التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

ماكرون يعتزم زيارة الجزائر .. ما هي دلالات الزيارة المرتقبة 

قبل أيام دشّنت الجزائر احتفالات عيد الاستقلال باستعراض عسكري غير مسبوق في العاصمة يخلّد الذكرى الستين لنهاية الاستعمار بعد 132 سنة من الوجود الفرنسي، بحضور قادة عرب. حيث شهدت احتفاليات هذا العام، عرضا عسكريا ، استدعى إغلاق المدخل الرئيسي لشرق العاصمة على طول 16 كلم، حتى يتسنى للجيش إجراء التدريبات على هذا الاستعراض الذي هو الأول من نوعه منذ 33 عاماً.وتمّ تحويل المرور إلى طرق أخرى ، حسب ما أعلنت سلطات ولاية العاصمة، ما تسبّب في اختناقات مرورية كبيرة.وفي دلالة على أهمية المناسبة، تمّ تصميم شعار خاص يظهر منذ أسابيع على جميع القنوات التلفزيونية، وهو عبارة عن دائرة مزيّنة بستين نجمة وفي وسطها عبارة “تاريخ مجيد وعهد جديد”.من جهته بعث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برسالة إلى نظيره الجزائري عبد المجيد تبّون هنّأه فيها بمرور 60 عاماً على استقلال الجزائر عن فرنسا، معرباً عن أمله “بتعزيز العلاقات القوية أساساً” بين البلدين، وفي السياق نفسه يعتزم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة الجزائر، تلبية لدعوة نظيره عبد المجيد تبون، حسب ما جاء في رسالة تهنئة بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال الجزائر نشرتها الرئاسة الجزائرية، عبر وسائل الإعلام الحكومية.

ماكرون يعتزم زيارة الجزائر قريباً

تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خبر زيارة الرئيس الفرنسي إلى الجزائر قريباً من جهةٍ اخرى أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن الزيارة القريبة إلى الجزائر تلبية لدعوة من نظيره عبد المجيد تبون، في خطوة قد تضع حدا لفتور العلاقات بين البلدين. جاء ذلك في رسالة تهنئة أرسلها ماكرون الخميس، إلى تبون بمناسبة الذكرى 60 لاستقلال الجزائر في 5 يوليوز 1962، نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.وقال ماكرون في الرسالة: “أتطلع تلبية لدعوتكم إلى زيارة الجزائر قريبا لنطلق سويا الأجندة الثنائية الجديدة على أساس الثقة والاحترام المتبادل لسيادة بلدينا”.وأضاف: “كما أتمنى أن ننطلق في هذا العمل من الآن من أجل دعم هذا المسعى على أسس متينة وإدراجه في أجندة مشتركة”. حيث إنه وفي 25 أبريل/ نيسان وجه تبون تهنئة لماكرون بمناسبة انتخابه لولاية ثانية ودعاه لزيارة البلاد قائلا: “لنطلق سويا ديناميكية تدفع إلى التقدم في معالجة ملفات كبرى”.وكانت رسالة تبون بمثابة محطة لعودة خطاب المجاملات الرسمية منذ الأزمة الدبلوماسية بين البلدين نهاية العام الماضي والتي دامت 3 أشهر.

القضايا العالقة

خلال الفترة الماضية شهدت العلاقات الجزائرية الفرنسية، مستويات متذبذبة بين التهدئة والتوتر، بسبب طبيعة العلاقات المتشابكة وخاصة ما يتعلق بملفات الذاكرة، والأرشيف الجزائري والتجارب النووية وحساسية الجزائر من التدخل في شؤونها الداخلية. من جهةٍ اخرى اثارت تصريحات الرئيس الفرنسي غضباً في الجزائر وذلك عقب توجية الرئيس الفرنسي تصريحات ضد الجزائر ، وفي 2 أكتوبر الماضي، استدعت الجزائر سفيرها لدى باريس، للتشاور احتجاجاً على تصريحات لماكرون شكك فيها بوجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي (1830-1962) ومن خلال الزيارة القريبة للجزائر يتبين أن فرنسا والجزائر تسعيان لتجاوز جملة من الخلافات والقضايا التي عرفتها علاقاتهما خلال السنوات الأخيرة، حيث يعمل الجانبان على إعطاء دفع جديد لعلاقاتهما بعد طي صفحة الأزمة.فقد سبق وأن انتقدت الجزائر باريس بسبب توفير ملاذ آمن لمنظمة ‘ماك’ الانفصالية التي تطالب بانفصال منطقة القبائل ومنظمة رشاد الإسلامية وعدد من الشخصيات المعارضة الذين تتهمهم السلطة الجزائرية بالإرهاب.

كما أثارت باريس غضب الجزائر من خلال قرار ترحيل العشرات من الجزائريين ممن تتهمهم فرنسا بالتطرف وهو أمر رفضته السلطات الجزائرية وامتنعت عن استقبالهم.وأكد وزير الخارجية الفرنسي حينها جان إيف لودريان خلال زيارة خاطفة للجزائر منتصف أبريل أنه “لا غنى” عن التعاون بين البلدين من أجل استقرار المنطقة.وتحسنت العلاقات تدريجيا في الأشهر الأخيرة، وأعرب الرئيسان ماكرون وتبون في مكالمة هاتفية في الثامن عشر من يونيو الماضي عن رغبتهما في “تعميقها”.

توريد الغاز الجزائري

تتطلع الجزائر لفك عزلتها والاستفادة اقتصاديا من تعزيز العلاقات مع فرنسا في حين تسعى باريس للاستفادة من توريد الغاز الجزائري في خضم أزمة الطاقة. حيث سبق وأن وقعت المجموعة الجزائرية للنفط والغاز “سوناطراك” مع عملاق الطاقة الفرنسي “إنجي” عقدا لتوريدها الغاز الطبيعي عبر الأنبوب العابر للبحر المتوسط نحو إسبانيا، حسب بيان أصدرته الشركة الجزائرية.وجاء في البيان “وقعت مؤسسة سوناطراك مع المجمع الطاقوي الفرنسي إنجي بالجزائر على اتفاقية تتعلق بعقد توريد الغاز الطبيعي عبر خط أنبوب نقل الغاز ميدغاز” الذي ينطلق من حقول الغاز بحسي رمل جنوب الجزائر نحو ألميريا في إسبانيا.

وأضاف البيان “ينص هذا العقد الذي يربط الطرفين منذ سنة 2011 على مراجعة سعر بيع الغاز التعاقدي المطبق على مدى ثلاث سنوات والممتد إلى غاية سنة 2024، مع الأخذ في الاعتبار تطورات السوق” دون توضيح الكميات والسعر.فمنذ غزو روسيا لأوكرانيا والعقوبات التي فرضها الأوروبيون على موسكو، ارتفع سعر الغاز بشكل حاد وقفزت أسعار الطاقة في منطقة اليورو بنسبة 14.9 في المئة على مدار عام، وفقا لبيانات يوروستات التابعة للمفوضية الأوروبية.

آراء الجزائريين عقب الإعلان عن الزيارة

لا يخفى على احد أن تصريحات ماكرون أثارت غضباً وحنقاً في الشارع الجزائري، كذالك ومن خلال وسائل الاعلام بات واضحاً آراء الجزائريين ضد زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون للجزائر في الذكرى الستين لعيد الاستقلال الجزائري حيث إن الإعلان عن الزيارة أثار استياء الجزائريين، فالإعلان عن زيارة ماكرون إلى الجزائر أثار سخطاً حاداً لدى الشعب الجزائري، حيث اعتبر الشعب الجزائري التصريحات السابقة لماكرون إساءة لذاكرة أكثر من 5 ملايين شهيد خلال فترة الاستعمار الفرنسي‎”. وأكد الشعب الجزائري أنّ “جرائم فرنسا ضد الإنسانية بالجزائر خلال فترة الاستعمار لا يمكن أن تكون محلّ مناورة سياسية‎”.

في الختام يمكن القول إنه تقف أسباب علنية وأخرى خفية وراء الزيارة المرتقبة للرئيس إيمانويل ماكرون للجزائر، فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية والعقوبات التي فرضها الأوروبيون على موسكو، ارتفع سعر الغاز بشكل حاد وقفزت أسعار الطاقة في منطقة اليورو بنسبة 14.9 في المئة على مدار عام، وفقا لبيانات يوروستات التابعة للمفوضية الأوروبية. من ناحية اخرى تأتي الجهود الجزائرية لتحسين العلاقات مع فرنسا في خضم أزمة مع محيطها حيث قطعت الحكومة الجزائرية العلاقات الدبلوماسية مع الرباط وطردت السفير المغربي، ومن الجدير بالذكر أن العلاقات تأزمت ايضاً بين الجزائر وإسبانيا العضو في الاتحاد الأوروبي إلى جانب فرنسا بسبب دعم مدريد لمشروع الحكم الذاتي المغربي لمنطقة الصحراء في مواجهة خطط جبهة بوليساريو الانفصالية المدعومة من السلطات الجزائرية.وقامت الجزائر بتعليق معاهدة صداقة ثنائية مع إسبانيا كما علقت التجارة مع مدريد.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق