الشيخ علي سلمان.. صراع الفكر والمعتقل مع النظام البحريني
– منذ ثمانية أعوام والأمين العام لجمعية الوفاق الوطني البحرينية المعارضة الشيخ علي سلمان، داخل المعتقل.. هذا الرجل الذي عرف عنه معارضته الشديدة والسلمية للنظام البحريني، الشيخ منذ بداية حياته السياسية اعتاد على الأعتقال وكانت أول معرفته بالسجن والحياة داخل الزنزانة في بين عامي 1993 و1994، ثم أُعتقل في عام 2013 بسبب خطبة جمعة القاها، ثم تم إطلاق سراحه وفي نهاية عام 2014 أُعتقل وحتى الآن لا يزال داخل سجون نظام المنامة.
في عام 2011 أسس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية وتولى منصب الأمين العام فيها، وفي عام 2006 ترشح لمجلس النواب البحريني ليفوز بكرسي داخل المجلس ومن هناك أطلق أيضاً معارضته لقرارات النظام الظالمة بحق أبناء الشعب البحريني، ولم يكن يفرق بين مذاهب وأعراق الشعب، على عكس سياسات النظام التي كانت تزرع التفرقة والعنصرية والطائفية بين أبناء الشعب البحريني. الفترة الأخيرة تعالت الأصوات التي تطالب بالإفراج عن الشيخ، حيث أطلق ناشطون بحرينيون وعرب أطلقوا حملة الكترونية واسعة للتضامن مع الشيخ علي سلمان. وأظهر وسم الحرية للشيخ علي سلمان على منصة التواصل الإجتماعي تويتر تفاعلاً كبيراً، إذ كُتبت المئات من التغريدات التي تطالب بالإفراج عن زعيم المعارضة في البحرين.
فقد اعتبر الأمين العام السابق لجمعية العمل الوطني وعد رضي الموسوي أن الشيخ سلمان ورفاقه سجنوا من أجل البحرين التي تستحق حياة وواقعاً أفضل مما هي عليه. وأضاف أن البحرين تستحق إنفراجاً أمنياً وسياسياً ناجزاً بالإفراج عن السجناء على خلفية الأزمة السياسية. من جانبه أكد مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية أحمد الوداعي أن مطلب الإفراج عن الشيخ علي سلمان لم يكن يوما مطلباً شعبيًا فحسب، بل مطلب دولي محل إجماع المنظمات الدولية والأمم المتحدة وبرلمانات عريقة. وكل لحظة يقضيها بالسجن هي بصمة عار على سجانيه.
تتعالى أصوات المطالبين بالإفراج عن الشيخ علي سلمان، المعارض البحريني البارز، والأمين العام لجمعية “الوفاق”، والرجل الوطني المعروف بخطابه المعتدل الحازم والجاد. أصوات المطالبين بالإفراج عنه وهو يكمل عامه السابع في السجن لم تقتصر على البحرين فقط، ففي خارجها أيضاً، ثمة من يثق بالرجل وعطائه وأهمية حضوره خارج السجن لكسر الجمود السياسي. أما صدى مظلوميته، قد وصل إلى جنيف، وأزعج داونغ ستريت، وحضر في واشنطن! إنَّ المطالبين بالإفراج عنه إنما يطالبون بالإفراج عن قضية وطن حُبست لكي تحبس إستحقاقاتها لا أكثر.
الشيخ علي سلمان أرهق النظام برؤويته الصائبة وصلابة رأيه سلمية حراكه، ومن سجنه أكد في آخر بيان له أنه يجب على الشعب البحريني أن يتمتّع بأبسط حقوق الإنسان الكريم، وتن يدير شؤونه والتصرّف في البلاد بعيداً عن التعيين والوصاية وتهميش الشعب، وانه مع هذا الشعب في طريق النّصر والثبات والمطالبة السلمية بهذه الحقوق. كما اعتبر أنّ منطلق المحبّة والتّسامح والتّسامي على الجراح وتغليب المصلحة العليا للوطن هو ما جعل قلوب وأيدي البحرينيين مفتوحة دوماً للشركاء في الوطن من أجل الحوار والتوافق على رؤى وبرامج عمل وطني قادرة على التغلّب على التأثيرات الإقليمية والدولية وتحقّق مصلحة الوطن وجميع أبناءه قبل كل شيء.. وفي هذا البيان لم يقصي الشيخ علي سلمان أحداً ولم يستهدف أحداً، بل على العكس تماماً فتح صفحة جديدة مع الجميع وأكد على سليمة الحراك الذي يتبعه وشموليته لجميع أبناء الشعب البحريني.
خطاب الشيخ علي سلمان كان خطاباً إصلاحياً ولم يكن خطاباً طائفياً أو مناطقياً أو حتى إقصائياً إما السلطة الحاكمة فلم تستطيع التعامل مع هكذا خطاب يجتمع حوله أبناء الشعب البحريني من جميع الأطراف والأفكار، مثلاً في محاكمته في عام 2015 قدّم مرافعة عن نفسه قال فيها حرفياً “أعتقد أنَّ المشكلة الأساسية التي عانت منها البحرين في كلّ تاريخها، ولا تزال تعاني منها، تكمن في إحتكار السلطة، وجعلها في أيدي أفراد قلائل يستفردون فيها بإتخاذ القرار السياسي، ويحرمون الشعب من المشاركة الفاعلة فيها”.. مثل هذا الخطاب الذي يطالب بمداولة السلطة في البلاد ومشاركة أبناء الشعب البحريني في تقرير مصيرها، لا تستطيع السلطة الوقوف في وجهه لأنه سيذهب رغماً عنها لقلوب وعقول ونفوس البحرينيين، وبالتالي لم يكن أمام نظام المنامة سوى التصعيد في وجه الشيخ ومنع الزيارات عنه وغيرها من إنتهاكات حقوق الانسان، ولكن منهجية الشيخ علي سلمان في المعارضة تبقى هي الشمس في وجه نظام المنامة الذي لن يستطيع إخفاء نورها عن الشعب البحريني.
المصدر/ الوقت