طرازات أبابيل 3 الأولی، بالإضافة إلى تصميم “أطلس” المحدث. لكن في الجزء الأمامي وفي رأس الصاروخ، نحن أمام تصميم أكثر تقدمًا لعائلة “مهاجر 6”.

تظهر لنا الصور المتاحة أننا نشاهد أيضًا اتساعاً في مسألة فتحة الجناح، وكما ذكرنا، فقد زاد أيضًا حجم الذخائر المحمولة في هذه الطائرة بدون طيار.

نقطة أخرى جديرة بالملاحظة حول هذه الطائرة بدون طيار، هي أن جهاز الهبوط الأمامي لهذه الطائرة بدون طيار، بناءً على الصور المتاحة، يمكن طيّه داخل جسم الطائرة.

وهذا يوضح أنه في مسألة تصميم الجزء الأمامي، تم تنفيذ فكرة وتصميم جديدين، کما أننا نشاهد مساحةً أكبر. وفي الوقت نفسه، فإن إزالة مجموعة العربات من أسفل الطائرة بدون طيار أثناء التحليق، بلغة بسيطة للغاية، يسمح بزيادة السرعة وتحسين مبادئ الديناميكا الهوائية.

أما بخصوص مواصفات وإحداثيات طائرة أبابيل 5 بدون طيار، فلم يتم الإعلان عن أي معلومات رسمية؛ ولکن بالنظر إلى المظهر الأكبر وحمل المزيد من الذخائر، يمكن القول إن طائرة “أبابيل 5” ربما تكون مرتبةً أعلى من طائرة “مهاجر 6” من حيث الصمود في الساحة، وإلى حد ما ارتفاع التحليق، وتحديداً مسألة الذخائر المحمولة.

الطائرات بدون طيار في القوات المسلحة الإيرانية، كل يوم أكثر قوةً من الأمس

تطوير الطائرات بدون طيار مثل سلسلة مهاجر 6 أو أبابيل 5، يشير في الواقع إلى اعتماد واستمرار استراتيجية دفاعية إيرانية فعالة ومفيدة، وإحالة جزء كبير من مهام القوات المسلحة لهذه الطائرات.

على سبيل المثال، اليوم، وخاصةً في الحدود الشرقية لإيران، نرى منطقةً ذات مساحة طويلة جدًا، وفي نفس الوقت طبيعة قاسية جدًا تحتاج إلى السيطرة من الأعلى.

کما أن الزيادة الكبيرة في قدرة الجيش الإيراني في مجال الطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة، تشير بوضوح إلى التخطيط المكثف لتغطية هذا النوع من المناطق بالطائرات بدون طيار.

الإنتقال إلى تصميم أبابيل 5 يتيح إمكانية قيام طائرة بدون طيار بعمليات مراقبة في منطقة كبيرة نسبيًا لفترة زمنية أطول، وحتى بتكلفة منخفضة. وبطبيعة الحال، تتمتع هذه الطائرات بمستوى عالٍ من الاستعداد والقدرة على تنفيذ العمليات خارج المنطقة الجغرافية للبلاد، إذا لزم الأمر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق