تركيز روسي لافت على ضرورة خروج أمريكا من سوريا ووقف الهجمات الإسرائيلية
– قال مبعوث الرئاسة الروسية إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، إن المجتمعين في العاصمة الكازاخستانية سيبحثون مسألة وجود الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، والتي “تقوم بنهب الثروة القومية السورية وهو ما يجب وضع حد له”.
وقال لافرنتييف في مستهل محادثات التسوية السورية بصيغة أستانا في العاصمة الكازاخستانية نور سلطان: بطبيعة الحال، سنبحث مسألة القصف الإسرائيلي المتكرر على سوريا. ونرى أنه من الضروري أن يتم تركيز الاهتمام على هذا أيضا، فهذا الأمر غير جائز.
وذكر أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مطار دمشق ألحقت أضرارا بممر إقلاع وهبوط الطائرات وهو ما لا يسمح باستقبال الطائرات القادمة من الخارج.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن موسكو عبرت يوم الأربعاء عن “قلقها البالغ” لسفير إسرائيل بعد الضربات الجوية التي أغلقت مطار دمشق الدولي الأسبوع الماضي.
وقالت الوزارة بعد أن التقى نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف بالسفير الإسرائيلي ألكسندر بن تسفي في موسكو “جرى التعبير مجددا عن القلق الشديد إزاء هجوم سلاح الجو الإسرائيلي في العاشر من يونيو على مطار دمشق المدني، والذي دمر المدرج ومعدات الملاحة وعطل حركة الملاحة الجوية المدنية الدولية”.
وأضافت “أُبلغ السفير بأن التبرير الذي ورد من الجانب الإسرائيلي بخصوص الضربة.. غير مقنع وبأن موسكو تتوقع إيضاحات إضافية”.
وأشار لافرنتييف إلى أن المجتمعين في العاصمة الكازاخستانية سيبحثون أيضا مسألة وجود الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، والتي “تقوم بنهب الثروة القومية السورية وهو ما يجب وضع حد له”.
وكان المبعوث الروسي الدائم في الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، اتهم الولايات المتحدة بأنها “تواصل نهب الموارد الطبيعية والزراعية التي هي ملك لسوريا”، مضيفاً إنها “توسع اتجارها غير المشروع بالحبوب والنفط السوريين وتهريبهما خارج الحدود”.
وأضاف نيبينزيا إن الولايات المتحدة “تنهب قمح ونفط سوريا، اللذين هما أساس التصدي لأزمة الطاقة والغذاء”، وفق ما نقلت وكالة “تاس” الروسية.
من جهتها نددت الصين بممارسات قوات الاحتلال الأمريكي في سورية مشيرة إلى أن نهبها موارد وثروات الشعب السوري بشكل علني يتزامن مع الإجراءات القسرية التي تفرضها عليه واشنطن وحلفاؤها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان في مؤتمر صحفي رداً على سؤال حول سرقة قوات الاحتلال الامريكي للنفط السوري “إن الحكومة الأمريكية قامت بنهب الموارد الوطنية السورية واستولت علانية على ثروة الشعب السوري الأمر الذي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد” مضيفاً إن “الشعب السوري يعاني من اللصوصية الأمريكية والحصار الاقتصادي”.
وأشار تشاو إلى جرائم قوات الاحتلال الأمريكي في سورية ومنها قتله عشرات آلاف المدنيين السوريين خلال تدخلاته بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي بين عامي 2016 و2019 مبيناً أن إحدى اعتداءات الجيش الأمريكي على مدينة الرقة أدت إلى مقتل 1600 مدني.
وفي سياق متصل قالت مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها في ريف يعربيا بسوريا، لوسائل الإعلام السورية إن الجيش الأمريكي المتمركز بشكل غير قانوني في سوريا قد سرق مؤخرا كميات من النفط من حقوله النفطية المحتلة ونقله بشكل غير قانوني إلى شمال العراق بـ 70 مركبة الشحن . وقد قامت بحماية قافلة الشحن الأمريكية لتهريب النفط ب6 عربات مدرعة.
وأشارت وكالة الأنباء السورية إلى أنه في عام 2015، أرسلت الولايات المتحدة قواتها مباشرة إلى شمال شرق سوريا بحجة اتخاذ إجراءات صارمة ضد الجماعات المتطرفة واحتلت معظم حقول النفط السورية بالقوة. في السنوات الأخيرة، واصل الجيش الأمريكي وحلفاؤه تهريب النفط والموارد الغذائية السورية إلى خارج البلاد وبيعها من أجل التربح.
واتهم وزير النفط السوري بسام طعمة الجيش الأمريكي والقوات المسلحة الداعمة له بسرقة موارد النفط السورية “مثل القراصنة” وأن “ما تفعله الولايات المتحدة في سوريا هو عمل من الأعمال اللصوصية”.
كان النفط مصدرا مهما للدخل القومي لسوريا. يقول فارس الشهابي، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة السورية، إنه قبل اندلاع الأزمة السورية، لم يكن النفط السوري يغطي حاجة الاكتفاء الذاتي المحلي فحسب، بل كان يتم تصدير الفائض لزيادة الدخل القومي.
وبلغ متوسط إنتاج سوريا من النفط 85,900 برميلاً يوميا فقط في عام 2021، لكن متوسط الطلب اليومي على النفط بلغ نحو 200 ألف برميل. إن عمليات النهب طويلة الأجل التي تقوم بها الولايات المتحدة لم تترك الشعب السوري بلا نفط لتغطية الطلب المحلي فحسب، بل أعاقت كذلك تنمية الاقتصاد السوري.
وأشار الخبير السوري في القضايا السياسية الدولية، محمد العمري، في مقابلة تلفزيونية أنه في بداية الصراع السوري عام 2011، أججت الولايات المتحدة الأزمة من خلال التدخل المسلح ودعم قوات المعارضة، ما وفر تربة خصبة لتكاثر الجماعات الإرهابية. ومنذ ذلك الحين، بدأت الولايات المتحدة بشن عمليات عسكرية مباشرة للتدخل في الوضع السوري، ونهب موارد سوريا النفطية والغذائية لفترة طويلة، ليصبح الوضع السوري في أزمات طويلة الأجل بسبب العقوبات المستمرة.
وقال العمري: “الولايات المتحدة تخلق أزمات في جميع أنحاء العالم ثم تزداد سوءا، وتحافظ على موقعها المهيمن من خلال خلق الأزمات في الدول الأخرى. وتتحمل الولايات المتحدة مسؤولية لا يمكن التنصل منها عن الفوضى الواقعة في سوريا”.
المصدر/ الوقت