التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

السنوار خنجر في رقاب الإسرائيليين.. معركة وشيكة عنوانها غزة 

زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يشكل خطراً حقيقياً على مستقبل “إسرائيل”، هذا ما أشار إليه أحد المواقع المقربة من المخابرات الإسرائيلية، متحدثاً أنّه من الضروريّ اغتيال السنوار في أقرب وقت ممكن، لأن إطلاق سراح هذا الرجل من السجون الإسرائيلية تسبب في تغييرات جذرية على الساحتين الفلسطينية والإقليمية بطريقة ليست في مصلحة الكيان، وذلك بعد أن وصف العدو الصهيونيّ المجرم رئيس المكتب السياسيّ لحماس في القطاع بالذكيّ والمر الذي حقق للحركة إنجازات غير مسبوقة باستخدام أبسط الأدوات، ولم يكن مستغرباً ما تحدث به الموقع الإسرائيليّ، حيث إنّ الإسرائيليين يعتبرون أنّ السنوار يتلاعب بهم، ويشددون على ضرورة اغتِياله حتّى لو جاء ذلك على حساب خوض حرب، وذلك عقب الحرب الأخيرة التي شنّتها الآلة العسكريّة للكيان على غزة قبل أشهر، والتي تركت تل أبيب في صدمة من نتائجها على مختلف المستويات بعد الرد الحازم للفصائل الفلسطينيّة، وقد اعتبر الإعلام العبريّ أنّ “إسرائيل” فشلت في قتل المئات من مقاتلي المقاومة الإسلاميّة حماس بـ”سلاح سرّي”، وفي تقارير أخرى أشار إعلام العدو إلى أنّ ما فعله رئيس حركة “حماس” في غزة، يُشكل صفعة قاسية على وجه “إسرائيل”.

اسم مرعب

يتحدث الإسرائيليون عبر وسائل إعلامهم أنّ “السنوار يقول.. المعركة لن تنتهي في نهاية رمضان إذا استمر العدوان الإسرائيلي في الأقصى، ولا يوجد وضوح أكثر من هذا، وهذه المرة تهديد السنوار صريح وواضح دون تلميحات”، ويؤكدون أنّه كشف الضعف الأمني ​​والسياسي لحكومة بينيت لابيد غانتس، ويهدد “إسرائيل” بشكل صارخ بدافع كبير من الشعور بالقوة، بعد قولهم السابق: “لا يُوجد خِيارٌ آخَر.. إنّه عدوٌّ لدود يتلاعب بِنا بقسوة”، ما يعبر من جديد عن حجم الغضب الإسرائيليّ من الانتصار الفلسطينيّ الأخير والذي كان السنوار بطله بامتياز، وفي ذلك الحين وعلى الرغم من تصاعد نبرة التهديد الصهيونيّة بالاستمرار في سياسة الاغتيالات للتخفيف من حجم الهزيمة المدويّة، قام السنوار وقتها بزيارة بيوت الشهداء وأحياء القطاع، واعتبر معلّقون صهاينة تلك الزيارة ترسيخاً للنصر الذي حقّقته المقاومة الفلسطينية.

ويرى صحفيون إسرائيليون أن يحيى السنوار عندما يتحدث، يذكر الجميع أن الهدوء على الساحة الفلسطينية مؤقت، وأن حماس منشغلة بتكديس القوة والسلاح والتدريبات، وعندما تشعر أن الوقت مناسب فإنها ستشن هجوماً، ما يدل على أن العدو كلما حاول إخفاء هزيمته في غزة أكّد بشكل أكبر حجم ضعفه وانهياره، ويمكن اعتبار تصريحات المسؤول الصهيونيّ ذات دلالات ضعف كبيرة، لأنّ العدو يعتقد أنّه في حال استطاع أن يقضي على بعض القيادات البارزة يمكنه أن ينهي منهجاً مقاوماً لا يمكن أن يميل قيد أنملة عن أهدافه في القضاء على الاحتلال البغيض والعنصريّ، وإنّ المقاومة لن تأبه أبداً من أيّ خطوة إسرائيليّة لأنّها وباعتراف العدو باتت تملك مفاتيح اللعبة وأصبحت قوة رادعة للغاية، وقد شهدت المعركة الأخيرة ذلك.

ومن الجدير بالذكر أنّ رئيس حركة حماس في قطاع غزة، قد دعا مؤخراً الشعب الفلسطيني، أن يتجهز لمعركة كبيرة إذا لم يكف الاحتلال عن الاعتداء على المسجد الأقصى، مشدداً على أن العدو يريد تحويل المعركة إلى معركة دينية، قائلاً: “نحن لها وقبلنا التحدي”، حيث إنّ معركة “سيف القدس” التي ألحقت هزيمة عسكريّةً ومعنويّة غير مسبوقة في جميع الأوساط الإسرائيليّة وأدت بشكل كبير إلى إسقاط حزب الليكود وزعيمه نِتنياهو من الحكم، دفعت أجهزة الأمن التابعة للعدو الغاصب لأن تعمل بشكل مستمر لجمع المعلومات عن البطل السنوار وشريكه المهم في حرب غزة، زعيم كتائب “القسام”، المُجاهد محمد الضيف، ولكن تل أبيب فشلت فشلاً ذريعاً في خططها العدوانيّة لسبين، الأول لأنّها فشلت في الوصول إليه، وثانيّاً لأنّ القيادتين العسكريّة والأمنيّة للكيان القاتل تعلم جيداً أنّ تلك الغلطة ستكون ذات تأثير أبعد مما يتخيلون وأنّ الرد سيكون مُؤلماً ومُدمراً.

والدليل على ذلك، أنّ اغتيال الشهيد يحيى عياش (أحد أبطال جناح القسّام) عام 1996، كلَّف العدو الصهيونيّ الباغي أكثر من 100 قتيل ونحو الألف جريح، سقطوا جميعهم إثر تنفيذ 4 عمليات استشهاديّة من قبل زملائه الجهاديين في القدس والخضيرة وتل أبيب المحتلة، وفي 12 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2019، أطلقت “سرايا القدس” الذراع العسكريّ لحركة الجهاد الإسلاميّ أكثر من 400 صاروخ وقذيفة على مدن ومستوطنات غلاف غزة، ثأراً لاغتيال الشهيد بهاء أبو العطا، أحد أبرز القادة الميدانيين للحركة، وقد دفع ذلك نتنياهو إلى الاختباء ضمن أقرب الملاجئ، والقائمة طويلة.

لهذا، إنّ تل أبيب في حال ارتكبت غلطة تاريخيّة كبرى وتجرأت على اغتيال السنوار رغم شبه استحالة ذلك، لا شك أنّها ستدفع ثمن فعلتها بأضعاف، وستذوق أمر من طعم الهزيمة التي ذاقتها في معركة “سيف القدس” على كل المستويات، لذلك من المستبعد جداً أن تقدم القيادة الصهيونيّة على هذه المُقامرة الخطيرة، وخاصة عقب الهزيمة الأمريكيّة الكبيرة في أفغانستان، وحالة التوتر القصوى التي تسود لبنان مع اقتراب وصول ناقلات النفط التي أرسلتها الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة إلى موانئه في تحد بُطوليّ من قبل المُقاومة الإسلاميّة في لبنان.

ومن الجدير بالذكر أنّ قيادات صهيونيّة اعترفت مراراً بأنّ السنوار هو شخص مذهل ومقاتل مرّ وذكي وحكيم، ومنذ أن تسلم قيادة حركة المقاومة الإسلاميّة “حماس” في قطاع غزة، شرعت المسيرات عند السياج الحدودي وبدأت عمليّات إطلاق البالونات والطائرات الورقية و وحدات الإرباك الليليّ، وإنّ السنوار يعرف الإسرائيليّين جيدًا، و يقرأ صحفهم العبريّة مثل (يديعوت أحرونوت) و (معاريف)، وهو على درايةٍ جيّدة بالمجتمع الصهيونيّ.

ولكن ما يجب على الإسرائيليين فهمه بعد التجربة الاحتلاليّة الطويلة في فلسطين، أنّ رجال محور المقاومة لو كانوا يأبهون من التهديدات والاغتيالات، لما تحركوا بكل حرية وسهولة وشجاعة، وإنّهم يعلمون أنّ تهديدات العدو جوفاء ولا قيمة لها بالمطلق، في وقت تؤكّد فيه فصائل المقاومة الفلسطينيّة أنّ محاولة فرض أيّ معادلات جديدة من قِبَل الاحتلال على غزة باتت وراء ظهور الفلسطينيين، ليبقى المجاهدون الكُثر كالسنوار أبرز عناوين القلق والارتِباك والرّعب والهزائم للعصابات الصهيونيّة الإجراميّة، وعنوانهم العريض “المقاومة أقوى.. ومستمرة”.

حرب وشيكة

قالها الصهاينة يوماً: “لا يوجد زعيم فلسطينيّ من الممكن أن يتنازل عن حق العودة”، بيد أن السنوار في رسالته للإسرائيليين خلال لقاء السنوار مع النخب الفلسطينية في ضوء تطور الأوضاع على صعيد القضية الفلسطينية، والانتهاكات الإسرائيلية في القدس والضفة، ويوم القدس العالمي، أوضح أن “صورة اعتداء جنود الاحتلال على المسجد الأقصى ممنوع أن تتكرر”، مُهدداً بأنّ من سيأخذ تكرار صورة اعتداء الاحتلال على المسجد الأقصى فهو نفسه من أخذ باستباحة آلاف الكنس والمعابد اليهودية على امتداد العالم.

وبعد الخطوة الجريئة –كما يصفها الصهاينة- التي أقدم عليها رئيس المكتب السياسيّ وقائد حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، في عملية “سيف القدس”، والتي غيرت “قواعد اللعبة” في مواجهة “إسرائيل”، وقيام “حماس” بشنّ معركة مضادة ضد الكيان الصهيونيّ لأوّل مرّةٍ في تاريخها، وذلك بسبب الاعتداءات على الفلسطينيين ومنازلهم في القدس، ومن دون أيّ احتكاك سابق في قطاع غزة، وقد تُركت تل أبيب في صدمة إلى الآن من نتائج الحرب الأخيرة التي شنّتها الآلة العسكريّة للكيان على غزة قبل مدة، وعلى مختلف المستويات بعد الرد الحازم لفصائل المقاومة الفلسطينيّة، يطالب السنوار كل فصائل المقاومة في قطاع غزة أن تكون على أهبة الاستعداد والجهوزية، بعد التأكيد على أنّ “المعركة لم تنته بانتهاء رمضان بل ستبدأ بانتهائه”.

وفي هذا الشأن، كشف رئيس حركة حماس بغزة عن تفاصيل جديدة حول الرقم 1111 الذي أعلنه العام المنصرم بعد معركة “سيف القدس”، قائلاً إنّ الرقم يحمل اسم رشقة الشهيد الراحل ياسر عرفات وستكون البداية في الحرب المقبلة، فيما قررت المقاومة أن تكون الضربة الأولى في حال استدعى الأمر الدفاع عن الأقصى، هو إطلاق 1111 صاروخا، وهذا الرقم يرمز لذكرى استشهاد قائد الثورة الفلسطينية ياسر عرفات، وسيكون اسم الرشقة رشقة الشهيد أبو عمار”، وخاصة في ظل ما تشهده العاصمة الفلسطينيّة القدس من التصعيد والإصرار على مواصلة المحاولات لكسر روح الشعب الفلسطينيّ وتثبيت الاحتلال العسكريّ الإسرائيليّ من خلال اقتحام جنود الاحتلال الأقصى وإلقاء القنابل الغازية والصوتية داخله، والاعتداء على المصلين من مسنين ونساء وصحفيين.

وبالتزامن مع المنهج الصهيونيّ المتطاول على حقوق ومقدسات الشعب الفلسطينيّ، أوضح السنوار أن مدينة القدس ستفضح كل المطبعين، وستخزي كل المنسقين، وستكشف حقيقة كل المفرطين والمتنازلين، مؤكداً على أن سيف معركة “سيف القدس” الذي استلوه في رمضان العام الفائت لن يغمد أبدا حتى التحرير والعودة، مبيناً أنّ فصائل المقاومة ستبدأ خلال الفترة القريبة القادمة بالتنسيق مع محور القدس لتشغيل الخط البحريّ لقطاع غزة، لكسر الحصار كسراً كاملًا والمشاورات والاستعدادات والتجهيزات على قدم وساق، وسنخرج من غزة ونعود إليها رغماً عن أنف الإسرائيليين.

وفي الوقت الذي يغيب فيه الكيان الصهيوني القاتل كافة القرارات الدولية بفرضه سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين واستباحته للدم الفلسطيني والعربي وخرقه الفاضح لكل القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة إلى مخطط الضم امتداداً لعملية التوسع على حساب الأرض والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الأعزل، في إصرار واضح من حكومة العدو على قتل آخر رمق للسلام الذي يتحدث عنه البعض، أكد السنوار أن العمليات البطولية الأخيرة في الداخل المحتل أثبتت أن الكيان الصهيونيّ “أوهن من بيت العنكبوت”.

” خطة الاحتلال التي رسمتها استخباراته لقطع رأس المقاومة في غزة ذهبت هباء منثوراً”، هذا ما أضافه السنوار الذي يؤكّد رجاله على أنّ مدينة القدس المقدسة ستظل تقاتل حتى تطرد المحتل الغريب، ولن تستسلم لواقع الاحتلال البغيض، وأن الشباب الثائر الذي تصفه تل أبيب بـ “المشاغب” سيواصل نضاله المشروع حتى انتزاع حريته وتحرير أرضه واسترداد مقدساته، وأنّ إرهاب الكيان المنظم وفائض القوة العمياء، لن يفلح في ثني الفلسطينيين عن مواصلة نضالهم لتحرير أرضهم ونيل حريتهم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق