التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 22, 2024

البرلمان الإسباني يتجه نحو اسقاط دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية.. هل تنجح المعارضة في مساعيها؟ 

سيناقش البرلمان الإسباني يوم الأربعاء مقترحا تقدم به الحزب الشعبي المعارض، لمطالبة الحكومة بالتراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية.

وحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد تقدّم الحزب المعارض بورقة تتضمن مناقشة السياسة الخارجية لإسبانيا، في عهد الحكومة الحالية. وتتمحور الورقة حول عدّة قضايا دولية، على غرار الحرب الروسية-الأوكرانية، إلى جانب قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

ويتضمّن المقترح طلبا بالتراجع عن دعم مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، كحلّ للنزاع في الصحراء الغربية. كما يحتوي على اقتراح بضرورة فرض التأشيرة على المغاربة الراغبين في زيارة سبتة ومليلية الخاضعتين لسيطرة إسبانيا.

وقام وفد من البرلمان الاسباني بزيارة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، ردا على رئيس الحكومة بيدرو سانشيز وتنديدا بما وصفوه”الإنحياز المشين” له في قضية الصحراء الغربية.

وذكرت تقارير إعلامية اسبانية، أن الوفد يتكون من 147 شخصية إسبانية وأوروبية سيزور مخيمات اللاجئين الصحراويين للمشاركة في فعاليات الذكرى الـ49 لتأسيس جبهة البوليساريو و اندلاع الكفاح المسلح.

وكشفت نفس التقارير نقلا عن تمثيلية جبهة البوليساريو بمدريد، أنه من بين المشاركين في هذه الرحلة التضامنية، النائب الثالث لرئيس البرلمان الإسباني، كلوريا إليزو، والنائب بيلار كالفو و عدد من رؤساء البلديات والمستشارين الإسبان، وكذلك سياسيون من أوروبا وأمريكا اللاتينية.

وتأتي هذه الزيارة، حسب ذات المصادر، لتجديد الدعم للقضية الصحراوية وللتنديد بالإنحياز المشين لرئيس الحكومة الاشتراكية الإسبانية.

وسبق أن استنكر البرلمان الاسباني، في لائحة صادق عليها غالبية النواب الموقف المنحرف الذي تبناه رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بدعمه الرسمي لأطروحات المغرب الواهية في الصحراء الغربية، مؤكدا دعمه لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وكشفت هذه اللائحة درجة الرفض داخل البرلمان الاسباني لقرار سانشيز الذي خالف فيه الإجماع الاسباني والشرعية الدولية بخصوص القضية الصحراوية.

وخلال جلسة سادتها مناقشات حادة، انتقدت جميع الكتل السياسية بشكل “قوي” الموقف الذي دافع عنه سانشيز زعيم الحزب الاشتراكي بدعم مخطط التوسع المغربي في الصحراء الغربية، واصفة إياه بأنه “خيانة” للشعب الصحراوي.

وطالبته بنقل رسالة “واضحة” إلى ملك المغرب مفادها أن “الإطار الوحيد الذي يمكن لإسبانيا الدفاع عنه هو الشرعية الدولية التي تدافع عن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير”.

وفي 21 ماي، كشفت صحيفة “لاراثون” الإسبانية أن سفارة إسبانيا في المغرب، ألغت حفلا لاستقبال وزير الخارجية خوسيه ألباريس بالرباط، في آخر لحظة، بعد تأجيل الزيارة بشكل مفاجئ. وهو ما استدعى تحرّك البرلمان الإسباني لمساءلة الحكومة.

وحسب ما نقلته الصحيفة، فقد أجّلت زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى المغرب. بعد اتصال هاتفي بين رئيس الحكومة بيدرو سانشيز، والملك المغربي محمد السادس في أبريل الماضي.

وتمّ الاتفاق في خلال تلك المكالمة، حسب ما أشارت إليه الصحيفة، على زيارة سانشيز للمغرب قبل وزيره للخارجية.

وقال تحالف “كومبروميس” في البرلمان الإسباني، إن السفارة الإسبانية كانت تحضّر لإقامة حفل بالتزامن مع زيارة ألباريس، بحضور 1500 شخص. لكن السلطة التنفيذية رفضت الإجابة عن عدد من الأسئلة حول إلغاء هذا الحفل، على غرار مصير النفقات المخصّصة لإقامته.

ونقلت الصحيفة أن النائب عن التحالف كارلوس موليه، أرسل أسئلة مكتوبة يطالب فيها الحكومة بالكشف عن النفقات المتعلقة بالحفل. وطالب النائب الإسباني السلطات بالكشف عن الجهة التي دفعت تكاليف الحفل الملغى، وما إذا كان قد تمّ صرفه من المال العام.

كما أشار تقرير الصحيفة، إلى أن الأسئلة وُجّهت في بداية أفريل، لكن الحكومة لم تردّ عليها إلا في 19 ماي الجاري. واقتصر جواب الحكومة على الكشف عن سبب إلغاء الحفل، والذي يرجع إلى رغبة الحكومة في أن تكون زيارة سانشيز للمغرب أولا قبل زيارة وزير الخارجية.

وفي 24 مارس، اتّضح أن تكريس السيطرة الإسبانية على مدينتي سبتة ومليلية في شمال المغرب. هي المقابل الذي ستدفعه الرباط لقاء دعم مدريد لطرحها بشأن قضية تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية.

وحسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، فقد دافع سانشيز في زيارة أجراها إلى سبتة مساء الأربعاء. عن قراره المتعلّق بدعم خطة الرباط بمنح الحكم الذاتي للصحراء الغربية. مؤكدا في نفس الوقت أنّه سيؤمّن ما يسمّيه “الوحدة الترابية الإسبانية”.

وقال سانشيز: “أعتقد أن هذه العلاقة الجديدة ( مع المغرب ) ستعزّز بعض المسائل المرتبطة بالأمن ومراقبة الهجرة، وعلاقاتنا الاقتصادية والتجارية المتينة مع الرباط”.

وأضاف:”بناء علاقة متينة وصادقة، قائمة على الاحترام المتبادل وتحترم الوحدة الترابية لكلا البلدين هي أمور طيّبة بالنسبة لإسبانيا والمغرب”.

وستكون الجلسة المقبلة التي ستعالج ملف الصحراء ساخنة بحكم اتفاق عدد من الأحزاب بما فيها القومية في كتالونيا وبلد الباسك مع مواقف الحزب الشعبي حول الصحراء الغربية.

والأكيد أنّ الهدف الأول من اتفاق الأحزاب المعارضة حول قضية مطالبة الحكومة بالتراجع عن موقفها الجديد بخصوص الصحراء الغربية هو كسب ود الجزائر الغاضبة جدا من بيدرو سانتشيز، ويرى ملاحظون أنّ تراجع الحكومة الإسبانية عن موقفها سيجعل الجزائر ترضى، وإذا رضيت الجزائر، فإنّ إسبانيا ستتمكن من استعادة الاطمئنان الطاقوي الذي كانت دائما تحظى به، قبل أن تنقلب الأمور في الشهرين الأخيرين، ولتحقيق هذه الغاية، فإن المعارضة في إسبانيا قد تلجأ إلى إسقاط حكومة بيدرو سانتشيز بالكامل. ويبقى الأكيد أنّ ضغط الدم سيرتفع كثيرا داخل البلاط الملكي في الرباط، لأنّه لو نجحت المعارضة الإسبانية في مسعاها، فذلك يعني الموت الإكلينيكي لأحلام المغرب في الصحراء الغربية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق