الإعلام الصهيوني: كل أسلحة إسرائيل واستخباراتها ليست كافية لاحتواء القوة الصاروخية لـ”حزب الله”
أشارت وسائل إعلام عبرية إلى أنه في حال اندلاع أي حرب مع حزب الله، ستوجه آلاف الصواريخ الدقيقة إلى فلسطين المحتلة وقالت: “حتى الأسلحة والمعلومات الإسرائيلية لن تكون كافية للتعامل مع القوة الصاروخية لحزب الله”. وبينما يتزايد خوف الصهاينة وقلقهم من القوة العسكرية لحزب الله يوما بعد يوم، أعلن موقع “واللا” الإسرائيلي بنشر تقرير أن جهاز الأمن الإسرائيلي يقدر أنه في حالة اندلاع حرب جديدة مع حزب الله، سيتم إطلاق آلاف الصواريخ نحو إسرائيل (فلسطين المحتلة) في غضون أيام قليلة ولن يتمكن الجيش من التعامل مع هذا القدر من النيران. ويتابع التقرير، على عكس الحروب الأخيرة مع الفلسطينيين، إن كل أسلحة إسرائيل الهجومية والاستخبارات الدقيقة لن تكون كافية لاحتواء القوة الصاروخية لحزب الله.
كما أعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الصهيونية، الخميس الماضي، في تقرير أشارت فيه إلى قلق الأوساط السياسية والعسكرية وقيادات هذا النظام من أي مواجهة مع حزب الله اللبناني وقالت ” إنه بعد أربعين عاما من تأسيس حزب الله اللبناني أصبحت هذه الحزب أكبر حركة وأكثرها تسليحا في منطقة الشرق الأوسط”.
واستكمالا لتقرير هذه الصحيفة الإسرائيلية، يذكر أنه خلال هذه السنوات، عزز حزب الله قوته العسكرية ويضم 100 ألف جندي مدرب الآن، ويقول حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، إن لديهم صواريخ دقيقة التوجيه يمكنها مهاجمة أي جزء من إسرائيل (فلسطين المحتلة) وبمقدورها منع السفن الإسرائيلية من الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، ولديهم أيضًا طائرات دون طيار متقدمة قادرة على استهداف المواقع الإسرائيلية، أو جمع المعلومات عنها.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية في استمرار لتقريرها: إن “إسرائيل اليوم تعتبر حزب الله أخطر تهديد مباشر لها، وتوصلت في التقييمات إلى أن حزب الله لديه أكثر من 150 ألف صاروخ دقيق”. وفي مطلع تموز / يوليو، أطلق حزب الله 3 طائرات مسيرة في المنطقة البحرية التي تقع فيها منصة الغاز الإسرائيلية، وحذر “نصر الله” من أن إسرائيل ليس لها الحق في استغلال المنطقة المتنازع عليها قبل التوصل إلى اتفاق مع لبنان بشأن قضية ترسيم الحدود البحرية.
وكتب موقع “والاه” الإسرائيلي أن “الخشية في المؤسسة الأمنية هي من هجمات أخرى لحزب الله “، مشيراً إلى أن “إسرائيل أمام مشكلة في كيفية الرد وأمامها خياران، إما الاستعداد للعملية القادمة، وإما المخاطرة بتصعيد مع حزب الله”.
وأضاف: “اعتراض الطائرات المسيّرة الثلاث التي شقت طريقها إلى منصة الغاز كاريش أمس، يتزامن مع محاولات المؤسسة الأمنية تهدئة الحماس”. ورأى الموقع أن “عملية حزب الله تحمل في طياتها تداعيات مهمة على المفاوضات لتحديد الحدود البحرية، ونطاق القوات التي سيكرسها الجيش الإسرائيلي الآن لحماية المنطقة ومواجهة التهديدات الأخرى. هذا الى جانب المس بالشعور بالأمن لدى العاملين في منصة الغاز كاريش، الذين تعرفوا اليوم على نموذج واضح لما حزب الله قادر على فعله إذا قرر تغيير هدف الطائرات المسيرة من المراقبة إلى الهجوم، وحتى إلى إطلاق الصواريخ ضد المنصة”.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، “كان الهدف من إطلاق المسيرات، بالنسبة إلى حزب الله، والتي كانت غير مسلّحة، هو إرسال إشارة إلى إسرائيل بضرورة الاستجابة لهذه المطالب. رسالة حزب الله واضحة: نحن قادرون على إرسال مسيرات، لكن هناك أدوات أخرى تعرف كيف تنفجر في المنصة عندما تكون فاعلة”. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أنه “لدى حزب الله قدرات أكثر أهمية بكثير من القدرة التي تم إظهارها بالأمس، والتي كان هدفها الأساسي هو إيصال رسالة وليس بالضرورة إلحاق الأذى”، مضيفة إن “الكلمة الأخيرة في المعركة على المياه الاقتصادية لم تقل بعد، ومن المتوقع أن تستمر”.
وقال الإعلام الإسرائيلي إن “حماية منصة كاريش، وهي منصة تقع على بعد حوالي 100 كيلومتر من الشاطئ، تعدّ أكثر تعقيداً من حماية منصة لفيتان، على سبيل المثال، التي تبعد عشرة كيلومترات عن شاطئ دور”. ويدعي الإعلام الإسرائيلي أن “إسرائيل” تدرس رداً عسكرياً على حزب الله عقب تفعيل طائرات مسيرة باتجاه منصة “كاريش” أمس. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن “مصادر أمنية أثارت مخاوف من أن حزب الله سيحاول في المرة القادمة إرسال العديد من الطائرات المسيرة، لأن تفعيلها أرخص بكثير من عمليات الاعتراض الإسرائيلية”، مشيرة إلى أن هناك “خيار آخر وهو إرسال طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات”.
لقد أجبرت نتائج حرب لبنان الثانية المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية على ضرورة إجراء مراجعات شاملة لمدى جاهزية الجيش الإسرائيلي، في ضوء مواجهة تحديات حزب الله بأسلوبه القتالي، الذي يدمج بين حرب العصابات والقدرات العسكرية النظامية، وخاصة القدرات الصاروخية، ما تطلب من “إسرائيل”، التحرّك على جميع الصعد، لإعادة الهيبة إلى جيشها أو ما سمي “تعزيز الردع” بعد الإخفاق في المواجهة العسكرية.
المصدر/ الوقت