التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, ديسمبر 22, 2024

جدل داخل وخارج إسبانيا.. كيف ستكون تداعيات تعليق الجزائر العمل باتفاقية الصداقة مع مدريد؟ 

أكدت وزارة الخارجية الإسبانية أنها تأمل بحل الأزمة مع الجزائر عبر الحوار والدبلوماسية، مشيرة إلى أنها لم تتخذ أي إجراء سلبي يؤثر عليها.

وأضافت الخارجية الإسبانية إن الغاز يتدفق من الجزائر بشكل طبيعي، حسب ما نقلت وكالة “رويترز” الجمعة.

بدورها، أكدت المتحدثة الرسمية الأوروبية نبيلة مصرايم ، أن “الجزائر شريك مهم وفاعل أساسي في الاستقرار الإقليمي”.

وأضافت إن “الاتحاد الأوروبي يفضل أسلوب الحوار لحل الخلافات القائمة بين إسبانيا والجزائر”، مشيرة إلى أن بروكسل “تدرس القرار الجزائري والتحليل الأولي يشير إلى انتهاك بنود اتفاقية الشراكة”.

بدوره، ذكر منسق السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم، أن قرار الجزائر بتعليق معاهدة الصداقة وعلاقات حسن الجوار مع إسبانيا “يشكل مصدر قلق بالغ”.

ونقل بيان للاتحاد عن بوريل قوله إن هناك تقييما لتداعيات “الإجراءات الجزائرية”، بما في ذلك التوجيه الصادر للمؤسسات المالية لوقف المعاملات بين البلدين. إلا أن البيان أشار إلى الاتصال الوثيق مع الحكومة الإسبانية ومع السلطات الجزائرية لتوضيح الموقف بسرعة.

وكانت الجزائر أعلنت الخميس، تجميد عمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا.

تأتي هذه الخطوة بعد أن علقت الجزائر معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمتها مع إسبانيا قبل 20 عاما وألزمت الجانبين بالتعاون في السيطرة على تدفقات الهجرة.

وكانت وسائل الإعلام الحكومية الجزائرية أوردت الخبر دون إبداء أي أسباب لكن الجزائر سحبت في مارس سفيرها إلى إسبانيا للتشاور بسبب الخلاف المتعلق بالصحراء الغربية.

يذكر أن المعاهدة الإسبانية الجزائرية، المبرمة في مدريد في أكتوبر 2002، تنص على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين على جميع المستويات، وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتعليمية والدفاعية.

وتدور محاور المعاهدة حول احترام القانون الدولي، والمساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للطرفين، وكذا الامتناع عن اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها عند أي خلاف، ثم تسوية المنازعات بالوسائل السلمية، والتعاون من أجل التنمية، إضافة إلى احترام البلدين لحقوق الإنسان والحريات الأساسية للشعبين، والعمل على تنمية الحوار بينهما.

بدورها عبّرت الجزائر عن استنكارها ورفضها للتصريحات “المتسرعة” التي أصدرها الاتحاد الأوروبي، للرد على قرارها بتعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، مشددة على أنها ستبقى ملتزمة بشأن إمداد مدريد بالغاز.

وقال بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، إن مفوضية الاتحاد الأوروبي ردت دون تشاور مسبق ولا تحقق من الحكومة الجزائرية، بخصوص تعليق معاهدة سياسية ثنائية مع بلد أوروبي هو إسبانيا.

ورأت الخارجية الجزائرية أن رد المفوضية الأوروبية جاء دون تأكد من أن هذا الإجراء لا يمس بشكل مباشر أو غير مباشر بالتزامات الجزائر الواردة في اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي.

ولفت البيان في سياق الحديث عن إمدادات الغاز لإسبانيا، إلى أن الجزائر أكدت على لسان أعلى سلطة في البلاد، ممثلة في رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أنها ستستمر في الوفاء بجميع التزاماتها التي تعهدت بها في هذا الشأن.

من جانبه وصف وزير الخارجية الإسباني الأسبق (2011-2016)، خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، الأزمة مع الجزائر، بأنها “أكبر كارثة دبلوماسية حلت على إسبانيا منذ 1975”.

وقال مارغالو في حوار مع جريدة “ألموندو”، إنه منذ عام 1975 (تاريخ انسحاب إسبانيا من الصحراء الغربية)، لم تحدث كارثة دبلوماسية مثل تلك التي نشهدها الآن، مشيرًا إلى أن حكومة سانشيز تمكنت من إثارة غضب المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو في نفس الوقت، وهو ما لم يحصل في عهد أي حكومة ديمقراطية إسبانية سابقا.

وأبرز مارغالو أن إسبانيا حافظت على موقف واضح للغاية، دعمته جميع الحكومات بخصوص القضية الصحراوية، وهو الاتفاق مع الجزائر والرباط على أن الحل يجب أن يكون عادلاً ودائمًا ومقبولًا للطرفين وأن يعترف بحق تقرير المصير للشعب الصحراوي وفقًا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

وحول التداعيات المتوقعة، قال رئيس الدبلوماسية الإسبانية سابقًا، إنه مقتنع أن الأزمة الحالية ستؤدي إلى زيادة في أسعار الغاز والكهرباء للمواطنين الإسبان، مشيرًا إلى أنه لا أحد سيصدق بأن السبب هو في بوتين بل في حماقات سانشيز، على حد تعبيره. كما خشي المتحدث من الانعكاسات المتعلقة بالهجرة والشراكة في مكافحة الإرهاب وغير ذلك من المسائل.

وحمّل الوزير الإسباني السابق، رئيس الحكومة الحالي في بلاده مسؤوليه تضييع العلاقة الاستراتيجية مع إسبانيا والتي كان المستفيد الأكبر منها حسبه إيطاليا التي ستصبح المُصدّر الأكبر للغاز للاتحاد الأوربي.

وانتهى المتحدث إلى أن سياسة شانشيز حتى بعد رحيله ستستغرق وقتًا طويلًا لإصلاحها خارجيًا وإعادة الثقة لشركاء إسبانيا.

وأثار الخلاف الجزائري الإسباني، الجدل داخل وخارج إسبانيا، حيث طلبت مسؤولة في ثاني قوة سياسية في البلاد، السبت، من الجزائريين عدم الخلط بين الشعب الإسباني والحكومة، بينما اتهمها رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، بالدفاع عن مواقف بلد آخر غير بلدها.

وطلبت الأمينة العامة لحزب الشعب، الإسباني، كوكا جامارا، من الجزائريين “عدم الخلط بين إسبانيا وحكومة إسبانيا” في تصريح لوكالة “إي أف أف”.

وفي رده على تلك الانتقادات، وجه سانشيز، اللوم إلى حزب الشعب السبت واتهمه بالحديث بـ”السوء”عن إسبانيا “داخل وخارج” حدود البلاد، واختياره دعم بلد آخر.

وخلال حضوره مناسبة انتخابية لدعم المرشح لعضوية المجلس العسكري في الأندلس، خوان إيسباداس، انتهز سانشيز الفرصة للإشارة علنًا لأول مرة إلى قرار الحكومة الجزائرية تجميد العلاقات التجارية مع إسبانيا منتقدا موقف حزب الشعب الذي دعم دائما مواقف الجزائر بخصوص قضية الصحراء الغربية، وفق ذات الوكالة.

واحتدمت التصريحات المتضاربة بين الجهتين، بعد قرار الجزائر تعليق العمل باتفاقية الصداقة مع إسبانيا وتوقيف التجارة معها.

وتعرضت الحكومة الإسبانية بقيادة شانشيز، لانتقادات شديدة اللهجة من حزب الشعب الإسباني، منذ تغير موقفها من ملف الصحراء الغربية قبل نحو أربعة أشهر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق