كواليس الهجمات الصاروخية على منشآت الشركات الإماراتية في شمال العراق
استهدفت خلال الأيام الماضية منشآت شركة “دانة غاز” الإماراتية في شمال العراق (إقليم مدينة جشمال غربي محافظة السليمانية قرب حدود محافظة كركوك) بالصواريخ عدة مرات. وكانت الصواريخ التي أطلقت على منشآت الغاز الإماراتية من نوع كاتيوشا، وحسب مصادر ميدانية، تصاعد الدخان من السماء بعد هذه الهجمات، لكن التفاصيل الدقيقة للأضرار التي لحقت بهذه الشركة لم تُنشر بعد.
وكان حقل غاز “كومور” في منطقة “قادركرم” في منطقة جمجمال (قرب طريق كركوك – السليمانية) أحد أهداف الصواريخ. في وقت الهجمات نفسه، دقت صفارات الإنذار في المجمع السكني للشركة الإماراتية. يقع المقر الرئيسي لشركة “دانة غاز” في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وقد تم منح حق تشغيل حقلي “كورمور” و “جمجمال” لهذه الشركة، ويعتبر هذان الحقلان (خورمور وجمجمال) من أكبر حقول الغاز في العراق. بعد استهداف شركة دانة غاز للطاقة، سرعان ما تبنت وسائل الإعلام التابعة للتحالف الغربي- العبري- العربي خطاً إخباريًا مشتركًا، وحددت عناصر من منظمة “الحشد الشعبي” التابعين للمقاومة كمنفذين لهذه الهجمات.
وبينما تزعم وسائل الإعلام المقربة من المحور الأمريكي الصهيوني الإماراتي أن قوات تابعة للحشد الشعبي نفذت هذه الهجمات، أعلنت فصائل المقاومة رسميًا أنه ليس لها دور أو تورط في استهداف منشآت الشركة. قد أظهرت تجربة السنوات الأخيرة أنه كلما نفذت المقاومة العراقية عملية ضد الأمريكيين والصهاينة أو عملائهم، فإنهم يعلنون المسؤولية رسمياً بجلاء ولا يخافون من أي حركة أو جماعة.
اعتبر مصدر ميداني مطلع عن كثب يتابع التطورات في العراق استهداف منشآت الشركات الإماراتية والحرب الإعلامية في أعقاب الهجمات سيناريو مشترك منسق مسبقًا. وقال: إن الإمارات وتركيا وراء كواليس هذه الهجمات كقوات خدمة للأمريكيين والصهاينة.
وأضاف هذا المصدر الميداني: في الأيام الأخيرة تقدم الوضع السياسي في العراق إلى درجة شعرت فيها أمريكا والنظام الصهيوني بالتهديد، والآن بمساعدة عملائهما (الإمارات وتركيا) يحاولون تغيير الوضع بهذه الطرق.
وذكر أن سيناريو “التضحية بالنفس” تم اتباعه وتنفيذه في السنوات الماضية، وأوضح أن: وسائل الإعلام في هذا التيار وضعت المظلومية على جدول أعمالها بعد هذه الاعتداءات، ويغرسون في الرأي العام العراقي أن الإمارات تحاول خلق فرص عمل وزيادة دخل الناس، وفي هذا الاتجاه بذلت كل جهودها، لكن قوى المقاومة تعارض هذه العملية وتؤيد جعل العراق يبدو غير آمن.
حاول هذا التيار الإعلامي تقديم الإمارات على أنها الضامن والمنقذ للأمة العراقية في سيناريو “التضحية بالنفس” الذي كان عرضًا متكررًا كما في الماضي ، وإظهار الحشد الشعبي كسبب للدمار وانعدام الأمن وأنه معاد للاستثمار الأجنبي .لكن كما قيل، تغيرت الأوضاع والتطورات السياسية في العراق في الأيام الماضية وكل شيء، بما في ذلك عملية تشكيل الحكومة، وهذا يضر الآن بالتحالف الغربي – العبري – العربي، وقد تسببت هذه القضية في هذه الحركة لشن حرب مشتركة من أجل تحقيق مصالحها، ومنذ سنوات قليلة بدأ الحراك ضد القوى الشعبية يتواصل بقوة أكبر.
في هذه الحرب المشتركة، يحاول المحور الأمريكي الصهيوني وعملاؤه، بما في ذلك النظام السعودي والإماراتي وتركيا وغيرها، تمهيد الطريق لانقلاب في الشارع ضد فصائل المقاومة من أجل تحقيق الهدف الأساسي المتمثل في حل حركة المقاومة ومنظمة الحشد الشعبيي.
الإمارات وتركيا اللتان تلعبان دور إسرائيل الثانية في المنطقة بتوجيه من الأمريكيين، دعمتا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق في السنوات الماضية، ونقلتا موارد الغاز والنفط من بعض المناطق، وخاصة إقليم كردستان، إلى فلسطين المحتلة من خلال إيجاد حالة اضطرابات وقتل في تشرين الأول 2019، وهم الآن يخدمون الصهاينة من خلال إدخال هذا البلد في مأزق سياسي وأزمات وهمية والإشارة إلى أن سببها هو قوات المقاومة في الحشد الشعبي.
وفي الأشهر الأخيرة، وبتنسيق من بعض التيارات العراقية، زادوا جهود الاستيلاء على السلطة في هذا البلد، لكن الحشد الشعبي كان العقبة الرئيسية أمامهم، ولهذا السبب فإن التحالف الغربي- العبري- العربي مع مجموعة التسهيلات الموجودة تحت تصرفه استخدم كل قوته لتدمير هذا التنظيم.
إن إمداد العراق للنفط والغاز شبه المجاني للصهاينة من خلال وساطة الإمارات وتركيا وتقسيم هذا البلد إلى ثلاث مناطق كردية – سنية – شيعية هو فقط جزء من أهداف المحور الغربي – العبري – العربي، ولكن وجود تنظيم الحشد الشعبي يحبط كل هذه المخططات.
المصدر/ الوقت