المعادلة الجديدة لحزب الله ورعب الصهاينة
خطابات السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، مليئة دائمًا بالمعلومات والتحليلات التي تستعرض التطورات في المنطقة. والکيان الصهيوني عاجز أمام تهديدات نصرالله، لأن لهذه التهديدات تأثير خاص وواقعي على الصهاينة.
والسبب في ذلك واضح جداً، وهو صدق الأمين العام لحزب الله في تهديداته، ونتائج سنوات طويلة من الصراع أثبتت ذلك للخبراء الإسرائيليين.
والخوف الذي لن يترك تل أبيب هو قدرات حزب الله الصاروخية والطائرات المسيرة، وقدرة نصر الله على تقييم وتحليل الأوضاع في المنطقة، والتجارب القيمة التي اكتسبتها المقاومة اللبنانية خلال الأزمة السورية.
يتمتع السيد حسن نصر الله بشخصية كاريزمية كبيرة والإسرائيليون يعرفونه جيدًا، وکلامه حين شبَّه المجتمع الإسرائيلي ببيت العنکبوت الذي يمكن تدميره بسهولة محفور في أذهان الصهاينة.
نصرالله يتصرف بكل مهارة، وهذا يأتي للأسباب التالية:
– الفهم العميق لطبيعة قدرات حزب الله واستغلالها لتحقيق الأهداف المرجوة.
– القدرة على إظهار القوة وتنفيذها عند الضرورة ضد الصهاينة.
– النجاح في السيطرة على قوة العدو ومنع تنفيذ الاستراتيجيات الصهيونية، وقدرته العالية على إرسال رسائل الرعب بين الصهاينة وإفساد خطط العدو والتأثير على معنوياتهم دون الدخول في مواجهة مباشرة.
– القدرة العالية على تحديد الأهداف ومنطقة العملية وتوقيت الهجمات لتحقيق نتيجة استراتيجية.
– القدرة على استشعار تهديدات العدو وتحليل نوايا وسلوك الصهاينة.
– القدرة على ربط القوى والإمكانيات لتحقيق الهدف الاستراتيجي.
المحاور الرئيسية لخطاب نصرالله في يوم القدس
قال السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، في کلمته في يوم القدس:
“تطورت مسارات من جهتنا، من جهة المقاومين وحركات المقاومة، يخشاها العدو ويعمل على تفكيكها وعلى إنهائها، ونحن في المقابل يجب أن نعمل على تثبيتها وتقويتها وتطويرها وتصعيدها. المسار الأول، هو مسار العمليات الجهادية في داخل 48 وفي داخل الضفة – غزة مستمرة على كل حال، نتحدث عن مسار جديد وقوي – وخصوصاً في الأسابيع الماضية الأخيرة وبالأخص العمليات المنفردة، هذه العمليات التي أحدثت هزة عنيفة في الكيان”.
ووصف السيد نصرالله العمليات الفردية بأنها تطور خاص وجديد في طريق المقاومة الفلسطينية، وقال إن هذه العمليات كشفت ضعف الأسس الأمنية وضعف الکيان الصهيوني، وأن مثل هذه العمليات تشكل تطوراً خطيراً لتل أبيب، لأنها لا تحتاج إلى غرفة عمليات أو مرافق خاصة.
وأضاف الأمين العام لحزب الله في لبنان في هذا الصدد: “كما أضرت العمليات المنفردة بشدة بثقة الإسرائيليين في الجيش وحكومتهم، وكل ذلك من آثار مثل هذه العمليات. من ناحية أخرى، تتم هذه العمليات في مناطق مختلفة، ويقوم الفلسطينيون بهذه العمليات من مناطق مختلفة، والتي لها أيضًا رسائل مهمة.”
إن أهم إنجاز للعمليات المنفردة هو أنه، على عكس وجهة النظر الصهيونية، ثبت أنه لا يمكن الجمع بين الاحتلال وبين الأمن. ويتطلب تحرير فلسطين عمليات استشهادية تحرم الصهاينة من الأمن، وبهذه الطريقة يحزمون حقائبهم ويغادرون. ولذا فإن تحرير فلسطين لا يحتاج إلى جيوش قوية، بل إلی مجاهدين.
وتابع الأمين العام لحزب الله في لبنان: “لقد علمت أن الجمهورية الاسلامية أبلغت دول المنطقة التي طبعت مع ”اسرائيل”، أن أي إعتداء على إيران انطلاقاً من هذه الدول ستردّ عليه إيران على هذه الدول وعلى القواعد الاسرائيلية في هذه الدول، هذه الرسالة وصلت إلى الكيان الاسرائيلي المؤقت أيضاً. الجمهورية الاسلامية قد تُقدم على ضرب “اسرائيل” مباشرةً”.
کما تحدث زعيم المقاومة اللبنانية عن مناورة صامتة من قبل مقاتلي حزب الله في لبنان في الأسابيع الأخيرة، وقال إن أي حماقة من جانب الكيان الصهيوني ستقابل برد مباشر وفوري.
خوف الصهاينة من مواقف السيد حسن نصر الله
عقب تصريحات السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، واللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني، بمناسبة يوم القدس العالمي، أعلن التلفزيون الصهيوني أن مؤسسات الکيان الأمنية والعسكرية ستواجه تحديًا كبيرًا في الأسابيع المقبلة.
وفي هذا الصدد، قال حزي سمنتوف، محلل الشؤون العربية في القناة 13 الإسرائيلية، إن الأمين العام لحزب الله في لبنان وقائد قوة القدس بجمهورية إيران الإسلامية يدعمان العمليات الاستشهادية في الأراضي المحتلة.
وأضاف إن حركة حماس ستواصل تشجيع العمليات الاستشهادية الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة خلال الأسابيع المقبلة، وأن هذا يمثل تحديًا كبيرًا لمؤسسات الکيان الصهيوني الأمنية والعسكرية.
كما نشرت صحيفة إسرائيل هيوم العبرية جزءًا من خطاب السيد حسن نصر الله، والذي قال فيه: “علمت أن الجمهورية الاسلامية أبلغت دول المنطقة التي طبعت مع ”اسرائيل”، أن أي اعتداء على إيران انطلاقاً من هذه الدول ستردّ عليه إيران على هذه الدول وعلى القواعد الاسرائيلية في هذه الدول، هذه الرسالة وصلت إلى الكيان الاسرائيلي المؤقت أيضاً”.
وكتبت الصحيفة في هذا الصدد: السيد حسن نصرالله يقصد الدولتين الخليجيتين، أي الإمارات والبحرين، اللتان وقعتا اتفاقيةً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
تحليل لخطاب السيد نصر الله
كان خطاب يوم القدس الذي ألقاه السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في لبنان، تاريخيًا ومهما، وکان إيذاناً بنهاية مرحلة وبداية أخرى حول التطورات المستقبلية في المنطقة والأحداث القادمة.
بالنظر إلى خطاب الأمين العام لحزب الله في لبنان، يمكن تلخيص المواقف والتحذيرات التي أطلقها السيد حسن نصر الله على النحو التالي:
– التأكيد على رد الفعل الفوري والقوي لأي حماقة من الكيان الصهيوني.
– تحذير إيران الدول التي طبعت مع الکيان الصهيوني، من أن القواعد العسكرية في أراضي هذه الدول، وخاصةً القواعد الإسرائيلية، ستكون هدفاً مباشراً لرد فعل إيران في حال تعرضها لهجوم من هذه القواعد.
– أي انتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، بما في ذلك التقسيم الزماني والمكاني، يعني انهيار الکيان الصهيوني، ولن يُسمح بتنفيذ هذه الخطط.
– من المقرر إجراء مناورات عسكرية إسرائيلية في أيار قرب الحدود اللبنانية بمشاركة القوات الجوية والبرية والبحرية التابعة للکيان، وقوات حزب الله مستعدة تماماً لأي حماقة من الصهاينة، وسيتم الردّ بشدة على أي هجوم محتمل.
– تركيز السيد نصر الله على العمليات الاستشهادية المنفردة التي لا تنتمي لغرفة عمليات ولا لفصائل المقاومة؛ وتظهر هشاشة المؤسسات الأمنية الإسرائيلية، والسيد حسن نصر الله يؤكد علی تكثيف مثل هذه العمليات في المستقبل.
– التأكيد والتركيز على الهشاشة الأمنية للصهاينة، لأن استهداف أمن الكيان الصهيوني هو بمثابة انهيار الکيان من الداخل.
جاء خطاب السيد حسن نصرالله هذا في الوقت الذي يواجه فيه الكيان الصهيوني أحد أكثر الأوضاع تعقيداً منذ قيامه، والاجتماعات المتتالية في الأسابيع الأخيرة على أعلى مستويات الأمن السياسي للکيان، لم تساعد على تحسين وضعهم.
من المؤكد أنه تم رسم معادلة جديدة، وهو رد فعل صادم وفوري على أي تحرك من قبل الکيان الصهيوني. والجبهة بين الكيان الصهيوني وحزب الله تفوح منها رائحة البارود في كل لحظة، ويمكن أن يحدث أي شيء مع أقل تغيير.
المصدر/ الوقت