التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

العمليات النفسية الإسرائيلية للهروب من انتقام إيران 

بلغت التوترات بين إيران والکيان الصهيوني ذروتها في الأشهر الأخيرة، واشتدت الحرب الكلامية بين المسؤولين في الجانبين.

بعد اغتيال الشهيد حسن صياد خدائي الذي استشهد برصاص مرتزقة الاحتلال، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني من أنهم سينتقمون بشدة من الصهاينة، الأمر الذي خلق حالةً من الخوف والذعر في الأراضي المحتلة.

لقد توصل المسؤولون الصهاينة إلى استنتاج مفاده بأن إيران جادة في الانتقام وستفعل ذلك في الوقت المحدد، لذلك سيلجؤون إلى أي تكتيكات حتى يتمكنوا من منع رد إيران الحاسم.

في الأيام الأخيرة، حذر المسؤولون في تل أبيب المواطنين الإسرائيليين من السفر إلى الدول المجاورة لإيران، مثل تركيا، التي يزعمون أنها قد تكون مستهدفةً من قبل الإيرانيين. وقد ارتفع مستوى هذه التحذيرات إلى درجة أنها أزعجت السلطات التركية أيضًا.

بدورها صرحت تركيا بأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن جميع السياح، وستتصدى للأعمال الإرهابية. حتى أن الکيان الإسرائيلي رفع مستوى التأهب الأمني ​​في سفاراته حول العالم، خوفًا من الانتقام الإيراني.

كما تدعي وسائل الإعلام الصهيونية انسجاماً مع مسؤولي الکيان، أنه بالنظر إلى أن إيران ليس لديها إمكانية الوصول إلى كبار المسؤولين في تل أبيب وجواسيس الموساد للثأر، فقد وضعت الانتقام من المواطنين الإسرائيليين على جدول أعمالها.

تقليل درجة الانتقام إلى مستوى المواطنين

من خلال تقليل درجة الانتقام الإيراني إلی مستوى اغتيال المواطنين الإسرائيليين العاديين، يريد مسؤولو تل أبيب جعل قيمة ومكانة مواطنيهم مساويةً للقادة والعلماء الإيرانيين، وتقليل مستوى الانتقام الإيراني إلى حد قتل المواطنين العاديين.

في حين أنه إذا كانت إيران تريد أن تنتقم من المستوطنين الإسرائيليين، لکان آلاف الإسرائيليين دائمًا في مرمی إيران.

إن محاولة مسؤولي الکيان الصهيوني نسب نهجهم الدائم في قتل المدنيين، من النساء وكبار السن والصحفيين والاغتيالات العمياء للشباب الفلسطيني، إلى إيران، هي قبل كل شيء محاولة لإزالة قبح هذا السلوك الإجرامي للقوات العسكرية والأمنية والتجسسية لدی الرأي العام، والتستر على النقد العالمي عبر التظاهر بالمظلومية.

يسعی الصهاينة إلى تصوير إيران على أنها راعية للإرهاب لزيادة الضغط على حق إيران غير القابل للتصرف في الانتقام، حتى يتمكنوا من الهروب من الانتقام الإيراني القاسي في المستقبل. لكن إيران أدانت مثل هذه الأعمال، وهي نفسها الضحية الرئيسية للإرهاب في العالم.

من ناحية أخرى، فإن الانتقام من المواطنين العاديين سيلحق الضرر بصورة الدولة المنتقمة، لذلك لم تخطط إيران أبدًا لهذه الأعمال الإرهابية.

وبالنظر إلى أن الصهاينة يتعرضون لتهديدات أمنية من فصائل المقاومة في المنطقة بكل الطرق، فإنهم يحاولون تقليص مستوى التهديدات الإيرانية.

وعلى الرغم من أن إيران قد أثبتت مرارًا وتكرارًا أنها ستنتقم في الزمان والمكان المحددين، إلا أن الکيان الإسرائيلي يحاول استباق ذلك والتظاهر بالمظلومية. كما يتم توقيف شخصيات إيرانية في تركيا وتايلاند باسم جواسيس إيرانيين لارتكابهم عمليات إرهابية، وضبط طائرة شحن إيرانية في الأرجنتين، تماشياً مع هذه الحرب النفسية.

من خلال مهاجمة قاعدة الموساد التجسسية في أربيل بالعراق، ومهاجمة سفينة صهيونية قبل عامين، أثبتت إيران أن لديها بنك أهداف قوي للمراكز الأمنية والاقتصادية الصهيونية، ويمكنها تحقيق أهدافها إذا لزم الأمر.

من ناحية أخرى، لمعاقبة الصهاينة بشکل جاد، فإن طهران تدرك جيدًا حقيقة أن نوع الانتقام يجب أن يكون متساويًاً، بمعنى آخر، يجب مراعاة قاعدة “العين بالعين”.

لدى الصهاينة تجربة خلق الأجواء المعادية لإيران ومحور المقاومة في سجلهم، وفي حادثة “آميا” عام 1994، التي قتل فيها عدد من يهود الأرجنتين في انفجار بمبنى، ألقوا باللوم على إيران وحزب الله في لبنان، وبعد ثلاثة عقود من هذا الحادث، لم تنشر أي وثائق عن ضلوع الإيرانيين، لكن الصهاينة يواصلون اتهام إيران بأنها المتهم الأول.

لقد تزايدت الدعاية الصهيونية حول التهديدات ضد السياح الإسرائيليين في الأيام الأخيرة، لدرجة أنه مهما حدث لهذه المجموعة في جميع أنحاء العالم، فإنهم سيلومون إيران لإثارة الرأي العام ضد طهران.

وبناءً على ذلك، هناك احتمال قوي بأن يكون الموساد يخطط لعملية اغتيال وهمية لتهديد المواطنين الإسرائيليين في دول أخرى، لاتهام إيران بذلك. وهذه القضية ستكون أكثر فائدةً للصهاينة، عندما يحاول اللوبي الصهيوني إقناع الغرب بعدم الاتفاق مع إيران والاستمرار في العقوبات.

وهذه القضية واضحة أيضًا في تاريخ أداء الصهاينة، حيث إنه وفقًا للوثائق التي تم الحصول عليها، تعاونت الوكالة اليهودية مع النظام النازي خلال الحرب العالمية الثانية، لإجبار اليهود على الهجرة إلى فلسطين لزيادة الضغط عليهم.

لكن رغم الأجواء التي خلقها المسؤولون الصهاينة ووسائل الإعلام التابعة للکيان، إلا أن الانتقام الإيراني موجه إلى الأفعى وليس ذيلها.

لا يوجد سبب لاغتيال المواطنين العاديين عندما يكون كبار المسؤولين الصهاينة وجواسيس الموساد في المنطقة في مرمى إيران، ومثل هذه العمليات النفسية لن تنجح، والانتقام الإيراني سيتم في الزمان والمكان المحددين.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق