عمار الحكيم يطرح شبه مبادرة ويحذر من فتنة تستهدف المكون الأكبر في العراق
سياسة ـ الرأي ـ
حذر رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم، من “فتنة” تستهدف المكون الاجتماعي الأكبر في العراق” فيما طرح عدة نقاط بشبه مبادرة.
وقال الحكيم في كلمة خلال تجمع لتيار الحكمة الوطني في العاصمة بغداد بمناسبة حلول محرم الحرام :”في هذا اليوم العظيم وسط هذه الحشود المهيبة نقف وقفة الإباء والشجاعة والكرامة والتضحية وإنها وقفة مع الحقيقة التي لا تغيرها السنين والأزمان ولاتمحوها الحوادث والأيام نقف على أبواب الحسين لنستمد العزم والإرادة. ونستلهم من مشروعه دروس الإصلاح والتغيير ومحاربة الإنحراف”.
وأضاف “اليوم ترتفع الرايات عالياً لتعلن عن تاريخ محطة مصيرية في مسيرة الإسلام المحمدي الأصيل فقد تجلت في هذه المحطة رفعة الحسين العظيم ليكون رمزاً للحياة الحرة الكريمة وللإنسانية ، وكيف لا وهو العظيم بآلامه وصبره وشجاعته وصموده وإنتصاره”.
وتابع إنه “حسيننا المشعل والنبراس الذي ينير مسيرة الإنسانية ويجعل للحياة معنى وللعمر وجوداً تحُفه عقيدة السماء اليوم يقف التاريخ إجلالاً أمام شموخ الحسين وتستلهم الدنيا درس التضحية والإيثار من الحسين وتنحني المعاني كلها أمام مفردة الحسين فمن ذا الذي يجرؤ أن ينال من حسيننا؟ ومن ذا الذي يمكن أن يصل الى قمتنا الشمّاء؟ وهل في الدنيا من يجاري شجاعة أبناء الحسين وطلاب مدرسته المكللة بالبطولة والفداء والشموخ”.
وخاطب الجمهور قائلا :”أيها المناصرون للحق في كل مكان وزمان يا من تجددون البيعة للحسين (عليه السلام) في كل عام ولسان حالكم يلهج بنداء حُسيني صادق يا ليتنا كنا معك سيدي فنفوز فوزا عظيما، ها أنتم تؤكدون العهد مجددا في إحياء هذه المناسبة الحسينية الكبيرة.. بجموع هادرة مؤمنة بمشروعها و وطنها لم يؤخركم عن ذلك حر ولا نصب ولم تؤثر فيكم ماكنة المثبطين والمزيفين وأجندات المرجفين والضالّين”..
وأكد “أنتم وما زلتم كما أنتم مثالا للعطاء في زمن المحن وأصحاب مواقف وثبات عند الشدائد والفتن فأصبحتم عناوين بارزة للتجارب الناجحة ومشاعل صدق في الدروب المظلمة ومصاديق ناصعة في الولاء والطاعة ورجالاً أشداء في المسارات الصعبة فهنيئا لنا بكم وهنيئاً لشعبكم بكم فها أنتم على العهد ثابتون متمسكون ونحو النصر بإذن الله ماضون بارك الله في سعيكم ووفقكم لخدمة بلدكم وشعبكم ومشروعكم في بناء دولة التمكين والإعتدال”.
ودعا الحكيم اتباع تيار الحكمة بالاستمرار “في حماسكم وولائكم وإخلاصكم ولا تأخذكم في الحق لومة لائم فإن النصر حليفكم بإذن الله تعالى “ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز”.
وأشار إلى نقاط “مهمة ومصيرية تتعلق بالشأن المحلي وما يحيط به من أحداث إقليمية متسارعة:
أولا/ ضرورة التماسك الداخلي والوطني
لقد شهدنا خلال الأسابيع الماضية محاولات عديدة لزرع الفتنة والتناحر بين مكونات الشعب من جهة وفي داخل المكون الإجتماعي الأكبر من جهة أخرى.. وهي مساع خبيثة لا تريد بالعراق وشعبه الا شرا ولن تتوقف حتى توقع بين الإخوة وأبناء البيت الواحد.
وأضاف الحكيم “إننا نراهن على وعي العراقيين وحرصهم على التماسك والوحدة ونحيي النفوس الوطنية الأبية و المسؤولة التي تخمد نيران الفتنة و تنظر الى مصالح البلاد العليا و إن كانت متضررة و مجروحة من موقف هنا أو إجحاف هناك ، فذلك لا يصدر الا عن الشجعان و الغيارى و الوطنيين”.
ودعا “جميع القوى الوطنية و الخيرة الى تجاوز الحساسيات والتقاطعات السابقة و فتح حوار جاد ومسؤول بروحية تليق بالعراق و مكانته ، وفتح صفحة جديدة أساسها الثقة المتبادلة و العمل الوطني المشترك كلاً من موقعه و التشارك الفعال في صنع القرارات الإستراتيجية العليا”.
وشدد “لن نقف مكتوفي الأيدي أمام محاولات البغضاء وأصوات الفتن و زج شبابنا في الصراعات والفوضى. فالوحدة العراقية خط أحمر ولن نتهاون في ذلك مطلقا، ولن نسمح لأصابع الحرب الناعمة أن تنال من شعبنا أو تؤجج الخلافات والتحديات والظروف الحساسة التي نمر بها في تحقيق مآربها الخبيثة”.
ودعا زعيم تيار الحكمة الوطني “جميع مؤسسات تيار الحكمة الوطني ولاسيما جماهير التنظيمات أن تبقى يقظة ومستعدة لمواجهة تلك الحملات المضللة الخبيثة وأن تعمل على لم الشمل العراقي وأن تحارب الإشاعات والتخوين بين الإخوة وأبناء البيت الواحد بكل ما أوتيت من منطق وحجة و بصيرة وإيمان”.
وخاطبهم بالقول :”كونوا رُسل تعاون ومحبة وأشيعوا التفاؤل ومنطق الحياة كونوا للحق ناصرين فأنتم طلاب حق ومشروعكم مشروع حق لا تسمحوا مجددا بإعادة مسلسل الإشاعات والتخوين فهي التي قتلت مسلم بن عقيل {ع} في الكوفة وتركته وحيدا بلا ناصر ولا معين، كونوا مصداق شعاركم الذي رفعتموه.. (أحامي أبدا).. وأنتم بحق.. أهلٌ لذلك”.
كما دعا “السياسيين والمعنيين جميعا وأذكرهم بالدماء الطاهرة التي بذلت في سبيل تحقيق حياة حرة كريمة تليق بالعراقيين جميعا.. بأن يدعموا النقاط التالية:
١- إيقاف خطابات التأزيم والإحتقان التي تطلقها منصات الإعلام والتصريحات السياسية السلبية.
٢- عدم تصديق ما يقال عبر منصات مشبوهة وغير رسمية.. والإعتماد حصرا على المصادر الرسمية المعتبرة.. فقرآننا يوصي بذلك ” يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا..”
٣- التركيز على مواجهة التحديات التي تهدد أمن بلدنا ووحدة مجتمعنا وترك الخلافات السياسية جانبا فهي لن تنفع الا عدونا المشترك.. عدو العراق و وحدته.
٤- الإحتكام الى القانون والدستور وحفظ هيبة الدولة ومؤسساتها فهي المسار الآمن لحفظ حقوق الشعب وسيادته.
واستذكر الحكيم “بطولة أبناء الحشد الشعبي الذي بات مؤسسة عسكرية وطنية نفخر بها، ونجدد العزيمة والإشادة بذكراه السنوية المضمخة بالمفاخر والبطولات ونحيي صنوفه الباسلة التي شاهدتموها وشاهدها العالم في إستعراضه الأخير مهيباً واثقاً مظفراً، مما يحتم تجديد الدعوة إلى الإستمرار في مأسسته ودعمه وتطويره ليبقى السند والظهير.
وأشار الى مواجهة الإنسداد السياسي بحكمة وإيثار” مضيفا “اُذكّر نفسي والجميع بأن التاريخ شاهد لا يرحم وأن مواقف الشهامة تأتي من الإيثار والتضحية وقد مرت علينا تحديات جسيمة ومخاطر كبيرة إستطعنا بفضل الله وعنايته وصبر العراقيين وصمودهم أن نتجاوز خطرها ونمضي نحو الأمام فهناك منجزات لا يستهان بها قد تحققت وهي واضحة لكل منصف وهناك تضحيات بُذلت بالأرواح والدماء من أجل تعبيد طريق الحرية والكرامة ويجب علينا إكمال المسيرة لتحقيق ما يليق بالعراقيين وتاريخهم ومكانتهم بين الشعوب”.
ودعا الى “الاتفاق على النجاح و لنتشارك في الإنجاز ونتسابق على تقديم أفضل الأفكار و الرؤى لنكون شركاء حقيقيين في بناء الوطن، لا في بناء المصالح الضيقة ، فعقلية الإحتكار و الإستئثار والتفرد والتنمر لايمكن أن توصلنا لشيء سوى الفراغ و الفوضى والفشل”.
ودعا الحكيم “إنطلاقا من المسؤولية الشرعية والوطنية الى جملة من الإجراءات عسى أن تكون مقبولة من الجميع وأن تسهم في حل المشكلات العالقة في مشهدنا السياسي وهي:
١- أن تكون هناك آلية واضحة وعلنية أمام الشعب في إختيار رئيس الجمهورية وعدم إبقاء ذلك في الكواليس والإجتماعات المغلقة للتخلص من شخصنة الأمور وتأزيم المواقف فالكرد إما أن يتفقوا على مرشح أو يذهبوا الى مجلس النواب بمرشحين يمثلان إستحقاق مكونهم ، ويترك الخيار لما ينتجُه البرلمان وفي وقت زمني محدد وقريب.
وبين “كما حصل في أختيار رئيس مجلس الوزراء من قبل قوى الإطار التنسيقي بمستوى عاِل من المسؤولية ونكران الذات من قيادات الصف الأول وعدد من قيادات الصف الثاني بما انتهى الى تحقيق الإجماع على المرشح محمـد شياع السوداني”.
وأكد الحكيم إن “الحكومة القادمة برئاستها الشابة والحيوية أمام فرصة كبيرة لتسجيل النجاحات الخدمية و العمرانية ونتمنى لرئيسها أن يأخذ هذا الجانب بالإعتبار في إختيار كابينة فاعلة ميدانياً وخدمياً، ولا هم لها الا النجاح و الإنجاز”.
وطالب “بتقديم برنامج حكومي واضح و مقنع وعملي وقابل للتطبيق ضمن جداول زمنية معقولة، تتعهد فيه الحكومة بإنجاز أولويات المرحلة و ما فيه صالح المواطنين خدمة وبناء و إستقرارا كما ننصح الحكومة القادمة بالتركيز على نقاط محددة و رئيسة لتطبيقها و إنجازها بشكل كامل خلال عمر الحكومة”.
وأوضح “أن وجود قيادات الصف الأول في موقع القرار و الإستشارة و الدعم الجماعي ستخفف عن الحكومة أثقالاً عديدة، تجنبها الانشغال بإرضاء الأطراف والأذواق والأمزجة المتباينة و تجعل الحكومة مهتمة بالتنفيذ والميدان أكثر من إهتمامها بالتوازنات وعمليات الترضية والاسترضاء”.
وشدد “أيضاً على جميع القوى السياسية بضرورة التماسك والتفاهم في الملفات الوطنية المفصلية ودعم الحكومة برؤية موحدة تجعلها واضحة الخطوات والأهداف
٢- العمل بجدية لتعديل قانون الإنتخابات بنحو يخلص العراق من عقدة الإنسداد السياسي مع حفظ حقوق المكونات وتمثيلهم العادل. وإنجاز تشريعات قانونية داعمة وواضحة لمسار الترشيق السياسي في التحالفات والقوائم الإنتخابية لتكون الحجوم الإنتخابية حلاً وليس عقدة في العمل والمسار السياسي.
٣- الإتفاق على بوصلة الأولويات السياسية فغيابها هو أشد ما نواجهه اليوم وليست المشكلة في أن نختلف في تفاصيل التنفيذ من حيث أشكاله أو آلياته وإنما المشكلة الكبرى حينما نختلف في تشخيص تلك الأولويات ونبقى نراوح في مواقع التشتت والضعف والوهن فغياب بوصلة الأولويات يعرضنا للضياع والغوص في تفاصيل لا تغني ولا تسمن من جوع فيتوجب تحديد تلك الأولويات والمضي نحوها بقوة وحزم ومن أبرزها :
– الإصلاح الإقتصادي فلاشك بوجود خلل بنيوي في الإقتصاد العراقي الريعي والحاجة الى تدعيم الموارد البديلة عن النفط وإعلانها ثورة تغييرية في قطاع الزراعة والصناعة والسياحة والإستثمار وتحديد خطوات تنفيذها والإعلان عنها أمام الرأي العام لتكشف الحكومة من يريد عرقلة ذلك وتأخيره.
وبين الحكيم “ينبغي لمجلس النواب أن يوعز الى لجانه البرلمانية المختصة بمساعدة الحكومة ومراقبة أداء التنفيذ للخطط المعلنة بأسقف زمنية واضحة.
ولفت الى -الجانب الخدمي و العمراني : في ظل إرتفاع أسعار النفط و الفرص الإقتصادية المتاحة في المنطقة و إنفتاح العالم على العراق ، نتوقع من الحكومة القادمة العمل الدؤوب على جعل العراق ورشة عمل كبرى في إصلاح البنى التحتية و إنجاز المشاريع الخدمية و العمرانية ، من توفير الكهرباء و السكن و الصحة و التعليم و بناء المرافق العامة و الطرق و الجسور و المنشآت الحيوية ، ولاسيما في المحافظات الجنوبية والفرات الأوسط وهي المناطق الأكثر تضرراً والأشد فقراً إذ يجب أن تكون هذه المطالب أولوية قصوى للحكومة الجديدة.
وبين إن” أزمة البطالة وضرورة تشغيل الأيادي العاملة من الخريجين و الشباب مطلب مهم للعوائل العراقية كافة وعلى الحكومة إتخاذ السبل الكفيلة بتشغيل هذه الفئات في جميع القطاعات، فرأس مال البلاد هو الإنسان قبل كل شيء و على الحكومة إستثمار ذلك بأفضل صورة”.
وأكد الحكيم على “أهمية الإعتناء بتقوية المؤسسة الأمنية و العسكرية بكل صنوفها جيشاً وشرطة و حشدا وبيشمركة و غيرها، على أسس المهنية و الوطنية و العقيدة العسكرية السليمة بموازاة التسليح و التدريب والتأهيل فكلها عوامل قوة للدولة والقانون والمجتمع”.
وأضاف “قلناها سابقا و ونؤكدها مرة أخرى:من الضروري تقوية الدولة العراقية بكافة مؤسساتها المدنية والعسكرية لتكون قادرة و مقتدرة، مهنية و خادمة ، نزيهة و شفافة ، لنتخلص من الكيانات الفرعية الموازية لها ، بكل أشكالها غير القانونية”.
وتابع “كما يجب أن تكون محاربة الفساد بكافة أشكاله الظاهرية و المبطنة على رأس قائمة الأولويات الحكومية ، وعلى الحكومة الجديدة تضييق الخناق على المفسدين و محاربتهم و مكافحة أساليبهم الملتوية ، فسمعة العراق و هوية الدولة خط أحمر لايحق لأحد تجاوزه” منوها الى إن “حرمة القضاء العراقي وتحقيق التعاون البناء بينه وبين الحكومة عوامل هامة في كبح المفسدين و مكافحة الفساد، ونتمنى أن نشهد خططاً فاعلة من الحكومة الجديدة في تمكين و دعم رجال الدولة الأكفاء و النزيهين و تصفية الدولة من المفسدين و المتلاعبين بالمال العام”.
ونوه الى ان “معالجة مشاكل الشباب بخطط إستراتيجية صحيحة.. تبدأ على شكل أهداف عملية سريعة التنفيذ..لأن ٦٠٪ من شعبنا تتراوح أعمارهم من ١٨ الى ٢٤ سنة.. وهؤلاء يمثلون أغلبية الشعب.. ويجب أن نستمع لهم.. وأن نساعدهم ليكونوا مثالاً حسنا قادرا على بناء أسرة تسهم في بناء المجتمع.. إذ لا يمكن أن نتقدم بالبلد خطوة من دون جيل متعلم واع”.
ثالثا/ لا يمكن السكوت عن إنتهاك السيادة العراقية
وقال الحكيم :”ما زلنا نشهد إنتهاكات صارخة للسيادة العراقية وقد أكدنا مراراً أننا لسنا ممن يسيء لجاره أو يرغب في تعكير أجواء العراق مع جيرانه ولاسيما مع وجود روابط تاريخية وثقافية ومصالح إقتصادية تربطنا بهم لا ديننا يسمح بذلك ولا ثوابتنا الوطنية تسمح بذلك، ونريد السلام والأمان مع الجميع لكن شريطة أن لا يكون على حساب الكرامة العراقية فلا خير في العيش بلا كرامة”.
وأوضح إن “الجريمة النكراء التي حدثت قبل أيام في إحدى مصايف محافظة دهوك العزيزة لا يمكن السكوت او التغافل عنها وهي سلسلة متصلة من أحداث التوغل العسكري التركي في الأراضي العراقية لاسيما بعد أن تأكد عدم وجود مذكرات تفاهم مع الجانب التركي تسمح بتوغل قواتهم العسكرية داخل الأراضي العراقية؟ وعدم توفر غطاء قانوني لقواعدهم والعشرات من مثاباتهم العسكرية بذريعة مكافحة الإرهاب؟”.
وعدها “ملفات حساسة وخطيرة وعلينا أن نضع حلولا سريعة وآنية لمعالجة ذلك فالمشاكل لا تحل بالتصريحات وبيانات الشجب والإستنكار وإنما تحتاج الى حلول ومنطق ورؤية واضحة وحاسمة ويجب أن نكون واضحين مع أنفسنا أولا وأن نكون حازمين تجاه ما يعرض أمن العراق وسيادته الى الخطر والانتهاك
رابعا/ التوازن الدولي في السياسة الخارجية
وقال الحكيم ان “هناك متغيرات متسارعة تشهدها المنطقة والعراق يقع في قلب هذه المتغيرات ولا يمكن أن ينأى بنفسه عنها دون أن تكون لديه منهجية واضحة في سياسته الخارجية وهناك فرص كبيرة يستطيع العراق من خلال علاقاته الإيجابية أن يكون فاعلا فيها فموقعه الجغرافي وعمقه التاريخي يؤهله لذلك، وويستطيع العراق أن يحول لغة الصراع في المنطقة الى لغة تنافس وتعاون من خلال تعميق سبل الحوار وتذليل الصعوبات وإستثمار خيرات المنطقة لصالح شعوبها على الوجه الأمثل.
وشدد “لن يكون ذلك بوجود تحالفات إقليمية أحادية لدوافع دولية غريبة عن منطقتنا فنحن أدرى بمصالحنا ولا نحتاج لوصاية أحد في شؤوننا فكما أننا نرفض الإعتداء والتجاوز على أراضينا وشعبنا ، ونحذر من ذلك وآثاره الوخيمة ، فإننا في الوقت نفسه لا نقبل بتعريض أمن جيراننا الى الخطر سواء تركيا أو غيرها ، عبر السماح بتواجد المجموعات التي تزعزع أمنها من داخل الأراضي العراقية ، فدستور العراق يمنع أن يكون العراق مقراً أو ممراً للإرهاب”.
ودعا “الحكومة القادمة الى تعزيز العلاقات الإقليمية و الدولية مع كافة الأطراف بعيداً عن التمحور و الإصطفافات ، وإن التراكم في هذا المجال هو لصالح الدولة و مصالحها على أسس الإحترام المتبادل و المصالح المشتركة و الشراكات الفاعلة، لا تسمحوا للأجسام الطارئة أن تتحكم بمصيرنا ولا تسمحوا للطارئين أن يسلبوا أمن شعوبنا وسلامها”.انتهى