في وضح النهار… المرتد سلمان رشدي ينال العقاب أخيراً
سلمان رشدي، المؤلف المرتد لكتاب “الآيات الشيطانية”، الذي أهان نبي الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) في الماضي البعيد، وقع في قبضة العدالة بعد 34 عامًا.
تعرض رشدي، الذي نادراً ما کان يظهر في الأماكن العامة، للهجوم يوم الجمعة عندما كان على وشك إلقاء خطاب في مدينة نيويورك.
وأظهرت مقاطع الفيديو والصور المنشورة، أن رجلاً اندفع نحو مسرح الخطاب وضرب سلمان رشدي بالسكين أو بقبضة اليد، ما جعله يسقط على الأرض، فتم نقله على الفور إلى المستشفى بطائرة هليكوبتر، وألقت الشرطة القبض على المهاجم.
وذكرت وسائل الإعلام أن رشدي تعرض للطعن 10 أو 15 مرة، لكنه لا يزال على قيد الحياة. على الرغم من أنه كما يقال حالته حرجة ولا يعرف ما إذا كان سينجو أم لا.
كما أفادت بعض المصادر بأن عصب ذراعه انقطع وتلف الكبد، وقد يفقد إحدى عينيه. وأكدت شرطة نيويورك في بيانها، أن سلمان رشدي تعرض للطعن مرة واحدة على الأقل في رقبته، ومرة في البطن.
وحسب شرطة نيويورك، فإن الشخص الذي هاجم سلمان رشدي هو رجل يبلغ من العمر 24 عامًا يُدعى “هادي مطر”، ويعيش في نيوجيرسي.
وقالت السلطات الأمريكية المحلية إن الدخول إلى هذا البرنامج کان متاحاً للجمهور، ويمكن للجميع المشاركة في الحدث عن طريق شراء تذكرة، وقد عرّضت هذه القضية حياة رشدي للخطر، وعوقب أخيرًا على الإهانات التي وجهها إلى المقدسات الإسلامية.
على الرغم من أن العديد من المسلمين كانوا ينتظرون موته، إلا أن هذا الفعل أصبح أيضًا مصدر عزاء للمسلمين بعد أكثر من ثلاثة عقود. يشار إلی أنه لقتل سلمان رشدي، رصدت مكافأة تتراوح بين 3 و 4 ملايين.
حياة سرية تحت حماية أمنية مشددة
كتاب “الآيات الشيطانية” الذي دافع عنه رشدي بكل فخر، وادعى أنه إذا كان بإمكانه العودة إلى الماضي لعاد إلی تأليف هذا الكتاب، كان إهانةً لنبي الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم) ومقدسات أكثر من مليار مسلم.
بعد نشر هذا الكتاب عام 1988، أثار سلمان رشدي غضب المسلمين، ولهذا تحوَّل إلى حياة سرية في ظل ظروف أمنية مشددة. وبعد نشر هذا الكتاب، أصدر الإمام الخميني(رحمه الله) فتوى بشأن ارتداده، وتحول رشدي إلى حياة سرية خوفًا من ردة فعل المسلمين.
وخلال مقابلة مع وسائل الإعلام البريطانية، تحدث رشدي عن شعوره بعد سماعه حكم ارتداده بالقول: “لم يكن شعورًا جيدًا. شعرت أنني ميت. كان من المستحيل بالنسبة لي في ذلك الوقت أن أمشي دون حارس شخصي، وأذهب للتسوق، وأقابل عائلتي، وأرکب طائرةً.”
إن الخوف والرعب اللذين سيطرا على وجود هذا المرتد کانا کبيرين جداً، ويقال إنه في الأشهر الأولى بعد نشر “الآيات الشيطانية” وإثارة اعتراضات المسلمين على محتواه المناهض للدين، غيَّر سلمان رشدي مكان إقامته 57 مرة خلال خمسة أشهر، ولم يسمحوا حتى لأي من أقاربه ومعارفه بزيارته، وهذا المستوى من الإجراءات الأمنية يوضح مدى خوفه من غضب وانتقام المسلمين.
أخذت الحكومة البريطانية، التي كانت قد مهدت الطريق لنشر كتاب الآيات الشيطانية، على عاتقها مسؤولية حماية حياته من خلال إنفاق الكثير من المال. وفي عام 2007، منحت بريطانيا جائزةً لسلمان رشدي، ما أدى إلى احتجاجات من قبل المسلمين في جميع أنحاء العالم.
تعرض سلمان رشدي لمحاولة الاغتيال عدة مرات لكنه نجا منها جميعاً. وكانت المخاوف من رد فعل المسلمين ضد سلمان رشدي إلى درجة أن شركات الطيران البريطانية والكندية قد نظرت في حظر سفر سلمان رشدي لفترة طويلة، بسبب سلامة رحلاتها.
وقبل عامين، اضطر سلمان رشدي إلى السفر إلى الولايات المتحدة واستقر في مانهاتن بنيويورك، بسبب احتجاجات الشعب البريطاني على تكلفة مليون دولار لحمايته.
كان رشدي يخضع لإجراءات أمنية مشددة في بريطانيا، وحتى مكان إقامته كان يخضع للحراسة على مدار 24 ساعة في اليوم. لكن في أمريكا، كانت قوات الأمن تحميه في الأماكن العامة فقط، وبطريقة ما تم تقليل حمايته في أمريكا إلى حد ما.
في أمريكا، استمر رشدي في العيش بسرية وحراسة، واکتفی بالظهور القصير في بعض الاحتفالات فقط، وأخيراً تسبب وجوده بين الناس إلى تعرضه للهجوم ودخوله المستشفى.
تحذير لترامب وبومبيو
بينما تدعي حكومة الولايات المتحدة دائمًا أن أجهزة المخابرات في هذا البلد هي الأفضل في العالم وترصد كل التحركات، فإن الهجوم على سلمان رشدي أظهر ضعف أجهزة المخابرات في هذا البلد، وتبين أنه حتى الإجراءات الأمنية الصارمة لا يمكن أن تمنع محاولة الهجوم علی الناس.
وبما أن سلمان رشدي كان تحت الإجراءات الأمنية للقوات البريطانية والأمريكية منذ 34 عاما، خوفاً من رد فعل المسلمين بسبب إهانته لرسول الإسلام(صلى الله عليه وآله وسلم)، ولکنه تعرض أخيراً للهجوم في الأماكن العامة، سيكون الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو وآخرين ممن تورطوا في الاغتيال الوحشي للواء سليماني ورفاقه، والذين يعيشون تحت حماية صارمة من قوات الأمن خوفًا من الانتقام، قلقين للغاية بشأن هذه القضية.
لقد أظهر الهجوم على سلمان رشدي أن الانتقام من مرتكبي الجرائم والمجرمين على الأراضي الأمريكية ليس بالمهمة الصعبة، وبعد هذا سيشعر ترامب وبومبيو والمجرمون الآخرون الذين أساؤوا استخدام موقعهم في الحكومة الأمريکية، بمزيد من الخطر.
وبما أنه تم تحذير هؤلاء المجرمين مرارًا وتكرارًا من أن الجناة الرئيسيين في اغتيال اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لقوة القدس، سيدفعون ثمن جريمتهم ويجب تقديمهم إلى العدالة، في السنوات الثلاث الماضية خشي ترامب ومرتكبو هذا الاغتيال الآخرون من الانتقام، ولم يجرؤوا حتى على السفر خارج الولايات المتحدة.
حتى بومبيو ادعى مرارًا وتكرارًا أن الإيرانيين يخططون لاغتياله، ولهذا السبب، عززت الحكومة الأمريكية الحراسة الأمنية لترامب وبومبيو.
وفي الآونة الأخيرة أيضًا، يزعم جون بولتون، المستشار الأمني السابق للبيت الأبيض، والذي لعب دورًا مهمًا في اغتيال اللواء سليماني، أنه تعرض لمحاولة اغتيال في الأيام الأخيرة، ويخشى الرد الانتقامي.
بدوره قال مارك إسبر، وزير دفاع إدارة ترامب، مؤخرًا أيضاً إنه يخضع للمراقبة والحماية الأمنية الحكومية على مدار الساعة.
لذلك، كان الهجوم على سلمان رشدي بمثابة جرس إنذار لمرتكبي اغتيال اللواء سليماني، حيث إنه حتى لو كانوا تحت حماية واسعة من قوات الأمن، فإن الانتقام قريب منهم.
رغم أنه من الممكن أن يكون الهجوم على سلمان رشدي ومحاولة اغتيال جون بولتون المزعومة قد تم تنفيذهما في الوضع الحالي بهدف اتهام إيران، ومن الممكن أن تكون وكالات الاستخبارات الأمريكية والصهيونية متورطةً في هذا العمل، في هذه الحالة من الواضح أنه على الرغم من الإجراءات الأمنية الصارمة، فإن مثل هؤلاء الأشخاص يمكن أن يصبحوا أيضًا ضحايا للسياسات الأمريكية الجشعة، ولا يهم ما هو موقع هؤلاء الأشخاص، وبالتالي ليس من المستبعد أن يواجه ترامب وبومبيو وغيرهما مثل هذا المصير في المستقبل، لأن وكالات الاستخبارات في الکيان الإسرائيلي وأمريكا، لديها خبرة في مثل هذه الأعمال في سجلاتها السوداء.
لذلك، لن يثق ترامب نفسه وزملاؤه الآخرون في أجهزة الأمن والاستخبارات في بلدهم بعد الآن، وقد يضطرون إلى توظيف حراسهم الشخصيين على نفقتهم الخاصة لحماية حياتهم.
المصدر/ الوقت