تمهيداُ للإعلان الرسمي عن التطبیع مع الصهاينة… ابن سلمان يحذف آيات قرانية من المنهاج التعليمي
من جديد، تؤكّد مملكة آل سعود ممثلة بنظامها الحاكم وولي عهدها محمد بن سلمان، حجم خيانتها ومدى عمالتها ضد فلسطين والوطن العربيّ والإسلاميّ حيث كشفت وسائل اعلام تابعة للكيان الصهيوني، أن المملكة العربية السعودية قد بدأت رسميًا بإزالة الآيات القرآنية التي تتحدث عن اليهود وخطورتهم من المنهاج الدراسي في المملكة.
ووصف المعهد الصهيوني، ما أقدمت عليه المملكة السعودية بحذف الآيات القرآنية أنه بداية للقضاء على معاداة السامية وفقًا لقولها.
وأشار المعهد إلى أنه في عام 2021 تم حذف العديد من الدروس التي تصور اليهود والمسيحيين بـ”غير المؤمنين” من المناهج الدراسية، حيث تم إخراج وحدة كاملة من الكتب المدرسية عن الجهاد من المناهج الدراسية.
ولفت المعهد في تقريره إلى أنه قبل ذلك بعام، تم حذف فصل بعنوان “الخطر الصهيوني” تناول مواضيع مختلفة تتعلق بنزع الشرعية عن حق “إسرائيل” في الوجود.
و جاء نقلا عن دراسة لمعهد IMPACT-se الصهيوني في تقريره السنوي عن التعليم المدرسي في السعودية، أنه تم القضاء على “معاداة السامية” إلى حد كبير في الكتب المدرسية في المملكة العربية السعودية.
وحسب المعهد فقد تم إزالة آيات القرآن التي تدعو إلى معاداة السامية، والآيات التي تصف تحوّل اليهود إلى قرود، وتم حذف الآيات القرآنية التي تحرم الصداقات مع اليهود والمسيحيين، وحتى الآيات التي تدين المثلية الجنسية.
وذكر المعهد أنه “تم حذف العديد من الدروس التي تصور اليهود والمسيحيين بأنهم غير مؤمنين، إضافة إلى حذف وحدة كاملة من الكتب المدرسية عن الجهاد من المناهج التعليمية السعودية، كما تم حذف فصل تحت عنوان (الخطر الصهيوني ) و الذي كان يتناول مواضيع متعلقة بالكيان الصهيوني وأبعاده.
وحسب التقرير الذي قدمه معهد IMPACT-SE فإنه و بتعليمات مباشرة من ولي العهد السعودي سيتم حذف جميع المواضيع التي تتناول (معاداة السامية) من المناهج الدراسية السعودية. من الجدير بالذكر أنه و منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد في السعودية، أصبح التطبيع مع “إسرائيل” يستند إلى خطط سياسية وإعلامية مدروسة، وقطعت الرياض شوطاً كبيراً في تهيئة الأجواء العربية للتعايش مع مرحلة جديدة عنوانها الأبرز سيكون “التطبيع الكامل مع إسرائيل”.
نوجز فيما يلي أهم التغييرات التي تم إجراؤها على المناهج السعودية منذ تولي محمد بن سلمان ولاية العهد:
إلغاء النصوص المعادية للسامية والصهيونية واليهودية في العالم.
إلغاء جميع النصوص التي تحارب المثلية و الشذوذ الجنسي.
حذف أي نص يحارب الكيان الصهيوني.
إزالة النصوص التي تلغي أي حق لليهود في أرض فلسطين المباركة.
إزالة آيات قرآنية وأحاديث نبوية تمجد الجهاد في سبيل الله.
إزالة نصوص تحرم السحر والشعوذة.
حذف نصوص تحذر من الشرك بالله وموالاة الكافرين.
إلغاء أفكار أن “إسرائيل” تريد بناء دولة من النيل إلى الفرات.
حذف دروس دينية حول قتال العالم ونهاية اليهود.
الترويج لمصطلحات معادية للخلافة العثمانية ودور العثمانيين
مؤشرات التطبيع
ولعل بداية مؤشرات التطبيع انطلقت في يونيو 2017، عندما أُطلق وسم “سعوديون مع التطبيع”، بعد أيام من زيارة قام بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للرياض في 21 مايو من العام نفسه.
وقبل وصول ترامب إلى الرياض جرى الحديث عن بعد في الزيارة يتعلق بمفاوضات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولا سيما أن محطته الثانية كانت فلسطين المحتلة، من أجل لقاء رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وذهبت بعض الأصوات السعودية للمناداة بضرورة أن تبادر البلدان العربية بخطوات تطبيعية تجاه إسرائيل من أجل كسب ود الإدارة الأمريكية.
ونشرت صحيفة “وول ستريت جورنال”، قبل الزيارة بعدة أيام، تقريراً أشار إلى أن السعودية أوصلت لإدارة ترامب استعدادها لإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل من دون شروط، وأنها بذلك تسحب من التداول المبادرة التي تقدمت بها للقمّة العربية عام 2002، التي تقوم على إقامة دولة فلسطينية على أراضي 1967، وعودة اللاجئين، والانسحاب من الجولان، مقابل الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها. وفي أبريل 2018، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن الإسرائيليين لهم “حق” في أن يكون لهم وطن، مضيفاً في تصريحات أدلى بها لمجلة “أتلانتك” الإخبارية الأمريكية: “أؤمن بأن لكل شعب، في أي مكان، الحق في العيش في سلام في بلاده”.
وشهد شهر مارس من عام 2019، محاولة سعودية لإقناع العرب من أجل التطبيع، عندما اعترض رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، خلال تلاوة البيان الختامي لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي في العاصمة الأردنية عمان، على توصية جاء فيها أن من أهم خطوات دعم الفلسطينيين وقف كل أشكال التقارب والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي.
ودعا آل الشيخ إلى إزالة هذه التوصية؛ باعتبارها صيغت بشكل دبلوماسي، وقال إن هذا الموضوع من مسؤولية السياسيين لا البرلمانيين.
ودفع تصريح آل الشيخ رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، ورؤساء برلمانات آخرين، إلى الرد عليه، وتأكيد ضرورة رفض جميع أشكال التطبيع مع إسرائيل.
كما أرسلت السعودية -أول مرة- منتخبها الوطني الأول لكرة القدم إلى رام الله، في أكتوبر الماضي، لملاقاة المنتخب الفلسطيني، ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم، وكأس أمم آسيا.
إضافة إلى العديد من المؤشرات التي توحي بازدهار العلاقات بين الكيان الصهيوني و السعودية من التعاون العسكري إلى تغير لهجة الاعلام السعودي وفتح المجال الجوي أمام رحلات طيران الاحتلال الاسرائيلي المحظور منذ مايقارب 70 عاماً و السماح للسياح الاسرائيليين بزيارة المملكة، و تكثيف التعاون مع الكيان الصهيونيّ الغاصب في مجال تقنيات التجسس، والتعاون في مجال الأمن والتقنيات.
وإلى ذلك كشف المغرد السعودي الشهير مجتهد عن مكتب سعودي بتركيا يشرف عليه سعود القحطاني مستشار بن سلمان وبأمر من الأخير، يديره العراقي سفيان السامرائي حليف بن سلمان والنظام السعودي، مهمته الترويج للتطبيع مع النظام الصهيوني.. هذا فيما لا تزال وسائل الاعلام تنقل لنا تسارع تطورات العلاقة بين تل أبيب والرياض!! ففي هذا السياق أعلنت قناة كان الصهيونية في 7/6/2022 عن هبوط طائرة صهيونية تقل عارضات أزياء صهيونيات في مطار الرياض.
وحسب مارك شناير وهو حاخام أمريكي على علاقة وثيقة بحكام الخليج “عندما يتعلق الأمر بإقامة السعودية وإسرائيل علاقات، فالسؤال هو: متى، وليس إذا ما كان سيتم ذلك”،
شرعنة التطبيع مع الكيان الصهيوني على مذهب ابن باز
في الوقت الذي تشير فيه تقارير إعلاميّة دوليّة إلى أنّ ابن سلمان يقترب كثيرًا من خطوة إعلان التطبيع العلني مع “إسرائيل”، على خطى حلفائه في الإمارات والبحرين، فإنّ مملكة آل سعود، حاولت منذ أكثر من عام شرعنة جريمة التطبيع من خلال رجال دينها الوهابيين بما أنّ تطبيع العلاقات بين بعض الدول الإسلاميّة والعدو الغاصب يحتاج إلى فتوى شرعيّة، حيث أشار مفتي السعودية السابق – وعضو هيئة كبار العلماء في البلاد، عبد العزيز بن باز، إلى شرعية تكوين علاقات مع الصهاينة، مبرراً ذلك بأنّ كل دولة تنظر في مصلحتها وإذا ما رأت دولة ما ممثلة في حاكمها، أنّ مصلحة المسلمين في الصلح مع الصهاينة وتبادل السفراء والتعاون التجاريّ والمعاملات الأخرى التي يجيزها الشرع، فلا بأس في ذلك.
وبالتالي، بات إعلان الخيانة السعوديّة “المُشرعن وهابيّاً” قاب قوسين أو أدنى، لأنّ المسؤولين السعوديين (باعترافهم) يرغبون في التطبيع مع العدو الصهيونيّ، لكنهم ينتظرون الوقت المناسب لكي يحددوا جدولاً زمنيّاً لخيانتهم، حيث إنّ الرياض لا تريد الاستعجال في إعلان ورقة التطبيع، وإن ولي عهد المملكة، محمد بن سلمان، متردد في المسارعة بالتطبيع مع “إسرائيل” بسبب خوفه من النتائج الخطيرة لذلك.
المصدر/ الوقت