التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

من خلال احتجاز السفن الأمريكية… إيران تستعرض عضلاتها البحرية 

بينما رفعت أمريكا مستوى التوترات بمغامراتها العسكرية في الخليج الفارسي والبحر الأحمر، أثبتت قطاعات مختلفة من البحرية الإيرانية مرارًا وتكرارًا أنها مستعدة تمامًا لأي هجوم من قبل الأعداء.

إيران، التي طورت على مدى سنوات أمن حدودها خارج المياه الإقليمية في الخليج الفارسي، لا تسمح للأطراف الأجنبية بتهديد الأمن في هذه الممرات المائية الاستراتيجية.

وفي هذا الصدد، احتجزت البحرية الإيرانية المسؤولة عن أمن الحدود البحرية إلى جانب الحرس الثوري، الخميس، سفينتي استطلاع تابعتين للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر.

وفي بيان حول تفاصيل ضبط هاتين السفينتين، أعلنت البحرية الإيرانية أن مدمرة “جماران” واجهت عدة قوارب أمريكية خاصة لجمع البيانات تم ترکها على طريق الشحن الدولي، وطالبت مراقب هذا النوع من المعدات بوقف هذا النوع من السلوك وتغيير اتجاه السير.

وحسب بيان الجيش الإيراني، فقد استولت المدمرة جماران على هذه السفن بعد تحذيرها للسفينة الأمريكية مرتين لمنع وقوع حوادث محتملة، ولضمان سلامة الملاحة من خلال مراقبة نقاط الأمن والسلامة للسفن المذكورة أعلاه، وبعد الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة الملاحة، تم الإفراج عن السفن المذكورة في منطقة آمنة بقرار من قائد المدمرة الإيرانية، وتسليمها للوحدات الأمريكية.

تقول إيران إنها نشرت مدمرة جماران في هذه المنطقة البحرية منذ شهرين، لحماية السفن التجارية الإيرانية من هجمات القراصنة المحتملة.

يقال إن هذه السفن غير المأهولة كانت من نوع “سالیدرون اکسبلورر”، وهي مزودة بأجهزة استشعار ورادار وكاميرات ومبرمجة للإبحار وجمع المعلومات. وقال مسؤول أمريكي لم يذكر اسمه، إن كاميرات هذه السفن مفقودة، ولا يُعرف ما إذا كانت البحرية الإيرانية قد استولت على هذه الكاميرات أو انفصلت عن القوارب أثناء الدوريات.

يحدث التوتر الأخير بين إيران والولايات المتحدة في البحر الأحمر، بينما أعلن مسؤولون في واشنطن يوم الخميس إطلاق شبكة من الطائرات دون طيار والسفن دون طيار بالتعاون مع الکيان الصهيوني والدول الخليجية.

يظهر الاستيلاء على السفن الأمريكية، والذي حدث عدة مرات في الخليج الفارسي وهذه المرة في البحر الأحمر، أنه على عكس ما يزعم مسؤولو واشنطن بأنهم القوة الأولى في المنطقة، فإن إيران هي التي تتولی تأمين الحدود البحرية في المنطقة، ولا تسمح للأمريكيين بفعل ما يحلو لهم في الخليج الفارسي والبحر الأحمر.

يزعم مسؤولو البيت الأبيض أنهم ضمّنوا أمن الکيان الصهيوني والمشيخات العربية بوجود عسكري قوي في الخليج الفارسي والبحر الأحمر، لكن أمريكا لا تستطيع حتى الدفاع عن زوارقها، وقد ثبت زيف هذا الوجود العسكري للجميع.

إن استيلاء الإيرانيين على زوارق أمريكية في البحر الأحمر مهم من ناحية أنه حتى الآن اقتصر التوتر بين البلدين على الخليج الفارسي فقط، ولكن في السنوات الأخيرة، وبسبب الأهمية الاستراتيجية لمضيق باب المندب والبحر الأحمر، امتدت هذه المواجهة إلى خارج الخليج الفارسي.

کما يشير وجود القوات الإيرانية في البحر الأحمر، إلى أن نطاق القوة الإيرانية قد تجاوز الخليج الفارسي، وهذا الوجود ليس مؤقتًا واستعراضيًا، ولكنه يتم لضمان الأمن البحري.

هذه الإجراءات هي نوع من التحذير للولايات المتحدة، التي استولت في السنوات الماضية على ناقلات نفط إيرانية خارج الخليج الفارسي لمنع تصدير نفط هذا البلد. لكن إيران الآن هي صاحبة اليد العليا في الساحة البحرية، وباحتجازها لناقلات النفط وقوارب التجسس الأمريكية، فإنها ترد على اللص الأمريکي بالشکل المناسب.

ارتباك واشنطن تجاه طهران

يقال إن الأمريكيين استجدوا القوات الإيرانية للإفراج عن زوارق التجسس، لكن نشر فيديو إخلاء سبيل هذه القوارب في وسائل الإعلام الأمريكية ومع الروايات المختلفة للمسؤولين الأمنيين في هذا البلد، يتم للتغطية على ضعفهم أمام طهران.

حقيقة أن القوات الأمريكية تجنبت القيام بعمل عسكري لتحرير هذه الزوارق، تدل على أن الأمريكيين أدركوا قوة إيران في المنطقة، وهم ليسوا مستعدين للدخول في مواجهة ليس لها نهاية سعيدة لواشنطن، لأنهم تذوقوا من قبل قدرات القوات الإيرانية.

من ناحية أخرى، كان موقف مدمرة جماران في هذا الحادث هجوميًا وليس دفاعيًا، ما يشير إلى أن المبادرة كانت في أيدي الإيرانيين. وبعبارة أخرى، فإن الوجود القوي للسفن الإيرانية في البحر الأحمر هو تحذير لواشنطن وحلفائها بأنهم إذا ارتكبوا خطأ، فإن مستعدة للتعامل مع هذه التهديدات.

في الماضي، حذر المسؤولون الإيرانيون من أنه إذا استمرت واشنطن في إثارة التوتر حول حدود إيران، فيمكنهم إغلاق مضيق هرمز، مما يعيق نقل النفط إلى الغرب. لكن الآن امتدت قوة إيران إلى المحيطات، ما يظهر أن هذا البلد قد حقق قوةً تحدد أمن حدوده خارج المياه الإقليمية.

تحالف إيران مع روسيا والصين

الاستعراض الإيراني للقوة في البحر الأحمر والمحيط الهندي لم يحدث بين عشية وضحاها، بل في السنوات الأخيرة، وبمساعدة روسيا والصين، شكلت هذه الدولة تحالفًا بحريًا في المياه الخارجية لترسيخ أمن سفنها ومواجهة إجراءات الولايات المتحدة المزعزعة للاستقرار، وقد تم إجراء مناورات مشتركة في البحر الأحمر والخليج الفارسي والمحيط الهندي في هذا الاتجاه.

يشير الوجود البحري الإيراني في البحر الأحمر، والذي تضاعفت أهميته هذه الأيام بسبب التطورات في اليمن ووجود الصهاينة، إلى أن الولايات المتحدة ستواجه تحديات خطيرة في المستقبل، وأن خصمها موجود دائمًا في الساحة ولن يسمح لها بالقيام بما يحلو لها في مياه المنطقة كما كان من قبل.

فيما يتعلق بالقدرات البحرية الإيرانية، يكفي أن إيران تتمكن بسهولة من الاستيلاء على السفن الأمريكية في الخليج الفارسي والبحر الأحمر، لكن واشنطن التي فرضت عقوبات على إيران، لا تجرؤ على منع نقل شحنات النفط الإيراني إلى فنزويلا في أمريكا اللاتينية، التي تعتبرها “حديقتها الخلفية”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق