ملك الأردن يضع يده على زناد لسانه… ماذا عن القول والفعل تجاه فلسطين
تصدر بين الحين والاخر تصريحات للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، حول القضية الفلسطينية حيث قال موخراً إن بلاده تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، و “لا شيء أهم من القضية الفلسطينية” بالنسبة للمملكة الأردنية، ولكن في الحقيقة وخلال كل السنوات الماضية كان هناك تواطؤ مباشر للسلطة السياسية في الأردن مع الجرائم الاستعماريّة الاستيطانيّة للصهاينة، فالتصريحات التي تصدر من ملك الأردن تبقى مجرد تصريحات لا قيمة لها لأن الواقع أثبت أن هناك علاقات صهيونية قديمة مع السلطات الأردنية،وهذا يؤكد أن الهدف من التصريحات التي تصدر من الحكومة الأردنية على لسان الرئيس الأردني هو مجرد شعارات عديمة الأهمية.
لقاء جمع بين محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان
خلال الأيام القليلة الماضية بحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان، الوضع الفلسطيني، جاء اللقاء مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقب إلى المنطقة في 13 من الشهر المقبل، وفي ظل الانتخابات المرتقبة في إسرائيل وحول اللقاء قالت مصادر فلسطينية إن اللقاء حمل تأكيداً أردنياً على أن أي تطورات سياسية في المنطقة لن تكون على حساب الفلسطينيين الذين أبدوا توجساً من التقارب العربي الإسرائيلي الذي انتهى بحلف جوي وأفكار حول ناتو شرق أوسطي كذلك.
وحسب المصادر، أراد الملك طمأنة عباس، وأراد الرئيس الفلسطيني دعماً أردنياً قبل وصول بايدن. وناقش الملك عبد الله الثاني وعباس في قصر الحسينية، في العاصمة الأردنية عمان، مجمل العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة بين البلدين، وآخر التطورات السياسية، وذلك ضمن سياسة التنسيق المشترك والمتواصل، حسب بيان فلسطيني. وقال عباس: «حيثما يحضر الأردن تكون القضية الفلسطينية حاضرة دائماً».
وفي الوقت الذي استعرض فيه عباس الواقع الصعب في الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس، أكد الملك عبد الله الثاني موقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية، حتى نيل الفلسطينيين حقوقهم العادلة والمشروعة. وقال إن الأردن يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته دائماً وأبداً، ولا شيء أهم من القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن. واتفق الطرفان على أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو «حل الدولتين» الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما اتفقا على أن الخطوة المطلوبة في الوقت الراهن هي وقف الإجراءات الأحادية لفتح المجال أمام استئناف المفاوضات مستقبلاً.
تصريحات في وقت بالغ الحساسيّة
جاءت تصريحات الملك الأردني في وقت بالغ الحساسيّة وذلك قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الامريكي بايدن إلى المنطقة، فخلال التصريحات التي أطلقها الملك الأردني أعاد التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف – المسجد الأقصى المبارك، مشدداً على أن الأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات. لافتاً إلى أن الأردن في اتصال مستمر مع الجانب الأميركي، ويعمل على أن تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للمنطقة في الشهر المقبل.سيحضر العاهل الأردني القمة المشتركة في جدة بحضور الرئيس الأميركي بايدن، وقال الملك عبد الله الثاني إنه سيؤكد على مركزية القضية الفلسطينية، خلال مشاركته في هذه القمة التي تشمل أيضاً دول مجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة الأميركية، ومصر، والعراق. ورفض العاهل الأردني فكرة أنه يمكن تحقيق أي تقدم في التعاون الاقتصادي في المنطقة، دون التقدم في الجهود الساعية للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني. هذا، وكان حل الكنيست الإسرائيلي على جدول أعمال اللقاء، بما في ذلك انعكاساته على فرص تحقيق السلام، إضافة إلى المستجدات في المنطقة.
محمود عباس سيطلب من بايدن الضغط على “إسرائيل “
كان الرئيس الفلسطيني عباس قد وصل إلى عمان عبر مروحيات أردنية حطت في مقر الرئاسة في رام الله من أجل نقله. وأعلن الفلسطينيون عن اللقاء قبل وصول الطائرات، تجنباً لشائعات جديدة حول صحة عباس الذي ينتظر وصول بايدن إلى بيت لحم منتصف الشهر المقبل. وقالت المصادر إن عباس سيطلب من بايدن الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال الأحادية، ودفع عملية السلام إلى الأمام، وإعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس وإعادة فتح مكتب منظمة التحرير في واشنطن، ورفع المنظمة عن قائمة الإرهاب، كما أنه سيبلغه بأن الانتظار أكثر أصبح معقداً وصعباً وأنه مضطر لاتخاذ إجراءات إذا لم تتحرك واشنطن.واتفق الأردنيون والفلسطينيون على الضغط بهذا الاتجاه، على الرغم من أن التوقعات منخفضة بسبب الانتخابات الإسرائيلية المقبلة. وهاجم محمود العالول نائب عباس في رئاسة حركة فتح، أمس، الإدارة الأميركية، وقال إنها تسعى لكسب مزيد من الوقت دون طرح حلول محددة بشأن القضية الفلسطينية. وأضاف العالول، في حديث للإذاعة الرسمية: «الاتصالات الأميركية مع الرئيس محمود عباس، والوفود التي التقت به في رام الله الأيام الماضية، تطالبنا بالانتظار سعياً لبلورة رؤية، وهذا كله شيء ما من التسويف». وأكد العالول أنه «لا يمكن الاستمرار في الالتزام بالاتفاقيات والاعتراف بإسرائيل، وفي المقابل هي لا تعترف بأي شيء وتمارس جميع الانتهاكات والإجراءات» ضد الشعب الفلسطيني.
في الختام من الواضح أن التصريحات التي أطلقها محمود عباس والملك الأدرني لن تقدم شيئاً ، حيث إنهما متواطئان مع الصهاينة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، فمحمود عباس مساهم في معاناة أبناء الشعب الفلسطيني من خلال التنيسق الأمني مع سلطات الكيان الصهيوني، ومن خلال المواقف الخجولة التي يتبناها والتي لا تعتمد على المقاومة المسلحة ضد الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين، من جهة أخر يمكن القول إن اللقاء الذي جمع كلاً من محمود عباس و العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في عمان لم يلق تفاعلاً ايجابياً من قبل الشعب الفلسطيني حيث يؤكد أبناء الشعب الفلسطيني أن ذلك اللقاء قد يكون مقدمة لمعاناة جديدة .
المصدر/ الوقت