التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, أكتوبر 30, 2024

العمليات الاستشهادية اربكت حسابات الصهاينة .. اعتراف صهيوني بالعجز والفشل 

تزايدت الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الاقصى والفلسطنيين خلال هذا العام، حيث إن انتهاكات الكيان الصهيوني لم تقتصر فقط على المقدسات،بل إن الكيان الصهيوني مارس انتهاكات جسيمة ايضاً ضد الأسرى الفلسطنيين في السجون الإسرائيلية، كما مارس أشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي بحق الأسرى، الانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني أثارت الغضب في الداخل الفلسطيني ضد الاحتلال، حيث ظهرت ردة فعل الفلسطنيين في الدفاع عن أنفسهم من خلال القيام بالعمليات الأستشهادية، حيث إن العمليات الاستشهادية الأخيرة التي نفذها فلسطينيون ضد الاحتلال ومستوطنيه تحمل في ثناياها مُركبات جديدة لمرحلة سيشتد بها الصراع، وقد تتغير خلالها الكثير من التوازنات التي لم تعد قائمة بالأساس. فسلسلة العمليات الاستشهادية الاخيرة هي ضرب من جديد على خاصرة العدو الذي يعقد لقاءات موسعة مع قادة التطبيع العربي برعاية الإدارة الأمريكية والتي باتت أكثر فشلاً في إدارة الملف الفلسطيني، وارتفاع عدد القتلى الصهاينة بات يؤرق الاحتلال الذي فشل في الوصول إلى تقديرات حول ما يمكن أن يحدث على الصعيد الأمني ميدانيًا. حيث إن الأوساط الصهيونية تعيش بالفعل تحت تهديد العمليات الاستشهادية الفلسطينية، وهذا التهديد يمثل حالة جديدة في الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

العمليات الاستشهادية اربكت حسابات الصهاينة

العملية الاستشهادية الأخيرة في تل أبيب وغيرها من العمليات التي سبقت تأتي كرد ضد الصهاينة، فنحن اليوم أمام محطة جديدة وغير معهودة في الصراع مع الاحتلال، سيقف عاجزاً عن إيجاد حل لها، حيث إن العمليات الاستشهادية المتلاحقة داخل الكيان الصهيوني أصبحت هي الشغل الشاغل للاحتلال، فقد ضربت هذه العمليات الأمن الصهيوني في مقتل، من ناحية اخرى فإن هذه العمليات تعطينا مؤشرات قوية على هشاشة الاحتلال، وإذا استمرت بهذه الصورة فإننا أمام مرحلة فارقة وتاريخية مع هذا الاحتلال الزائل.

ظهر إرباك الكيان الصهيوني واضحاً بسبب العمليات الاستشهادية في وسائل الإعلام الصهيونية، فقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية ، أنّ موجة العمليات الحالية في فلسطين المحتلة “زُرعت بذورها في عملية حارس الأسوار (سيف القدس) التي غيرت النطاق الجيوسياسي لحماس وانتصارها على مستوى الوعي”. وفي هذا السياق قال مستشار منسق أنشطة “الحكومة الاسرائيلية” في المناطق الفلسطينية سابقاً، لقناة “كان”، ألون أبيتار: “إذا كنا نتحدث عن موجة العنف الحالية، فإنّ بذورها زُرعت في عملية حارس الأسوار”، مشيراً إلى أنّ “حماس ترى أن عملية حارس الأسوار (سيف القدس) غيّرت النطاق الجيوسياسي وتأثير حماس في مناطق أخرى، ليس قطاع غزة، بل في داخل إسرائيل وخارجها”.وتابع إن “جبل الهيكل (الحرم القدسي) احتُلّ على يد حماس، وهو ليس احتلالاً ماديّاً، وإنّما احتلال على مستوى الوعي. وفي (معركة) احتلال الوعي حماس انتصرت”.

من خلال التصريحات التي ظهرت في وسائل الإعلام الصهيونية يتضح جلياً أن العمليات الاستشهادية في قلب الكيان الصهيوني وبشكل خاص مدينة (تل أبيب) هي قطع للشك باليقين أن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة من شكل وطبيعة العمليات الاستشهادية، ففيها جرأة اعلى واستخدام للأسلحة النارية، بعد أن غابت لمصلحة السكاكين لفترة طويلة. من جهةٍ أخرى يمكن القول إن انطلاق منفذي العملية البطولية من جنين لها دلالات مهمة، فهي تشكل فشل استخباراتي كبير لجهاز الشاباك الصهيوني الذي يتعرض لهجوم وانتقادات داخلية بسبب عدم قدرته على التنبؤ بالعمليات الاستشهادية التي ينفذها أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل.

اعتراف صهيوني بالعجز والفشل

قال باحثان إسرائيليان في مقال مشترك نشره موقع القناة العبرية 12 أن مواجهة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي هو تحد سياسي – أمني من الدرجة الأولى، لا يقل خطورة عن التهديدات الاستراتيجية، كتعاظُم قدرات الأعداء في المنطقة، ويدعوان لاستغلال التطبيع والتحرك الدولي لمواجهة العمليات الإستشهادية الفلسطينية علاوة على حل مشاكل مستعصية لفلسطينيي الداخل. حيث قال عاموس يادلين – باحث عسكري ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق، وأودي أفنطال – عسكري وباحث في معهد هرتزيليا لدراسات السياسات والاستراتيجيا، إن موجة العمليات القاتلة التي اجتاحت المدن الإسرائيلية في الشهر الماضي، التي بدأت من الجنوب، مرورا بالقدس، وصولا إلى مركز البلاد، جاءت في وقت لم تكن إسرائيل جاهزة، وبعد فترة من الهدوء النسبي. وبرأيهما الحديث يدور عن التقاء عدة جبهات وعدة مناسبات حساسة، من شأنها تحويل هذه الموجة إلى “عاصفة ممتازة” لـ”الإرهاب” ويتابعان “هذه ساعة طوارئ، والمهمة الملقاة على “الحكومة الإسرائيلية” معقدة جدا، فيها تحديات كثيرة على المستوى العملياتي، والسياسي الداخلي والخارجي”.

يرى كثير من المراقبون للشأن الفلسطيني أن التصريحات الإعلامية الإسرائيلية حول موجة العمليات الإستشهادية الفلسطينية اربكت الكيان الصهويني، وأن هناك حالة من الهل في الأوساط الصهيونية، حيث إن الاجهزة الامنية للكيان الصهيوني فشلت فشلاً ذريعا وكُشفت صورتها التي تروج لها على أن اجهزة الكيان الصهيوني لاتقهر ، وهي بالواقع أضعف مما يكون، فإذا قرر أبناء الشعب الفلسطيني مواصلة العمليات الاستشهادية فإن ذلك سيؤدي إلى المزيد من الفشل الصهيوني.

مماطلات إسرائيلية

في الوقت الذي يجب على الكيان الصهيوني الاعتراف بالفشل الذريع بشكل واضح ، مازال الكيان الصهيوني يكابر ويحاول خلط الأوراق حيث يرى الكيان الغاصب أن العمليات الاستشهادية الاخيرة زُرعت بذورها في عملية حارس الأسوار ، من جهةٍ اخرى يحاول الكيان الصهيوني أن يكيل التهم حول منفذي العمليات الاستشهادية فقد قال محللون إسرائيليون إن “هؤلاء المنفذين تأثروا بأيديولوجيات متطرفة ” ولكن في الواقع فإن تواصل العمليات الاستشهادية التي ينفذها الفلسطينيون في الداخل المحتل تأتي كرد على الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى .فمهما حاول الكيان الصهيوني خلط الأوراق لن ينجح في ذلك، وتبقى التصريحات للكيان الغاصب تندرج ضمن الفشل الذريع الذي لحق به، فخلال الايام الماضية أُربكت قيادتة الامنية والسياسية، حيث إن نجاح منفذي العملية في الوصول من جنين إلى (تل أبيب) ومعهم سلاحهم وعتادهم هو كسر لكل منظومات الأمن الصهيوني،

من الجدير بالذكر أن العملية الاخيرة أتت في وقت سبقه العديد من الاجتماعات الأمنية والعسكرية الصهيونية على أعلى المستويات لوضع سيناريوهات التصدي لاحتمالات التصعيد في رمضان، وعلى الرغم من كل التحذيرات والإجراءات المتخذة، وصل الفدائيون إلى قلب الكيان ونفذوا عمليتهم بجرأة عالية.فالجرأة والبطولة العالية لمنفذي العمليات الاستشهادية الأخيرة التي وثقتها عدسات الكاميرات ستشكل محفزا للمزيد من الشباب الثائر للانطلاق والمبادرة الثورية في تنفيذ المزيد من العمليات البطولية التي ستحفل بها الأيام القادمة.

في الختام إن موجة العمليات الاستشهادية الفلسطينية الاخيرة اربكت كيانَ الاحتلال الاسرائيلي بشكلٍ واضح، واظهرت ضعفَ اجهزةِ الاستخبارية والامنية، واَنه يسهل جداً اختراقُها من قبلِ المقاومةِ التي اثبتت ايضا اَنّ يدَها هي العليا في وجهِ الاحتلال. فالعمليات الاستشهادية ايضاً أظهرت أن الاسرائيليين عاجزون في وضع خطط حديدة لتفكيك المقاومة حيث قال سابقاً أحد المسؤولين الكبار في جهاز الأمن (الإسرائيلي) خلال إحدى جلسات “الحكومة” إن الافتراض بأن غداً قد تقع عملية هو كما ستشرق الشمس .. من جهة اخرى يذكر أن جهاز الأمن الصهيوني يتلقّى يومياً أكثر من خمسين إنذاراً يفيد بقرب قيام الفلسطينيين بتنفيذ عمليات استشهادية وهذا بحد ذاته حرب نفسية .
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق