‘القسام’ تهز الكيان الاسرائيلي بتغريدة وتضع قادته امام نار الانتقادات
سياسة ـ الرأي ـ
لم تمضِ لحظات على تغريدة ابو عبيدة الناطق باسم “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة “حماس”، حول تدهور صحة أحد اسرى الاحتلال لدى الكتائب حتى انقلب الكيان الاسرائيلي رأسا على عقب وشنت وسائل إعلامه حرب انتقادات واسعة على قادته لتجاهلهم هذا الملف الخطير.
الكثير من الأصوات الإسرائيلية طالبت بأخذ رسالة القسام على محمل الجد وتحريك مياه هذا الملف قبل فوات الأوان وموت الجنود، فيما وجهت عائلة الجنود نيران انتقاداتها تجاه الحكومة التي اتهمتها بالتفريط بجنودها والخوف من حماس، خاصة وان قادة الاحتلال لطالما سعوا الى تجنب هذا الملف وتجاهله والقول بأن الجنود قد ماتوا نظرا لخطورة الأثمان التي قد يدفعونها مقابل تسوية هذا الملف، في ظل مواقف المقاومة الثابتة التي تتمسك بشروطها حتى هذه اللحظة.
التغريدة القصيرة من ابو عبيدة والتي جاءت مساء أمس الاثنين، هزت اركان الكيان واظهرت وهنه خاصة وان قادته بدؤوا منذ يومين تهديداتهم باجتياح لبنان اثر مفاوضات الحدود، رغم انهم يعلمون تماما ان مثل هكذا حروب قد ولت واكل عليها الدهر وشرب خاصة مع حصول المقاومة اللبنانية (حزب الله) على الصواريخ الدقيقة التي ستشل الكيان الاسرائيلي خلال دقائق معدودة من محاولة اول دبابة اسرائيلية اجتياز خط الحدود اللبنانية، كذلك الامر في ما يتعلق بغزة حيث صرح رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، الاحد الماضي، في كلمة له في المهرجان الجماهيري الحاشد لحركة حماس في لبنان بمدينة صيدا، ان 150 صاروخاً ستدك الكيان الصهيوني في أقل من 5 دقائق اذا جرب الاعتداء على غزة.
حماس تؤكد ان أي صفقة مع الاحتلال حول الاسرى لن تتم إلا إذا كانت مشرفة وترضي الشعب الفلسطيني، والاسرى الصهاينة بحسب ما أعلنت عنهم “كتائب القسام” في مطلع نيسان/أبريل 2016، لأول مرة، هم “أربعة جنود”، وعرضت كتائب القسام صورهم وهم: “شاؤول آرون” و”هادار جولدن” و”أباراهام منغستو” و”هاشم بدوي السيد”، رافضة الكشف عن أية تفاصيل تتعلق بهم دون ثمن.
من جهتها ترفض “حماس” بشكل متواصل، تقديم أي معلومات حول الأسرى لدى ذراعها العسكري في سعيٍ منها إلى إبرام صفقة تحرير للأسرى الفلسطينيين مقابل جنود الاحتلال الذين في قبضتها.
المنسق السابق لملف الأسرى والمفقودين “الإسرائيليين”، موشيه تال، دعا إلى ضرورة الأخذ بإعلان حركة حماس غير العادي حول الأسرى لديها على محمل الجد، وقال تال في حديث لإذاعة “كان” العبرية، إنه مقتنع بمصداقية وجدية إعلان حركة “حماس”، معتبرًا أن هذه فرصة يمكن من خلالها كشف ادعاء حماس أن أحد الجنديين على قيد الحياة.
وطالب حكومة الاحتلال بالاستيقاظ والعمل من أجل التقاط مثل هذه الفرصة، وأضاف: “هناك مجموعة مختلفة من الأدوات يمكن من خلالها التخفيف من شروط الإفراج عن المقاومين الذين سيم إطلاق سراحهم في أي صفقة محتملة”. وفق تعبيره.
المحللون على شاشات الاحتلال رؤوا أن “إعلان كتائب القسام عن تدهور الوضع الصحي لأحد الجنود الإسرائيليين لديها في هذا الوقت بالتحديد يأتي في ظل الضغط على الحكومة الإسرائيلية من قبل عوائل الجنود لديها، لتحريك ملف الاسرى واتمام صفقة للتبادل في ظل التعنت الإسرائيلي في هذا الملف”.
وأكد بعض المحللين أن “هذا التوقيت له علاقة بأزمة النظام السياسي الإسرائيلي، في ظل وجود حالة ارباك وصراع بين المعارضة والحكومة والذهاب الى انتخابات خامسة”، وقالوا إن “رسالة المقاومة ذات طابع تحريضي لذوي الأسرى المحتجزين لدى المقاومة للتحرك في مستوى أوسع ورفع صوتها تجاه الحكومة مطالبين بمعرفة المزيد عن أوضاع أبنائهم”.
وأضافوا ” أن الرسالة الي أرسلها أبو عبيدة غامضة ولا تحتوي على معلمات كافية عن الوضع الصحي للأسير ومن هو ولكن عندما يصدر تعبيراً أن حالة أحد الأسرى متدهورة فإن جميع أهالي الأسرى سيتحركون وذلك لكون هويته غير معروفة حتى الآن، وكلمة تدهور تعني أنه من الممكن أن تؤدي إلى الوفاة في زيادة لحدة الارباك في الشارع الإسرائيلي”.
وشددوا على أن “رسالة أبو عبيدة خطوة ذكية من المقاومة في ظل التباطؤ الإسرائيلي في ملف الاسرى والامتناع عن التوصل الى صفقة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين مقابل أسري فلسطينيين”، مبينًا “لا يوجد رضا من الشارع الإسرائيلي وبالتحديد عائلات الاسرى على أداء الحكومة في هذا الأمر الذي سيترك أثر كجزء من التناقضات الحادة في المجتمع الإسرائيلي”.
دون شك تبدو المقاومة الفلسطينية صاحبة اليد العليا في هذا الملف خاصة انه لا توجد استراتيجية واضحة لحكومة الاحتلال الاسرائيلية تجاه ملف الأسرى، حيث يتناوب الاعلام واهالي الاسرى في اتهامها بالتخلي عن جميع التزاماتها وواجباتها بهذا الخصوص وذر الرماد في عيون عائلات الأسرى، وهذا ان اظهر شيئا فهو يظهر ضغف هذا الكيان ووهنه خاصة في ظل الازمات السياسية المتلاحقة التي يتعرض لها واستعداده لانتخابات خامسة في ظل هذا الارتباك الداخلي المتراكم.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق