حماس تبدي استعدادها لمعركة جديدة.. القدس والأسرى خطر أحمر
معركة سيف القدس يمكن أن تتكرر في أيّ لحظة، لكن بصورة مختلفة وعبر وسائل أكثر إيلاماً للكيان الإسرائيليّ طالما أن أسباب اندلاعها لا تزال قائمة حتى اليوم”، رسالة وجهتها مؤخراً حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على لسان القياديّ، مشير المصري، وذلك بالتزامن مع الذكرى الأولى لمعركة “سيف القدس” التي ألحقت هزيمة عسكريّةً ومعنويّة غير مسبوقة في جميع الأوساط الإسرائيليّة وأدت بشكل كبير إلى إسقاط حزب الليكود وزعيمه نِتنياهو من الحكم، وقد حذرت الفصائل الفلسطينيّة في الأسابيع الماضية من انفجار الأوضاع والتأكيد على أنه لا يوجد وقف لإطلاق النار مع الكيان الصهيوني المحتل وأن المقاومة مستعدة لخوض الحرب للدفاع عن الفلسطينيين ومقدساتهم إذا اشتدت جرائم العصابات الصهيونيّة، ما يشي بانفجار مخيف للأوضاع، بعد أن فتحت تل أبيب أبواب جهنم على نفسها من خلال منهج تسخين الأحداث ورفع مستوى الإجرام الذي بات ملموساً على كل المستويات.
معركة جديدة
في الوقت الذي تعيش فيه فلسطين أوضاعاً متوترة للغاية وعمليات استهداف للمصلين واقتحام في المسجد الأقصى المبارك بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، أشارت حماس إلى أنّ تهديد العدو الإسرائيليّ بالتصعيد والمظلة السياسية والقضائية التي يعتمدها المستوطنون المتطرفون خلال جميع اقتحامات المسجد الأقصى تدفع بالأمور نحو معركة جديدة، وإنّ الرسالة تلك تأتي ضمن سلسلة التحذيرات التي أطلقتها الفصائل الفلسطينيّة مؤخراً بشأن أوضاع غزة وفلسطين بشكل عام، والتي يتحدث أغلب المحللين بأنّها قابلة للانفجار في أي لحظة لم تكن بجديدة، بالتزامن مع إرهاب الاحتلال الصهيونيّ وعدوانه المتمثل في القتل والاقتحام وانتهاك المقدسات والحصار ومنع الإعمار.
“فصائل المقاومة جاهزة للمعركة، ويدها على الزناد للتصدي بكل حزم للممارسات الإسرائيلية في الأقصى”، عبارة من حماس لا شك بأنّها صحيحة لأن التصعيد في المسجد الأقصى يمكن أن يكون بالفعل الفتيل في إشعال التوتر مجدداً على الساحة الفلسطينيّة ويقود إلى جولة أخرى من الحرب، قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع بأكملها وتبعثر كل الأوراق السياسيّة والأمنيّة، وبالأخص عقب تصعيد الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين والذي قوبل بردود فعل عديدة من دول كثيرة، وتحذيرات فصائل المقاومة في فلسطين من أن استمرار هذه الجرائم سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع ويصل إلى حد مرحلة خطيرة للغاية، إضافة إلى أنّ التصعيد الأمنيّ في القدس والضفة الغربية حذر منه مسؤولون إسرائيليون تحسسوا خطر تصرفات حكومتهم الطائشة والسياسية الصهيونيّة العدوانية.
وإنّ حديث الحركة الفلسطينيّة المقاومة أنّه “إذا لم تستوعب إسرائيل رسائل المقاومة عبر الوسطاء، فإنها ستستوعبها عبر الصواريخ”، تأتي بالاستناد إلى أنّ يغيب فيه الكيان الصهيونيّ القاتل كل القرارات الدوليّة بفرضه سياسة الأمر الواقع على الفلسطينيين واستباحته للدم الفلسطينيّ والعربيّ وخرقه الفاضح لكل القوانيّن والمواثيق الدوليّة المتعلقة بحقوق الإنسان، إضافة إلى مخطط الضم امتداداً لعملية التوسع على حساب الأرض والحقوق الوطنيّة للشعب الفلسطينيّ الأعزل، في إصرار واضح من حكومة العدو على قتل آخر رمق للسلام الذي يتحدث عنه البعض.
وباعتبار أنّ “حماس” تشدّد دوماً على أنّ مدينة القدس المقدسة ستظل تقاتل حتى تطرد المحتل الغريب، ولن تستسلم لواقع الاحتلال البغيض، وتؤكّد أنّ الشباب الثائر سيواصل نضاله المشروع حتى انتزاع حريته وتحرير أرضه واسترداد مقدساته، حذّر إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة حماس سلطات الاحتلال الإسرائيليّ من الإقدام على ارتكاب جرائم جديدة في المسجد الأقصى المبارك، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني والمقاومة لن يسمحا بذلك، مؤكّداً أن مرحلة ما بعد معركة سيف القدس تختلف كليًا عما قبلها، مشيرًا إلى أن المقاومة “نقلت المعركة إلى داخل الكيان الإسرائيليّ”.
كذلك، أوضحت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بكسر قواعد الاشتباك، والعودة لممارسات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى، مضيفة إنّ الممارسات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون تحت حماية الجيش والأمن ستدفع المقاومة للوقوف بحزم وإصرار ضد هذه السلوكات والمواقف التي تمس بمنجزات “معركة سيف القدس”، ولا يخفى على أحد أنّ حماس وجناحها العسكري “كتائب القسام” شكلا رأس الحربة في معركة الدفاع عن القدس وغزة وإذلال العدو الغاصب، رغم مشاركة بقية قوى وفصائل المقاومة الفلسطينيّة في صناعة الإنجاز الفلسطينيّ الكبير، لكن في الواقع تبقى حماس الفصيل الفلسطينيّ الأكبر والأكثر تسليحاً وتنظيماً، والذي قاد مواجهات شرسة مع الكيان المستبد بكل قوة وحكمة واقتدار، وبالتأكيد فإنّ انتصاراتها التاريخيّة الكبيرة مع المقاومة والشعب الفلسطينيّ لا يمكن أن تُمحى من ذاكرة أبناء فلسطين ولا سيما أنّها أذهلت قادة الكيان المجرم، في ظل الواقع السيء والمتدهور الذي تعيشه السلطة الفلسطينيّة التي لم تمثل الأغلبيّة الساحقة من الفلسطينيين في يوم من الأيام.
مستقبل مذبوح
بالتزامن مع الاستهداف العلنيّ للهوية الفلسطينيّة المقدسيّة وللوجود الفلسطينيّ في المدينة المحتلة، إضافة إلى السلوك العدوانيّ العنصريّ الخطير والجرائم المستمرة التي تضاف إلى سجل العدو الأسود بحق أهالي القدس، مع غياب المواقف الحاسمة والمسؤولة للسلطة الفلسطينيّة تجاه هذا الاعتداءات الصهيونيّة المتصاعدة، تشير حماس إلى أنّ ساسة “إسرائيل” استوعبوا دروس الماضي جيدًا، وأن حكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت لا تريد ذبح مستقبلها السياسي من خلال الدخول في مواجهة مع المقاومة، حيث إنّ الحكومة السابقة بقيادة بنيامين نتنياهو تراجعت عن الكثير من المشاريع السياسية والخطط العسكرية تحت ضربات سلاح المقاومة، في تأكيد من الحركة على أنّ ثورة الشعب الفلسطيني ضد المحتل مستمرة، وأنّ تل أبيب ستعجز عن إخماد ثورته المتصاعدة.
وفي دليل آخر على مدى جديّة حماس في تهديداتها للعدو الصهيونيّ، بيّنت أن صواريخ المقاومة التي فرضت حظر التجوال في تل أبيب قادرة على فرضه أيضًا في جميع الأراضي المحتلة في الداخل الإسرائيليّ، لأنّها تُدرك جليّاً أنّ سلطات العدو التي تمنع أصحاب الأرض والمقدسات من ممارسة شعائرهم في عاصمة بلادهم وتحاول طردهم من ديارهم وترتكب بحقهم أبشع الجرائم، كما تسعى بكل ما أوتيت من قوة لتحقيق حلم الصهاينة بأن تكون القدس عاصمة لمستوطنيهم وكيان احتلالهم فقط، ولجعل ذلك حُلماً مستحيل المنال، لا بد من ردع الكيان الصهيونيّ عن ممارساته العنصريّة والإجراميّة بحق الفلسطينيين وأرضهم، من خلال كل الوسائل.
إضافة إلى ذلك، إنّ الكيان اللقيط يحاول بشكل دائم “استعراض عضلاته”، وخاصة عقب الهزيمة السياسيّة والعسكريّة التي لحقت بها في الفترة الماضية، بعد أن أمطرت صواريخ المقاومة الأراضي الفلسطينيّة المُحتلة، ووجهت صفعة قويّة للكيان ولقّنته دروساً جديدة في العسكرة والاقتصاد، فيما تكرر حماس دوماً أنّ ” مقاومة الشعب الفلسطينيّ ستظل مشرعة بكل الوسائل والأدوات ضد المحتل الصهيوني حتى تحقيق أهدافه المنشودة، وكنس الاحتلال عن مقدساته وكامل أراضيه”، وهي بالفعل جاهزة دوماً لصد أي مساعٍ إسرائيليّة لسلب حقوق أصحاب الأرض والمقدسات، وخاصة أنّ قوات العدو القاتل ماضية في حملتها الإجراميّة المنظمة لتهجير ما تبقى من أبناء الشعب الفلسطينيّ، ونهب أرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم، إضافة إلى استماتة العدو لتغيير معالم المدينة المقدسة وتهويدها، بهدف بسط السيطرة الصهيونيةّ الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات التاريخيّة للشعب الفلسطينيّ.
“هذه المدينة المقدسة ستظل تقاتل حتى تطرد المحتل الغريب ولن تستسلم لواقع الاحتلال البغيض”، يجب أن يتعامل الإسرائيلييون بجديّة أكبر مع تلك العقيدة حيث إنّ القدس هي مركز الصراع مع العدو الصهيونيّ القاتل، وتعد أكبر مدن فلسطين التاريخيّة المحتلّة، من حيث المساحةً وعدد السكان وأكثرها أهميّة دينيّاً واقتصاديّاً، وإن بعض الوسطاء سيحاولون تهدئة الوضع، لكن ومع استمرار المنهج العدوانيّ الإسرائيليّ تزداد قناعة فصائل المقاومة بعدم التخلي عن واجبها في الدفاع عن المسجد الأقصى ودعم جميع الفلسطينيين، كما يدعو الفلسطينيون إلى تحرك عربي وإسلامي جاد لإنقاذ المسجد الأقصى ، رغم عدم قناعتهم أن الكيان الصهيونيّ لن يهتم بالتصريحات التي تدين جرائمه من قبل مختلف الأطراف، وخاصة بعد أن دفع تطبيع بعض الدول وتحالفها مع المحتلين لمزيد من العدوان على الفلسطينيين والمسجد الأقصى.
أيضاً، يجمع المقاومون الفلسطينيون على أنّ الاعتداءات الصهيونية ستنتهي بعواقب وخيمة والدليل إطلاق الصواريخ التجريبية تزامناً مع تفجر الأحداث الشهر الماضي، وإنّ حركة المقاومة “حماس” جادة في مواجهة السلوك الدمويّ للصهاينة في قضية المسجد الأقصى والقدس، وأظهرت مراراً أن هذه التهديدات خطيرة للغاية وأوضحت أنّه في حال لم يتوقف الصهاينة عن سلوكهم الوحشي في المسجد الأقصى سنشهد بلا شكل حرباً جديدة كـ”سيف القدس”، بعد أن نفد صبرهم مما شاهدناه جميعاً في ساحات المسجد الأقصى وبلدة القدس القديمة من اشتباكات عنيفة.
عدو قذر
بالتزامن مع الانتهاكات الاسرائيلية للقانون الدولي وغض الطرف عن تنفيذ مطالب الفلسطينيين المحقة، وخاصة بعد الأزمة الحقيقية التي يعيشها عقب هزيمته في معركة “سيف القدس” الأخيرة، والحكم برفع محكومية أسرى “سجن جلبوع” الذين قاموا بعملية فرار من الأسر وتمكنوا لأيام من انتزاع حريّتهم والفرار من زنازين العدو التي تحتجز 400 أسير فلسطينيّ ومن بينهم عدد كبير من المحكومين بالمؤبد، تتكشف قذارة العدو ويتضح أن عزيمة الأسرى الفلسطينيين وتوقهم للحرية لا يمكن للعدو أن ينال منها، فهل شاهدتم مستعمراً يحكم على أسرى مؤبد بخمس سنوات إضافية.
ولأن حماس تعلم جيدا الجميع حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون العدو بدءاً من ظروف الاعتقال وليس انتهاءً عند مسألة انعدام البيئة الصحية داخل الزنازين المكتظة بالأسرى، إضافة إلى الانتهاكات الجسيمة بحقهم وسلوك الاحتلال الساديّ وتعامله اللاإنسانيّ، تؤكّد أنّها وجميع فصائل المقاومة قطعت عهدًا على أن يكون أسرى جلبوع على قائمة الأسرى المحررين في الصفقة القادمة لتبادل الأسرى مع العدو، وتضيف إن فصائل المقاومة تريد تبييض السجون الإسرائيلية، وتضع تحرير أسرى سجن جلبوع على رأس أولوياتها.
وبما يتعلق بهذا الملف، يؤكّد الفلسطينيون أنّ تل أبيب وضعت العصي في دواليب تلك المفاوضات، إضافة إلى عقبات وشروط طويلة ومعقدة شلت إتمام الصفقة أو حتى التوصل لأرضيّة مشتركة تبنى عليها مفاوضات جادة وحقيقيّة، باعتبار أنّ حصول صفقة لتبادل الأسرى سيؤدي إلى حلحلة في باقي الملفات، حيث إنّ حكومة العدو العنصريّ قررت تجميد ملف الأسرى كي لا تدفع ثمن تنازلاتها أمام مطالب حماس وفصائل المقاومة، فيما وعدت القاهرة أكثر من مرة بتحريك هذا الملف عبر إجراء اتصالات ولقاءات من أجل معرفة الشروط الفلسطينيّة ووضعها على طاولة النقاش، لكن شيئاً لم يحدث.
وتُصر “حماس” على ضرورة أن تؤدي صفقة تبادل للأسرى بين الجانبين إلى رفع الحصار بشكل كامل عن غزة وربطها بأوضاع القدس والضفة، والسماح بعملية إعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المطروحة أسماؤهم، لكن تل أبيب لم تصدق يوماً في تعهداتها، حيث إنّ السياسة الإسرائيليّة كانت ولا تزال تدور حول شرط الرضوخ للإملاءات وهذا ما ترفضه حماس بشكل قاطع، فيما تدرك جيداً أنّ العدو لم يكن في يوم من الأيام واضحاً في نواياه، وخاصة فيما يتعلق بملف الأسرى الذي يعتبر بالنسبة للشعب الفلسطينيّ أهم بكثير من الغذاء وإعادة الإعمار، والصهاينة يريدون وضع الفلسطينيين في مأزق كبير وحرمانهم من أبسط حقوقهم، رغم أنّهم ببساطة يستطيعون حل تلك المسألة من خلال الإفراج عن مئات من الأسرى الفلسطينيين الأبرياء، حيث تعج سجون العدو بآلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يعيشون أسوأ وضع إنسانيّ.
وبما يخض التردد الإسرائيليّ في أي صفقة جديدة لتبادل الأسرى حتى الآن تتحدث حماس عن وجود حالة من الارتباك لدى حكومة نفتالي بينيت، قائلة: “يبدو أنها لم تصل بعد إلى مرحلة اتخاذ القرار الاستراتيجي”، مشددة على أن إدارة المقاومة التي فرضت على الإسرائيليين في السابق صياغة صفقة مشرّفة، قادرة اليوم أيضًا على صناعة صفقة جديدة تضمن تحرير الأسرى البواسل من “سجن جلبوع”.
وبالفعل كانت حماس جاهزة لصفقة تبادل الأسرى بعكس تل أبيب وحكوماتها المخادعة، حيث ترفض منذ سنوات حل تلك المسألة رغم مزاعهما المتناقضة، والدليل هو الوثيقة الإسرائيليّة التي كشفت أنّ العام 2018، وبعد أيام من جولة قتال ضد حماس، عُقد اجتماع إسرائيلي مهم لمناقشة صفقة تبادل أسرى مع الحركة حضره رؤساء المنظومة الأمنية الإسرائيلية آنذاك وهم رئيس هيئة الأركان العامة غادي آيزنكوت ورئيس الشاباك (جهاز الأمن العام) نداف أرغمان ورئيس الموساد (المخابرات الخارجية) يوسي كوهين، ومسؤولين آخرين، لكن ذلك لم يفض إلى حدوث أيّ تقدم.
وقد شاهدنا مؤخراً أسلوب الخداع الإسرائيليّ من خلال استمرار الحكومة الإسرائيليّة برفض إعادة إعمار ما ألحقته من دمار في غزة، من دون استعادة جنودها وأسراها لدى حركة حماس، وهو ما رفضته الأخيرة، ولم تمانع المقاومة الفلسطينية منذ الأساس في السير ضمن خطين متوازيين، خط تثبيت التهدئة مع الكيان الصهيوني وانتزاع مطالب الفلسطينيين وإعمار ما دمره الاحتلال، والخط الآخر ما يتعلق بالصفقة والإفراج عن الأسرى.
وعلى هذا الأساس، كشفت الوثيقة أمرين مهمين الأول عدم الجدية الإسرائيليّة في التعاطي مع هذه القضايا الحساسة وعدم اهتمامها بجنودها ورفات قتلاها، والآخر هو حجم المعاناة التي يعيشها الكيان المتخبط والذي يولي مسؤولوه اهتماماً كبيراً لمصالحهم الحزبية على مصلحة كيانهم المتهالك والمقصود بالتحديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (2009- 2021) الذي منع اتخاذ قرار كهذا خوفاً على مصالحه الشخصيّة والحزبية، ليرمي المهمة إلى حكومة بينيت التي لا تقل خُبثاً عن سابقتها.
ولا يخفى هذا الأمر على الفلسطينيين الذي يدركون طريقة تفكير عدوهم جيداً، وقد شاهدنا موقفهم الثابت مقابل لغة التهديد والوعيد الإسرائيلية التي استمرت لأشهر عقب الحرب الأخيرة على غزة والتي لم تنفع مع المقاومة والفلسطينيين الذين يعلمون حجم المساعي الصهيونية لتدمير حياتهم وعزلهم عن أراضي بلادهم المحتلة، ناهيك عن المتغيرات العسكرية الجديدة، التي لقنت تل أبيب درساً لن تنساه في الفترة الماضية، لكن الإسرائيليين كانوا وما زالوا يضعون العصي في دواليب سير ذلك الملف إضافة إلى عقبات وشروط طويلة ومقعدة لشل الصفقة ومنع التوصل لأرضية مشتركة تبنى عليها أي مفاوضات جادة وحقيقية، وهذا ما أثبته الوثيقة السرية للإسرائيليين.
المصدر/ الوقت